ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الشعبي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   مختارات (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7903)

أبوناهل 08-11-2009 04:22 AM

(نصائح إبن الرومي )


دعِ اللَّومَ إن اللَّومَ عونُ النوائِبِ
ولا تتجاوز فيه حدَّ المُعاتِبِ
فما كلُّ من حطَّ الرحالَ بمخفِقٍ
ولا كلُّ من شدَّ الرحال بكاسبِ



أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
فأصبحتُ في الإثراء أزهدَ زاهدٍ
وإن كنت في الإثراء أرغبَ راغبِ



ألا من يريني غايتي قبل مذهبي
ومن أين والغاياتُ بعد المذاهبِ
ومِنْ نكبةٍ لاقيتُها بعد نكبةٍ رَهِبتُ
اعتساف الأرضِ ذاتِ المناكبِ



وما أنا بالراضي عن البحر مركبا
ولكنني عارضتُ شَغْبَ المشاغبِ
صدقْتُك عن نفسي وأنت مُراغمي
وموضعُ سري دون أدنى الأقاربِ
وجرَّبتُ حتى ما أرى الدهرَ مُغرِباً
عليّ بشيءٍ لم يقعْ في تجاربي



وأجدى من التعنيف حسنُ معونةٍ
برأيٍ ولينٍ من خطابِ المخاطبِ
وفي النصح خيرٌ من نصيحٍ مُوادِعٍ
ولا خيرَ فيهِ من نصيحٍ مُواثبِ

أبوناهل 08-16-2009 03:05 AM


( أندلسيات إبن هانىء )



ألا كلُّ آتٍ قريبُ المَدى
و كلُّ حياة ٍ إلى منتهى
و ما غرّ نفساً سوى نفسها
وعُمْرُ الفتى من أماني الفتى




ولم أرَ كالمرْءِ وهو اللبيبُ
يرى ملءَ عينيهِ ما لا يرى
و ليسَ النَّواظرُ إلاّ القلوبُ
وأمّا العيونُ ففِيها العمى



ضلوعٌ يضِقنَ إذا ما نَحَطنَ
و قلبٌ يفيضُ إذا ما امتلا
وقد قلتُ للعارض المكفَهِرِّ
: أفي السِّلم ذا البرقُ أم في الوغى ؟




أقولُ وقد شقّ أعلى السحابِ
و أعلى الهضابِ وأعلى الرُّبى
أذا الوَدْقُ في مثل هذا الرّباب
وذا البْرقُ في مثل هذا السنا
ألا انهلّ هذا بماءِ القلوبِ
وأوقدَ هذا بنارِ الحشا



ومهما طلبتَ دليلَ الكرامِ
فإنّ الدّليلَ ائتلافُ الهوى
وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى
فما بيدٍ عن يدٍ من غنى
وليسَ الرّماحُ بغيرِ السيوفِ
وليس العمادُ بغيرِ البنا
ومن لا يُنادي أخاً باسمِهِ
فليس يخافُ ولا يُرتجى

أبوناهل 08-27-2009 03:45 AM

(بحتريات) للبحتري


عِلَلُ النّفُوسِ قَرِيبَةٌ أوْطانُهَا
وَصَلَتْ، فمَلّ وِصَالَها جيرَانُهَا


نَفْسِي فِداؤكَ أَيُّهَا النّفسُ التي،
لوْ خُلّيَتْ، أوْدَى بها خُلاّنُهَا


ما عِلّةٌ كَتَمَ التّجَهّلُ سِرَّهَا،
لَوْ لمْ يُخَبّرْنَا بِِهَا إعْلانُهَا


أُنْبِئُتَهَا بالغَيْبِ، ثُمّ رَأيْتُهَا
تَدنُو مَسافَتُها، وَيَصْغُرُ شانُهَا


ضَرْبٌ من المَكرُوهِ يَدفَعُ آخَراً ،
كالنّارِ كُفّ بغَرْقَدٍ وَقَدانُهَا
وَالسّيفُ قد يُنقيهِ من كدَرِ الصّدا
كَدَرُ المَداوِس بِكرُها وعَوَانُهَا



وَالبَدرُ يكسِفُهُ النّهَارُ، فتبتَدي
ظُلَمُ الدّجَى، فتُنيرُهُ أدجانُها


الساعة الآن 07:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir