أصلي فأبكي في الصلاه لذكرها = لي الويل مما يكتب الملكان
ضمنت لهـــا أن لا أهيم بــغيرها = وقد وثقت مني بغير ضمـــان

شكت فقرها فبكت لؤلؤًا = تساقط من جفنها وانتشر
فقلت وعيني علي دمعها = أفقر وعيندكِ هَذي الدّرَر ؟

قالت : ألا لا تلجن دارنا = ان أبانا رَجُلُ غامِرُ
قلتُ : فإنِّي طالبُ غرةً = منهُ وسيفي صارِم بتارُ
قالت : فإن القصرَ عالي البنا = قلت : فإنِّي فوقهُ ظاهرُ
قالت : فإنِّ البحرَ من دوننا = قلت : فإنِّي سابحٌ ماهرُ
قالت : فحولي إخوهٌ سبعهٌ = قلتُ : فإنِّي غالبٌ قاهرُ
قالت : فإن الله من فوقنا = قلت : فربي راحمٌ غافرُ
قالت : لقد أعييتنا حُجةً = فأتِ إذا ماهجع السامِرُ

حَوراءُ لو أبصرت يوماً وجهها = لَحَسِبتَ أن البَدرَ بينَ الناسِ
فكَأَنَّها خُلِقَت وَحَولَ عُيونِها = خُلِقَ الجمالُ مُسَيَّجاً بالآسِ

تكادُ تضيء النارُ بينَ جوانحي = إذا هِيَ أذكتها الصبابَةُ والفِكرُ
معللتي بالوصل ؛ والوصل دونهُ = إذا بِتُّ ظماناً فلا ننَزَلَ القَطرُ
حفظتُ ؛ وضيعتِ المودةَ بيننا = وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لَكِ الغَدرُ
وفَيتُ ؛ وفي بعض الوفاء مَذَلَّةٌ = لإنسانةٍ في الحيِّ شيمتها الغدرُ
تُسائلني : مَن أَنت ؟ وهي عليمَةٌ = وهَل بفتي على حالهِ نُكرُ؟
فقلتُ كما شاءت وشاء لها الهوى : = قتيلُكِ ، قالت : أيهُم ؟ فهُمُ كُثرُ

باح مجنونُ عامرٍ بهواهُ = وكتمتُ الهوى فمتُّ وحدي
فإذا كانَ في القيامَةِ نُودي = من قتيلُ الهَوَى ؟ تَقَدَّمتُ وَحدِي

ان العيون التي في طرفها حور = قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به = وهن اضعف خلق الله انسانا

يا أم عمرو جزاك الله مكرمة = ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به = فكيف يلعب على الانسان انسانا

لحى الله أقواما يقولون إننا = وجدنا طول الدهر للحب شافيا
وعهدي بليلى وهي ذات مؤصد = ترد علينا بالعشي المواشيا
فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها = وأعلاق ليلى في فؤادي كماهيا

أقضي نهاري بالحديث وبالمنى = ويجمعني والهم بالليل جامع
لقد ثبتت في القلب منك محبة = كما ثبتت في الراحتين الأصابع