ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   (سبها تاخذ رزءها ) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=14212)

رفيق الدرب 05-08-2011 12:59 PM

(سبها تاخذ رزءها )
 
(سبها تاخذ رزءها )

كتابتي هي لكم أيها الشباب والشابات يا من ولدتم في زمن النعمة ، الخير بين أيديكم ، وأنواع الطعام والشراب ، ترفلون في
الملابس أشكالا وألوانا ، زادكم الله من الخير ولكن أعلموا أن لكل شيء ثمنا .
في سابق الزمان كانت القرى خلية نحل ، عمل دؤوب من الفجر حتى المساء من أجل توفير لقمة العيش فقط ،
ثلاث وجبات فقيرة في عناصرها الغذائية .
النظافة معدومة لعدم وجود وسائلها ، لا يوجد منظفات ولا مبيدات حشرية والملابس يمضي عليها ربما أسابيع عفوا
الثوب حيث لا يوجد غيره حتى الملابس الداخلية لا توجد .
والثوب يغسل بماء حار ورماد أويغسل بعصير أقراص التين (البرشومي)
ثوب واحد في السنة مصنوع من المبرم ( الدوت ) ، وربما ثوبان في أحسن الأحوال ، القمل يسكن في ثناياه وبين أعطافه .
أذكر أن طفلا فقد أمه والطفل يصبح يتيما إذا فقد أمه سواء بالموت أو الطلاق أو المرض .
تصدقت عليه عجوز- يرحمها الله - فخلعت ثوبه لتنظيفه من القمل في ضحى يوم مشمس ومن كثرة القمل
أحضرت مكنسة ( هدبه ) وهي فرع أخضر من شجر العرعر وكنست به
القمل من ثوبه ، لا زال ذلك المنظر ماثلا أمام عيني الآن .
أما البراغيث ( القذان ) فمسكنها في التراب وفي صوف الأغنام وتأخذ نصيبها من دمائنا أيضا .
فإذا جن علينا الليل وآوينا إلى فراش فقير استلمتنا حشرات أخرى هي أشد فتكا إنه ( البق ) الذي يتخذ من كهوف الجدران
مسكنا له تلك الحشرة الكريهة الرائحة ( تسري للعشا مدة الرشا ) - كما يقولون - تهاجم النائمين وتنزل إليهم من
الجدران في سلاسل منتظمة .
الحشرات تنهشنا والفقر مدقع ، والكل يهرش ليل نهار سواء في البيت أو المدرسة أو الوادي ، وأتذكر أن أحد زملاء
الدراسة ونحن في معهد المعلمين كان دائما يحك جسمه من كثرة القمل فرآه المدرس مشغولا عن الانتباه إليه والمدرسون
في ذلك الزمان مصريون ، فناداه وقال يا فلان ( سبها تاخذ رزءها وانتبه للشرح ) .
هل ترون يا شباب أنني حكيت ما ليس يحكى ، حياتنا ليست وردية كما -قد تظنون - أنا كتبت لكم ما يخجل الآخرون من ذكره أو ربما لتعلموا شيئا يسيرا
عن ماضي آبائكم وأجدادكم ومعاناتهم وتقارنوه بحاضركم وبعد ذلك تحمدون الله وتؤدون حق النعمة التي ترفلون بين أحضانها ،
وإلى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله .

سعد محمد دوبح 05-08-2011 05:55 PM

( القمل ، القذّان ، البقّ )
هذا الثّلاثي المُرعب ؛ والّذي كان يفتك بالنّاس في ذلك الوقت ! ولم يسلم مِنه حتّى الحيوان يمتصّ الدِّماء وتنتشر بسببه الأمراض ويحطّ مِن كرامة الشّخص عِندما يُلاحظه النّاس في ثوبه أو عمامته فيتحاشون القُرب مِنه !
كان الأوّلون يحاربونها بما يستطيعون حتّى بالفلفل المجفّف كبخور يُطلق في الأماكن اللتي تكثر فيها برائحة لا تُطاق .
وأذكر أنّني ومعي جدّي أبو رياح ( رحمه الله ) كُنّا في مناسبة بإحدى القرى فرأينا البقّ يمشي على جِدار مجلس الضِّيوف ومخلوب بالطِّيْن فتعاونّا على قتله فكان يستخدم قاعدة الشّون ( عصاته ) وأنا أستخدم مطرقة ( قطعة حديد ) وجدتها في البيت ! ولم يكن في البيت سوانا فيقول : أنظر ياسعد الله أكبر ما أكثره ويقتل فيه وأنا أقتله بالمطرقة حتّى شوّهنا منظر ذلك الجدار ! أمّا القذّان فكُنّا نتحاشا الدّخول إلى مراح الغنم ( مبيت الغنم ) لكثرتها فيه ! وأحمد الله أنّه لم يوجد ببيتنا غنم ( رغم أنّها مِن النّعم ) ومِن كثرة القِذّان وانتشارها بنى النّاس عليها فزّورة وهي ( أحمر حمرور في البيت مذكور . ماهو ؟ ) وكان متوحّشاً رغم ضئالة جسمه ! أمّا القمل وصغاره ( الصِّيبان ) فأمام ناظريّ طلب العمّ مسفر الزّبير رحمه الله مِن أحد التّلاميذ أن يخرج إلى المعرض وتحت المراجيح يُخرج فلينته وينشرها في الشّمس لعلّ القمل يخرج مِنها مع لومه وتأنيبه لأمّ ذلك التّلميذ اللتي لا تعيش معه في البيت وحمّل ذلك التِّلميذ رسالة لها وقال : قل لأمّك تنتبه لك حتّى ولو إنّك مطلّقه .
أبو صالح لقد تجرّأت بقول الحقيقة بارك الله فيك وبيّنت للشّباب ذكوراً وإناثاً بأنّنا في الماضي لم نكن مُرفّهين ومُدلّلين أو في رغدٍ مِن العيش بل كابدنا الوضع الّذي كُنّا عليه وصبرنا وعوّضنا الله في هذا الزّمان بما يستوجب مِنّا الحمد والشّكر والثّناء على الله بما هو أهله .
وآسف على التّطويل يا أبا صالح لا عدمناك .

ابو ثامر 05-08-2011 06:05 PM

رفيق الدرب دائما كتاباتك تأسرني الله يجزاك خير
كل ما ذكرته لا زال حافرا في ذاكرتي وخاصة بيتنا القديم في الحله ذكريات اليمه تتخللها بعض ساعات الصفاء والسعادة احيانا
و الحمد لله لم اعيش في تلك الحقبه من الزمن سوى عشر سنوات تزيد او تنقص سنتان
استاذنا رفيق الدرب
اكاد اجزم بأن كرتون الصابون لا نشتريه الا مره واحده في السنه او السنتين تجمع والدتي يحفظها الله اغطيتها ليهدينا بن داوود ( مصنع الصابون )
كاسات او طيس منزلية نهاية العام اما الان ولله الحمد اريال المعطر وكومفورت المنعم وووووووووو
النامسه الان ما يخلونها تأخذ رزءها على طول بالريد او الصياده الكهربائية ولا يحافظون على حياتنا الفطريه
اما بالنسبة للوجبات الثلاث فما معنا في ذلك الزمان الا هيوخاصة زاد الفقير العشاء خبزه وعدس
ولكن مع تلك الآلام تحققت الاحلام ومن صبر ظفر ومن سار على الدرب وصل
استاذنا رفيق الدرب تقبل تحياتي ودعائي لك بالتوفيق والسداد ،،،،،،،،،،،،،،0

المهاتما غامدي 05-08-2011 08:04 PM


الحمد لله على كل حال
حاله وراحت بخيرها وشرها
والحمد لمن بدلها بخير منها علينا وعلى ابناؤنا
موضوعك ذو شجن


المهاتما غامدي 05-08-2011 08:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ثامر (المشاركة 133929)
النامسه الان ما يخلونها تأخذ رزءها على طول بالريد او الصياده الكهربائية ولا يحافظون على حياتنا الفطريه


حليل النامس منك يابو ثامر لين تلين الحصى


محمد سعد دوبح 05-08-2011 08:26 PM

ابو صالح الحمد لله لم اعيش ذلك الزمن المرير
الذي كنت اشاهد فيه بعض ابناء جيلي يهرشون
ويتحككون والفضل يعود لله ثم لوالدي
رحمه الله وجميع موتى المسلمين بحكم
سفرياته اثناء قيادته للسياره فهو الذي كان
يكدح ويحضر لنا كل مانريد وكان يحضر جميع
المبيدات الحشريه والتي اتذكر منها على سبيل
المثال سم الجراد وبخاخه للفليت وووو000الخ
وكانت الوالده حفظها الله تقوم بعملية الإباده
للثلاثي الخطير القمل والبق والقذان ولم نعد
نشاهدها كغيرنا
طرح جريء يعطيك العافيه عليه ودمت بوووود0

علي بن حسن 05-08-2011 08:38 PM

أنا ما أعرف الكلام هذا يا أبا صالح ولدت وفي فمي منجر من توتوة ...ذكرني موضوعك هذا يا أبا صالح بذلك الرجل الظريف الذي من أحدى القرى المجاورة لنا مابأذكر أسمها عندما هددوه جماعته بانه إذا ما أنصاع للحق ليحرقون بيته قال بكل سخرية قال ودي والله تحرقونه على شان تنصفوني من البق العالق في جدرانه

شكراً يا أبا صالح وليت شبابنا يقدرون النعمة التي هم فيها ولك عاطر التحية .

علي بن حسن

نايف بن عوضه 05-08-2011 09:56 PM

ما اروع ما طرحت 0 وكم اتمنى ان يكون هذا حديث المجالس وان يدعى الشباب 0 الى سماعه 0
لانهم لا يملكون ما يحدثون ابناؤهم عنه 0 الا 0 الرفاهيه وكم كان يعطيك ابوك مصروف في الابتدائه وما فوقها 0 واذكر ان ابنة احد اقاربي اصغيره 0 قالت لي يا بابا 0 اعطيني 0 فلوث 0 فاعطيتها خمسه ريال وكنت اظنني اسرفت 0 ولكنها رمتها في وجهي وقالت ايش هذا هذي 0 فلوث 0 وبهذا ذكرتني 0 ابي رحمه الله عندما طلبته 0 خمسه 0 ريال اقطع بها تابعيه قال رحمه كلك ما تسوى خمسه ريال 0
دروس ترسخت في اعماقنا تعلمناها من الفقر 0 الذي صنع منا ما يجعلنا نفتخر باجتياز تلك المرحله 0 ولا 0 لوم على الاجيال بل اللوم على الاباء 0 الذين لم يعطوهم الوقت لتعريفهم بالماضي وقسوته 0 وانما غرسوهم في نعمة الحاضر وتاثيره 0
موضوعك مثلك في روعته وتصوير لواقع عشناه ونفخر باجتيازه 0 لك الف تحيه واحترام 00

رفيق الدرب 05-09-2011 09:49 AM

سرتني عودتك للساحات يا أبا محمد وأحمد الله على شفائك
شكرا على مرورك العطر وإضافتك الجميلة وسأرد على البقية بالسرى
لقصر نفسي على الكتابة لك تحياتي ودمت يا الغالي .

ابو هدبه 05-09-2011 02:09 PM


عبدالحميد بن حسن 05-09-2011 03:11 PM

نحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به علينا من نعم يقول الله سبحانه وتعالى :
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ الآية 18 من سورة النحل .
لقد عانينا كثيرا من الثالوث البراغيث والقمل والبق وسبب ذلك قلة النظافة وعدم وجود المبيدات يقول والدي رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان : ( بقيت محتزما على ثوبي ستين يوما لم اخلع حزامي عندما كنت ابني بيتي لكثرة مشاغلي وعدم وجود من يساعدني وعندما فكيت الحزام سقط نصف ثوبي الاسفل ) .
موضوعك يا ابا صالح فيه عبرة وعظة وتذكير لنا جميعا وليس للشباب فقط لنشكر الله على نِعَمِه التي لا تعد ولا تحصى .
شكرا لك استاذي الفاضل وفقك الله ورعاك .

رفيق الدرب 05-09-2011 10:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ثامر (المشاركة 133929)
رفيق الدرب دائما كتاباتك تأسرني الله يجزاك خير


كل ما ذكرته لا زال حافرا في ذاكرتي وخاصة بيتنا القديم في الحله ذكريات اليمه تتخللها بعض ساعات الصفاء والسعادة احيانا
و الحمد لله لم اعيش في تلك الحقبه من الزمن سوى عشر سنوات تزيد او تنقص سنتان
استاذنا رفيق الدرب
اكاد اجزم بأن كرتون الصابون لا نشتريه الا مره واحده في السنه او السنتين تجمع والدتي يحفظها الله اغطيتها ليهدينا بن داوود ( مصنع الصابون )
كاسات او طيس منزلية نهاية العام اما الان ولله الحمد اريال المعطر وكومفورت المنعم وووووووووو
النامسه الان ما يخلونها تأخذ رزءها على طول بالريد او الصياده الكهربائية ولا يحافظون على حياتنا الفطريه
اما بالنسبة للوجبات الثلاث فما معنا في ذلك الزمان الا هيوخاصة زاد الفقير العشاء خبزه وعدس
ولكن مع تلك الآلام تحققت الاحلام ومن صبر ظفر ومن سار على الدرب وصل

استاذنا رفيق الدرب تقبل تحياتي ودعائي لك بالتوفيق والسداد ،،،،،،،،،،،،،،0

وأنا سعيد أن موضوعي نال إعجابك
وكما تفضلت يا أبا ثامر تمر علينا الأسابيع لا نأكل لحما وليس أمامنا إلا
العدس ( البلسن ) أو الدجر ( أللوبية )وعن الدجر يقول الشاعر :
حب الكند ما لنا به
ما نبغي الا ذرتنا
وان احزرت فالدجر هيل
شكرا يا أبا ثامر وسلم على غرم الله وذكره بأيام العزبه .

علي ابوعلامه 05-09-2011 11:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب (المشاركة 133922)
(سبها تاخذ رزءها )


هل ترون يا شباب أنني حكيت ما ليس يحكى ، حياتنا ليست وردية كما -قد تظنون - أنا كتبت لكم ما يخجل الآخرون من ذكره أو ربما لتعلموا شيئا يسيرا
عن ماضي آبائكم وأجدادكم ومعاناتهم وتقارنوه بحاضركم وبعد ذلك تحمدون الله وتؤدون حق النعمة التي ترفلون بين أحضانها ،

وإلى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله .


أستاذي رفيق الدرب

الحديث ذو شجون وان كان القلب يعتصر الماً حين نتذكر تلك الأيام بشقيها المر والحلو فقد كانت مرارتها تتمثل في الفقر المدقع وقلة ذات اليد إضافة الى ما ذكرته في طرحك ... وحلاوتها يتمثل في التآلف والود رغم ما كان يعتريها من جور أحيانا ولكن ظروف الحياة تجعلنا نتلمس الأعذار بأي حال من الأحوال ..
الجيل المخضرم يقدر هذه النعم التي نتقلب فيها ونحمد الله على ذلك ولكن كيف لي أن اقنع ابني ومن هم في سنه بما كان في ذلك الزمن مما ذكرت حين أحدثه بذلك يقول ذاك زمنكم وهذا زمننا علما أنني أرسلت ابني قبل خمس سنوات اليمن ولمدة شهر وكان يحدثني عن الحياة التي عاشها باستغراب فكانت شبيه الى حد ما بحياتنا قبل خمسين سنة ولكنها كانت تجربة جيدة غيرت بعض المفاهيم لديه ( ليس هناك من بطولات قمنا بها ولكن الوقع وما فرضه علينا جعلنا نتعايش معاه ) ولا نخجل من حال وظرف عشناه وذاك ماض انتهى بخيره وشره وبدل الله الحال بأحسن منه ندعو الله أن يديم هذه النعم ويحفظها من الزوال ..
يبقى لي أن أقول إن طرحك شيق أقف لك تقديرا واحتراما أستاذي القدير
ودمت في حفظ الله ورعايته .

رفيق الدرب 05-10-2011 10:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاتما غامدي (المشاركة 133935)
الحمد لله على كل حال
حاله وراحت بخيرها وشرها
والحمد لمن بدلها بخير منها علينا وعلى ابناؤنا
موضوعك ذو شجن


نعم هي حالة ذهبت بخيرها وشرها وما سردي لها إلا للتذكير فقط
ولكن يا أخي المهاتما إذا لم نقيد هذه النعم بالشكر أولا وبالعمل الدؤوب لننتشل
بلادنا من الاعتماد على البترول وحده !!! فلا شك ستحل الكارثة بالأجيال المقبلة فالبترول كما تعلم
مآدة ناضبة وبلادنا صحراوية شحيحة الأمطار وليس أمام الأجيال المقبلة إلا التسلح بالعلم
لتصنيع البلاد ، فاليابان بلد فقير في الموآد الخآم وأراضيه جبلية وعرة ولننظر إلى مستواه الآن عندما تسلحوا بالعلم
شكرا على مداخلتك ولك تحياتي .

سعيد راشد 05-10-2011 04:50 PM


أخي الكريم :

رفيق الدرب

أعجبتني جرأتك في ذكر ما يستحي البعض من ذكره مما كان يسود تلك الأيام من ظروف صعبة وقاسية أحيانـًا،
تطرقت لشح الغذاء والكساء وسوء النظافة لنقص أدواتها ووسائلها، وغيرها الكثير من الأمور التي عانينا منها حقبة من الزمن.
والحمد لله في عصرنا هذا الأخير توفر لنا الغذاء بشتى أنواعه والكساء بمختلف أشكاله وموضاته، وكل وسائل الراحة والرفاهية ؛ نشكر الله عليها وندعوه أن يديمها علينا فبالشكر تدوم النعم.

ألا ترى معي يا أبا صالح أنّ هذا الأمر سنة التطور المصاحبة لكل زمان ومكان، كان أباؤنا وأمهاتنا يذكـِّرونا ببداية عصرهم وما كانوا يعانونه، قصص وحكايات لا نكاد نتصورها أحيانـًا لشدة وقعها على النفس، فكيف بعصور الأجيال التي سبقتهم؟

بتتبع ماحدث وما يحدث إلى اليوم؛ نتيقن أن لكل زمان خصوصيته التي تفرضها ظروف شتـّى تتعلق بثقافة الشعوب المخلفة، وتقنياته المتنوعة، ومسايرة الأجيال لتك الظروف والاستفادة من كل جديد للتنوير والتطوير، وإسهامهم في التأثر والتأثير للمشاركة بناء حضارات وثقافات جديدة تسمو بالمجتمعات والأوطان إلى آفاقٍ أفضل.

من هنا كان توجهك لشبابنا اليوم بالنصح لشكر الله على ما يتمتعون به من نِعَم لا تُعَد ولا تُحصى، ونصْحهم بالتسلح بالعلم والصبر فيه، ومواصلة التطوير لمواكبة عجلة العصر السريعة، لخدمة أوطانهم ومجتمعاتهم وإسعاد أنفسهم وذويهم، وهذا شيء عظيم نشكرك على التذكير به والنصح فيه.

أتمنى لك الصحة وطول العمر، ولفكرك وقلمك التألق المستمر.
ولك تحيتي وسلامي، وتقديري واحترامي.

رفيق الدرب 05-12-2011 05:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سعد دوبح (المشاركة 133942)
ابو صالح الحمد لله لم اعيش ذلك الزمن المرير


الذي كنت اشاهد فيه بعض ابناء جيلي يهرشون
ويتحككون والفضل يعود لله ثم لوالدي
رحمه الله وجميع موتى المسلمين بحكم
سفرياته اثناء قيادته للسياره فهو الذي كان
يكدح ويحضر لنا كل مانريد وكان يحضر جميع
المبيدات الحشريه والتي اتذكر منها على سبيل
المثال سم الجراد وبخاخه للفليت وووو000الخ
وكانت الوالده حفظها الله تقوم بعملية الإباده
للثلاثي الخطير القمل والبق والقذان ولم نعد
نشاهدها كغيرنا

طرح جريء يعطيك العافيه عليه ودمت بوووود0

أنت محظوظ يا أبا خالد ولكن الغالبية يعيشون تلك الحالة التي لا تسر
شكرا على مرورك العطر ومتابعتك الجآدة دائما ودمت لنا جميعا.

رفيق الدرب 05-12-2011 06:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن (المشاركة 133944)
أنا ما أعرف الكلام هذا يا أبا صالح ولدت وفي فمي منجر من توتوة ...ذكرني موضوعك هذا يا أبا صالح بذلك الرجل الظريف الذي من أحدى القرى المجاورة لنا مابأذكر أسمها عندما هددوه جماعته بانه إذا ما أنصاع للحق ليحرقون بيته قال بكل سخرية قال ودي والله تحرقونه على شان تنصفوني من البق العالق في جدرانه





شكراً يا أبا صالح وليت شبابنا يقدرون النعمة التي هم فيها ولك عاطر التحية .


علي بن حسن

أسعدتني بإطلالتك يا أبا حسن ، كان الجماعة في ذلك الزمان هم الحكم
ورؤساء الجماعة هم المؤتمنون على تسيير دفة الحياة الاجتماعية
ويسمون ( موامين الجماعة ) ويجب على الجميع الانصياع
والنزول على حكمهم مادام قد تم اختيارهم من الجماعة
بالتوافق ومن يعص حكمهم عند ذلك يصبحون الخصم والحكم في آن معا
وعندما عصى ذلك الرجل جماعته هددوه كما ذكرت بإحراق بيته
فقال قولته المشهورة ( الحمد لله إن كان بتشفون غلّي من بق فيه )
شكرا لك .

رفيق الدرب 05-14-2011 09:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه (المشاركة 133950)
ما اروع ما طرحت 0 وكم اتمنى ان يكون هذا حديث المجالس 00

أشكرك ياأخ نايف على الإضافة الجميلة وكما تفضلت يا عزيزي
في يوم ما جلست أستجدي الوالد - رحمه الله - قرشين فقط أشتري بها حلاوى من عند ابن مهدي
ولم يلب طلبي لأن ابن عمي يحي ذهب إلى المدرسة بدون شيء والجبرا مرة
وعندما أصريت وشفعت طلبي بالبكاء علها تلين المواقف ،
كان الرد هو ( العرقة ) عرقتين في الظهر والسلاهيب
شكرا لك مرة أخرى .

رفيق الدرب 05-16-2011 08:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو هدبه (المشاركة 134021)

حياك الله يا أبا هدبه ، رب صورة أبلغ من خطاب
لقد جسدت الواقع الذي كنا نعيشه بتلك الصور وليتك أتيت لنا بصورة القمل والبق
لتلك الحشرات الفتاكة ليكتمل المشهد لذلك الثالوث المرعب
شكرا لك على المشاركة والإضافة .

رفيق الدرب 05-17-2011 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن (المشاركة 134023)
نحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به علينا من نعم يقول الله سبحانه وتعالى :

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ الآية 18 من سورة النحل .
لقد عانينا كثيرا من الثالوث البراغيث والقمل والبق وسبب ذلك قلة النظافة وعدم وجود المبيدات يقول والدي رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان : ( بقيت محتزما على ثوبي ستين يوما لم اخلع حزامي عندما كنت ابني بيتي لكثرة مشاغلي وعدم وجود من يساعدني وعندما فكيت الحزام سقط نصف ثوبي الاسفل ) .
موضوعك يا ابا صالح فيه عبرة وعظة وتذكير لنا جميعا وليس للشباب فقط لنشكر الله على نِعَمِه التي لا تعد ولا تحصى .

شكرا لك استاذي الفاضل وفقك الله ورعاك .



رحم الله والدك ذلك الرجل المكافح أتذكر نكاته في الطائف عندما كانت والدتك مريضة
وكنا جميعا في بيت محمد شويل أطال الله في عمره كنت أيضا مريضا وكذلك والدتي هبت جائحة مرض التدرن
في تلك السنين وكنا في يوم ما نستمع في الأخبار من الراديو وسمعنا كلمة ( شهر شباط )
فسأل والدي رحمه الله والدك لماذا يا حسن يسمونه شهر شباط ؟؟؟ فأجابه والدك قائلا لأنه ( يشبط البطن )
هيا يا فقيه نهبط نشتري لنا ما نتغدى عليه . رحمهم الله جميعا .

رفيق الدرب 05-20-2011 08:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي ابوعلامه (المشاركة 134056)
أستاذي رفيق الدرب

الحديث ذو شجون وان كان القلب يعتصر الماً حين نتذكر تلك الأيام بشقيها المر والحلو فقد كانت مرارتها تتمثل في الفقر المدقع وقلة ذات اليد إضافة الى ما ذكرته في طرحك ... وحلاوتها يتمثل في التآلف والود رغم ما كان يعتريها من جور أحيانا ولكن ظروف الحياة تجعلنا نتلمس الأعذار بأي حال من الأحوال ..
الجيل المخضرم يقدر هذه النعم التي نتقلب فيها ونحمد الله على ذلك ولكن كيف لي أن اقنع ابني ومن هم في سنه بما كان في ذلك الزمن مما ذكرت حين أحدثه بذلك يقول ذاك زمنكم وهذا زمننا علما أنني أرسلت ابني قبل خمس سنوات اليمن ولمدة شهر وكان يحدثني عن الحياة التي عاشها باستغراب فكانت شبيه الى حد ما بحياتنا قبل خمسين سنة ولكنها كانت تجربة جيدة غيرت بعض المفاهيم لديه ( ليس هناك من بطولات قمنا بها ولكن الوقع وما فرضه علينا جعلنا نتعايش معاه ) ولا نخجل من حال وظرف عشناه وذاك ماض انتهى بخيره وشره وبدل الله الحال بأحسن منه ندعو الله أن يديم هذه النعم ويحفظها من الزوال ..
يبقى لي أن أقول إن طرحك شيق أقف لك تقديرا واحتراما أستاذي القدير

ودمت في حفظ الله ورعايته .


نعم يا أبا أديب أنت عشت ردحا من الزمن في تلك الحياة البئيسة ،
وقد صدقت عندما قلت الأبناء يقولون هذه حياتكم وبعضهم يقول الزمان الأول تحول
ولكن الخوف أن يعود ذلك الزمان ( لاسمح الله ) إذا لم نستعد لفترة ما بعد البترول ، لو عاد
فستكون تلك العودة كارثية على الكل .
شكرا على مداخلتك التي أضفت على الموضوع شيئا جديدا .

رفيق الدرب 05-26-2011 10:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد (المشاركة 134088)
أخي الكريم :

رفيق الدرب

أعجبتني جرأتك في ذكر ما يستحي البعض من ذكره مما كان يسود تلك الأيام من ظروف صعبة وقاسية أحيانـًا،
تطرقت لشح الغذاء والكساء وسوء النظافة لنقص أدواتها ووسائلها، وغيرها الكثير من الأمور التي عانينا منها حقبة من الزمن.
والحمد لله في عصرنا هذا الأخير توفر لنا الغذاء بشتى أنواعه والكساء بمختلف أشكاله وموضاته، وكل وسائل الراحة والرفاهية ؛ نشكر الله عليها وندعوه أن يديمها علينا فبالشكر تدوم النعم.

ألا ترى معي يا أبا صالح أنّ هذا الأمر سنة التطور المصاحبة لكل زمان ومكان، كان أباؤنا وأمهاتنا يذكـِّرونا ببداية عصرهم وما كانوا يعانونه، قصص وحكايات لا نكاد نتصورها أحيانـًا لشدة وقعها على النفس، فكيف بعصور الأجيال التي سبقتهم؟

بتتبع ماحدث وما يحدث إلى اليوم؛ نتيقن أن لكل زمان خصوصيته التي تفرضها ظروف شتـّى تتعلق بثقافة الشعوب المخلفة، وتقنياته المتنوعة، ومسايرة الأجيال لتك الظروف والاستفادة من كل جديد للتنوير والتطوير، وإسهامهم في التأثر والتأثير للمشاركة بناء حضارات وثقافات جديدة تسمو بالمجتمعات والأوطان إلى آفاقٍ أفضل.

من هنا كان توجهك لشبابنا اليوم بالنصح لشكر الله على ما يتمتعون به من نِعَم لا تُعَد ولا تُحصى، ونصْحهم بالتسلح بالعلم والصبر فيه، ومواصلة التطوير لمواكبة عجلة العصر السريعة، لخدمة أوطانهم ومجتمعاتهم وإسعاد أنفسهم وذويهم، وهذا شيء عظيم نشكرك على التذكير به والنصح فيه.

أتمنى لك الصحة وطول العمر، ولفكرك وقلمك التألق المستمر.
ولك تحيتي وسلامي، وتقديري واحترامي.

الحبيب ( أبو محمد ) أسعدني مرورك ياعزيزي ، وكم أتمنى أن يصدق حدسك حين قلت :
أن هذه سنة الحياة ومثلما نسرد معاناتنا على مسامع أبنائنا ، سيحكي كذلك أبناؤنا معاناتهم لأبنائهم أيضا
وهذا يعني أن المجتمع آخذ في التطور والنمو ولكن الأوضاع يا عزيزي تنذر بغير هذا
على الرغم من أن الحكومة جآدة في توظيف أكبر عدد ممكن من العاطلين إلا أن الخرق يتسع على الراقع
والبطالة تزداد سنة بعد أخرى والسبب أن البلد يعتمد على دخل رئيس هو ( البترول )
ولا تظن يا صديقي أن الشباب سينخرطون في أعمال متدنية كأعمال النظافة مثلا والأجور على ما هي عليه
ناس في الثرى والآخرون في الثريا ، هذا توزيع للثروة في اعتقادي غير عادل إذا ما قيس بالأعمال الصعبة
التي عليهم أن يؤدوها وبنظرة إلى عامل النظافة في اليابان يتضح لنا لماذا يقبل العامل الياباني بذلك العمل
ولا يقبل به العاطل عن العمل عندنا ؟! الجواب واضح
يجزلون له الأجر ويؤمنون له المسكن ، والزبالة لديهم عبارة عن مجرد أوراق أو زجاج أو ما أشبه ذلك
أشياء خفيفة لاتلوث يد العامل ، والنظام عندهم صارم ، لايسمحون لأحد برمي شيء في الشارع ولذلك فشوارعهم نظيفة لا ترهق العاملين ولايرمون شيئا من الأكل لأنه لا يوجد لديهم بقايا ، كل واحد يغرف ما يكفيه فقط
علاوة على هذا ياصديقي أن الوظائف سواء في القطاع العآم أو في القطاع الخآص لا تستوعب جميع الشباب لدينا
والقطاع الزراعي الذي ينخرط فيه أكثر من ستين في المئة من الشعب مثل شعوب الأرض لايوجد عندنا لشح المياه
هل تراني يا أبا محمد متشائم أكثر من اللازم أرجو أن أكون كذلك .
شكرا على مداخلتك والسلام .


الساعة الآن 09:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir