ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تحية رمضانية (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=8322)

د. سعيد عطيه أبوعالي 09-16-2009 03:34 PM

تحية رمضانية
 


بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي وأخواني وأخواتي إدارة وأعضاء ومرتادي الساحات

ابعث إليكم من خلال الابن عبد الحميد بن حسن تحية رمضانية تتخللها وتعبقها تلاوة السور والآيات ، وترديد الدعوات ، وإخراج الزكوات فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أرجو الله سبحانه يجعلنا وإياكم من المقبولين وأن يتقبل دعواتنا ويشملنا بكرم استقباله وسعة رحمته إنه غفار الذنوب .

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم ؟


لله أنت ( يا أبا نواس ) حسبتك ساخرا تحلل وتفلسف صروف الدهر ونتوءات الحياة فتزرع البسمة على شفاهنا في عتمة الكآبة والحزن .. فإذا أنت عالم ناسك يوجهنا إلى مخاطبة الله الذي قال : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) فاللهم اغفر لنا ولوالدينا وأصلح زوجاتنا وذرياتنا .. واعف عنا وعن من لهم حق علينا .. واجعلنا مع بطل الإسلام والمسلمين عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
في جنة الفردوس ليس يخافون *****خروجا عنها ولا تحويلا ً
يا رب إنا ( جميعا ً ) بك وإليك ليس لنا سواك
سبحانك تباركت لا معط لشيء منعته ***** وليس لما أعطيت يا رب مانع .

أبنائي الأخوان والأخوات :

اعرف مشاغلكم في العشر الأواخر ، وفقنا الله وإياكم .. ولكن هكذا أنا ينطبق علي المثل :
( تمخض الجبل فولد ....)

هل تقبلون في رمضان شيئا من أوراقي ؟؟

شهر الكرم : قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه لنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جُبَّتان من حديد من ثُدَيِّهما إلى تراقيهما , فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو ـ وفرت ـ على جلده حتى تخفىَ بنانه وتعفوَ أثره , وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزِقت كل حلقة مكانها , فهو يوسِّعها ولا تتسع ) رواه البخاري .

ولعلي هنا أتجرأ فأدعو استأذنا عبد الرزاق بن صالح يعلق على هذا الحديث ويجلو لنا بعض الصور البلاغية فيه .

القرآن :

عندما كنت صغيرا كنا نستيقظ قبل شروق الشمس ... وكانوا ( أهلنا ) يشجعونا على الجلوس فوق الجون ( سطح البيت ) أو على الدرج أو في الساحة لترتوي أجسامنا من أشعة الشمس المشرقة .
وفي كل صباح كنا نسمع صوت القراء يتلون القرآن الكريم في نوافذ أو على أبواب منازلهم كنت اسمع من بعض بيوت قريتي ( العبالة ) ولكن أصوات آخرين شنفت أذني من المناشلة والحلة والباردة .

دخلت المدرسة في (عرا) والهدف كان قراءة القرآن .. والناس يسمون الطلاب القراية ( القراء ) نسبة إلى القرآن الكريم ونعمت التسمية ونعمت النسبة .

كثير من الأسر تقيم الحفلات لابنها عندما يختم تلاوة القرآن ويقدمون له الهدايا ومعها الدعوات . ما ختمت القرآن في مدرسة ( عرا ) لأني عندما وصلت إلى سورة القصص بادئا من ( قل أعوذ برب الناس ) شعرت أنني أستطيع التلاوة من البقرة وهي في نظري أصعب سورة لأنها أطول سورة ..
فاجأتني نفسي عندما بدأت أتلو الآيات من هذه السورة بكل يسر وسهولة .

قرأت آيات كثيرة من الختمة ( المصحف ) اخترتها عشوائيا من البقرة إلى نهاية سورة التوبة . ما ختمت القرآن في تلاوة منظمة ومتتالية تبدأ من الفاتحة وتنتهي بسورة الناس إلا عندما بدأت أصوم رمضان .

أحببت وما زلت وسأظل إن شاء الله أحب القرآن وتلاوته وتفسيره وتجويده .

جاء إلى قريتنا وعاظ ( هنود ) في عام 1374هـ وسمعني احدهم أتلو سورة فاطر قبل صلاة العصر فطلب مني بعد الصلاة أن اقرأ لهم ما تيسر من القرآن ففعلت .. ودعوا لي .

كنت أقرأ بين الجهر والمخافتة في رمضان بالمسجد الحرام عام 1389 هـ قبل صلاة جمعة وبجانبي شيخ عربي خلته نائما وإذا به يربت على فخذي ويطلب إليّ أن ارفع صوتي بالتلاوة . عرفت منه انه من نجد وانه قد جال في بقاع منطقة الباحة يوم كان ( مجاهدا ) في صفوف قوات الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ التي ضمت الباحة إلى كياننا العزيز الكبير ( المملكة العربية السعودية ) .

لي عادة عمرها أكثر من أربعين ( 40) سنة وهي أني اقرأ القرآن في رمضان في منزلي جهرا ليسمع من يسمع ... ومعها أنني بعد كل عصر رمضاني ادعوا ابنائي وبناتي يتحلقون حولي وكل منا يقرأ خمس آيات جهرا والباقون يتابعونه في تطبيق أحكام التجويد .. ونبدأ مع الأصغر أو الصغرى فنقرأ ما قد درسه أو درسته في المدرسة . وأبشركم أن هذه الطريقة أنتجت .

وعلى فكرة فإن أخاكم ابني محمدا تلقى دروسه بين أمريكا والمملكة ولما سافر إلى ديار العم سام انضم إلى زميل له طالب سوري يجيد القرآن فقرأ عليه هناك المصحف كاملا ... ( كل مكان في الدنيا هو مكان لطلب العلم ) فلا يفوتكم الأخذ بما قاله الأجداد والتفكير ( فضلا التفكير ) فيما قلته أنا حفيدهم ... واعذروني لو نصحت جهارا على عرصات الساحات .. وقد استأذن شاعري احمد شوقي رحمه الله حيث قال :

آفة النصح أن يكون جدالا
وأذى النصح أن يكون جهارا


ولعل شيخنا عبد العزيز بن شويل في ساحته الدينية يدبج لنا مقالا خاصا عن ( القرآن الكريم ) بما يراه ويفتح الله عليه .

رمضان في الشعر :

زميلي وصديقي الأستاذ المبدع محمد بن إبراهيم الملحم تدرج في وظائف التربية والتعليم واليوم هو ( مدير عام التربية والتعليم للبنات ) بالأحساء . دعوته إلى جلسة شعر عن رمضان في رمضان مساء يوم 4/9/1419هـ في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية وساهم بقصيدة رائعة بعنوان ( صوت السنين ) واقتطفت منه الأبيات الآتية :

رمضان يا صوت السنين
عادت لدى لقياك دقات الأنين
عادت تذكّرنا الدقائق ..
والثواني والشهور .

..................

رمضان ! كيف أصوغ أبيات التحية
وجروح أقوامي طرية
تجتاح شعري ، تكسر الميزان
تخرج بين حروفه آها شجية
رمضان ! كيف أقول أهلا
والإباء كتب الوصية !!

..................

رمضان عذرا
فالقذائف نحونا
نحو المسن وألف طفل
والشوارع والبيوت
القذائف نحونا .. أضحت سخية

..................

رمضان يا صوت السنين
خذنا بعشرك عبر أغوار القرون
خذنا إلى القصواء والحجر الكريمة

..................

خذنا إلى بدر
...
واصعد بنا كي نشهد الفرسان بيضا
قد أتوها مُنزلين
سبحان من قطع البنان بسيفهم
ويقودهم ملك أمين

..................

رمضان يا صوت السنين
اعتق ( بنورك ) روح قومي
من صراعات الضجيج
من كوابيس السكون
اعتق بعتقك رأي قومي
من وعود لن تلين
والعفو يا رمضان .. قد يقضي الديون
في حق قوم غالهم صمت السنين .


ذكريات رمضان :

بدأت أصوم رمضان قبل أكثر من نصف قرن ( 50 سنة ) ..

أعطاني رمضان ( هوية الرجولة ) فلما صمت حُق لي أن أبدأ الذهاب لصلاة المغرب في مسجد العبالة وأحظى بحبات تمر ( كانت هي الفطور فقط ) مع الصائمين . بعد سنوات أعطاني عمي وشيخي الشيخ صالح بن محمد بن جميلة ( أبو عبد الرزاق واحمد ) بطاقة الدخول إلى المحراب واصلي بالجماعة صلاة التراويح ( خمس تسليمات وبعدها الوتر في النصف الأول من الشهر وعشر تسليمات يتلوها الوتر في النصف الثاني من الشهر ) واذكر أن هذا الشرف غمرني عام 1374هـ .

كنا نروح إلى بيوتنا بعد التراويح للقهوة ثم النوم . لكن عام 1378هـ شهد تطورا في قضاء ليالي رمضان . جاء إلى القرية ابنها البار ( علي بن احمد بن صروط ) للصوم مع والدته .. كان يدرس الطيران . تكسوه الوسامة والابتسامة والأدب الجم .. أحبه أهل الوادي ... كنت أتابع حديثه وتعليقاته ففي كل جلسة معه أتعلم منه ( جديدا ) عرض علينا أن نسهر ساعة ونصف فقط بعد التراويح ونظم سهرتنا بالمطارحات الشعرية ( مساجلات ) , ورواية المواقف الطريفة ..

وطلب إلينا أن نقوم في كل بيت بعمليات غسل أكواب ( فناجين ) القهوة والشاي وصناعة القهوة وتقديمها للضيوف عن طريق أوراق يكتب على كل ورقة وظيفة معينة وتوزع الأوراق عشوائيا .. ولا تخلو هذه الأوراق من ( أوامر ) طريفة مثل الوقوف للحراسة على باب المجلس أو الوقوف مدة زمنية محدودة على رجل واحدة .. أو الذهاب إلى دكان ( عمي) أبو ريشة لإحضار شيء معين فسهرت القرية الناعسة ونفضت عنها غبار الكرى .. وانضم إلينا بعض الكبار رحمهم الله اعجابا بالفتى علي ( أبو احمد ) وبالسهرات المنظمة .

رمضان عام 1384هـ هو أول رمضان أصومه خارج القرية حيث انتظمت للدراسة بكلية التربية في مكة المكرمة .. أنوار الحرم , أصوات ألائمة الأجلاء . الشوارع المضاءة والمكتظة بالملابس الجديدة للعيد وحلوى العيد وكنافة رمضان ( وأقول لكم المنفوش اللذيذ في ليالي رمضان ) .

رمضان عام 1390 هـ هو أول رمضان أصومه في أمريكا حيث انتظمت للدراسة بجامعة وسكونسون ... الطلاب العرب والمسلمون يصومون وهم عشرات ( إذا كثروا ) في بلاد لا تعرف الصيام ولا تؤمن به .

عمل ودراسة بالنهار وأحيانا كثيرة بالليل .. ولكن طلابا نعدهم من الأخيار ينظمون صلاة العشاء والتراويح خارج الجامعة وكل منا يحضر ما لا يتعارض وجدول دروسه ومواعيد اختباراته . النهار ليس اقل من ست عشرة ساعة . زوجاتنا كن الضمان والأمان لأداء جميع العبادات ( صلاة وصيام وزكاة ) .

رمضان عام 1403هـ سافرت في مهمة رسمية إلى لندن وصممت على الصيام يوم السفر من جدة وبلغت ساعات ذلك النهار ثمان عشرة . بعدها لم اقبل تكليفات في رمضان خارج البلاد .

وأخيرا

وداعا رمضان .. وكل عام وأهل الساحات بخير وعافية ...





بنت الوادي 09-16-2009 05:42 PM


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1238172428.gif
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
الوالد والمربي الفاضل أبو محمد
كتب الله لك الأجر والثواب والقبول
بين الحين والآخر تبهرنا بنفحات من عجاج السنين لتحرك في ذاكرة الأباء ما قد سكن
وتقدم للأبناء دروس وعبر ومعاني هم في أشد الحاجة لها
ندعو الله عز وجل أن يمتعك بالصحة والعافية
وأن يحفظك ويحفظ لك أهلك وأبنائك وبناتك وأحفادك
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

علي بن حسن 09-16-2009 06:10 PM

يسعدني أن أكون من أول المعلقين على خواطرك الرايعة ، بسرد وأسلوب أدبي راقي ،عن الذكريات الرمضانية الجميلة التي عايشت أنا الكثير منها سواء ماكان منها في قرانا وبقيادة ومشاركة أبو أحمد ( علي ابن أحمد صروط ) الشيء جعل أبائنا مشاركتنا سهراتنا الرمضانية الجميلة التي تعتبر من أجمل الذكريات الرمضانية الحلوة التي مرت عليه في تلك الفترة والفضل لا شك يعود لأبي أحمد متعه الله بالصحة وشاركت معك في بعض من ذكريات رمضان أثناء دراستك بكلية التربية بمكة المكرمة وخاصة عندما كان لكم جلسة فطور معروفة في ساحة الحرم المكي الشريف أنت ومحمد عيسى رحمه الله ومحمد فرحة وكان دغسان رحمه الله يشارككم في العشر الأواخر هذه الجلسة وأذكر ذات مرة وكنا متحلقين في أنتظار رفع أذان المغرب وكان محمد عيسى قد صب فناجيل القهوة ووضعها أمام كل واحد منا وفجأة مر من بيننا واحد وحثىى برجله أكثر من فنجال قهوة وقلت لمن كان موجود معنا ومنهم الشيخ علي دغسان أبو عالي لا تستغربون أكيد هذا أسمه علي !! قال محمد عيسى منادياً بصوت عالي على ذلك الذي مر.. يالآخ ..يا ألآخ .. وعندما ألتفت قال محمد عيسى ألاسم الكريم ..رد عليه ذلك الشخص وبلهجة يمنية ..علي.. قال :محمد عيسى عاشت الأسامي ..تفضل أفطر معنا وأذكر أن دغسان ضحك حتى دمعت عيناه رحم الله دغسان ورحم محمد عيسى.. كانت من أجمل الذكريات تلك الأيام ...شكراً لتسجيلك هذه الخواطر عن تلك الأيام المباركات ..أعاد الله هذه الأيام على الجميع باليمن والبركات .

علي بن حسن

حامل المسك 09-16-2009 10:12 PM


أخي الفاضل / الدكتور سعيد أبو عالي

كل عام وأنت وجميع أفراد الأسرة بخير
تقبل ألله منّا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال

ذكريات لن تنسى ولها في القلب وقع

ما شاء الله تبارك الله لازالت ذاكرتك ممتازة بسرد تلك الذكريات الجميلة عن رمضان في تلك السنوات الماضية .

أسعدنا تواجدك في ساحاتنا العامرة ولك منّي أجمل تحية ..

( ومن العايدين )

أبوناهل 09-17-2009 03:28 AM

مرحباً بك سعادة الدكتور : سعيد عطيه ابوعالي
وأسأل الله لك ولنا القبول في هذه الأيام الفضيلة
وكل عام وأنت بخير مقدماً ..
أذهلني هذا التواطؤ الإيقاعي بين المفردات ومكنون النفس
وهذا الحنين الصادق المسجى امام عواطفنا المتأملة
المتناغمة مع هذا العبق المفتون بشذى
التجارب وطيب المسافات الواثقة .
كلمات تأدبت لفظاً وتهذبت معنى وحملت رحيق الأسلاف
لتنعش يباس حناجرنا ..
والدي الفاضل وأستاذي الكريم أنت الوحيد الذي صام
رمضان مع الوالد دغسان رحمه الله في أكثر من مدينة
بل وبلد .. في الباحة - مكة - ربما الطائف وفي لندن أثناء
رحلته العلاجية عام 1398 ه تلك التي جعلته رحمه الله
يتحدث عن يو 20 رمضان بقوله :

( يانهارً وشمسه طالعه مسفر)

وفي الرد يوضح ذلك بقوله :

(واتجهنا مع الدكتور أبوعالي)
أنت الوحيد الذي صادق على جمال ذلك النهار وتلك الرحلة
والوحيد الذي يستطيع أن
يبهرنا بسرده المتقن فلاعدمنا هذه اللآ ليء ولاعدمناك .

المهاتما غامدي 09-17-2009 04:01 AM

كل عام وانت بخير

وتقبل الله الصيام والقيام

عُرفتَ بالحكمة فلاحظتك العيون بالوقار

دمت بخير

علي بن جاهمه 09-17-2009 06:02 AM

حيا الله ابومحمد....
ورمضان كريم وعيدكم مبارك
ذكريات جميلة وسرد اخاذ
وطرح راق عن رمضان
لا يجيده الا امثال الدكتور ومادام ذكر دغسان
فساورد بدع سريع له في مدينة الطائف ذكر فيه اللواء والدكتور

يقول البدع:
ياليلة الخير والسعود
فينا اللواء هو ويالدكتور
وبيننا الشيخ هو العالم
لا شفتنا صل عالنبي
عموما لايمكن ان تتصفح الساحات ولا تستمتع بمايخطه يراع الدكتور سعيد ابوعالي
نامل منه المزيد من المشاركات حول الاحداث والذكريات والمناسبات ليحفظ التاريخ
رحم الله ابوك الذي كان مساهما رئيسيا في زواج والدي بوالدتي
وغفر الله للجميع وبارك لهم في رمضان

عبدالحميد بن حسن 09-17-2009 02:49 PM

حياك الله يا ابا محمد وتقبل الله منا ومنكم ومن جميع المسلمين وجعلنا من عتقائه في هذا الشهر الفضيل .

( أبنائي وأخواني وأخواتي إدارة وأعضاء ومرتادي الساحات

ابعث إليكم من خلال الابن عبد الحميد بن حسن تحية رمضانية تتخللها وتعبقها تلاوة السور والآيات ، وترديد الدعوات ، وإخراج الزكوات فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .)

شرف عظيم لي يا دكتور أن تبعث تحيتك الرمضانية من خلالي وكم انا سعيد بهذه المهمة خاصة وانها من رجل عصامي شق طريقه في الصخر فكان مثالا وقدوة صالحة لمن اتى بعده .
تقول بادب وتواضع جم :

( اعرف مشاغلكم في العشر الأواخر ، وفقنا الله وإياكم .. ولكن هكذا أنا ينطبق علي المثل :
( تمخض الجبل فولد ....)

هل تقبلون في رمضان شيئا من أوراقي ؟؟ )

سبحان الله يا ابا محمد ومن ذا الذي لا يقبل اوراقك ؟ !!!
بل نحن جميعا في شوق لما تتكرم به علينا من كنوز خبرتك ومعرفتك وتجاربك في الحياة لننهل من معينها وتنير لنا بها الطريق فارجو الا تتردد في بعث ما تسطره اناملك الكريمة وفق ما يسمح به وقتك الثمين وفقك الله ورعاك وتقبل خالص تحياتي وتقديري وكل عام وانتم بخير .

عبدالرحيم بن قسقس 09-17-2009 04:11 PM

.

*****

تحية رمضانية تفوح برائحة الريحان يحركها ذكريات الصبا وتبدل الأحوال وثبات القيم والطبائع

سطَرت لنا أبا محمد شطراً من حياة القرية في تلك الحقبة من الزمن ثم نقلتنا إلى الحاضر وفي ثنايا سطورك توجيهات تربوية

اقتباس:

لي عادة عمرها أكثر من أربعين ( 40) سنة وهي أني اقرأ القرآن في رمضان في منزلي جهرا ليسمع من يسمع ... ومعها أنني بعد كل عصر رمضاني ادعوا ابنائي وبناتي يتحلقون حولي وكل منا يقرأ خمس آيات جهرا والباقون يتابعونه في تطبيق أحكام التجويد .. ونبدأ مع الأصغر أو الصغرى فنقرأ ما قد درسه أو درسته في المدرسة . وأبشركم أن هذه الطريقة أنتجت .
لك مني ومن الجميع الدعاء بالصحة والعافية وحسن العمل والختام

وكل عام وأنت والوالدة أم محمد وأخواني وأخواتي والأحفاد بخير وعافية

*****

أحمد بن قسقس 09-17-2009 08:22 PM

في هذه الورقة
 
في هذه الورقة تأريخ وتأصيل لذلك الجيل الذي عايشه الدكتور وهو في سنٍّ صغيرة ولتلك الحقبة الزمنية التي عاشها الدكتور في الوادي طفلا وطالبا ولتلك المرابع والديار و الأماكن التي مرّ بها ووقف عليها ، وذكريات الدكتور عن ذلك الجيل وذلك الزمن وتلك الأماكن ذكريات المحبّ والمكافح والمثابر .
ذكرياته ذكيراتُ حقيقةٍ سمعتها كذلك من عمّي علي العبائر ومن غيره ممن عاشوا في تلك الحقبة الزمنيّة وكانوا إلى جانب الدكتور مكافحين ومثابرين للدراسة والتعلّم والتعليم .
ذكريات الدكتور في هذه الورقة دفترُ عشقٍ وتأريخ نستمتع بأدبه الجميل ونستفيد من تجاربه ونتعلّم من أفكاره .
لكنّ أجملَ ما في هذه الذكريات في هذه الورقةِ رحلة التلاوة و الصحبةَ الكريمة التي ذكرها الدكتور بينه وبين المصحف الشريف خلال شهر رمضان على مدى أربعين سنةً والحلقة الرمضانية التي كان يعقدها مع أفراد عائلته .
دُمت بصحة يا سعادة الدكتور وكلّ رمضان وأنت بخير ، نحن بانتظار الورقة الثالثة

ساهر الليل 09-18-2009 03:24 AM

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1253233039.jpg

أمتعتنا يا سعادة الدكتور بقراءة ما جادت به ذاكرتك
أطال الله في عمرك
وكل عام وأنت بألف صحة وعافية
..

علي ابوعلامه 09-18-2009 05:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سعيد عطيه أبوعالي (المشاركة 73692)



هل تقبلون في رمضان شيئا من أوراقي ؟؟



[/color]


لله درك أبا محمد , تواضع لا حدود له ..
لو لم يكن لنا من هذه الساحات الا بعضاً من أورقك لكفتنا .
عمرا مديد وأنت ترفل في ثياب الصحة والعافية
متوجا بطاعة الله يا أبا محمد .
تحية معطرة بذكرياتك مغلفة بتوجهات تربوية
نستقبلها بقلوب مفعمة بحبك وتقديرك
دعواتنا لك بطولة العمر في طاعة الله وأنت في صحة وعافية


ابن الجنوب 09-18-2009 05:59 PM



الله يمتعك بالصحة والعافية ويطول عمرك في طاعة الله

جواهر من مستودع سعادة الدكتور في اروقة ساحات وادي العلي


د. سعيد عطيه أبوعالي 09-19-2009 03:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة رمضانية
أبنائي وبناتي أعضاء الساحات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يتقبل الله منا ومنكم وكل عام وانتم بخير .
سعدت جدا بمرور بعضكم على ذكرياتي التي نشرتها يوم 26 رمضان فلهم جميعا الشكر والتقدير .
• بنت الوادي
• علي أبو علامة
• ابن الجنوب
• ساهر الليل
أرجو أن يكون عشمكم فينا مكانه .
• علي بن حسن .. ترفق ببني علي فلا مدافع عنهم هذه الأيام إلا أنت ..
• حامل المسك شكرا على إشادتك بذاكرتي وأقول إن الذكريات جزء من كل منا .. وهي لا تنسى ولعلك مع مسكك تقدم لنا شيئا من ذكرياتك .
• أبو ناهل .. لدينا قيمة وأصبحت عادة في أسرتنا ألا ّ نشخصن مواقفنا قدر الإمكان .. ولا نرويها لغيرنا إلا إذا كانت ذات دلالة ونفع لآخرين . لو اكتب عن ذكرياتي مع جدك ( أخي الأكبر ) لملأت صفحات الساحات فهو شجعني بطريق غير مباشر على التزام الأخلاق الحميدة ... وبابتسامته ـ رحمه الله ـ أشاد بموقف لي قائلا لجدك دغسان ـ رحمه الله ـ ( سعيد يستمع القول فيتبع أحسنه ) فأي توجيه ارقي من هذا ؟! .
فاقبل عذري .. ولكني أحيلك إلى كتابي القادم إن شاء الله وهو برهن مكتبة العبيكان للطباعة ووعدوني أن يرى النور خلال شهر شوال القادم إن شاء الله .
• المهاتما غامدي .. لقب أحببناه سابقا لمناضل شريف قادم أمته إلى الاستقلال .. وأصبحت الهند اليوم أكبر ديموقراطية ( صادقة ) في العالم .
فأنت يا مهاتمنا .. أتمنى أن أراك تقود عنزك بيد .. وفي يدك الأخرى أدواتك العلمية تقودنا بها إلى مراقي التقدم والفلاح .
( وعلى فكرة أنا لا اعرف من أنت ومن هو حامل المسك سلمكما الله )
• علي بن حمدان بن جاهمة .. كتلة وفاء تتحرك على الأرض تحيي مناقب حمدان بن جاهمة وتخلد ابد اعت دغسان أبو عالي رحمهما الله .
انتظر من فضلك يا علي !!
ما هي آخر أخبار كتابك عن والدك ؟؟
• حبل الشعبة ... ما عرفت يا هذا الجبل أنك عبد الحميد بن حسن إلا قبل شهور .. وما أقول : عبد الحميد من الجبال الرواسي .. والعرب تعودت أن تسمي أمثالها جبالا ً . فأنت تفوق جبل الشعبة الأجرد من النبات بأنك مثل الشجرة الطيبة لأسرتك وقريتك وواديك ولكل من تعامل معك .. خاصة في مركزك القيادي في الإدارة العامة للتعليم بمدينة جدة . زينت كرسيك بالعقل والرزانة والود والنزاهة ومساعدة الآخرين .
ـ أنت لي إبن ، لكنك زميل عمل .
ـ وفقك الله وأعانك على تلبية طلباتي .
ـ وتحمل كسلي الذي يجعلني أتظلل تحت أغصان عطائك واستفيد منها .
• عبد الرحيم قسقس .. لك من عندي تحيات إخوانك ومرضعتك .
• احمد بن قسقس .. كم هي آمالك المعلقة علي كبيرة وواسعة ..
ما أنا يا ولدي إلا ذلك الرجل الذي يقول : ( اللهم اجعلني كما يظنون ، وأغفر لي يا رب ما لا يعلمون ) .
موعدي معك ومع زملائك في الساحات عن رمضان وذكرياته .. رمضاننا القادم إن شاء الله . (إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علماً)
عيد سعيد
وختاما ً .. تقبلوا أنتم ومن سيمر على ما سطرته عن رمضان ولجميع أهل الساحات إدارة وأعضاء ...
تقبلوا دعواتي لكم في العيد بالقبول ودوام السرور .
هذه أحسن رسالة على ( جوالي ) أشارككم بها :
أرسلها لي الشيخ الفاضل عمر الدويش رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الدمام في المنطقة الشرقية .
رمضان أيها الشهر تمهل
كيف ترحل ؟
والحنايا مثقلات والمطايا تترجل
كيف ترحل ؟
هل عتقنا ؟!
أم بقينا في المعاصي نتكبل ؟
أيها الشهر تمهل
خذ فؤادي حيث سرت فحنيني يتنقل !
أيّ فوز غير فوزك
والأماني حين نُقْبلْ



(عفر الله للشيخ عمر ولكم ولي )

صالح بن سعيد 09-20-2009 01:00 AM



سعادة الدكتور سعيد أبو عالي ... عجباً من ذا الذي لا يقبل أوراقك ؟!

لقد استنتجت من كل ورقة مما كتبت لنا إما نصائح أبوية

أو توجيهات مباشرة أو غير مباشرة أو حكمة .

إننا دائماً في شوق لما تكتبه لنا من كنوز خبراتك وتجاربك في الحياة العامة

و الحياة العملية لننهل من معينها الذي لا ينضب ونتعلم من تجاربك ونستفيد

مِن خبراتك و نصائحك الصادقة وتوجيهاتك الأبوية الحانية .

وإنني أعلم أنك تحمل في ذاكرتك الشيء الكثير من الذكريات الجميلة

والتجارب التي نحن في شوق لمعرفتها لتكون نبراساً لنا يضيء لنا الطريق ..

وإنني واثق بأن وقت ثمين ولكن لا تحرمنا تلك الخبرات وفق ما سمح به وقتك الثمين .

وفي الختام تقبل خالص تحياتي وتقديري ،،

وكل عام وأنت وأفراد أسرتك بخير وصحة وعافية .


علي بن حسن 09-20-2009 01:05 AM

رمضان أيها الشهر تمهل
كيف ترحل ؟
والحنايا مثقلات والمطايا تترجل
كيف ترحل ؟
هل عتقنا ؟!
أم بقينا في المعاصي نتكبل ؟
أيها الشهر تمهل
خذ فؤادي حيث سرت فحنيني يتنقل !
أيّ فوز غير فوزك
والأماني حين نُقْبلْ


كان سعادة الدكتور سعيد قد خصني بأرسال هذه القصيدة في توديع رمضان على جوالي من الشيخ عمر الدويش ...وكنت قد رديت على الدكتور وقلت له وأنا صادق فيما قلت إن هذه القصيدة قد أثارت في شعور بالحزن الشديد للفراق وكنت قد ذكرت له أسباب إثارة هذه المشاعر وهو سبب خاص لا داعي لذكره ...فقط أردت أن أقول إن صدق المشاعر ..كصدق تسجيل مشاعر هذا الشيخ تصل إلى القلب وبذلك تثير الشجون عند أي إنسان يشعر بمرارة الفراق

بارك الله في الشيخ وفي ناقل القصيدة عن الشيخ ومتعهما بالصحة وكل عام والجميع بالصحة والعافية وعيدكم مبارك .

علي بن حسن

أبوناهل 09-20-2009 02:09 AM

كان بودي أن أطلق العنان لشجوني لتبرز بعض مايجيش في النفس
تجاه أبومحمد حفظه الله ..
مازلت أؤكد أن أغلبنا لايعرف إلا القليل عن أبا محمدالإنسان
الدكتور يحمل قلباً كبيراً ويعطف على الجميع ويحترمهم ..
حريص على الواجبات الدينية حتى النوافل وحرصه على التواصل
مع الناس في أفراحهم وأتراحهم كبير جداً ..
حفظك الله ياأبامحمد وعيدك مبارك بإذنه تعالى ..

صالح بن عطية 09-20-2009 02:20 AM

سعادة الأستاذ الدكتور / سعيد بن عطية أبو عالي حفظه الله

بارك الله فيك وفي علمك و اهلك و مالك
وجعل ما تقدمه لنا من علوم ومعارف في موازين حسناتك
وأسأل الله لك طولة العمر والصحة والعافية في طاعة الله ومرضاته


دكتورنا الغالي لا تبخل علينا بهذه الدرر الثمينه

المهاتما غامدي 09-20-2009 04:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سعيد عطيه أبوعالي (المشاركة 73839)
• المهاتما غامدي .. لقب أحببناه سابقا لمناضل شريف قادم أمته إلى الاستقلال .. وأصبحت الهند اليوم أكبر ديموقراطية ( صادقة ) في العالم .
فأنت يا مهاتمنا .. أتمنى أن أراك تقود عنزك بيد .. وفي يدك الأخرى أدواتك العلمية تقودنا بها إلى مراقي التقدم والفلاح .


كل عام وأنت بخير ومن حولك ينهلون من حكمتك وعلمك

ومن العايدين الفايزين إن شاء الله

ولأمنيتك تلك رعاك الله أُؤمّن واسعى إن يسّر الله

رغم انني استبدلت ( عنز غاندي ) تلك التي يطوف بها مدن وقرى الهند ليكون حليبها غذاء ذلك الجسم النحيل

بالإقتداء والأمل في الله ثم في قمم سبقتنا كأدوات لشحذ الهمم وتحقيق ما أصبو إليه وآمل

ولعلّي أقف أمامك يوماً ما لتشحذ الهمة بحديثك كما عوّدتنا عند لقائك


كل عام وانت وعائلتك الكريمة بخير


بارك الله فيك

دمت بخير

علي بن جاهمه 09-21-2009 12:28 AM

ذهبت إلى المنطقة الشرقية شابا في مقتبل العمر للدراسة العسكرية عام 1399هـ
وكان متواجدا فيها عدة شخصيات من جماعتنا
تتمنى لو تجلس معها وتحادثها ....
كان الدكتور سعيد احد هذه الشخصيات بالإضافة للواء علي بن احمد
والوالد احمد بن ثعفود والأخ عبدالطيف بن قشاط
ولكن بحكم المنصب كان أبو عالي وبن صروط هم الأكثر بروزا على مستوى المنطقة الشرقية
ويكفي أن تقول أن الدكتور أو العميد من أقاربي لكي يكون لك ميزة وحظوة في أي مكان
وكان والدي يرحمه الله يتردد على المنطقة الشرقية من فترة لأخرى للتواصل والسلام على الأقارب ومن ضمنهم رباعي الفخر أبو عالي وبن وصروط وبن ثعفود وبن قشاط وكنت اجلس معهم أحيانا رغم فارق السن والمكانة والتقدير
وكنت اسمع منهم كلاما لا اسمعه من غيرهم ...
فهم أهل علم وفكر وثقافة واطلاع وكان والدي رغم كبر سنه يجاريهم
في أحاديثهم وخبراتهم وفكرهم رغم انه أمي لا يقرا ولا يكتب
وكان الرباعي بالنسبة لي رمزا اعتز به ماحييت ...
والدكتور سعيد إضافة حقيقية للفكر والتربية والأخلاق في جماعتنا وأقاربنا
ونتعلم منه كثيرا وزاده قدرا تواضعه الجم مع الصغير قبل الكبير
الأمر الذي أحرج كثيرين منا وهم لم يصلوا إلى مكانة وعلم الدكتور
ومع ذلك ترى فيهم الكبر والغطرسة والتعالي
دمت أخونا الكبير الدكتور سعيد أبو عالي في صحة وخير
وزدنا حفظك الله من تجارك وخبراتك وفكرك النير
ونتعلم بأسلوبك الراقي والعملي كيف نحترم الصغير ونوقر الكبير
اذكر هذا بعد ما يقارب ثلاثين عاما وكأنني أعيشه الآن
حفظك الله ورعاك ..
أما كتاب الوالد فهو في اللمسات الأخيرة ولا زلنا عند وعدنا يادكتور ؟؟
شكرا لاهتمامك

رفيق الدرب 10-02-2009 04:43 PM


حديث المنفق والبخيل

أولا : كل عام وأنتم بخير
ثانيا : أناط إلي الدكتور (أبو محمد) تفسير معاني المفردات في هذا الحديث فأشكره على حسن ظنه بي ومعذرة على التأخير لظروف خاصة حيث لم ألج منتدى الساحات إلا في نهاية شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع باليمن والبركات وأثني على تلك الخواطر المتنوعة والمفيدة في آن معا وإليكم معاني الكلمات المراد توضيحها .
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما ، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت – وفرت – على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره .
فأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها ولا تتسع)).
قوله: (عليهما جبتان من حديد) ومن بدل (جبتان) بـ (جنتان) فقد صحف والجنة في الأصل بضم الجيم هي الحصن والحماية ، وسميت بها الدرع لأنها تجن صاحبها أي تحصنه، والجبة بالباء ثوب مخصوص ولا مانع من إطلاقه على الدرع.
قوله: (من ثديهما) بضم الثاء جمع ثدي ، (وتراقيهما) جمع ترقوة.
قوله: (سبغت) بفتح السين والباء والغين أي امتدت وغطت .
قوله: (أو وفرت) بفتح الواو والفاء والراء أي انبسطت واتسعت عليه.
وقوله: (حتى تخفي بنانه) أي تستر أصابعه .
قوله: (وتعفو أثره) تعفو بالنصب معطوفة أي تستر أثره ويقال عفت الدار إذا غطاها التراب ، ورجل عاف أي فقير كما يقول الشاعر القصيبي :
قضاء الله والدنيا حظوظ *** فبعض موسر والبعض عاف
والمعنى أن الصدقة تستر خطاياه كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثر صاحبه إذا مشى بمرور الذيل عليه
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه *** من المسك كافورا و أعواده رندا
وما ذاك إلا أن هندا عشــــــــيـــة *** تمشت وجرت في جوانبه بــــردا
قوله: (لزقت) في رواية مسلم (انقبضت) وفي رواية همام (غاصت كل حلقة مكانها) وفي رواية سفيان (قلصت) وزعم ابن التين أن فيه إشارة إلى أن البخيل يكوى بالنار يوم القيامة ، وقال الخطابي وغيره وهذا مثل ضربه النبي عليه السلام بالبخيل والمتصدق، فشبههما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعا يستتر به من سلاح عدوه ، فصبها على رأسه ليلبسها فجعل المنفق كمن لبس درعا سابغه فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه وهو معنى قوله (حتى تعفو أثره) أي تستر جميع بدنه.
وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه كلما أراد لبسها اجتمعت في عنقه فلزمت ترقوته ، وهو معنى (قلصت) أي تضامت واجتمعت ، والمراد أن الجواد إذا هم بصدقة انفسح لها صدره وطابت نفسه فتوسعت في الإنفاق ، والبخيل إذا حدث نفسه بالصدقة شحت نفسه فضاق صدره وانقبضت يداه .
(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ومعنى تعفو أثره أي تمحو خطاياه وقيل هو تمثيل لنماء المال بالصدقة ، والبخل بضده ، والمعطي تنبسط يداه ويتعود ذلك وإذا أمسك صار الإمساك له عادة كما في قوله (فهو يوسعها ولا تتسع) أي يجتهد في توسيعها لكنها لا تتسع هذا ما استطعت جمعه لكم في تفسير كلمات هذا الحديث والله أعلم.
وقانا الله وإياكم من البخل وجعلنا من الذين قال الله فيهم: (و في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).
المرجع : فتح الباري بشرح صحيح البخاري بتصرف .
و إلى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله.


الساعة الآن 12:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir