ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ذكريات ومن هنا وهناك ( الجزء الثاني ) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=19056)

غرم الله الفرنك 11-18-2013 11:55 PM

استاذي الفاضل عبدالرزاق

اعلم جيدا بأن الجيل الذي سبقنا

عانا الأمرين في بداية حياتهم التعليميه

رغم انهم تعينو في المنطقة ولكن صعوبة

المواصلات باعدت بين اسفارهم وكأنهم

في مناطق نائيه

ابو صالح لقد استمتعت بقراءة ذكرياتك الجميله

فلك مني كل تقدير وإحترام

عبدالحميد بن حسن 11-19-2013 06:38 AM

استاذي الفاضل رفيق الدرب :
تشرفت هذه الزاوية بمشاركتك وسرد شيئا من ذكرياتك والتي تعتبر درسا للجيل الحاضر ، وانا على يقين أن لديك الكثير من الذكريات اتمنى لو تكرمنا بسرد ما تيسر لك منها ونكون لك من الشاكرين .
شكرا لك ولكل من يشارك او يرد او يقرأ في هذه الزاوية .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

رفيق الدرب 11-20-2013 09:13 PM

الأعزاء :
  1. الغرباوي
  2. غرم الله الفرنك
  3. الآخ عبد الحميد
  4. أشكركم على تعليقاتكم وما يزال في الجعبة شيء من الذكريات
  5. سنوافيكم بها إن شاء الله في وقت لاحق .

عبدالحميد بن حسن 11-24-2013 06:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب (المشاركة 173098)
الأعزاء :
  1. الغرباوي
  2. غرم الله الفرنك
  3. الآخ عبد الحميد
  4. أشكركم على تعليقاتكم وما يزال في الجعبة شيء من الذكريات
  5. سنوافيكم بها إن شاء الله في وقت لاحق .


يا ابا صالح :
عشاق الذكريات يتطلعون إلى ما في جعبتك من ذكريات ومواقف طريفة فهلا اكرمتنا بشئ منها اكرمك الله بالجنة ؟
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

رفيق الدرب 12-04-2013 09:54 PM

[ شيء من الأحماض ]
أيها الإخوة كما ذكرنا سابقا بأننا تخرجنا في معهد المعلمين الابتدائي وهو يكافئ شهادة الكفاءة المتوسطة إلا أن الموآد كانت أكثر ثراء معرفيا فقد كنا ندرس النحو الواضح والرياضيات مكثفة وكذلك بقية الموآد ، ما أريد أن أنوِّه عنه أننا تخرجنا ونحن صغار في السن ما بين الرابعة عشرة والخامسة عشرة سنة فلا تستغربوا هذه الأحماض التي سأسرد عليكم شيئا منها وليست مبررا كافيا ولكن هذا ما حصل .
لنا زملاء في إحدى المدارس كانوا أكثر جرأة ، جاءهم ضيوف وليس لديهم ما يطبخونه فكر أحدهم وقال اللحم عندي ، طلب شيئا من حبوب الذرة من الجيران ، ووضع على الأرض حبة حبة بدأ من الساحة حتى داخل البيت
أقبل عريفة الدجاج يطقطق ويدعو حريمه ، يلقط حبة ثم يضعها أسرعن حريمه إليه وهكذا بدأوا يلتقطون الحب وعريفتهم يتقدمهم حتى دخلوا البيت
الثعلب البشري كامن لهم بالمرصاد وما أن دخل الزعيم حتى أسرع فأغلق عليه الباب صاح الديك ولكن هيهات ، عرف بعد فوات الأوان أن تلك الحبوب لم تكن لله ، كانت سكينة الموت أقرب إلى عنقه ، ذبحه ولفَّ ريشه ودفنه في الدمنة المجاورة للبيت ، نبشته الكلاب ليلا ، بحث صاحب الدجاج عن ديكه ، شك في المدرسين ، أتى إليهم وبينما هو داخل عليهم رأى ريش ديكه منثورا فوق ظهر الدمنة ، ومع ذلك سألهم عنه ، قال الذي عنده علم من السرقة ، يمكن [ ان الحصيني أكله ] ، فرد عليه قائلا : ( والله اني اظن الحصيني إنه انت ولكن الله يا من أكل ديكي يجعله سم في بطنه ) .
هذه بعض من الأحماض عساها تروق لكم وسلامتكم .

عبدالله أبوعالي 12-08-2013 08:14 PM

ذكريات رائعة ياأباصالح
لاتحرمنا من هذه القصص المشوّقة .

من الصدف الجميلة أنّنا لقينا في رحلة
ينبع ضمن العشاء الذي أعدّه لضيوف ينبع
العقيدعلي السبّالي حفظه الله
مجموعة من الزهارين وجلس بجواري
رجل فاضل إسمه (عبدالله الدحية)
وقال لي :
من أي قرى بني ضبيان
فرددت / من وادي العلي
فقال ونعم بكم : هل تعرف غرم الله الفرنك
فرددت / ماعليك زود وأبوسعيد كان من ضمن
المجموعة ولظرف طاريء لم يرافقنا
فحدثني الرجل عن كرم وطيبة وفزعة أبوسعيد
وأكّدذلك بقصة حصلت لهم عام 1397 هجري عندما قام
هو وصديقه بزيارة أخوه (خالدالدحية)
زميل أبوسعيد في نجران وكيف
تاهوا في دروب نجران الوعرة
وحال رؤيتهم أبوسعيد وخالد.
القصة مشوّقة ونترقب أباسعيد ليرويها لنا
قريباً .

مشرف عام3 12-10-2013 03:02 PM

الصداقة والوفاء

أتيت إليكم بها اليوم من جيب الذاكرة أرجو أن تحوز رضاكم واستحسانكم

فمن بين كثيب العمر الطاعن في غيابات الأفول طلعت زينب رمز الوفاء

بعد مضيّ أربعةٌ وثلاثون عاما ، قالت ظللت أبحث عنك يارفيقة معهدي ولصيقة مقعدي

قرابة الستة عشر عاما

فلم تغب يوماً عن بالي صورة وجهك البريئ ونظراتك الذاهلة بين جموع الطالبات حين نخرج للفسحة

لم أنس سخائك بالصف الأول الابتدائي

حين كسرت قلمك الرصاص مناصفة بيني وبينك وكذلك ممحاتك ومسطرتك الخشبية

أثناء أداؤنا اختبار الفصل الأول من عامنا الدراسي الأوّل الإبتدائي

وقتها كنت قد نسيت أدواتي في المنزل وخفت من المعلمة موضي أن تضربن هكذا خُيّل إليّ

والجميل من بين الذكريات كيف كنّا نتلقى ضرب المسطرة نيابة عن بعضنا البعض عندما تستشعر إحدانا

موقف صديقتها المحزن لم نكن نضرب لجرم كبير كان جرمنا المتواضع ارتداؤنا للبناطيل الملونة من تحت

مراييلنا المتباينة ذات اللون الرمادي حيث كن مراقبات الطوابير الصباحية

يجلن بيننا ويخرجن منّا كل طالبة مخالف زيّها المدرسي

والمخالفات لاتعدو عن نسيان كولة العنق البيضاء أو ظهور لون البنطلون من اسفل المريول


تسرد صديقتي الحبيبة زينب ذكرياتنا

وكلي غارقة في الخجل منها كيف لم أكلف نفسي عناء البحث عنها وهي أقسمت

أنها ظلت تبحث عني قرابة الستة عشرة عاما الماضية

التقيت زميلة الدراسة في مركز تجاري بعد أن رتب الله لنا اللقاء في منتصف العمر

كنت أذكر كم هي شديدة الشكيمة حاضرة البديهة مولعة بالعلم محبة للنظام وفية للزمان والمكان

والصداقة ولولا الوفاء منها ما التقينا

ومادلها عليّ إلاّ صديقة لنا وبنت جيران كنا نتزاور زمن الجيرة الحقة

هي السيدة الفاضلة فوز أم رنا التي مدت حبل الوصل فيما بيننا من جديد

ولسان الدهشة معقود لايزال كيف يحصل هذا ومتى ؟!!!

لكنّا التقينا فحسب وكل منّا تحمل آثار الزمن على محياها الخجول اللطيف

وبيننا أبناؤنا يباركون هذا الوفاء ويعدون بالسير على جادته .

عبدالرحيم بن قسقس 12-11-2013 07:46 PM

.

*****

كثير من الاصحاب والاصدقاء وزملاء الدراسة انقطعت اخبارهم ولكن هي الحياة

ويلاحظ من خلال مشاركة الاخت المشرفة العامة ان المراقبين في بعض المدارس يمارسون ادوار لا تدخل ضمن اختصاصاتهم واعتقد ان السبب ضعف شخصية مدير المدرسة

*****

عبدالرحيم بن قسقس 12-11-2013 08:06 PM

.

*****

ذكر الأخ العزيز أبو ناهل انا التقينا في زيارة ينبع بالأستاذ عبدالله الدحية الزهراني شقيق خالد الذي كان يعمل بمدرسة حما بنجران برفقة الأستاذ غرم الله الفرنك خلال العام الدراسي 1396/1397هـ

وقد وعدت الأخ عبدالله بتقديم صورة زميلنا الأستاذ محمد الزهراني من بني سار

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1386781156.jpg

على أمل ان يتواجد في الساحات مع بعض زملاء الدراسة والعمل لمتابعة ما سيكتب من ذكريات وهذه الصورة اخذتها للزميل محمد بنجران عام 1397هـ في احتفال بإحدى المدارس

*****

عبدالحميد بن حسن 12-13-2013 08:45 PM

استاذي القدير رفيق الدرب :
حياك الله وحيا ذكرياتك .
ساعتبر قصة هذا الديك المظلوم والذي كسر صاحبك كبرياءه امام زوجاته بل لم يكتف بذلك بل اصطلم عنقه وازهق روحه ساعتبرها عوضا عن قصة جدتك خميسة والتي دونتها بعيدا عن هذه الزاوية ( ما اخفيك بغيت اضيق عليك لكن جت هذه القصة خاتمة وبطلت من الضيقة ) .
استاذي الفاضل منحك الله اسلوبا جذابا تقدم بواسطته القصة على طبق من بلور وتطرزها بمفردات لغوية تثري لغة القارئ فلا يخرج الا بفائدة اضافة إلى المتعة وانشراح الصدر ، وهذا لا يتأتى الا لرجل مثلك متمكن من اللغة والادب ( ما شاء الله لا قوة الا بالله ) زادك الله من فضله ومتعك بالصحة والعافية .
ونتطلع إلى المزيد من ذكرياتك لا عدمناك ، ( ولو ما زدتنا فسوق اضيق باثر رجعي ويمكن يفزع لي بعض الرفاقة في الضيقة عليك فبادر بنشر ما عندك والا الضيقة جاهزة ) .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

عبدالحميد بن حسن 12-13-2013 08:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبوعالي (المشاركة 173223)
ذكريات رائعة ياأباصالح
لاتحرمنا من هذه القصص المشوّقة .

من الصدف الجميلة أنّنا لقينا في رحلة
ينبع ضمن العشاء الذي أعدّه لضيوف ينبع
العقيدعلي السبّالي حفظه الله
مجموعة من الزهارين وجلس بجواري
رجل فاضل إسمه (عبدالله الدحية)
وقال لي :
من أي قرى بني ضبيان
فرددت / من وادي العلي
فقال ونعم بكم : هل تعرف غرم الله الفرنك
فرددت / ماعليك زود وأبوسعيد كان من ضمن
المجموعة ولظرف طاريء لم يرافقنا
فحدثني الرجل عن كرم وطيبة وفزعة أبوسعيد
وأكّدذلك بقصة حصلت لهم عام 1397 هجري عندما قام
هو وصديقه بزيارة أخوه (خالدالدحية)
زميل أبوسعيد في نجران وكيف
تاهوا في دروب نجران الوعرة
وحال رؤيتهم أبوسعيد وخالد.
القصة مشوّقة ونترقب أباسعيد ليرويها لنا
قريباً .


معرفة مثل هذا الرجل مكسب يا ابا ناهل وفي ظني انه سيفرح كثيرا عندما يشاهد صورة اخيه وهو في ريعان الشباب وربما يشجعه ذلك ويشجع اخاه فيكتبان لنا ما لديهما من ذكريات .
شكرا على مرورك ابني العزيز وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

عبدالحميد بن حسن 12-13-2013 09:20 PM

تشرفت هذا الزاوية بمرورك يا مشرف عام 3
ليس لسردك شيئا من ذكرياتك فحسب بل باسلوبك الراقي والذي يعطى صورة صادقة عن احدى مثقفات وادي العلي والتي نفخر بها جميعا ونفخر بمستوى ثقافتها .
هنيئا لهذه الزاوية بك وبامثالك واتمنى الاستمرار في نشر ما لديك من ذكريات .
ولك خالص شكري وتقديري .

عبدالحميد بن حسن 12-13-2013 09:26 PM

لديك يا ابا توفيق صور ثمينة جدا ومنها هذه الصورة لزميلكم الغالي محمد الزهراني ، وانا على يقين انه سيفرح بها كثيرا كيف لها وهي تعيد له ذكرى شبابه ويعلم ان هناك صديق وفيّ يحبه ويحتفظ بصورته طوال هذه السنين .
شكرا لك فانت رجل متميز دوما . لك خالص تحياتي وتقديري

رفيق الدرب 12-14-2013 08:52 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبوعالي http://www.sahat-wadialali.com/vb/im...s/viewpost.gif
ذكريات رائعة ياأباصالح

لاتحرمنا من هذه القصص المشوّقة .

من الصدف الجميلة أنّنا لقينا في رحلة
ينبع ضمن العشاء الذي أعدّه لضيوف ينبع
العقيدعلي السبّالي حفظه الله
مجموعة من الزهارين وجلس بجواري
رجل فاضل إسمه (عبدالله الدحية)
وقال لي :
من أي قرى بني ضبيان
فرددت / من وادي العلي
فقال ونعم بكم : هل تعرف غرم الله الفرنك
فرددت / ماعليك زود وأبوسعيد كان من ضمن
المجموعة ولظرف طاريء لم يرافقنا
فحدثني الرجل عن كرم وطيبة وفزعة أبوسعيد
وأكّدذلك بقصة حصلت لهم عام 1397 هجري عندما قام
هو وصديقه بزيارة أخوه (خالدالدحية)
زميل أبوسعيد في نجران وكيف
تاهوا في دروب نجران الوعرة
وحال رؤيتهم أبوسعيد وخالد.
القصة مشوّقة ونترقب أباسعيد ليرويها لنا
قريباً .




=======================================
أهلا بك يا أبا ناهل شرُف موضوعي بمداخلتك
وننتظر أبا سعيد ليفضفض وينفث على هذه الزاوية
ما يختلج في صدره ، لك الشكر .

رفيق الدرب 12-14-2013 10:44 PM

[ الديك الخاتم ]
الديك وجمع القلة : أدياك ، وجمع الكثرة : ديوك وديكة
لعل هذه القصة أو الحكاية هي ختام المسك وخاتمة المطاف بالنسبة لي في سرد الحكايات عن الديكة ولهذا أخترت لها عنوان [ الديك الخاتم ] .
المدرس أيها الإخوة - كما نعلم جميعا - هو إبن مجتمعه ، بمعنى أنه تشرب ثقافة مجتمعه منذ الصغر من عادات وقيم ومن خير وشر ، قال الشاعر :
وما أنا إلا من غزيَّة إن غوت *** غويت وإن ترشد غزيَّة أرشد
المجتمعات في الزمن الماضي قبل النفط هي مجتمعات فقيرة وكان الأب يختار لابنته الزوج الذي يملك أولا وأخيرا ( مزارع ) ليضمن لابنته حياة كريمة وكان يقال ( نشمي يعشي أهله في ليلة ما فيها العشاء ) وقد تواضع هذا المطلب أو المفهوم كثيرا بعد ظهور النفط .
واستحضارا لهذا المفهوم نشأ كثير من أبناء الوطن وظل ملازما لكثير منهم حتى بعد حدوث مجتمع الوفرة المآدية بسبب النفط ( والمؤقتة إلى ما شاء الله وندعو الله جميعا أن يطيل في عمره )
أسهبت في المقدمة لأوضح سبب جنوح بعض الأفراد وتقمصه سلوكا غير مرغوب لا عرفا ولا دينا أعود بكم إلى حكاية ( الديك الخاتم )
كان رحمه الله جالسا في إحدى المقاهي بصحبة زملائه وبينما هم كذلك إذ مر أمامهم رجل طويل القامة ضخم الجسم تبدو على ملامحه القسوة والمهابة وأخذ مكانه في الكرسي المقابل ، سرعان ما امتقع لونه وقلصت شفتاه وجف ريقه وانتصب شعر رأسه فرقا عند رؤيته ذلك الرجل
طلب من زملائه الانتقال إلى كراسٍ أخرى بعيداً عن هذا الرجل ، لاحظ زملاؤه شدة ارتباكه وتغير ملامحه فسألوه ما بك ؟ قال أرأيتم ذلك الرجل الذي جلس أمامنا ؟ قالوا نعم مابه ؟
قال هذا الذي يسمونه ( الشاويش ) وهو من قرن ظبي دون مرتبة الضابط أي رقيب ، كان لي معه قصة ، في يوم من الأيام شكاني أحد الجيران بحجة سرقة ( ديكه ) وأنكرت إنكارا كليا لعلمي ما سيترتب على اعترافي من فضيحة ومن ضرر كبير قد يؤدي إلى الفصل بحكم عملي ( مدرساً ) ولكن ذلك الشاويش أمر جنوده بتعليقي برجليّ وجلب الخيزران وأخذ يضربني بعنف بالغ ، خارت قواي لم أتحمل فاعترفت وأنزلوني وأنا أتلوى من الألم ، فكوا وثاقي وطلبت من ذلك الشاويش أن يستر عليَ وألا يوصل الخبر إلى إدارة التعليم أوإلى مدرستي وتعهدت بدفع ثمن ذلك الديك أضعافا ولذلك رأيتم تغير لوني عندما رأيته ، لا أطيق رؤيته أبد الله ما أقسى ذلك الشاويش .


نايف بن عوضه 12-15-2013 01:09 PM

إلى مشرف عام 3
ما أجمل حديث الذكريات التي أقول فيها
والذكريات بكرة تدوم
تعطيك معاني ما جنيته في سطور
الزمن عني وعنك شالها
والليالي لسه باقي شي لها
( الخ )
ممتع اللقاء بعد الافتراق 0 خصوصا ان الحب لا يموت
وذكرتني 0 في اتصال من احد الأصدقاء يقول ابن أختي
( الدكتور ) ع 0 عندكم في الطايف في الجامعة مدرس 0 وتحرك شريط الذكريات وإذا بأخته أم د ع كانت مع أختي أم احمد وكنت انأ وتوأم الروح الريس 0 نحرص على إملاء وقتهن بألعابنا القديمة مثل السقطة وأظنها معروفة 0 كانت ام ع تقول العبوا معنا على شرط انتم بالشمال وانحن باليمين 0 وهي لا تعرف ان الريس أشول 0 فلفت نظرها انه يجيد اللعب بالشمال 0 فأشرت لها قولي إنت باليمين 0
سبحان الله ما اقصر الايام الان الطفلة اصبحت ام د ع زمن جميل وذكريات خالدة أعجبني سردك للمفاجأة وما أروعها تقبل تحياتي 00

عبدالحميد بن حسن 12-16-2013 11:06 AM

استاذي الفاضل عبد الرزاق بن صالح الفقيه ( رفيق الدرب )
منحك الله ملكة فذة حشوها ثقافة وبلاغة وتكسوها مهابة وجلالة ، إن وصفت كتابة احسنت الوصف وجعلت القارئ يستمتع بما كتبت ويكتسب منه مفردات جديدة وجمل رائعة وإن تحدثت فحديثك شيق وجميل لا مجال فيه لكذب او مبالغة ولا تجعل من نفسك بطلا للقصة رغم انك بطلها ولا تدعي عملا لم تفعله بل قولك وعملك هو الصواب ، اقول ذلك لانني تشرفت بالعيش والسكنى معك وتعلمت منك الشيء الكثير ، وكنت قدوة صالحة لي .
جزاك الله عني خيرا سابقا ولاحقا ودائما وابدا ومتعك الله بالصحة والعافية .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

عبدالحميد بن حسن 12-16-2013 11:11 AM

اخي الكريم نايف بن عوضة
تعهدك لهذه الزاوية ومرورك ومتابعتك لما يكتب فيها شرف لها ولكتابها فلا تحرمنا مما لديك وانا على يقين ان لديك الكثير .
شكرا على مرورك من هنا وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

رفيق الدرب 12-30-2013 12:51 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن http://www.sahat-wadialali.com/vb/im...s/viewpost.gif
استاذي الفاضل عبد الرزاق بن صالح الفقيه ( رفيق الدرب )

منحك الله ملكة فذة حشوها ثقافة وبلاغة وتكسوها مهابة وجلالة ، إن وصفت كتابة احسنت الوصف وجعلت القارئ يستمتع بما كتبت ويكتسب منه مفردات جديدة وجمل رائعة وإن تحدثت فحديثك شيق وجميل لا مجال فيه لكذب او مبالغة ولا تجعل من نفسك بطلا للقصة رغم انك بطلها ولا تدعي عملا لم تفعله بل قولك وعملك هو الصواب ، اقول ذلك لانني تشرفت بالعيش والسكنى معك وتعلمت منك الشيء الكثير ، وكنت قدوة صالحة لي .
جزاك الله عني خيرا سابقا ولاحقا ودائما وابداومتعك الله بالصحة والعافية .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .



================================================== ========================

مرحبا بالحبيب عبد الحميد وآسف على تأخري عن الرد على تعليقك وكما يقول أخونا بن ناصر : ( أشغلنا الوتساب عن متابعة الساحات ) وقد ذكرت في تعليقك الأول أنني نأيت بقصة ( ديك جدتي خميسة ) عن زاويتك العطرة والتي هي من أنشط الزوايا جميعا ، وما نأيت وإن فارقت شاطئها كما يقول حافظ إبراهيم ولكن لقلة معرفتي كتبت لها عنوانا فذهبت القصة إلى الأسفل عند إرسالها وقد اتصلت بك وطلبت منك أن تنقلها إلى زاوية الذكريات ، على كل عتبت عليَّ وحق لك ذلك وأرضيتك بقصة ( الديك الخاتم ) وقد توفي صاحبها - رحمه الله - والقصة حقيقية إلا أني أخرجتها في ثوب فضفاض وأضفت عليها شيئا من البهارات ليتقبل القارئ متابعتها والاسمتاع بها ، لك تحياتي ولجميع من مر عليها وشكرا .

رفيق الدرب 12-30-2013 01:16 AM

معذرة يا مشرف عآم 3 على تأخري في التعليق لأني أذهب إلى الصفحة الأخيرة وقد قرأت الموضوع وأعجبت بذلك الوصف الرائع والذي ينم عن ذائقة أدبية ( تقاسم المرسم إذا نسيت إحداكن مرسمها ، وتقاسم الضرب إذا ما لاحظت إحداكن تألم زميلتها مدت يدها لتأخذ عن زميلتها ما تبقى من عدد الضرب ثم الفراق الطويل وكانت خاتمة الصبر على البعد التلاقي
بعد أن رزقت كلتاكما بزينة الحياة الدنيا ( الصغار ) ، ثم وصفك الجميل بختم الزمن على الملامح والذي لا مفر للجميع منه
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما **** يظنان كل الظن ألا تلاقيا
اسأل الله أن يحسن خاتمة الجميع ولك الشكر .

عبدالحميد بن حسن 01-09-2014 11:18 AM

نداء إلى الاخوين الكريمين غرم الله الفرنك وعبد الرحيم قسقس
طال انتظارنا لكما ، اين باقي ذكرياتكما ؟ اين باقي مواقفكما الطريفة ؟
زاوية الذكريات في شوق عظيم إليكما ، فهلا استجبتم لندائها ؟

( يا نافدا الرجاجيل لا تتأخرون )

نايف بن عوضه 01-13-2014 09:32 AM


حــــــــــــــــــــــديث الـــــــــــــــــــنفس
ذكرني الأخ العزيز والأديب البارع 0 رفيق الدرب 0 باستيقاظ الذاكرة وحديث 0 الحميس 0 بالسوس 0 ومع ذلك أقول كان زمنا جميلا بكل معاناته أنتج رجال لهم هاماتهم وقاماتهم وأصبحوا مثلا يحتذى وشرف نعتز به جميعا ولن اسمي فهذه الصفات تكاد تكون صفة ذلك الزمن 0
أعود لحديث النفس :
روى لي صديق البارحة قصة حديث النفس 0 يقول 0 في عام 1381 هـ تقريبا كنا نحاول الكسب في موسم الحج وكنا بين الشباب والطفولة ولكن أبانا جعلونا كبارا بتحميلنا المسؤولية 0 وكان لي ابنة وولد بلغ الولد من العمر 7\8 شهور 0 نزلت واثنين من الأصدقاء في موسم الحج نبحث عن وسيلة للكسب فهدانا الله إلى شراء كاميرات تخرج صور فورية 0 تسمى بولارويد 0 وبدانا نستعملها ونصور الحجاج وحققنا ربحا مقبولا دون عناء شديد 0 وفي عز الحاجة انتابني حديث النفس وشعرت بانقباض شديد وعدم رغبة في المواصلة 0 فأخبرت زملائي بقراري العودة للطايف ولم تجدي كل محاولاتهم بإقناعي 0 توجهت للطايف ووصلت الصباح وفوجئت بوجود سيارات أمام بيتي واعتقدت أن امي قد توفيت وهي أللتي كانت تعاني من المرض 0 دخلت 0 وسلمت على الوالد رحمه الله 0 والحاضرين 0 وهم يعلمون انه ليس عندي خبر عن أي شي فانبرى خالي رحمه وقال 0 احتسب عظم الله أجرك في ابنك 0 ومن هول الصدمة انحبست دموعي وقلت لله ما اخذ وما أعطى ثم دخلت على أهلي ووجدت الدكتور قد قام بفحصه وكتب شهادة الوفاة وانه ليس فيه أي عوارض لمرض 0 فحملت ابني بين يدي ولونه بلون الكحل 0 ثم عرفت أنها 0 عين 0 قد أصابت ابني والحمد لله الذي لا راد لقضائه فعجبت لحديث النفس الذي ساقني وأخرجني من مكة الى الطايف لأكون في الوقت المناسب نقلتها للعبرة وسأتبعها بروايات من حديث النفس أملا أن تنال قبولكم واخذ العبرة وعدم الاستهانة بحديث النفس مع تحياتي 00


عبدالحميد بن حسن 01-14-2014 12:27 PM

السؤال : ما صحة الحديث (العين حق) وإن كان كذلك فما هو العلاج الذي يسلكه المؤمن لاتقاء العين وكيف تصيب العين الإنسان وإن كان هناك علاج فما هي الطريقة في نظركم مشكورين؟


الجواب : نعم الحديث صحيح والعين حق والواقع يشهد بذلك والعين عبارة عن صدور شيء من نفس حاسد يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فهو- أي العائن- شرير لا يريد من الناس أن يتمتعوا بنِعم الله فإذا رأى في شخص نعمة من نِعم الله عليه فإن هذا الحسد الكامن في نفسه ينطلق حتى يصيب ذلك المتنعم بنعم الله عز وجل والطريق إلى الخلاص من العين بالنسبة للعائن أن يبرك على من رآه متنعماً الله فيقول:"اللهم بارك على فلان" وما أشبها من الكلمات التي تطمئن نفسه وتكبت ما فيها من حسد وأما بالنسبة للرجل الخائف من العين فإن العلاج لذلك أن يكثر من قراءة الأوراد صباحاً ومساء كآية الكرسي وسورة الإخلاص وسورة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وغيرها مما جاءت به السُّنة هذا علاج للوقاية منها قبل الإصابة أما بعد أن يصاب بها فإنه يؤخذ من وضوء العائن أو مما يغتسل به من الماء يؤخذ منه فيصب على المصاب بالعين أو يحثو منه فإذا فعل ذلك فإنه يبرأ منها بإذن الله فيؤمر العائن بأن يتوضأ أو يغتسل ويؤخذ ما تناثر من مائه ويصب على المصاب أو يحثو منه أو يجمع بين الأمرين وبذلك يزول أثر العين

المصدر : موقع الشخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

شكرا لك اخي الكريم نايف بن عوضه
متعك الله بالصحة والعافية .

عبدالرحيم بن قسقس 01-14-2014 07:22 PM

.

*****

(منقول من احد المواقع)

سؤالي عن قصة يعقوب عليه السلام عندما قال لأولاده " وقال يا بَني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلاَّ لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون * ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون " سؤالي ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب وقضاها؟؟؟ وجزاكم الله خيراً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل التفسير في الحاجة التي كانت في نفس يعقوب، فذهب أكثرهم إلى أنها الخوف من العين. قال السيوطي في الدر المنثور: في قوله: إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا {يوسف: 68} قال: خيفة العين على بنيه.

وقال مثل ذلك الرازي وابن كثير والطبري وغيرهم.
وذهب آخرون إلى غير ذلك، قال الشوكاني في فتح القدير: وهي شفقته عليهم ومحبته لسلامتهم قضاها الله عليهم، وقيل إنه خطر ببال يعقوب أن الملك إذا رآهم مجتمعين مع ما يظهر فيهم من كمال الخلقة، وسيما الشجاعة أوقع بهم حسداً وحقداً أو خوفاً منهم، فأمرهم بالتفرق لهذه العلة. اهـ
والله أعلم.

*****

عبدالرحيم بن قسقس 02-03-2014 12:11 AM

.

*****

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1391375430.jpg

سنعود بحول الله وقوته

*****

عبدالحميد بن حسن 04-05-2014 11:21 PM

نداء مكرر للمرة الثانية




نداء إلى الاخوين الكريمين غرم الله الفرنك وعبد الرحيم قسقس
طال انتظارنا لكما ، اين باقي ذكرياتكما ؟ اين باقي مواقفكما الطريفة ؟
زاوية الذكريات في شوق عظيم إليكما ، فهلا استجبتم لندائها ؟
( يا نافدا الرجاجيل لا تتأخرون )

عبدالرحيم بن قسقس 04-07-2014 12:12 AM

.

*****

ابشر بسعدك يا أبا ياسر

عندي حلقة أو اكثر عن العمل في المشاعر المقدسة
في مواسم الحج

المهم لا تستعجل علينا

*****

عبدالحميد بن حسن 04-07-2014 06:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس (المشاركة 173919)
.

*****

ابشر بسعدك يا أبا ياسر

عندي حلقة أو اكثر عن العمل في المشاعر المقدسة
في مواسم الحج

المهم لا تستعجل علينا

*****


بيض الله وجهك يا ابا توفيق وانا مقدر ظروفك العملية اعانك الله لكن صاحبك غرم الله ما له حس ولا حسيس ، هو بعد حي والا يكنه طفسها وما درينا عنه ؟

بن ناصر 04-07-2014 09:33 AM


[justify]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فقد قدر الله سبحانه وتعالى بظهور تقنية جديدة تسمى الواتساب وأخرى هي الفيس بوك ويقال إن الأدهى منها ما يعرف بالتويتر أعاذنا الله وإياكم من شرورها فقد سرقت منا الكثير من الوقت وتسببت في تراجع محبي هذا المنتدى إلى الوضع الحالي أمام أعينكم ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
ومن جهة أخرى أنا أتساءل ماهي سبب ( التصنيفة ) التي جعلت من الأخ عبدالحميد يقوم الساعة السادسة وتسع عشرة دقيقة لكي يفتح المنتدى ويستحث أقوام لكي يعيدوا الروح لهذه الصفحة بوجه خاص والمنتدى بشكل عام


واحد من الأخوان : غرم الله ,, ما عاد يتجاوب باعتباره مفكر كبير ماعنده إلا نظريات كلمه ورد غطاها مثل فرويد ,, وجان جاك روسو ,, ونيتشه

والسيد عبد الرحيم يقول : بعد أهبلكم كلمتين لافضيت
لهذاااااااااا ,, وذاااااااااك فقد قررت انقاذ الموقف
فماذا يا ترى لدي
أبشركم قدر الله و ( صنفت معي ) خلال الأسبوعين السابقة كتبت عددا من الصفحات على شكل مذكرات من أول يوم وصلت به لطائف عام 1390 حتى آخر يوم من التقاعد عام 1428


اليوم بعون الله تعالى سأهديكم صفحة واحدة فقط والباقي خلوه معي أنا في حاجته لأيام قريبة إن شاء الله .

هذه واحدة من تلك الصفحات آمل أن تروق لكم :

-----------------------------------------------------------






أول تجربة لدق العود

أثناء زياراتي من القرية التي تعينت بها معلما بعيدا عن الطائف أقوم في نهاية كل شهر تقريبا بزيارة إلى مدينة الطائف وذلك بسبب الوحدة والكآبة التي أعيشها وحيدا في القرية النائية , في إحدى تلك الزيارات قابلت مصادفة أحد الزملاء من معهد المعلمين , وغالبا المقيم يستضيف العابر من أمثالي ويلح عليه بالاستضافة والمبيت , ولما أحسست أن الرغبة لديه كانت جادة ولديه سكن خاص لا يشاركه أحد فأتسبب له بشيء من الحرج , لهذا السبب وافقت خاصة وأن الخيار الآخر بالنسبة لي هو المبيت بالمقهى القذر المسمى ( قهوة المداس ).

وجدت لدي الزميل الذي استضافني : أحمد سرور الزهراني في مسكنه آلة عود فبهرني منظرها وأخذت أتلمسها من قرب غير مصدق أن طالبا قرويا بمستوى معهد معلمين يملك مثل هذه الآله النادرة . لكنني علمت أنها تخص أخيه المعلم الأكبر من أم غير سعودية , فقد كان والده من المهاجرين إلى أسمره وعاش وتزوج هناك ويعرف اللغة الإيطالية . هذا الابن الآخر يطلق عليه لقب ( السمبو ) ويجيد العزف على الآلات الموسيقية .

زميلي أبو السرور جلس وقتا طويلا من الليل يدندن بالعود محاولا أيجاد نغمة مقبولة فلم تفلح محاولاته , وأعتقد أن الأمر له جوانب فنية وتدريبية لابد أن تكون على يد أستاذ يجيد هذا الفن , أما أنا فأمسكت بالعود لأول مرة في حياتي وكنت أتوقع أن الموضوع والدندنة ستكون بمنتهى السهولة التي نشاهدها بالتلفاز , لكن محاولاتي لم تتعدى سوى دندنة مزعجة بعيدة كل البعد عن أي نغم مقبول , لهذا كانت تلك المحاولة الفاشلة أول وأخر محاولة أمسك فيها بآلة عود في حياتي , هذا الموقف يوضح أنه من السهولة بمكان أن يكون الأقران لهم دور في توجه الشاب لمسلك معين , فلو قدر لي أن يكون ذلك الزميل محترفا وكنت قريبا منه ولديه فرقة وزملاء من المؤكد أن أتحول إلى عازف أو عضوا فاعلا في فرقة موسيقية لكن الله سلم والحمد لله على كل تدبير .

من المواقف الإنسانية التي لا أنساها لهذا الزميل أنه في تلك الليلة اتضح لي أنه لا يوجد عنده سوى فراشه الخاص به . وأقسم قائلا : ( علي الطلاق ما يرقد إلا أنت على هذا الفراش ) أما ( أبو الزهر) فقد آثرني على نفسه وفرش ( إحرام عمرة مفرد) على بلاط الغرفة ونام على الإحرام بدون غطاء حتى الصباح , فأي إيثار أكثر من هذا وأنا لا تربطني به أي صداقة أو زمالة معتبرة , مجرد معرفة عابرة كأي طالب من طلاب المعهد , لكن الخالق عز وجل له التدبير والإكرام من قبل ومن بعد , فقد كان لهذا الزميل قدرات فائقة في البناء والتعمير وبيع وشراء العقار استغلها بعد تخرجه مباشرة من معهد المعلمين , فأكرمه الله بواسع من فضله وعطائه بما لا يعد ولا يحصى من الممتلكات العقارية , منها قصره الجميل الذي يتربع على مساحة ثلاثة آلاف متر في أجمل المواقع بمدينة الطائف , وفي هذا المقام أصلي وأسلم على سيدنا محمد وأضيف له بعد قرابة نصف قرن دعوات أخرى بأن يبارك الله له ويزيده من واسع فضله وكرمه .


عبدالرحيم بن قسقس 04-09-2014 11:54 PM

.

*****

حيا الله أبو فيصل

أول شوف الصورة وهل تعرف احد منهم
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1397076758.jpg

*****

بن ناصر 04-10-2014 07:24 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس http://www.sahat-wadialali.com/vb/im...s/viewpost.gif
*****
حيا الله أبو فيصل
أول شوف الصورة وهل تعرف احد منهم
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1397076758.jpg


****

أولا : حياكم الله بعد هذا الصمت الرهيب .. أصبح الواحد يستحي يكتب في المنتدى حتى لا يقعد لحاله فرجه قدام الله وخلقة

ثانيا : أنا يوم ما شفت لا حس ولا خبر بعد تلك المقالة العصماء ,, بغيت أطل لآخر مرة وأكتب على لسان الحال : ( مياااااااو .... مياااااااااو ) لكن خفت من أحد جيران الوادي من هنه والا من هنه يضيق وندخل في حقوق خاصة هذه الأيام الغنم غالية والواحد ما عاد يقدر يتجمل مثل أول

ثالثا : الصورة يا بو موفق هي للشيخ أحمد بن سرور الزهراني وفي الصورة إثنين من ابنائه ما شاء الله كانوا عندي بالمدرسة الابتدائية تعرفت على ملامحهم حيث أنني لم أشاهدهم إلا وهم أطفالا صغارا

رابعا : مع هذا السبات إلا أنني أتعجب أن عدد المتواجدين في الساحة العامة في أي لحظة يزيد عن مائة متصفح . ولا أعلم هل هم المتواجدين فعليا في نفس اللحظة أم هناك أمر آخر .. إذا كانوا فعلا متواجدين .. أتساءل .. لماذا ( مخرقين ) وما العيب في مواصلة الكتابة والمشاركات مثل ما كان الوضع سابقا ؟

خامسا : تبقى لدي ( وصلات ) ممكن أعذر بواحدة منها وأعرضها بالمنتدى .. لكن بشروط خاصة يعرفها أبو ياسر أطال الله في عمره وعمر أخيه وجاره , وعمر المشاهدين عموما

هذا ما لدي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عبدالحميد بن حسن 04-12-2014 06:10 AM

الله يحييك يا ابا فيصل ويحيي ذكرياتك .
ما اخفيك فرأت ما سطرته اناملك الكريمة عدة مرات واستمتعت بها كثيرا فأنت كعادتك تجمع بين الطرفة والفائدة وتسلط الضوء على ماض جميل وقيم كانت من المسلمات ، فهذا زميلك احمد سرور يؤثرك على نفسه ويفترش احرامة ويترك فراشه لك ، اسأل الله أن يزيده ويزيدك من واسع فضله .
نجي عند بيت القصيد عزفك على العود .... لو فتح الله عليك وتعلمت العزف ونافست السبمو كان اصبح عندنا فنان من رحبان ولربما افتقدت المليشيات قائدا ملهما لكن الحمد لله ان سلمك وحفظ للمليشيات قائدها .
اما السمبو فكنت اسمع به ولم اتشرف بمقابلته او رؤيته الا من خلال الصور عند بعض الزملاء فهو رجل اسمر كما بدى لي في الصورة وانيق ويقال انه فنان مجيد لفنه ولو واصل المسير لكان من كبار الفنانين في بلادنا .
شكر لك يا ابا فيصل على ما تفضلت به واملنا فيك وطيد أن تستمر في سردها في حلقات لننهل من فيض خبرتك ونتعلم من اسلوبك الرائع الجميل .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

عبدالرحيم بن قسقس 04-12-2014 11:46 AM

.

*****

حيا الله أبو فيصل

اعتقد ان طريق (الطائف - الباحه - أبها) المعبد لم يدخل عامه الثالث في بداية العام 1390هـ واعتقد ان الطريق لم يكتمل من (الباحه -إلى- أبها) وهذا يعني ان قرى الطائف في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة الطائف لم تدخل عصر التطوير بعد ولذلك كان صاحبك احمد بن سرور يفرح برؤية أي غريب أو طُرقي وخاصة من بني جلدته في غامد وزهران

أما الإيثار والكرم وحب الضيف فهذا طبع في ابناء زهران يتوارثه الابناء من ابائهم واجدادهم واتذكر في عام 1400هـ زرت المنطقة الشرقية مع احد الاصدقاء من زهران واستقبلنا مجموعة من شباب زهران فالمنطقة وما اخفيك ان برنامجنا تغير بالكامل بسبب كثرة العزايم والضيٍف وفرحتهم بالضيف

نعود للعود ومحاولت تعلمه واشارتك للأخ حامد سمبو
فحسب معلوماتي كان مدير مدرسة بالمنطقة الشرقية وحالياً متقاعد وقد تعرض قبل فترة لعارض صحي وحالياً صحة طيبة ولله الحمد
واعتقد ان فنه كان هواية ولو ارتقى لمهنة لأصبح من رواد الفن

المهم ان هذه الحلقة من ذكرياتك لم تتجاوز خروجك من القرية التي كنت تدرس وتسكن فيها ووصولك الى القرية التي يسكن فيها الأخ احمد سرور الزهراني
يعني بعد تعلمنا في حلقة جديدة بيوم صحيت الصبح وكيف وصلت الطائف وهكذا
يا نافدا الخنافر على قول أبو ياسر

وبالنسبة لعدد المتواجدين في الموقع أو في الساحة العامة فهو عدد صحيح لان الموقع يحتوي على عدد كبير من المواضيع والمداخلات القيمة والموثقة والتي تعد مرجع لمستخدمي محركات البحث مثل قوقل وغيره ولو سار عندك وقت اتصل بي ونوقف الموقع لبعض الوقت ثم نعيد فتحة وستشاهد عدد المتواجدين (صفر) ومن ثم عودة المتصفحين وتنامي اعدادهم بشكل تدريجي

*****

بن ناصر 04-12-2014 03:04 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس http://www.sahat-wadialali.com/vb/im...s/viewpost.gif
المهم ان هذه الحلقة من ذكرياتك لم تتجاوز خروجك من القرية التي كنت تدرس وتسكن فيها ووصولكإلى الطائف حيث استضافك الأخ أحمد سرور الزهراني
يعني بعد تعلمنا في حلقة جديدة بيوم صحيت الصبح وكيف وصلت الطائف وهكذا
يا نافدا الخنافر على قول أبو ياسر
----------------------------------------------------------------
مادام المسألة فيها يا نافدا الخنافر ولأني من خمسين تقريبا ما سمعتها فلا مانع من إضافة حلقتين مدمجة حتى يكتمل المعنى ,, وإن شاء عما قريب تتضح السيرة والصورة تماما في مجال أرحب وأوسع مع تقديري لمشاعرك ومشاعر الأخ عبدالحميد حيال ما كتبت , طبعا الرد واحد والعلم واحد لكما بالتساوي :
الاستعداد لوظيفة ( معلم )

كما يبدو تختلط على الإنسان عدة مشاعر بعد التخرج من المعهد ما بين الشعور بالرجولة وأن الواحد أصبح معلما مع راتب جيد , ومابين مشاعر من الألم بالتوقف عن الدراسة النظامية , و قلق آخر مخيف جدا يقض المضاجع حول مسألة التعيين والاستقرار , فالواسطة هي المعيار الأول ونحن القرويون لدينا قدر كبير من الخجل , والدليل أنني ذهبت للمسئول عن التعيين الذي كان اسمه متداولا على لسان كل معلم بصفته المتحكم المباشر لمسألة التعيين , فهو يوازن الأمور حسب الفراغ والاحتياج الموجود لديه وحسب ما يرد من تعليمات وأوامر قوية من جهات أعلى , فيبدأ بسد الثغرات البعيدة بأمثالي مستخدما أساليب ذكية في إقناع المعلم الجديد وتخويفه , فأنا مثلا عرض علي مدرسة تبعد خمسين كيلومتر بطريق غير مسفلت تعتبر منفى , وأخرى تبعد مائة كيلومتر , قائلا : ترى هذه القريبة ( بتروح ) عليك , خذها قبل ما يجئ واحد يأخذها عليك , وما يبقى عندك إلا تلك البعيدة , وبدون جدال استسلمت لتلك النصيحة الغالية بدون أن أنطق حرفا . بعدها بأيام وجدنا الطلاب النافذين وبالذات من يسمون ب ( أهل البلد ) تم تعيينهم في وسط المدينة وضواحيها , ونحن على ما بنا من مآسي سابقة زادت عليها مآسي البعد عن المدينة والعمل في قرية نائية متخلفة .
معلم الصبيان في القرية
سألت عن الموقع وطريقة الذهاب إليها , فأخبرونا بأن هناك موقف بالشهداء لسيارات ( الخضرة ) ويعنون بها السيارات التي تفد من القرى لتنزيل الفاكهة – كل الفواكه تسمى خضرة – اعتليت سطح شاحنة سيارة فورد مليئة بصناديق فارغة , عصر ذلك اليوم , مع عدد من الركاب الجالسين على الصناديق ( الهواري ) مستمسكين بالعوارض الحديدية للشاحنة , الركاب القرويون يمازحون بعضهم ويتطالبون من باب التمثيل وتمضية الوقت لا يشغلهم هم ولا حزن , وأنا من جانب أرصد تلك العادات والسوالف الأصلية للسكان القرويين من ضواحي الطائف , ومن جانب آخر أفكر في المجهول الذي أقدمت عليه بهذا السفر إلى قرية نائية مجهولة من باب المغامرة فالوقت مقترب من الليل بسبب الموعد المتعارف عليه لتحرك السيارات لتلك القرى والذي يكون غالبا بعد العصر .

أنا في حالة لا أعلم ماذا أجد أمامي ؟ وأين أسكن وأين أنام ؟ ولا سبيل للعودة في الوقت الذي أرغب . قبيل الوصول للقرية كان الركاب متعاطفين معي جدا لمعرفتهم أنني تعينت معلما بهذه القرية , وكانوا يتناقشون واحد يقول : ودوه عند أديب والله أنه طيب , وما بيلقى أحسن منه – أديب معلم لبناني معروف لديهم – وآخر يقول : ودوه عند الزهراني , على اعتبار الزهراني أقرب للغامدي , وفعلا اقتربنا من القرية بعد رحلة شاقة وجبال عالية . فاخترت بيت الزهراني بعد أن دلوني قبيل صلاة العشاء مع ظلام دامس لا كهرباء ولا أي حركة , لا يوجد معي لا شنطة ولا أية أغراض خاصة , طرقت الباب وعرفته بنفسي وهو ساكن بعائلته , فأبدى ترحيبا ولطفا وعطفا علي من هذا المصير لأنه من المعهد القديم وبالتالي هو أكبر مني سنا , بالرغم أن الوقت محرج جدا وغير مناسب , ومع ذلك فقد دبر أموره معتذرا لي بأن الوقت ليل ومتأخر لكن الجود من الموجود , أكثر ما يشغل بالي في تلك اللحظة مسألة المبيت وفي النهار سيتم حل كل الأمور , بت تلك الليلة لدى الزميل الشهم الأستاذ علي بن معدي الزهراني , في اليوم الثاني صباحا كانت لي البداية مع أولى أيام الوظيفة ( الغصب ) معلم الصبيان .

وجدت بالمدرسة ستة معلمين أجانب لبناني وسواداني والبقية فلسطينيين وثلاثة سعوديين أنا أحدهم , جلست مع المعلمين الأجانب وأنا كلي ثقة أشاركهم الحوارات السياسية والمعلومات العامة والطرائف , كانوا مثقفين جدا ومتعلمين مقارنة بنظرائهم من المعلمين الوطنيين خريجي المعاهد القديمة والمعاهد الثانوية الجديدة , وفي أدائهم التعليمي كانوا متميزين وجادين بلا حدود , إضافة إلى مظهرهم وقوة شخصياتهم , حتى رواتبهم كانت عالية وتقترب من رواتب المعلمين الوطنيين .

تلك الفترة تسمى عودة المعلمين والطلاب يفدون بعد عدة أيام , ساعدني على تدبير أمر السكن أولئك المعلمين الوافدين وعلى رأسهم معلم فلسطيني غزاوي , جاد ومرح كأنه من أهل البلد اسمه ( محمود بركة ) فاستأجرت بيتا مناسب جدا ونظيف يحتوي على غرفتين ومطبخ وحوش بدون كهرباء - هذا يعتبر نصف المنزل يخصني - ونصف أخر مماثل يسكنه خوي مع أسرته يعمل بمركز أمارة مجاور للقرية , المنزل يعود لمزارع كبير يمثل النظام الإقطاعي بكثرة أملاكه ومزارعه وشدته , بإيجار شهري قدره أربعون ريالا . كما تم الاتفاق مع العم صالح لكي يحضر لي كل ثلاثة أيام تنكتين من الماء على حماره المخصص لنقل الماء , بخمسة عشر ريالا شهريا , وشعرت بنوع من الرضى والقناعة بالأمر الواقع , علي أن أبدأ حياتي من جديد لإصلاح تعثر الثلاث سنوات السابقة التي قضيتها بمعهد المعلمين على غير رغبة مني .

استأذنت من المدير على لمدة يومين على أساس إحضار أغراضي الخاصة من الباحة فلم يعد لدي أي ارتباط بأي سكن في الطائف , فلوى المدير براطمه معتذرا بالقول :
- (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )

بالكاد وافق على يومين بالرغم أن الدراسة لم تبدأ ولا يوجد أي ضرر من غيابي والأمر ضروري جدا بالنسبة لي .
لدى المدير من تلك الممانعة سبب وجيه , فقد كان في الأعوام السابقة طيبا متسامحا , مهملا في السماح للمعلمين بلعب كرة الطائرة في الفسحة والحصة الرابعة أيضا , مع اقتطاع جزء كبير من الحصة السادسة الأخيرة والانصراف قبيل انتهاء الدوام الرسمي , ولما حصل سوء تفاهم مع مدرس فلسطيني ضخم الجثة , جهوري الصوت , توجه ذلك المعلم إلى الإدارة متقدما بشكوى ضد المدير , بشأن تلك التسهيلات التي كان يستفيد منها الفلسطيني وكان أكثرهم صراخا وتشجيعا أثناء اللعب اعتبرها بعد الاختلاف في وجهات النظر أعمالا غير نظامية . والإدارة تقف دائما مع النظام فحصل لوم ولفت نظر للمدير , مع نقل المعلم لمدرسة قريبة مجاورة يداوم إليها بدباب ( موتور سيكل ) , لهذا بدأ المدير بداية جديدة غير متسامح مع أي ظرف .

بالمناسبة هذا المعلم الفلسطيني لديه كامل عدة إصلاح الدوافير , سواء لأهالي القرية أو المعلمين وهوايات إصلاح روادي وغيرها , وفي وقت لاحق بعد عدة سنوات عرفت مصادفة عندما كان لي محل خاص ( خطاط ورسام ) بشارع 25 بالطائف أنه يسكن بجوار محلي هذا , ويقوم من منزله بعمل وسائل إيضاح ورسومات مطلوبة في المدارس للطلاب والطالبات والمعلمات , ينفذها بشكل بعيد كل البعد عن أي ذوق أو فن , فلا يوجد لديه فرق بين رسم لوحة فنية وبين إصلاح دافور , لكن أكثر الناس ممن لا يعرف أصول الخط والرسم يقبلون بأي شيء , لهذا تجد سوقه ماشي , والرزق على الله

بعد أخذ الموافقة من صاحب السيادة مدير المدرسة في صباح ذلك اليوم جلسنا ننتظر لساعات وصول أي شاحنة أو ونيت يمر مصادفة من جوار المدرسة , ونتحسس أي صوت لموتور السيارة من بعيد فالصوت يصل قبل صورة السيارة المختفية بين الجبال والوديان , حتى أن الزميل الزهراني وقف بجواري يتحسس معي لعل وعسى نسمع صوت سيارة , ومن لطفه وشيمته قال المعذرة لو وقفت معك انتظر قدوم سيارة . حيث أن أصول الضيافة لا تجيز للمضيف أن يساعد أو يسهم في خروج الضيف من منزله .

وصل بالكاد ونيت فورد حظيت بالركوب في الغمارة لأنني معلم والمعلم في القرية له شيء من الاعتبار والتقدير يسمونه ( اللستاد ) والمجموعة ( اللستادين ) في ذلك المشوار وجدت الركوب مريح جدا في غمارة السيارة الفورد بشكل خيالي ورومانسي , بعكس الشاحنة التي ركبت بها سابقا أثناء قدومي للقرية , فالونيت يتمايل ولا تجد أدنى إحساس بالتعب أو الإجهاد . جوانب الأبواب الداخلية كما جرت العادة مزينة بصور فنانات ذلك الزمن أمثال سميرة توفيق وصباح وشاديه , السائق ( دخيل الله ) شاب مهذب وسيم الطلعة , طول الوقت يغير شريط الكاسيت من أغنية إلى أخرى كلها للمطربة الذائعة الصيت في تلك الفترة ( توحة ) أغانيها تتوالى واحدة بعد أخرى وأغلبها أغاني زواجات منها :
يا ماشي الليل فين رايح ........ تزل حارتنا بالعاني
تراك ممنوع بالموجب ........ في هذا الحارة خلاني
---------------------------------------------
أسألك بالله هل هذا صحيح .... قلبك الطيب بلاني يا مليح
لا تجاملني معي خلك صريح .....قولها كلمه وخليني أستريح
-------------------------------------------
عاش من شافك ......... يا كامل أوصافك
نورت حارتنا ............ والليلة فرحتنا
نكايد العزال .. .........أهلك وأحبابك
تلك الكلمات واللحن يزيد من السباحة في عالم الخيال لشاب محطم الآمال , فإذا صرفنا الآن النظر عن الصوت , فإن الكلمات فعلا كانت صادقة في التعبير عن المعاناة والوجد والكمد , وهو أمر ما كنت سالما منه

علي بن حسن 04-15-2014 08:08 PM

لو كنت يا أبا فيصل تعلمت العود كان اليوم تنافس عبادي الجوهر { ملك العود} لكن قدر الله وما شاء فعل ما الله كتب لك نصيب ....الحقيقة أستمتعت بسردك لذكرياتك عن تلك الفترة من مشوار حياتك التعليمي بأسلوب شيق ولبق وراقي ....أمد الله في صحتك وحياتك وأنا متابع لمذكراتك الجميلة والصادقة عن تلك الفترة حتى لو ماعلقت مع أنني لست زميل مهنة ..معاناة ولكن جميلة

تحياتي وإحتراماتي .

علي بن حسن

عبدالحميد بن حسن 04-22-2014 09:24 PM

( - (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )


( حياك الله يا ابا فيصل للمرة الثانية والثالثة وإلى ما لا نهاية ، تدري ليش هذه التراحيب ؟
يا اخي هروجك تعجبني واسلوبك سنافي وعلومك كلها ما شاء الله تشوق العين ، الله يزيدك من فضله )

نسخت الحديث الذي دار بينك وبين مدير المدرسة الله يهديه لغرض في نفسي سوف ابينه بمشيئة الله فيما يأتي :
يا اخي هناك بعض من يقحمون في المركز القيادي اقحاما دون تدقيق في الاختيار وبدون معايير معينة ، وانا لا انتقد هذا المدير بعينه فتلك الفترة يصعب التدقيق في الاختيار ، لكن اتحدث عن واقعنا الحالي هناك من يتم اختياره لان فلان يعرفه او فلان اثنا عليه ويكلف بالعمل القيادي وبالتالي يصبح لدينا قيادي مسخ يضر ولا ينفع يعطل العمل ويشوه سمعت الكيان كله .
يخبرني صديق بعد مغرب هذا اليوم يقول : ذهبت للجوازات وهو غير سعودي بغرض ضم الزوجة للجواز وكذلك الابناء وتحدث كثيرا عن التطويل والتعطيل والطوابير الطويلة رغم التحسن الذي طرأ مؤخرا على إدارة الجوازات لكن الاغرب من ذلك كله يقول ولحديث لصديقي :أن الموظف المختص ادخل اسمه في الجهاز خطأ حيث كتب عبدالحمن بدل عبد الرحمن وسحب ( برنت ) وعندما راجع صديقي البرنت لاحظ الخطأ وطلب من المظف ان يعدل الخطأ خاصة وأن الاسم في الجواز صحيح قال الموظف : لا يمكن ذلك لكن قدم طلب لتعديل الاسم او اطلب تعديل الجواز بموجب البرنت اي عبد الحمن بدل عبد الرحمن فقلت له لكن هذا اسم من اسماء الله تعالى فكيف يكتب خطأ ؟! ولكن الموظف اصر على ذلك الطلب ، قال صديقي فذهبت إلى رئيسه وهذا بيت القصيد فشرحت له خطأ الموظف وطلبت تكليفه بالتعديل وتصويب الخطأ فرد عليه ذلك الرئيس الملهم بقوله نفذ ما طلب منك الموظف هذا النظام .
قال : وذهبت إلى مدير تلك الإدارة بعد التوضيح قال المدير : اذهب إلى ذلك الشباك وسوف اكلمه قال : فلم يستغرق التعديل الا ثوان معدودة .
ترى يا ابا فيصل ومن يقرأ ما يهون ما كان الاولى أن يقوم ذلك الموظف بتعديل خطأه وإذا لم يفعل ما كان الاولى برئيسه أن يكلفه بالتعديل ؟
ولهذا اقول يجب تحري الدقة في اختيار المسؤول ايا كان لتستقيم الامور .
وسلامتك ومن يقرأ .
على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .

بن ناصر 04-24-2014 12:27 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن http://www.sahat-wadialali.com/vb/im...s/viewpost.gif

على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .
----------------------------------------------------------------
أولا : هذه الحلقة عشان ( فديت الخلقة )
ثانيا : وين باقي الربع ما شوف إلا أنا وأنت والأخ علي أيضا تفضل مشكورا بالمشاركة
إذا الموضوع بهذه الطريقة والعربان مخرقين .. عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ
وسلامتك ... والتالي آخر العلم :
التسجيل في معهد المعلمين بالطائف

لكل زمن ظروفه وطريقته في الإدارة . ففي حالة رغبة أي طالب الانتقال من مدرسة بمدينة ما إلى مدينة أخرى . كان عليه أن يثبت للمسئول الإداري أن هناك سبب وجيه معتبر ومثبت ورقيا . ولا يوجد سبب مقبول سوى القول بأن عائلتي انتقلت من الدمام إلى الطائف . غير هذا لا يوجد ولا يقبل أي عذر ولا يتم أي نقل . الطريقة المتعارف عليها أن تكتب مشهد توقعه من شاهدين وتختمه بختم العمدة أو الشرطة

كان لي قريب بمدينة الظهران يعمل بالتجارة ولديه أيضا مقهى ومطعم مهم ومعروف على مستوى مدينة الظهران . يمر عليه أحيانا ضابط كبير يجلس في المقهى عندما كانت المقاهي هي المتنفس الوحيد للسكان يقضون به الوقت من بعد العصر حتى المساء . الضابط رئيس مركز الشرطة بمدينة الظهران . وكلامه وشكله حضري أفطس المناخر والعينين بشكل لم أشاهد مثله من قبل . عرفت أنه من مكة وأن عددا من سكان مكة المكرمة هم بهذا الشكل . ولله في خلقه شئون وله سبحانه أن يخلق ما يشاء . ومع أن أي ضابط وقتها له هيبة كبيرة لا أحد يتجرأ على الاقتراب منه أو محادثته . لكنني شعرت أنه رجل لطيف مرح في جلساته بين وقت وآخر مع قريبي بالمقهى , لاحظت هذا أثناء حديثه باللهجة المكاوية التي أسمعها لأول مرة , ثم شاهدت الضابط مرة أخرى مصادفة بالسوق الصغير المجاور في الظهران والذي كان يسمى ( أل -شبرة ) بحي ( سعودي كامب ) كنت وقتها قد قررت الانتقال للطائف . فاقتربت منه واستجمعت قواي و تشجعت للحديث معه باعتبار أنه شاهدني عند قريبي . ولأنه حضري مكاوي فقد اختلط علي الأمر بأي لهجة أكلمه . وأنا غامدي عشت بالدمام فترة طويلة بين عدة أجناس من البشر ولهجات مختلفة فأصبحت فاقد الهوية , إضافة إلى الآمال المحطمة أصلا بعد تسجيلي بالمعهد . كان قصدي أسأل عن إمكانية تواجده غدا في مكتبه لتوقيع المشهد , أمام هذا الارتباك نطقت بعبارة غير موفقة . فقلت : ( تفتحوا بكرة ؟ ) فرد علي ردا أخجلني وزاد من ارتباكي عندما قال : ( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) فأوصلت له بعد ارتباك معلومة مفادها .. ( أن لدي ورقة أحتاج إلي توقيعها منكم إذا كنت متواجدا بالدوام غدا لأنني أرغب الانتقال إلى أسرتي بالطائف والدراسة بمعهد الطائف ) العبارة السابقة من أجل أن يفهم القارئ المقصود , لكن ما حصل على الواقع ليس بذلك الوضوح والترتيب . فرد علي ( تجي ) بكرة وأن شاء الله يكون خير .

الخطأ الثاني الذي ارتكبته مع هذا الضابط أنني كتبت المشهد في ورقة هزيلة استقطعتها من أحد دفاتري شكلها غير منظم وكتبت عليها المشهد المطلوب ووقعته من طباخ المطعم الشهير وقتها ( علي المسيسي الغامدي - من بني جره ) ومن شخص آخر يعمل مباشرا بالمطعم حيث جميع العمال سعوديون عدا واحد يمني متخصص في إعداد ( شيش الجراك ) .

لم أكن راغبا في معرفة قريبي بمسألة الانتقال حتى لا يشوش على رغبتي . ثم توجهت إلى الضابط المهيب في مكتبه بعد أن زال الكثير من التوتر لدي . لكن خبالتي وسوء تصرفي بكتابة المشهد في تلك الورقة الهزيلة سببت ردة فعل أخرى لدى الضابط . فقال : إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض هذا شيء متعارف عليه . ولحرجي من الموقف ومن مقابلته مرة أخرى انسحبت وكتبت المشهد من جديد كما ينبغي . وللتأكيد رفعت الحرج بيني وبين قريبي وطلبت منه استكمال توقيع المشهد وختمه من صاحبه ضابط الشرطة وكان لي ما أردت

استكملت ملف الانتقال وكانت فرحتى كبيرة بأن أغادر مدينة الدمام التي كانت في نظري بتلك الفترة تتسم بالكآبة والمجهول خاصة بعدة مغادرة والدي - رحمه الله - مدينة الدمام وانتهاء ارتباطه من العمل بالشركة , فمسألة التدريس يستطيع الإنسان أن يعمل بهذا الحقل في أي مدينة . والمتواجدين هناك أغلبهم من السكان الأصليين بالدمام والأحساء والقطيف وما حولها . أو القادمين من مناطق أخرى للعمل بالشركات وبالذات شركة أرامكو . لهذا فلا تصلح لي كمدينة للاستقرار الدائم مستقبلا

أول خطوات الاستقرار

كان علي تقديم أوراق طلب الانتقال لإدارة معهد الطائف . وعرفت من الزملاء أن هناك موقف للباصات في الشهداء على الشارع العام يوصلني إلى المعهد بطريق الحوية – الرياض والمسافة من الموقف إلى المعهد سبعة كيلومترات . دخلت المبنى بمشاعر فرحة غامرة قبل بدء الدراسة في ذلك المبنى الفخم المصمم خصيصا - كما عرفت لاحقا - من قبل اليونسكو كمساعدة للحكومة السعودية وأمثالها من الدول النامية آنذاك .

لم أجد سوى فراش من الجنسية اليمنية يسكن بعائلته في قسم خلفي من المعهد استقبلني استقبالا حسنا في مجلسه النظيف المفروش بالسجاد والمساند . اليمني هذا شكله متحضر ممتلئ الجسم . هندامه نظيف تعامله معي كان لطيفا وراقيا . وفي داخل نفسي يوجد لدي شيء من الحذر عند دخولي منزله , ربما أنه كان معجبا بشكلي وملامحي فاستلطفني .
بعد أن أخبرته بأنني قادم من الدمام وأن معهد الدمام ليس بهذا المستوى تلطف هذا الرجل بأن أخذني في جولة على مرافق المعهد مما زاد من ارتياحي وسروري , خاصة عندما فتح لي أبواب المسرح الكبير الخاص بالمعهد , لم أصدق وقتها أن هذه الفخامة موجودة هنا فالمسرح فعلا مشيد بفخامة لا حدود لها , لا زال بهذا المستوى حتى هذه اللحظة . تلك خطوة أخرى أعتبرها بداية الفأل الحسن لتواجدي بالطائف
على ما اعتقد أن الفراش استلم أوراقي ومن ثم سلمها للمدير , حيث عرفت فيما بعد أن هذا الرجل خاص بخدمة مدير المعهد فقط والمدير يوليه عناية خاصة وهو بلا شك يستحق التقدير ومن الجدير الاستفادة من خدماته , وبالتالي فإن أوراقي قد وصلت بأمان وتم قبول انتقالي

المبيت المؤقت بالمقاهي :

00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000000000000000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000

علي بن حسن 04-26-2014 11:18 AM

يالله ...الله عوضك عن ذلك الظابط الذي لم تكن موفق معه !! لا في سؤالك عما إذا كان موجود غدا في مكتبه أم لا ولا في كتابة المعروض ...!! ولكن الله عوضك بذلك الفراش الخلوق المتحضر حسب وجهة نظرك !! مع أن هذا يعتبر شيء طبيعي بالنسبة له.. ولكن لطالب جاي من غربة ومتهجول في طريق الرياض الطائف يعتبر مقابلة ذلك الفراش شيء غيرطبيعي ..والله من غير ما أحلف ..لأعدت قراءة الموضوع أكثر من مرة .. للاسلوب الجميل الغير ممل في الكتاية ووصف الموقف ..سواء مع الظابط و إلاّ مع الفرّاش

كمل .. بارك الله فيك .

علي بن حسن



عبدالحميد بن حسن 04-27-2014 12:20 PM

عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ .

فرحت كثيرا بهذه الحلقة الجديدة من ذكرياتك يا ابا فيصل لكن فرحتي تراجعت إلى النصف عندما قرأت اقتراحك الموضح بعاليه وتراجعت إلى الربع عندما علمت أن مباركتك شفهية ، وقلت في نفسي لو إن هذا الرجل بجي يزورني ويدق الباب برجله لانشغال يديه بما خف وزنه وغلا ثمنه لهانت المسألة ولارتفع مؤشر فرحتي إلى نسبة عاليه ، ولا يزال املي في الزيارة حسب المواصفات الاخيرة قائما والله يخلق ما يشاء ويختار .
اما قصة نقلك وبدايتها مع الضابط المهيب رغم فطسته وخاصة عبارتك غير الموفقة ( تفتحوا بكرة ؟ )ورده القاتل
( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) هههههههههه .
تصورت وجهك وهو يتلون وموقفك خاصة بعدما ما قدمت المشهد في ورقة من دفتر وقصفك من قبله بالصاروخ الثاني ( إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض ) .
عز الله انك ذكي ولماح واستغرب كيف اخترت هذه الورقة . لكن اعجبني اصرارك وتلافي الاخطاء وتغيير المعروض وتحقيق رغبتك وهكذا الرجال الناجحون لا تثنيهم العقبات مهما كان حجمها .
وكذلك اعجبني موقف اليماني الحضاري حيث بدأ بحسن الاستقبال وانتهي بقبولك بمعهد الطائف .
رائع رائع يا ابا فيصل ... استمر حفظك الله .

بن ناصر 05-03-2014 10:50 AM


السكن المؤقت بالمقاهي

أنهيت الخطوة الأولى من الاستقرار بتسجيل انتقالي لمعهد الطائف . .بقي على مسألة السكن . فقد كان لي اثنين من الزملاء درسا معي بمعهد الدمام وكل منهما له ظرف خاص ويرغبان الانتقال للطائف وسبق أن أوضحت لهما إمكانية وطريقة الانتقال . الزميل الأول اسمه عبد الله علي أبو عريج القحطاني لديه بعض الأسباب المماثلة لما هو موجود عندي . فأهله في الجنوب ومعهد الطائف هو أقرب معهد إلى أهله بقحطان الجنوب . أما الزميل الثاني فهو من أسرة كبيرة تحمل اسما تجاريا معروفا على مستوى المملكة . إنه الزميل : محمد إبراهيم المجدوعي الغامدي . لقد كان يعيش مع أسرته في رغد من العيش فوالده وأخيه الأكبر علي بن إبراهيم المجدوعي يعملان بالتجارة والنقليات ويسكنون بفيلا فخمة بمدينة العمال أفضل حي سكني بمدينة الدمام , لكن من وجهة نظري أحيانا قد يسبب الغنى والترف نوعا من الكآبة ففضل هذا الزميل الانتقال معي إلى الطائف من باب التغيير والمغامرة , بعد أن عرف برغبتي للانتقال إلى الطائف بالرغم أنه كان زميل دراسة فقط ومعرفتي به ليست بذاك العمق من الصداقة , ولم يكن لدي أي تأثير على انتقاله للطائف , لقد كان كل منا لديه حرية وقدرة على التصرف واتخاذ القرارات ونحن في عمر السابعة عشر من العمر .
إذا نحن الآن ثلاثة طلاب والرابط بيننا أننا قادمون من الدمام ومن الطبيعي أن نسكن سويا , قبل بدء الدراسة بأيام كنا نبيت في مقهى عام بوادي وج يسمى قهوة ( الرمادي ) موقعها حاليا مقابل لجسر حسان بن ثابت جنوب غرب مثلث الحديقة الصغيرة حاليا , كما يشرف المقهى على وادي وج الذي يشكل اتساعا من التراب والبطحاء وعلى جانبه الآخر مقابل المقهى توجد حلقة الأخشاب والحطب والفحم . كنا نشاهد أمامنا في بعض الأحيان طابورا من الجمال تفرع حمولتها من الفحم قيل لنا أنها قادمة من تهامة بني سعد , وفي سنوات لاحقة وقفنا على سيول قوية تجتاح كل ما تجده في الوادي , وكل تلك المشاهدات تعطينا انطباعا أن كل شيء هنا يختلف تماما عن مشاهداتي وحياتي بمدينة الدمام وكأنني انتقلت إلى دولة أخرى .
يعتبر هذا المقهى نقطة تلاق لمختلف العابرين . أمام المقهى موقف لسيارات الجنوب الأجرة كلها سيارات فورد تسمى ( ابلاكاش ) على شكل باص صغير مصنع محليا يحمل عشرة ركاب . إضافة إلى سيارات أخرى من طراز ( بيجو ) هنا وجدت عددا كبيرا من قبيلتنا سائقي سيارات ركاب من طراز فورد أبلاكاش وبيجو , ومسافرون من وإلى الباحة . وزملاء سابقين من الباحة . لهم ارتباطاتهم وطرقهم الخاصة بالسكن . أما أنا فآثرت عدم الارتباط بهم من باب الشعور بالتميز , فأنا قادم من الدمام ولدي زملاء من الدمام أيضا .
المبيت بالقهوة كان شيئا مخجلا جدا بالنسبة لي , والسبب الأول أنني كنت في موقع متقدم في الدراسة في المرحلة المتوسطة وما قبلها فقد كان ترتيبي إن لم يكن الأول فلا يمكن أن أتجاوز الثاني , ولا أود أن أقابل أحدا من قدامى زملائي ومعارفي القادمين من الباحة طالما أنني التحقت بالمعهد فأنا أخجل أن أكون أحد طلابه متساويا معهم في هذا المستوى .
والسبب الثاني أن أسرتي قبل انتهاء ارتباط الوالد بعمل الشركة . كنا في حالة ميسورة جدا ونعد أنفسنا سواء في الباحة أو الدمام وضعنا أفضل مقارنة بغيرنا . لذا فقد كان لدي حساسية شديدة وخيبة أمل من هذا الموقف كيف انتهى بي المطاف للمبيت في مقهى قذر وفراش أقذر يستخدم من قبل عدة أشخاص بشكل يومي , كان عبارة عن لحاف وبطانية ومخدة متكررة الاستعمال والسرير مقعد خشبي معروف في مقاهي الحجاز . فإذا أردت المبيت تنادي القهوجي اليماني بمصطلح متعارف عليه من باب الفهلوة واللهجة الحضرية الدارجة وتقول : ( واحد كرت ) وقد ينام بجوارك أو خلفك مشردون ومجرمون ومسافرون وأشخاص لا تعرفهم , وما لدي من نقود قليلة أخفيها في ملابسي الداخلية وأطوي الثوب بشكل منظم ثم أضعه تحت المخدة حتى ألبسه في الصباح بدون كي . قيل لنا أن ساعتك أحيانا تسرق من يدك وأنت نائم .
من مصاعب المبيت في المقاهي أنه لا يوجد بها دورات مياه . بالكاد تجد صباحا إبريقا به بقايا ماء متسخ . ولا مسجد مجاور , حتى المساجد البعيدة القليلة لا يوجد بها إطلاقا دورة مياه ولا مواضئ. فإذا صحوت صباحا عليك أن تدبر أمورك في أي ركن خلفي بأي شارع أو زاوية خلفية لا أود أن أتذكرها أو أصف تلك المهانة التي وصلت لها . لكنها في قرارة نفسي هي مجرد مرحلة وسوف تعدي بإذن الله فلدي طموح بأن أكمل دراستي وأصحح وضعي ومسيرة حياتي من جديد , حالما انتهي من دراستي بالمعهد .
الزميل القحطاني القادم معنا من الدمام . فيه شيء من الحدة والشراسة يعيش ويتأقلم مع أي ظرف كان . والمبيت في قهوة أو ما هو أسوأ منها لا تشكل بالنسبة له أدنى اهتمام . أما الزميل المجدوعي القادم من بيت التجارة والثراء فيرى أن المبيت في القهوة وكل شيء في الطائف تجربة حلوة ومثيرة . مستمتع بكل شيء بهدوء وتواضع وانبساط تام . أمور لا يجدها في الدمام . ففي الصباح نشتري تميس بخاري ونصف ( هورية ) عنب طائفي نفطر عليه . أحيانا نطلب براد حليب بالزنجبيل مع حبة تميس في القهوة , لو تجلس على مقاعدها الخشبية أربع وعشرين ساعة ما حد سأل عنك
– عدى مسألة النوم بالمقهى - تعتبر جلسة المقهى نهارا أو ليلا متعة بحد ذاتها فهي أشبه بالنادي الاجتماعي الذي يضم خليطا من السكان . فتجد الأخبار والمستجدات والمعارف والوجوه الجديدة القادمة من مناطق الجنوب بالذات . ينقضي النهار والليل بدون أن تشعر بملل . تلك الفعاليات لم تك موجودة بالدمام لذا فقد كانت بالنسبة لي ولزميلي المجدوعي تجربة جديدة مسلية
أثناء تواجدنا بالمقهى حصل تعارف كبير لعدد من طلاب المعهد ممن نعرفهم من قبل . وآخرين استجدت بنا معرفتهم . هنا تتعرف من الطلاب السابقين عن مناطق السكن والأسعار وأهمية القرب من موقف الباصات والحارات التي لا تصلح للسكن . حذرونا من السكن ببعض الحارات لأسباب خاصة , فقد يقع طالب قروي ساذج في ( مسار عاطفي ) لا يستطيع الفكاك منه .
فيما نحن بصدد البحث أبلغنا أحد الزملاء بوجود طالب ( ذو شأن كبير ) يبحث عن سكن وأشاروا علينا بأهمية إسكانه معنا . ثم حصل بيننا وبينه تقارب وتفاهم وموافقة على السكن سويا
بدأنا حملة البحث عن بيت خاص غالبا يكون دور واحد مستقل ذو ثلاث غرف في حي الشهداء الجنوبية حيث كل البيوت تسمى ( أرباع ) فأي أن قطعة ارض تقسم إلى أربعة أقسام أرضية وكل ( ربع ) يعتبر سكنا مستقلا . لم نتعب كثيرا في البحث إذا قادنا المشوار إلى شخص يدعى سراج الحارثي يؤجر البيوت من منزله الخاص . استقبلنا في مجلس جميل يدل على سعة الحال مع وجود تلفون بالمجلس . التلفون بحد ذاته يعتبر أمرا في غاية الترف . ثم أرسل معنا مندوبا لمشاهدة المنزل مع تحديد السعر المقرر بتسعمائة ريال أجرة سنة دراسية ( تسعة أشهر ) , وشروط شفهية أخرى على شكل تلميح : ( عندكم جيران .. و كل واحد يمشي رجال في دربه ) . لم يكثر علينا بزيادة في الشرح لأنه له نظرة وفراسة فيما يراه من وجوه أمامه . كان ذلك الرجل والد الأستاذ سعد بن سراج الحارثي مدير مدرسة موسى بن نصير الابتدائية - رحمه الله – إدارته للمدرسة وانضباطه وصرامته ونتائج المدرسة لمدة ستة وثلاثين عاما قضاها مديرا كانت من الأمور المعروفة لدى أهالي الطائف ولدى منسوبي التعليم بشكل عام .


الساعة الآن 02:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir