ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة صدى الوادي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   قطرات (مدونة خاصة) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=17457)

عبدالله أبوعالي 05-26-2012 12:29 PM

قطرات (مدونة خاصة)
 
قطرات



أيّاً كان مدلول هذه المفردة سواءً كانت تعني : جمع قطرة وهي نقط الماء التي تأتي على نحو متتابع .
أوكالقطرة الطبّية التي تشفى بها الحواس . أو قطر(قطار) آت ليقدم شيء ليس بالضرورة
أن يكون مختلفاً ولكنّه بالتأكيد مختلفاً .
والأهم لديّ أنّها عبارات وأحياناً مختارات تشي بما يخالج الفؤاد ومايستثير النفس .
بل هي أشبه ماتكون بالمدوّنة الخاصة والبوح الخالص أتواصل بها مع الإخوة والأخوات
من أبناء وبنات الوادي .
أولى القطرات /



تقدير

نزولاً عند رغبة الأخوين الكريمين : علي أبوعلامه وعبدالرحيم رمزي ولما لهما وللعديد من الإخوة الأفاضل من مكانة رفيعة وتقديرعالي في نفسي فتحت هذه المدوّنة رغبة مني في التواصل الكتابي مع الإخوة والأخوات من أبناء وبنات وادينا الغالي .
على الرغم من أنني مازلت أرى أنّ التآلف والترابط لابد ان يكون من خلال اللقاءات الدائمة بين الجميع في الأفراح -الأتراح – الأعياد – المناسبات – الشهريات وغيرها أمّا الكتابة فلن أضيف من خلالها لأحد شيء ولن تتوقف الدنيا إن لم أقرأ لفلان او أطلعه على بعض ماأقرأه .
وهناك وسائل عديدة للتواصل مع الكثير من خلال الفيس بوك أو تويتر ولكنّها رغبة محبين لم أستطع تجاهلها أو لنقل تجربة أخوض غمارها هنا في الساحات فقد أقنعهما بوجهة نظري أو أقتنع برأيهما من خلال النتائج التي ستفرزها هذه الخطوة مستقبلاً .

عبدالله أبوعالي 05-26-2012 12:47 PM


آخر نصوص الصديق الجميل والمبدع الرائع : علي الدميني

مناخات استوائية

وتتضمن عدة مقاطع منها
مقطعاً وافق هوىً في النفس :


" نهايات "


لو كان لي "مطر ٌ" ، وكانت لي "محيطاتٌ "،
و" ربّانٌ "،
لسقت ُ البحرَ للصحراءِ
علّ مياهه
تتأملّ الرملَ السعيــــــدَ بحكمة المنفى ،

وقُـدْتُ سفينة الأمطار
كي تبكي على الأشواكِ في الدهناءْ .

لو كان لي "قمر ٌ " أقلِّـبُ وجهه كالخبز بين يديَّ
كنت رفعتُه في خيمتي في آخر الكثبانِ
واستبقيت "ربّان َ " البحار ِ
بصحبتي " شهرا ً "
ليعرف َ أين َ يبدو النجم ُ "مكتئباً "،
إذا ما حلّ في مسراه
فوق نهاية الأشياء !!

محمد سعد دوبح 05-26-2012 12:51 PM

حياك الله عبد الله ابوعالي إطلاله نورت الساحات بمدونات
جميله وأول الغيث قطرات لك مني اجمل التحايا وكل الود0

عبدالرحيم كعشر 05-26-2012 02:39 PM

,’

لقد افتقدك المنتدى أيها الأديب الأريب عبدالله بن علي ابو عالي وقد تساءلت عن غيابك

فأنت روح المنتدى وقد كانت النية أن اكتب موضوعا خاصا عن غيابك ..

ولكن الحمد لله بجهود الأخوة أبو أديب وأبو توفيق عدت لنا والعود احمد فمثلك مكسب للمنتدى

ولأعضائه وزواره ويامرحبا تراحيب المطر ..

وحياك الله وبياك ..

علي بن حسن 05-26-2012 05:41 PM

عودة حميدة ... أرجوا لك التألق دائماً .


علي بن حسن

عبدالله أبوعالي 05-26-2012 06:50 PM

الكرام الأفاضل :

أبوخالد
أبوهشام
الريس أبوحسن


أشكر لكم هذا التواصل وليثق الجميع
أنّ له قدراً رفيعاً عندي ومكاناً عالياً
ولكنّ إصرار الكريمين :
أبواديب وأبورمزي
دفعني لفتح هذه المدوّنة .

عبدالله أبوعالي 05-26-2012 09:53 PM

إنّه زمنهم


يؤكدجيل الشباب الواضح المعالم البهي القسمات ببعض البوح الناضج وبوابل من تطلعات تغسل حمم أفرزتها مرحلة إنغلاق ممنهج مورس في فترات سبقت هذه المرحلة أنّ هذا زمنهم من حيث طرح المطالب التي تتسنم تطلعاتهم .. لمست ذلك من خلال حواريات جانبية مع عدد لابأس به منهم وتأطّر هذا التصور بعد متابعتي للعديد من برامجهم وافلامهم القصيرة التي نبتهج بكنهها بين فينة وأخرى .. (إش اللي - عالطاير – مسامير) هي نماذج لبرامج هدفها الرئيسي نقل الصورة الحقيقية لمجتمعنا والأجمل انّها تأتي بتقنية عالية وبإدارة وإرادة شابة متجاوزة لكل تكتلات النمطية وبيروقراطية التفكير .. بوح يأتي على شكل موسيقى حالمة وبناي منفرد ومتفرد في جماله . هي أفكار في مقتبل عمر تلمس هموم الواقع وأبجديات نقده .. عندما اتناول هذه التجارب يحضرني قول ابن المعتز:

كأن سماءنا (سماءها) لما تجلت
خلال نجومها عند الصباح
رياض بنفسج خضلٍ نداه
تفتح بينه نور الأقاحي

(في إحدى الروايات سماءها) .. بل وأراهم كذلك في صحو سماء متعطشة كنجوم تزداد بريقاًولمعاناً لتشكل دوحة غناء من البنفسج وأين في الآفاق .. لذلك فعلينا دعم هؤلاء الشباب وإعطاء من يستحق منهم فرصته فالزمان لهم ناهيك عن المكان وهم بعضنا وهذا من ابسط حقوقهم .

ابوفارس 05-26-2012 11:34 PM

...


هلا بك يا أباناهل ... وبقطراتك ..

وأنت أهل لهذا الخير .. وهذا الغيث والقطر

..

قطرات مطر يهمي .. او قطرات عرق من جبين متعبة ..

او قطرات من شمعة تحترق .. او حتى ذلك القُطار بالبيوت الطينية وموسيقاه


اياً كان .. أهلا بك وبها

..

وبداية مشاغبة .. تقول بردك السابق : حمم أفرزتها مرحلة إنغلاق ممنهج مورس في فترات سبقت هذه المرحلة


.. قصدك اصبحنا الان تغريبين ؟ :)




.. ولك الخير

عبدالله أبوعالي 05-27-2012 10:21 AM

هلابك ياأبافارس ومرحباً بهذه الإطلالات التي دائماً تضيف لي الكثيرعلى الصعيدين الثقافي والإنساني ..

وهي خيرمحفزللبحث عن معلومة او إستمطار الذاكرة.


ماعنيته من قولي :

حمم أفرزتها مرحلة إنغلاق ممنهج مورس في فترات سبقت هذه المرحلة

أنّ هذا الفكر الشاب يملك قدرة الولوج من تلك الأبواب التي أشرعت لنا ولكنه يغلفها بطابعه هو وعاى ذوقه

بعد أن أحبطت أجيال سبقته في قول نحن هنا .. واستمرأت سلك أسهل الطرق وأقربها للتصالح المؤقت مع مجتمع رافض لكل

جديد وأصبح المصير الحتمي أن تعيش في جلباب من سبقك أياً كان مقاسه ومظهره ..

بإختصار صدرنا ثقافة الحوار والتعايش مع الآخر

في فترات إزدهار المسلمين وعجزنا عن إسترداد ماصدرناه او بعضه على الأقل .

وهذا خلل تحاول هذه المجموعة الشابة علاجه ولديهم من الطموح والوعي ماسيمكنهم من النجاح



نعود لمشاغباتك الممتعة والمفيدة لي على الأقل :

إن كان التغريب كمنهج فكري يقوم على الأخذ من نظم وافكارالغرب مايلائم بيئتنا وعاداتنا والأهم معتقداتنا ف (من ثمك ويلا(إلى) الله) على قولة ربعنا .

وإن كنت تعني (التغرّب) او ماعرف بالتغريبة التي ارتبطت ببني هلال وقصة الزيرسالم ثم بشعب فلسطين

فقد أوافقك الرأي شريطة الأخذ بما

يلي : (إنّ التّغريبَ معناهُ إبعادُ الإنسانِ عن وطنِه، ليصبحَ غريبًا في وطنٍ آخر، ) ولذا فهي غربة أبناء وطن

داخل إطار وطنهم بمعنى أنّنا بتنا نستهلك

كل شيء حتى الأفكار !! فمايأتي من الغرب نؤمن به لأنّ آذاننا صمّت بقول عتيد

(زامرالحي لايطرب) وأصبحنا نجسد مضمونه دون شعور فهي غربة

داخلية .

وفي كل الأحوال أنا مع التغريب الذي سيصنع لي هوية مقنعة

عندالآخر بل ويمكنني من قول نحن هنا .

عبدالحميد بن حسن 05-27-2012 12:27 PM

انا سعيد جدا بعودتك يا ابا ناهل لاستمتع ويستمع غيري بابداعاتك المميزة وثقافتك العالية .
حياك الله تراحيب القمر في تمامه .وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

علي ابوعلامه 05-27-2012 02:47 PM

ابو ناهل
استراحة محارب وانتهت
وباتت عودة الاسد الى عرينه مطلبنا
وها نحن نستمتع بنزف قلمك
ونبحر على زورق حرفك
وننهل من معين فكرك
لا عدمناك
اهلا حللت
كنت ومازلت وستبقى في سويداء القلب
لك الود ونفرش لك الورد
ومرحبا بلا حدود

علي بن جاهمه 05-27-2012 07:21 PM

على هامش كاس الإبطال في الأسبوع الماضي
جمعتني مناسبة مختصرة مع الحبيب عبدالله ,, ابو ناهل
والحقيقة إنني لم أكن اعلم انه منقطع أو في استراحة محارب عن ساحات الوادي
وكنت أرسل له بدعا فيأتيني رده وانشره في الساحات ,,,
وأنا أقيس الناس على نفسي فأحيانا اكتب موضوعا وأغيب شهر أو شهرين
وأحيانا اعلق أو أتداخل أو أرد على مشاركة وهذا كله حسب النفسية والفضاوة ونوع الموضوع فقط فقط فقط
فبعض المواضيع لا تستهويني فلا أشارك بها وبعضها تجي على فاقة وخيراً من مائة ناقة فأشارك وأتداخل,,,
المقصود إن ابوناهل له التقدير والمحبة سواء حضر أو غاب عن الساحات وحضوره مهم جدا في دعم الفكر والثقافة والأدب والشعر
وأطروحاته راقية وعميقة ويبغالها شغل عشان ترد عليها لأنها مليانه ودسمه
وأنا أمر عالساحات مرور الكرام في الغالب لا يتجاوز خمسة عشر دقيقة ...
وإذا كان ابو ناهل غاب كنوع من العتاب بسبب خطأ فني أو إجرائي فالأمر بسيط وهو بعقلة وحكمته يعرف أن الحياة كلها أخطاء وتجاوزات ومصاعب وبالتأكيد إن كان هناك خطأ فانه غير مقصود,,
وأنا أضيف رغبتي مع الأخوين الكريمين ابو أديب وابو رمزي في أهمية وجودك ومشاركتك لأهلك وربعك وأنا اعتقد أن هذه رغبة الجميع ,,

عبدالله أبوعالي 05-27-2012 07:50 PM

الوالد الفاضل :أبوياسر
كلمات وقوديدفعني لمحاولة اللحاق
بركب الأوفياء مثلك .

الحبيب والأخ والصديق ووو :
أبوأديب قلت لك منذ زمن مثلك
يأمرني فلااتردد لثقتي في نقاء قلبك .

الغالي الرائع : أبوحمدان
كنت ومازلت أعتبر الساحات جزء مني
ودعامة لترابط أبناء وبنات الوادي
والآن هي موقع لتدوين مايروق لي على الأقل مرحلياً .

لكل من مر من هنا أهديكم هذه المختارة


ألوان


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1338137269.jpg

للوهلة الاولى تبدو هذه الصور ورودا وزهورا حية رائعة الجمال. لكن بنظرة قريبة عليها،
يتبين ان هذه الورود ما هي الا تصوير سريع لقطرات من الطلاء الملون اثناء سقوطها في الهواء.
وأمضى الفنان الاميركي جاك لونغ (53 عاماً)، شهورا في التخطيط والاختبار
لكل عمل قبل التقاط الصور العالية الدقة. واستخدم لونغ المياه الممزوجة بالأصباغ والملونات والمكثفات.

عبدالرحيم بن قسقس 05-27-2012 08:10 PM

.

*****

قطرات الندى على الورود والزهور تثري صفحات ساحات وادي العلي وتزيد من روادها ومتابعيها

نتابع بتقدير ونتمنى مزيداً من العطاء ونقدم الشكر للحبيب أبا ناهل

*****

مشرف عام3 05-28-2012 09:09 AM

عوداً حميدا

ورحلة حرف ينهمر جمالاً

سعدت برائعة الدميني هنا من خلال مدونتك أخي الفاضل أبي ناهل

ورد وعميق ود

عبدالله أبوعالي 05-28-2012 10:36 AM

أخي الكريم :أبوتوفيق

شكراً لمرورك ولاعدمتك


الأخت الكريمة : مشرف عام 3

لك فائق الود وبإذن الله يسعفني

الوقت وأقدّم عرضاً لمؤلفي أبو عادل

القيّمين عن صنوه المشري رحمه الله وأستاذه

أبوعادل(محمدالعلي) حفظه الله .




بحسب الحالة



كنت قد أشرت مسبقاً أنّ ردّات الفعل الصادرة عن الإنسان

تجاه أي طاريء تحكمها حيثيات وبواعث الحالة بشكل عام ومنها

وضعه النفسي حينها وموقع الطرف الآخر بالنسبة إليه من حيث القربى

والمكانة وحجم ونسبة المتابعة من قبل المحيطين بهما والأهم هل هي حالة

فردية أم متكررة .. بعدها يمكن أن يتم تقييم الوضع برمّته وإتخاذ الإجراءات

الصحيحة حياله .

أدعم هذا الإستنتاج بمواقف متباينه لشخص واحد تجاه أحداث عدة واجهته في حياته

وهو الشاعر دغسان أبوعالي رحمه الله .

يقول رحمه الله في تجسيد لواحدة من مآسي وقته التي عانى منها :


ياحقر النّاس كم لي بالسماح آدمّ لك

وان جيت بأعمر جدار الصلح جاله دمروي

وكل ماجيت بآفيق وتاع الشوق بي

لنّ القريب الموالي شل للفتنه عصاه

يزم عمره ويتعزوى وحوّى قالته


في موقع آخر وفي نفس الفترة وفي نفس

المحيط كان له رأي آخر ربّما بعدما بلغ السيل الزبى

فقد قال في إحدى تجلّياته رحمه الله :


يقول دغسان بعض الناس مايبي آرفيق

لأجل إن قلبه ملآن من الحسد واللّظما

ولايزيد مكره إلاّ لو تقلّه وش تبي

لكن خل الصلف يزعل ويرضيه الزمان

من يعمي الله ماتقدر تصلّح نيته



المواقف كثيرة ولاتدل على التناقض بل تؤكد ان لكل مقام مقال فللشاعر نفسه

موقفين متباينين تثبت بصيرته النافذة وفي فترتين متباعدتين فهو القائل

في فترات صباه وتقريباً في الستينات الهجرية :


يقول دغسان ويذا شيّخ الدّاني

لا هرّج القرم قال ابصم على مروه

يوم ابصر اللاش يتبهرز على الفارس

اعوّد احنّ واتراتم على هرجي

واصدّ وجهي عنه واقضي حوايجنا

لأجل المشقّه نقل للثّور عل يابه



وفي إحدى حداواه في وقت متأخر 1394 هجري يقول رحمه الله :

لاتدفعون في ذا عمل منكرا ديه

ولو يناديكم ميه والف ناديه

ذامامعه شيمه ولايحمل أقروميه

غطّوا براسه في القبس واشربوا دمه


أصل من خلال ماتم سرده آنفاً أنّ الحالة ومايحيط بها من ظروف سيدة الموقف

وتباينها طبيعي بل ومنطقي وهو دليل على التطور وعدم الرتابة .

نايف بن عوضه 05-29-2012 11:19 AM

ماذا عساني أقول 0 وقد اختلطت مشاعري ببهجة الفرحة بعودتك التي كنت واثقا أنها لن تطول ولن تتخلى عن كرسي إبداعك الذي ننحني إمام ما تطرح احتراما لك ولحسن اختيارك 0 والقلوب شواهد يا أبو ناهل بارك الله فيك ولن أضيف فوق مشاعري الخاصة ما يجملها فهي تتحدث عن ما أكنة تحياتي 00

عبدالله أبوعالي 05-30-2012 10:35 AM

شكراً لك ياأباصالح ولاعدمتك



حوارعشّاق



مساجلات الدبكة اللبنانية تستهويني منذ الصغروأشعرأنّ بها

شيء من روحنا (الجنوب) شعراًوطريقة أداء وحوار.

في مسرحية (ناس من ورق) تجلّت السيدة فيروز والمبدع

نصري شمس الدين في هذه الحوارية التي ستتضح معالمها

من خلال هذا السرد الممتع .



فيروز تقول :

كانت على هاك العريشة تتكي

وتحكي حكي العشاق ويطول الحكي

ولما عصافير المواسم يهجروا

يهب الهوا ويعنّ عا بالا البكي ......



يأتيها رد نصري /

كانت هاك الحلوي بعمر الولدني

وتبقى بعقد الياسمين مزينة

تقلو احكيلي عالمحبة والهوى

تا الحقك عا آخر شطوط الدني ......



ويردف /


اوف اوف اوف

راحو اللي حبّو راحوا والعاشق لم جناحو

ودخلك وين دموع العين بهالعينين بيرتاحوا .....




تأتي فيروز ثانية لتصدح :


حاكيني وخليك بعيد ، وحاجي تغزلّي مواعيد

ويا خوفي للشوق يزيد وهالقلب يلم رياحو



يتباهى نصري ويغرّد/

يا حلوة لا تخافي كتير تشردنا بهيك مشاوير

كبرت وحبيتي بكير وخدك لوّح تفاحو




إنّه أوان التحليق والرقي مع فيروز :


اوف اوف اوف

ويلي من حال العشاق ، بتحسب خاطرهن راق

وبيضلو عتوبي وخناق وكل مين واقف عاسلاحو




لنصري وقفة حاسمة لإخراج فيروز

من الحالة الحالمة /


ميلي بخصرك ميلي ولاموا اللوّام ،

ومازال انتي مقابيلي كيف بقدر نام

تبقي مرقي لك مرقا والتفتي لفوق،

واكتبي لي شي ورقا يا ست الذوق

وحاكيني ولنّو سرقة وطفي هالشوق ،

هدتني سنين الفرقة وهربو الآيام




عادت فيروز لواقعية الموقف فغنّت :


دخلك لا تطل قبالي خليني روق،

ولا تفوقني عاحالي ما بدي فوق

ويا شعر الحلوي الغالي وقد الممشوق،

اللي حالتها هالحالي ليش بتنلام



بدأ نصري يزهو بإحكامه لقبضة

تلك اللحظة والمضي قدماً في تجلّيه /

يا سعد الناس وسعدي بملقى المحبوب ،

والولف الناطر وعده يشقى ويدوب

وقالو لي توب وبعدو مش قادر توب ،

وزفوني جمعة وبعدو الخير لقدام



تأتي اللحظة الحاسمة التي

تجسد ماآل إليه وضع العاشقين :


حبك خاتم ياقوت بقلبي بيرن...

وسنين العمر تفوت وهالعمر يجن

وما زال الليلة سكوت وبعدك بتحن ،

وان ما سهرنا ببيروت منسهر بالشااام

أحمد بن فيصل 05-30-2012 01:48 PM

وان ما سهرنا ببيروت منسهر بالشااام

تسلم الذائقة

عبدالله أبوعالي 05-31-2012 06:58 PM

الغالي أباسهيل:

كلما أقرأ لك أو احاورك اتذكر بيت لبشّار

قال فيه :

دُرَّة ٌ حيثُما أُديرَت أضاءتْ

وَمشمٌّ من حَيثُما شُمَّ فاحا


وأخالك كذلك

رفيق الدرب 06-02-2012 10:57 PM

مررت من هنا فشممت عطر الزهور تضوع
قلت هذا أبو ناهل عطره فاح
ما أجمل ما جئتنا به بعد العودة كما هي قبلها
وليتك قرنت صوت فيروز بهذه الروائع
عمك ترى ما زال أخضر الأوراق يا أبا ناهل
عودا حميدا لا عدمناك


علي ابوعلامه 06-03-2012 02:43 AM

متابع ومستمتع بهذه الزهور الفواحة
وقفت هنا مسجلا اعجابي وتقديري
لك الخير وعذب التحايا
تحياتي ابا ناهل

عبدالله أبوعالي 06-04-2012 11:22 AM

أستاذي الكريم :
رفيق الدرب

من يدرك أنّ من بين القرّاء لما يكتب
شخص في قامتك يجتهد ويحاول
مواكبة تطلّعاتكم فمنك ومن شرواك
أستفيد ولاعدمتك .

الحبيب : أبوأديب
أطمح ان أكون دائماً عند حسن
ظنّك فلك ودّي وتقديري .

عبدالله أبوعالي 06-04-2012 11:25 AM

الصّحة كنز



وقفت متأملاً تلك اليد الشاحبة التي ألقت بقايا حناءها ونظارتها في
بحرالذكريات الذي لم ولن نصل إلى قراره .
ذلك الجسد المسجى على سريروفي غرفة لم تكن لتخترها ووجوه
باتت تألفها مكرهة .
حتّى تلك النظرات الحادة والكفيلة بإيصال المعلومة لمن يقف مترقّباً
لإشاراتها أضحت مخنوقة ودمعاتها بيضاء لايعكّرها جمال كحلها الأثير
الذي لايصبح للعيد معنى دونه .
تذكرت تلك الضحكة (الشهادة) التي تمنحني إيّاها كمكافأة عظمى على
أيّ إنجاز أقوم به .
صباح أمس أيقنت بأنّها لم تعد تعرفني كانت تحملق فيّ وفي تصوري
أنّها تودّ ان تسأل من أنت ؟
حتى وأنا أقول لها : لاتتحركين ياجدّه عشان الأشعّه
كانت ترمقني بنظرة إستفهام عجيبة ... عدت إلى دكّان (بن عبّود)
في الشهداالشمالية والمنشيّه ثم الشهدا الجنوبيه ثمّ عرجت على طيبة الطيبة
ومكة الباحه وجدّة ثمّ عدت اخيراً إلى السوطه التي أطفأت شموع فرحها بها
ونسيت صوتها فيها .. تأوّهت دون صوت وسرحت في لاشيء حتى باغتني
صوت الممرضة المستفز (بابا كلاص إساعه) لحظات وقدم الوالد حفظه الله
ليؤكد ماسمعناه قبل ساعات : لازم تتنوّم إلى أن تستقر حالتها
فسرحت ثانية وتذكرت موقفها قبل سنوات من المستشفيات ورفضها القاطع
للذهاب إليها بل وإصرارها على ذلك وإستجابة الطبيب لمطالبنا وحضوره
للكشف الدائم عليها في المنزل .. إستعدته وآلمني عجزها حتى بالعيون عن
ترديد عبارتها الشهيرة (ذا يحبني يخليني آموت في سند الحدّه من حيد مامات
شيبتي ) رحمّ الله جدّي عجير وأحسن الله خاتمة جدّتي عزّه وجمعها به وبمن تحب
في جنّات النعيم بعد عمر مديد بإذنه تعالى . فعلاً الصحة تاج ونعمة لاتثمّن .

أنس العبادي 06-05-2012 01:16 AM

قطرات رائعة أشكرك عليها ،

مع أمنياتي لك وللجميع بالتوفيق والسداد ..

أتمنّى لقلمك الاستمرار والبقاء في الساحات دائماً ،
وأقولها وبصدق أني لا أتخيل الساحات دون وجودك العطر ..

عبدالله أبوعالي 06-05-2012 04:08 PM


الغالي أبونواف
شهادتك لها حيّزاً مهما
لديّ وهي دافع لإستمراري
رغم أنّ فكري مع التأهب لفرح يوسف
وقلبي موزع بين إهتمامات أهمّها
حالة الجدّة الله يحسن خاتمتها .

عبدالله أبوعالي 06-28-2012 12:06 PM

سامي ميخائيل يكتشف متأخرا عنصرية اسرائيل




الأديب العراقي اليهودي: علينا ألا نوهم أنفسنا فالثقافة في إسرائيل مسمومة ليس أقل من التيارات المتطرفة في الإسلام
.


القدس - اتهم الأديب الإسرائيلي العراقي الأصل سامي ميخائيل الحكومة الاسرائيلية بسن قوانين هدامة ضد الديمقراطية والمختلف والغريب وضد منظمات حقوق الإنسان.

ووجه ميخائيل المعروف بكتابته النقدية والادبية اللاذاعة انتقادات شديدة إلى تنامي العنصرية في إسرائيل، وقال إنها أكثر دولة عنصرية بين الدول المتطورة.

ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء عن ميخائيل قوله أ خلال مؤتمر الرابطة الدولية للدراسات الإسرائيلية المنعقد بجامعة حيفا إن "مستوى العنصرية مستمر في الارتفاع فيما جهات في الكنيست والحكومة تشجع مظاهرها سواء من خلال التصريحات المرفوضة ومن خلال سن قوانين هدامة ضد الديمقراطية والمختلف والغريب وضد منظمات حقوق الإنسان".

وقال "على كل حال بإمكان إسرائيل أن تتفاخر بلقب الدولة الأكثر عنصرية في العالم المتطور".

وأضاف ميخائيل أنه "يوجد خطر على إسرائيل إذا لم تدرك القيادة الموجودة بأن إسرائيل ليست موجودة في شمال أوروبا وإنما في المركز النشط للشرق الأوسط المعذب، وليس لنا مكان في الشرق الأوسط بعد أن أكرهنا أنفسنا عليه".

وحذر ميخائيل من "أننا قد نفقد كل شيء ودولة إسرائيل قد تكون ظاهرة عابرة مثل الهيكل الأول والثاني، والكارثة المروعة هي أن جيراننا غارقون في الوضع المخجل نفسه، ليس لديهم (المهاتما) غاندي وعندنا لا يوجد حتى روزفيلت صغير".

وتطرق ميخائيل، الذي يرأس جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، إلى تعمق الشرخ الطائفي بين اليهود في إسرائيل وقال إنه "حتى اليوم، وبعد أكثر من 60 عاما على قيام الدولة لم يلتئم الشرخ بين اليهودية الأوروبية وبين يهود الشرق، وأخذ شكلا عنصريا من ناحية العقلية واجتماعيا يتم التعبير عنه بالفجوة الطبقية".

ورأى ميخائيل أن "تيارين مختلفين عن بعضهما عملا جاهدين على تنمية هذا الشرخ، ويسار الصالونات تنكر ليهود الشرق كمادة خام" مشيرا إلى أنه لا يوجد تمثيل لليهود الشرقيين في المؤسسات الأكاديمية.

وقال أن "اليسار في إسرائيل استمر في سياسته العنصرية حتى انتحاره وتحوله إلى طريقة نخبوية في المجتمع الإسرائيلي، ومعقل آخر للعنصرية هو الكتلة الحريدية الأشكنازية (أي اليهود المتزمتين دينيا من أصول أوروبية) وبنظر الحريديم فإن يهود الشرق شكلوا خطرا".

وفي ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي قال ميخائيل إنه "الكارثة مجسدة بالنسبة لإسرائيل، وحلم أرض إسرائيل الكاملة منح الحماسة للاحتلال والسيطرة والاستيطان في قلب تجمعات فلسطينية مكتظة".

وأضاف أن الاحتلال هو "عقبة جارفة نمت في أحضان الصهيونية التي تعتبر نفسها متنورة وعلمانية واشتراكية، ومصطلح أرض إسرائيل لم ينم في حزب الليكود ولا في معاهد اليهودية المتدينة، وإنما تم غرسه في كيبوتس (قرية تعاونية) عين حارود من جانب شعراء وأدباء ومفكرين".

وتابع أنه "على مدار السنين ازداد تطرف مواقف اليسار واليمين حتى أوجد كلاهما وهمين متناقضين وصلتهما مع الواقع ضعيفة، فاليسار رسم العرب على أنهم ملائكة سذج واليمين نما كراهية ملتهبة تجاه العرب وكأنهم وحوش ضارية".

وقال ميخائيل "غالبا ما ينددون بالتصريحات المزعزعة التي يطلقها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، لكن ليبرمان محق بادعائه بأنه يعبر بصوت مرتفع عن ما يفكر به الآخرون، وعلينا ألا نوهم أنفسنا فالثقافة في إسرائيل مسمومة ليس أقل من التيارات المتطرفة في الإسلام".

وأردف "من روضة الأطفال وحتى الشيخوخة نحن نغذي أبناءنا بشحنة كراهية وشكوك واحتقار تجاه الغريب والمختلف وبشكل خاص تجاه العرب".

وأضاف أن "تقوض الأمن أيضا وتحطم الحلم المستحيل بتحقيق السلام مع وجود الاحتلال في الوقت نفسه، يجذب الأفراد إلى اليمين أكثر فأكثر لأنه من شأن معجزة أو رحمة السماء فقط أن تنقذنا من الكارثة".

ورأى ميخائيل "ينبغي أن نتذكر أنه رغم قوتها العظمى خلال 45 عاما مضت إلا أن إسرائيل لم تحظ بأي حسم في ميدان القتال ولا حتى في ميدان المليشيات الصغيرة، وبعد ذلك يشكلون لجان تحقيق لتدقق أين أخطأنا".

وقال إنه "قبل سنوات طويلة كتب سلمان رشدي أنه يوجد دولتين دينيتين في العالم هما إيران وإسرائيل، وفي هذه الأثناء طالت القائمة في أعقاب الربيع العربي المخيب للأمل وانتشر على وجود الشبان".

واضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حُمل على كرسي الحكم على أجنحة شعار الحريديم 'نتنياهو جيد لليهود'، أي للحريديم، أي من أجل هدم الديمقراطية العلمانية ومن أجل وجود دولة إسرائيل كدولة شريعة هدامة".

وقال إن "الآلاف من ذوي التعليم العالي يهربون من إسرائيل كل عام ويفضلون حياة طبيعية وأنا أحسدهم لكني مسن ولا يمكني تجربة صدمة المهاجر مرة أخرى لذلك أفضل أن أبقى كمهاجر في بلدي".

عبدالله أبوعالي 06-30-2012 02:53 PM

لماذا يحب أبناؤنا الغرباء؟


لعبدالله المغلوث


نعتقد أننا بالألعاب والحلويات نستطيع أن نعوض غيابنا عن أطفالنا ونكسبهم، بينما في الحقيقة نخسرهم، فلا شيء يعدل وقتنا معهم، حيث يشعرون بالطمأنينة والثقة التي لا تتوافر في أعظم لعبة في العالم




استوقفني وطفلتي (5 سنوات) ممرض بريطاني أثناء زيارتي لصديق في مستشفى بمانشستر. اعتقدت للوهلة الأولى أنه سيمنعها من الدخول بذريعة أن الزيارة للكبار فقط. لكنه سألها عما تمسكه في يدها. فأجابته بأنه دفتر وقلم صغير اشتريتهما للتو من الدكان الذي يقع في الطابق الأرضي للمستشفى. فقال لها: "أوه... أنا ظننتك نادلة في مطعم بسبب ما تحملين في يدك، هل أطلب طعاما سيدتي". فابتسمت وقالت:" نعم". فرد عليها: "أريد بيتزا حجم متوسط، تعلوها طماطم وجبن وفلفل أخضر. كما أفضل دايت ببيسي، لوسمحتِ". تظاهرت ابنتي بأنها تكتب ما يمليه على مسامعها. وعندما أنهى طلبه سألها أن تريه ما كتبت. ناولته الدفتر فلم يجد شيئا. قال لها: "لماذا لم تكتبي طلبي؟". ردت عليه بصوت خفيض: "لا أعرف تهجئة ما طلبت". فقام بتهجئة الطلب مجددا حرفا حرفا، وكان يراقبها وهي تكتب كل حرف في الدفتر ويساعدها على كتابته. وبعد أن انتهت من كتابة طلبه على نحو صحيح بسطت يديها الفارغة داعية إياه لالتقاط البيتزا المزعومة من يديها الصغيرتين. شكرها بحرارة ثم ودعناه، واتجهت معها نحو غرفة صديقي. بعد أقل من 5 دقائق هطل الممرض ديفيد من جديد ومعه علبة ألوان صغيرة أهداها لابنتي، مؤكدا أنها مكافأة لها على البيتزا الشهية التي أحضرتها له، وهو يضع يده على بطنه ويزم شفتيه تعبيرا عن لذة البيتزا التي يدعي أنها قدمتها له. ثم قال لها "هناك في آخر الممر غرفة ألعاب بإمكانك أن تلعبي فيها متى ما أحببتِ". فور أن فرغت من عيادة صديقي ذهبنا معا إلى غرفة الألعاب التي أرشدنا إليها ديفيد، لم تمض سوى دقائق محدودة إلا وابنتي سفانة تهزني بقوة. قلت لها: "ماذا تريدين؟" فأجابت: "ديفيد".
سحر ديفيد ابنتي أكثر من الألعاب المختلفة التي تتراقص أمامها. أحبت سفانة الممرض لأنه تحدث معها، وأصغى إليها، وقبل ذلك منحها وقته. أحبته الطفلة لأنه أعطاها ثقة كبيرة في نفسها خلال لحظات. جعلها تؤمن أنها تستطيع أن تتحدث مع كبار ويعيرونها جل انتباههم. هذه الثقة لا تهبها الألعاب، وإنما نحن. لاحظت أن معنويات ابنتي ارتفعت كثيرا بعد اللقاء العابر مع ديفيد. صارت لينة أكثر معي ووالدتها تلك الليلة. تبتسم أكثر وتتذمر أقل. إننا نمنح أطفالنا الألعاب ولا نمنحهم الثقة. الألعاب تصغر عنهم، لكن الثقة تكبر معهم.
تشكلت لدي قناعة راسخة منذ لقائي بالممرض، طيب الذكر، تتمثل في ضرورة أن أمنح طفلي وقتا أكبر واهتماما أكثر. فالبهجة الكبيرة التي أشعلتها دقائق صغيرة ألهمتني وحفزتني. لاحظت بعد التجربة الفرق في معنويات ابنتي ومشاعرها وحتى ثقتها في نفسها. انعكست هذه الساعات التي أنفقتها مصغيا ومتحدثا على علاقتي بها وعلاقتها بمحيطها. ليس الكبار وحدهم يفضلون من يستمع إليهم فحتى الصغار يفعلون. نقلل أحيانا من شأن وعي أطفالنا من حيث لا نحتسب. نعتقد أننا بالألعاب والحلويات نستطيع أن نعوض غيابنا عنهم ونكسبهم، بينما في الحقيقة نخسرهم، فلا شيء يعدل وقتنا معهم، يشعرهم بالطمأنينة والثقة التي لا تتوافر في أعظم لعبة في العالم.
من المحزن أن نشاهد شخصا كريما في الوقت مع أصحابه بخيلا به مع أطفاله. عندما يكبر أبناؤنا سنشعر بفداحة ما ارتكبناه في حقهم وفي حق أنفسنا. سنجدهم قريبين من الغرباء، بعيدين عن الأقرباء. فالغرباء هم وحدهم من أصغوا إليهم، وتحدثوا، وضحكوا معهم. هم الذين أشعروهم بكيانهم ووجودهم. سنندم حينها كثيرا ونعمل ونأمل أن نصوب ما ارتكبناه مبكرا. لكن للأسف سندرك أن الوقت الذي بددناه سابقا لا يرد ولا يستبدل.

عبدالله أبوعالي 07-03-2012 03:25 PM

صانع السعادة




أمضى ليله في ضجر، لم ينم. وما أن أشرقت الشمس حتى قرر أن يذهب إلى الممشى. لم يكن ذلك خياره لمواجهة الضجر، لكنه المكان الأقرب الذي يمكن أن تأخذه إليه قدماه.

كان الممشى فارغاً إلا من أولئك القلّة الذين استيقظوا باكراً. شعر بالراحة، وهو يمشي وحيداً، لكنه افتقد هوايته في التأمل، ففي الممشى لم يكن يتأمل الأجساد ولا الوجوه. كان ما يتأمله هو طريقتهم في المشي.. وبمراقبة المارّة صار يملك تصوراً واسع المدى لكل تفاصيل المشي لدى الرجال والنساء. عندما وصل إلى منتصف الممشى، لمح عن بعد امرأة تجلس وحيدة، وقد بدت له وكأنها تأخذ قسطاً من الراحة أو تنتظر وصول مرافقها في المشي، لكنه كلما اقترب منها خلق تصوراً جديداً لسر جلوسها في ذلك التوقيت المبكر. كانت تلك التصورات هي المتاحة له بعد ضجر البارحة. بعد أن تجاوزها بخطوات، سمع صوتاً أنثوياً يناديه. التفت، فإذا بمصدر الصوت هو تلك المرأة الوحيدة. توقف ثم عاد بضع خطوات باتجاهها. وجدها تبادره بمجرد وقوفه في مواجهتها: هل تسمح لي بدقيقة من وقتك؟ ثم لم تنتظر منه إجابة بل أضافت: أريدك أن تسدي لي معروفاً.

عندما سمع تلك العبارة، ظن أنها متسولة لولا أن هيئتها لا تدل على ذلك. استمر في صمته منتظراً، بريبة، ما سوف تطلبه منه.

كانت في تلك اللحظة تعبث في حقيبتها كأنها تفتش عن شيءٍ مفقود، لكنها أخرجت بعد ذلك آلة كاميرا مدّت بها يدها إليه وقالت بصوت أقرب إلى الرجاء والتوسل: أريدك أن تلتقط لي صورة.

كاد أن يضحك من هذا الطلب الغريب، بل إنه تلفت معتقداً إنها إحدى حيل برامج الكاميرا الخفية، لكن ملامحها وجدية طلبها المبلل بخضوع جعلته يرتهن للأمر فيتناول منها الكاميرا ويتراجع بضع خطوات إلى الوراء ثم يلتقط لها صورة. شكرته بلطف مختصر، ومضى، وهو يفكر في غرابة هذا الموقف الذي اعترض طريقه في مثل هذا الوقت المبكّر من الصباح، لكنه لم يكد يمضي بعيداً حتى قطع عليه سلسلة أفكاره صوت نداء تزامن مع خطوات امرأة يأتيه من الخلف مجدداً.

توقف، وجدها تقف خلفه باسمة وفرحة. قالت له بصوت يشعّ بالابتهاج: أريد أن أشكرك، فأنت إنسان رائع وحساس.

لم تنتظر أن يعلق على كلامها المفاجئ، بل استطردت: أنت لا تدري إنك بهذه الصورة أسديت لي معروفاً لن أنساه طيلة حياتي. لقد تأملت الصورة التي التقطتها فوجدتني مبتسمة وقد غمرت السعادة ملامحي، وهذه أول مرة أبدو في الصور امرأة سعيدة.

اقتربت خطوة منه وهي تقول: لا بد من أنك مصور محترف ولا بد من أنك إنسان تملك حساسية عالية في التعامل مع الكاميرا، ثم طفح صوتها بالبهجة وهي تقول: لا بد من أنك أحببتني. لكنها استدركت: عفواً، أعني أنك عندما قمت بالتقاط الصورة فعلت ذلك عن حب وإحساس ورغبة صادقة. ظلّ صامتاً ومندهشاً، وهي تتداعى بعباراتها دون أن تترك له فرصة الحديث أو التعليق. كانت تبدو وكأنها سيدة الموقف تماماً بل وأضافت فجأة بصيغة آمرة: أريدك أن تلتقط لي صوراً أخرى، وناولته الكاميرا دون أن تنتظر منه أن يستجيب لطلبها أو يرفضه. جلست ثم تنهدت وقالت: سأرسل له هذه الصور، لا بد من أن يعرف أنني سعيدة، وأن ادعاءه بأنني أظهر في كل الصور حزينةً ومكتئبةً ما هي إلا أكاذيب، ثم تكسّرت الكلمات في نبرة صوتها التي خفتت قليلاً هي تقول: إنه ليس الوحيد الذي يقول ذلك، بل جميع أفراد عائلتي، فكل صور طفولتي أبدو فيها حزينةً وبائسةً. ثم تخلت عن الانكسار في صوتها واسترجعت إحساسها الراهن وهي تبتسم له: أنت تعرف كيف يخاف الأطفال أمام الكاميرا لذا تخرج صورهم بتلك الملامح الوجلة.

وهي تتحدث شعر بالرعب من كلامها، وأحسّ بأنه في مأزق حقيقي إذ كيف له أن يلتقط لها صوراً أخرى لتبدو فيها سعيدة ومبتهجة. فكر فى احتمال أن تكون المرأة مضطربة نفسياً وإن عليه أن يتواطأ معها ويحاول مهادنتها. لقد جعلته يرى تلك الصورة وكانت محقة في تصورها فكل ملامحها كانت تضج بالسعادة والبهجة بل جعلته يرى صوراً لها سابقة كانت تبدو فيها حزينةً وبائسةً. لكنه يتذكر الآن أنه عندما التقط لها الصورة كانت ملامحها صارمة وجادة وأقرب إلى الكآبة، ولا يدري من أين جاءت السعادة وطفت على ملامحها في تلك الصورة؟

ترك ذهوله ودهشته وابتعد عدة خطوات ثم التقط لها صورة أخرى. كان يتأملها، وهي جالسة وقد ترقرقت عيناها بالدمع دون أن يجرؤ على إطلاعها على أنها في حالة بكاء وأنها لن تظهر في حالة سعيدة.

كانت أصابعه ترتعش، وكانت هي تبكي، بينما الكاميرا وحدها هي من تدّبر أمر سعادة تلك المرأة.



طامي السميري

عبدالله أبوعالي 07-05-2012 02:43 PM

طفلة تدوّن مذكراتها مع «السكري» في كتاب



http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1341488503.jpg

في حدث يعد الأول من نوعه، قامت طفلة مصابة بداء السكري بتدوين مذكراتها مع المرض، من خلال تأليف كتاب بعنوان «مذكرات غادة: صديقة السكري»، إذ دونت الطفلة غادة أبا حسين (10 سنوات)، وبتشجيع من والدتها مستفيدة من إصابتها بمرض السكري، مذكراتها في كتاب يحمل بداخله قيمة إنسانية كبيرة. الكتاب يوضح أن الإنسان بإمكانه قلب الموازين لمصلحته، إذ افتتحت غادة مذكراتها بالآية الكريمة (وإذا مرضت فهو يشفين)، قبل أن تقدم إهدائها الكتاب لأبيها وأمها وأطبائها، ولكل طفل في العالم مصاب بالسكري، مخصصة ثلاثة من أصدقائها في المرض (لما وحنين وناصر). كتبت غادة في مقال صدرته كتابها بعنوان (صباح حزين): «أيقظتني الشمس الرائعة ذات صباح.. أطلتّ على غرفتي.. نادتني: غادة.. استيقظي.. ماذا أصابك؟! ما هذا الكسل؟! فراشك مبلول!! جسمك هزيل!! ووجهك شاحب!! حَزِنتُ لأنني بللت فراشي للمرة الثالثة هذا الأسبوع.. توجهت للحمام: اغتسلت.. وأديت الصلاة .. وقفتُ أمام المرآة ونظرت لنفسي.. نعم الشمس مُحِقّة.. وجهي شاحب، عيناي ذابلتان، وجسمي نحيل.. أصبحتُ أعطش كثيراً فأشرب الماء وأتبول كثيراً.. وقفت على الميزان.. يآآآه!! نقص وزني 6 كيلو!! ولا أدري ما السبب؟! لبست ملابس المدرسة التي أصبحتْ واسعة عليّ.. نزلتُ لتناول الإفطار.. قَبّلتُ ماما قبلة الصباح، قَبّلتني أمي واحتضنتني.. قالتْ أمي: غادتي.. اليوم سنذهب للطبيب لنطمئن على صحتك».

وواصلت غادة في مذكراتها كيف تلقت الخبر المؤلم بمرضها بالسكري في غرفة الطبيب، ثم تتوالى مذكراتها في الطوارئ وفي الدور الأول، وكيف كانت تقضي صباحات تنويمها للعلاج، كما تحكي تعرفها على أطفال مرضى جدد، وتقدم وصفاً لما يجري لها، مطعمة أفكارها بعدد من الومضات والنصائح البرئية، مثل الحديث الشريف (داووا مرضاكم بالصدقة)، ونصائح طبية أخرى لمن هم في حالها، كنظام الغذاء واللعب والاهتمام بالصحة والبدائل والخيارات لمن هم في حالها، قبل أن تنتقل في مواضيع أخرى من المذكرات، كيف تتعايش مع المرض كصديقة له في البيت والملاهي والمتنزهات والمدرسة وممارستها لحياتها العادية، وممارستها لهواياتها وقيامها بأنشطتها كأي طفل آخر سليم. وفي ختام مذكراتها تقدم عدداً من المعلومات الطبية عن المرض بأسلوب مبسط وسلس الفهم، يمكّن القراء الأطفال من الفهم، إضافة إلى تشجيعهم على القراءة لديهم بأسلوب مقرب منهم بل من داخل عالمهم.

مشروع الكتاب الذي يقع في 65 صفحة من القطع المتوسط المقوى هو ثمرة تضامن اجتماعي جميل من الطفلة غادة وأسرتها المثالية بعنايتها لموهبتها في الكتابة، وجمعية السكري الخيرية، والقطاع الخاص متمثلاً برجل الأعمال عبدالله العقيل، الذي تكفل بطباعته على نفقته الخاصة ليتم توزيعه على الأطفال المصابين بالسكري، وقامت بنشره دار أسفار للنشر والتوزيع، كما قام بعمل الرسوم الداخلية الفنانة نوره كريم.

غامداوي 07-05-2012 06:52 PM

بتنوع رائع وممتع يتواصل معنا خوي عبد الله بشذرات جيملة وسطور رقيقة يحملنا فيه مابين والحين والحين بأحاسيس رومانسية دافئة نستمتع بها .


تحية تقدير واشادة كبيرة ارفعها لكم ابو ناهل علي ذلك الابداع المتواصل

عبدالله أبوعالي 07-18-2012 03:24 AM


تحياتي لكل يادكتور
وكل عام وانت ومن تحب بخير


الساعة الآن 02:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir