ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الشعبي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   قصيدة أعجبتني (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7757)

نزهة المشتاق 07-17-2009 02:36 PM

قصيدة أعجبتني
 
سيكون هذا المتصفح للقصائد المنتقاة


وهذه الفاتنة أستهلّ بها المتصفّح للشاعر الرائع

الأستاذ/علي الدميني


بعنوان /وصيّـــــــــــــــــــة آمل أن تنال رضى ذائقتكم


لم أقل لأبي في الصبا ما يُسِّرّ الفتى لأبيهْ


وبأني تقوّيت بالمفردات لأعلو على كذبي



بخيال الصبّي النـزيه


لم أقل قد رأيت فؤادي يطير بلا أجنحةْ


وبأني غداة عدى الذئب في غنمي


كنت أبحث عني ،قريباً من الغيم فوق البيوتِ،


وخلف ارتعاش ثياب الصبايا على " الأسطحة "


لم أقل كان يتبعهن فؤادي فأسلمتُ مزرعتي للجرادِ،


وإذ جئتني غاضباً قلتُ يا أبتِ :


كيف أحمي الحقول وقلبي بلا أسلحة!


يا أبي لم أقل خانني بصري إذ رأيت الصبايا سواسيةً


يتحدّرن من جبلٍ في السماءْ


يتقاطرن من مطرٍ صاغ أصواتهن فماً


يتكلّم حين تنام النجوم ، ويغفو الهواءْ


وإذا أفسد الليل غاباته


جئن لي بالمصابيح ،حتى أفاق " جنوني"


و أشعلنني بالغناء ْ


ونحتن بأعشاش قلبي قواريرهن


و زوجنني


لفراغ البكاءْ .


يا أبي حين هيأتني لافتراع المياهِ،


وساءلتني: أي ليلٍ ستبني به وطناً للصغارِ


وأي صباحٍ ملثّم ؟


قلتُ:كل النساء سواء


كل واحدةٍ تشبه الكلمات التي لم تلدْ بعدُ ،


أو تتكلّمْ


والزمانَ الذي لا يشيب ولا يتهدّمْ


والنخيلَ المغطاةَ كل صباحٍ بأشباه مريمْ.



يا أبي لم تُعني لأختارَ،


أو تمتحني لأحتار ،


أو تكسرِ الوهم كي أتعلّم



يا أبي


مذ دخلت المدينة أدركت أن الفتى


غارق في "مجاز" النساءْ


لم أقل: أي امرأةٍ سوف أُثقل أوصافها بفمي ،


وأدوّنُ في متنها سفري ،


وانتحاري السعيدْ


أيهن ستسرج في ليلها قمري ،


وأصير فتاها الوحيدْ


لم أقل هذهِ شبهيْ


سوف تكمل جملتُها باب بيتي،


وأصواتهُا سلّمي في الموسيقى، ولم


أتمرّنْ على ما يدلّ الفتى في المساء إلى نفسهِ،


أو يوجِّجُ ثلج الجنوب ببادية الشام ،


أو يتخلّقُ في المبتدأ،


خبراً للقصيد.



يا أبي خانني ما توهّــمتُه في الصبا


حين خلت النساء سواء


: اللواتي ملأن كتابي بأوصافهن


واللواتي تخفّين في ضعفهن


واللواتي


حذِقن التشابهَ


حتى عشقت السواد الذي يشبه الأصدقاءْ .


ولهذا


تفرّق قلبي هوىً في القبائلِ


من ذا يدلّ عيوني عليه؟



يا أبي لم أقل في الصبا ما يُسِرُّ الفتى لأبيهْ


و هنا سأُسِرّ لأبني بما أنا فيهْ !!

أبوناهل 07-17-2009 05:23 PM

المبدعه بدور :
أشكرلك هذه الإطلالة واشكرلك
هذا الإختيار وأقف إحتراماً لهذه الذائقة ..

نزهة المشتاق 07-17-2009 05:30 PM

أخي أبوناهل

ممتنة لمرورك الراقي وتشجيعك

المثمّن عالياً

ودي وباقات وردي

نزهة المشتاق 07-17-2009 05:38 PM

موقف الرمال موقف الجناس..




محمد الثبيتي



ضمني،
ثم أوقفني في الرمال

ودعاني:
بميم وحاء وميم ودال
واستوى ساطعاً في يقيني

وقال:
أنت والنخلُ فرعانِ
أنت افترعت بنات النوى
ورفعت النواقيس
هن اعترفن بسر النوى
وعرفن النواميس
فاكهة الفقراءِ
وفاكهة الشعراءِ
تساقيتما بالخليطين:
جمراً بريئاً وسحراً حلالُ

أنت والنخل صنوانِ
هذا الذي تدعيه النياشينُ
ذاك الذي تشتهيه البساتينُ
هذا الذي
دَخَلت إلى أفلاكه العذراء
ذاك الذي
خلدت إلى أكفاله العذراء
هذا الذي في الخريف احتمالُ
وذاك الذي في الربيع اكتمال

أنت والنخل طفلان
واحد يتردد بين الفصول
وثان يردد بين الفصول:

أصادق الشوارع
والرمل والمزارع
أصادق النخيل

أصادق المدينة
والبحر والسفينة
والشاطىء الجميل

أصادق البلابل
والمنزل المقابل
والعزف والهديل

أصادق الحجارة
والساحة المنارة
والموسم الطويل

أنت والنخل طفلان
طفل قضى شاهداً في الرجال
وطفل مضى شاهراً للجمال

أنت والنخل سيان
قد صرتَ دَيدَنَهُنَّ
وهن يداك
وصرتَ سماكاً على سمكهن
وهن سمَاك
وهن شهدن أفول الثريَّا
وأنت رأيت بزوغ الهلال
تسري الدماء من العذوق
إلى العروق
وتنتشي لغة البروق:

أي بحر تجيد؟
أي حبر تريد؟

سيدي لم يعد سيدي
ويدي لم تعد بيدي

قال:
أنت بعيد كماء السماء

قلتُ:
إني قريب كقطر الندى

المدى والمدائنُ
قفر وفقرُ

والجنى والجنائنُ
صبر وصبرُ

وعروسُ السفائنِ
ليلٌ وبحرُ

ومدادُ الخزائنِ
شطرٌ وسطرُ

قالَ:
يا أيها النخلُ
يغتابك الشجر الهزيل
ويذمُّك الوتد الذليل
وتظلُّ تسمو في فضاء الله
ذا ثمرٍ خرافي
وذا صبر جميل

قال:
يا أيها النخلُ
هل ترثي زمانك
أم مكانك
أم فؤاداً بعد ماء الرقيتين عصاك
حين استبد بك الهوى
فشققت بين القريتين عصاك
وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة
والأهلة حول وجهك مستهلةُ
والقصائد في يديك مصائدُ
والليل بحر للهواجس والنهارُ
قصيدة لا تنتمي إلا لباريها
وباري الناي
يا طاعنا في النأي
اسلم،
إذا عثرت خطاك
واسلم،
إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك
وما خطاك؟!
إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ
فلا أراك
إلا شميماً من أراك.


***

التضاريــس

ترتيلة البدء

جئتُ عرافاً لهذا الرملِ

استقصي احتمالات السوادْ
جئت ابتاع اساطيرَ
ووقتاً ورمادْ
بين عينيَّ وبين السبت طقسٌ ومدينهْ..
خدر ينساب من ثدي السفينةْ
هذه أولى القراءاتِ
وهذا ورق التين يبوحْ
قل: هو الرعد يعرِّي جسد الموتِ
ويستثني تضاريس الخصوبهْ
قل: هي النار العجيبهْ
تستوي خلف المدار الحرِّ تِنيناً جميلاً ..
وبكارهْ
نخلة حبلى ،
مخاضاً للحجارهْ

**

من شفاهي تقطر الشمسُ
وصمتي لغة شاهقة تتلو أسارير البلادْ
هذه أولى القراءات وهذا
وجه ذي القرنين عادْ
مشرباً بالملح والقطران عادْ
خارجاً من بين اصلاب الشياطينِ
واحشاء الرمادْ .
حيثُ تمتدُّ جذور الماءِ
تنفضُّ إشتهاءات الترابْ
يا غراباً ينبش النارَ ..
يواري عورة الطينِ وأعراس الذبابْ
حيث تمتدُّ جذور الماءِ
تمتدُّ شرايين الطيورِ الحمرِ ،
تسري مهجة الطاعونِ ،
يشتدُّ المخاضْ
يادماً يدخل ابراج الفتوحاتِ
وصدراً ينبت الاقمارَ والخبز الخرافيَّ
وشامات البياضْ .

القرين

مقيمٌ على شغف الزوبعهْ
له جانحان .. ولي أربعه
يخامرني وجهه كل يومٍ
فالغي مكاني وامضي معه

أُفاتحه بدمي المستفيقِ
فيذرف من مقلتي ادمعهْ

وأغُمد في رئتيه السؤالَ
فيرفع عن شفتي إصبعهْ

- أما زلت تتلو فصول الرمالْ ؟
- أُقامر بالجرحِ ..
اقرع بوابة الإحتمالْ

- (( أأشعلت فاصلة الارتيابْ )) ؟
- دمي مشرع للتحول والانتصابْ

- أتدرك ما قالت البوصلهْ ؟
- زمني عاقرٌ
قريتي أرملهْ

وكفي معلقة فوق باب المدينةِ
منذ اعتنقت وقار الطفولةِ
وانتابني رمد المرحلهْ .

لدى سادن الوقت تشرق بي
جرعة الماء..
تجنح بي طرقات الوباء ..
تلاحقني تمتمات البسوسْ
أرى بين صدري وبين صراط الشهادة
شمساً مراهقةً
وسماءً مرابطةً
ويميناً غموسْ

المغني

إبتداءً من الشيبِ حتى هديل الأباريقِ
تسترسلُ اللغة الحجريةُ
بيضاء كالقارِ ..
نافرة كعروق الزجاجةِ

قال المغنِّي :
يعاقرني كل يوم غياب القوافلِ

قلتُ :
يؤرِّقُـك الزمن المتقابلُ

للجرح بوابتانِ :
من الخمر والزنجبيلْ

للقصيدة بحر طويلٌ
وليل طويلٌ
ودهر طويلْ .

قال المغني :
لصوتي رائحة الجوعِ

قلتُ :
لوجهك لونُ البراريَ

للجرح وجهان :
من ظمإٍ نادمته الحناجرُ
من وطن للطريق المهاجرِ

يحتدُّ صوت المغني ..
يكبِّـل في قامة الريح إمرأةً
وكتاباً ..
وقبراً قديمْ

- كيف أُغمد أوردتي في السديمْ ..
كيف أُخرج من شبق الطين
موتاً يتيمْ . ؟؟

- إبتكر للدماء صهيلاً
تدثر بخاتمة الكلمات
بالبخور الذي يتناسل في الطرقات .

إبتكر للرماح صبوحاً
دماؤك موغلةٌ في القناديل
وجهك منتجع للغات .

إبتكرْ للطفولة شكلاً ..
كتاباً تطارحه الخوفَ ،
تقرأ فيه محاق الكواكبِ ،
تكتب فيه حروف الندمْ .

إبتكر للطفولة عرساً تعلِّق فيه التمائمَ
واللعبَ الورقية .. والاغنيات .

الصعلوك

* يفيق من الخوف ظُهراً
ويمضي إلى السوقِ
يحمل أوراقه وخطاهْ

- من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكهْ
من يقاسمني نشوة التهلكهْ ؟؟

- أنت اسطورة أثخنتها المجاعاتُ
قل لي :
متى تثخن الخيل والليل والمعركهْ .

* يفيق من الجوع ظهراً
ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء
والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ

- من يعلمني لعبة مُبهَمَهْ

- ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ واسفك دَمَهْ .

* يفيق من الشعر ظهراً ..
يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ
يطوح اقدامه في الهواءْ

- من يطارحني قمراً ونساءْ

- ليس هذا المساءْ
ليس هذا المساءْ
ليس هذا المساءْ .

الصدى

يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ :

- هذا التراب يمزق وجهي
وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ .

يوشك النهر أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ

- من قال أن النهار له ضفتانِ
وأن الرمال لها أوردَهْ .

الفرس

يأبى دمي أن يستريحَ
تشدُّه امرأة وريحْ .

فرس تناصبني غوايات الرمالْ
كَسَرَتْ حدود القيظ .. واتجهت شمالْ .

ارقيتُ عفَّتها بفاتحة الكتابْ
قبلتها ..
فاهتز عرش الرمل وانتثرت قواريرُ السحابْ .
اسرجتها بالحلم والشهواتِ
والصبر الجميلْ
عانقتها ..
فامتدَّ صدري ساحلاً مراً
تنوء به تواريخ النخيلْ
ناجيتها :
صدئت لياليك القديمة فاحرقي خَبَثَ النحاسِ
وأشرعي زمن الصهيلْ .

مذ اهدرتك موانئ البحر القديمِ
وأرمدت عينيك منزلةُ الهلالْ
وقف السؤالْ
غمرتْ جنوبَ الشمس غاشيةُ الشمالْ .

مذ كنتِ خاتمة النساء المبهماتْ
يبست عيون الطير واشتعلت
حشاشات الرمادْ
إن قام ماء البحرْ .!
يأتي وجهك النامي على شفق البلادْ
يأتي طليقاً ،
موثقاً بالريح والريحان والصوت المدججِ بالجيادْ .
إن قام ماء البحرْ .!
صاغ الرمل بين مقاطع الجوزاءِ
مُهراً عَيطموساً فاتحاً
من قمة الأعراف ممتدٌ .....
إلى ذات العمادْ .

البابلي

* مسَّه الضرُّ هذا البعيد القريب
المسجَّى
باجنحة الطير
شاخت على ساعديه الطحالب
والنمل يأكل اجفانه ..
.. والذبابْ
مات ثم أنابْ .
وعاد إلى منبع الطين معتمراً رأسهُ الأزليّ..
تجرع كأس النبوءةِ ،
أوقد ليلاً من الضوءِ ،
غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينةِ ..
طاف بداخلها الف عامٍ
وأخرج أحشاءها للكلابْ .

هوى فوق قارعة الصمتِ
فانسحقت ركبتاهُ
تأوّه حيناً ..
وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ
تنامى بداخله الموتُ
فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ .

* مسَّهُ الضُّرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانه ..
والذبابْ
مات موت الترابْ .

تدلَّى من الشجر المرِّ .. ثم استوى
عند بوابة الريحِ
اجهش :
بوابةُ الريحِ
بوابة الريح
بوابة الريحِ .....
فانبثق الماءُ من تحته غدقاً ،
كان يسكنه عطش للثرى
كان يسكنه عطش للقُرى
كان بين القبور مُـكِبّاً على وجههِ
حين رفَّ على راسه شاهدان من الطير ..
دار الزمـانُ
ودار الزمانْ
فحطَّ على رأسه الطائرانْ .

* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانهُ ..
والذبابْ
مات موت الترابْ
وارتدى جبلاً
وحذاء من النارِ

كان الصباح بعيداً
وكان المساء قريباً
وبينهما صفحة من كتابْ .

تلاها ..
وأسقط إبهامه فوقها
ثم تسرْبَلَ زيتونةً .. فأضاءْ
حينها ،
فرّ وجه المساءْ
حينها ،
عَرَفتهُ النساءْ .

* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجَّى
باجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديه الطحالبُ
والنمل يأكل اجفانه ..
والذبابْ
مات موت الترابْ .

تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديهِ ..
فاقتاده وثن عبقريٌ إلى حيثُ
لا تُشرق الشمسُ
بعد ثلاثٍ أتى مورقاً
وتكوّر في ملتقى الشاطئين
وحين تساقط من حوله الليلُ
كان يعاني الصداعْ
الصداعُ ...
الصداعْ .

دارت الشمس حول المدينةِ فانشطر البابليُّ
وأصبح نصفين
نصف يعب نخاع السنينِ
وآخرُ يصنع آنية للشرابْ .

* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
بأجنحة الطيرِ
شاخت على ساعديهِ الطحالب
والنمل يأكل اجفانهُ ..
والذبابْ
مات ثم أنابْ .
مات ثم أنابْ
مات ثم أنابْ .

البشير

أنا خاتم الماثلين على النطعِ
هذا حسام الخطيئة يعبر خاصرتي
فأُسلسل نبعاً من النار يجري دماً
في عروق العذارى
أنا آخر الموت ..
أول طفل تسوَّر قامته
فرأى فلك التيهِ
والزمن المتحجر فيهْ ..
رأى بلداً من ضبابٍ
وصحراء طاعنة في السرابْ .
رأى زمناً احمراً
ورأى مدناً مزق الطلق أحشاءها
وتقيحَّ تحت اظافرها الماءُ
حتى اناخ لها النخل اعناقهُ
فأطال بها .. واستطالْ
وافرغ منها صديد الرمالْ .

الأجنّـة

وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ
ويزجرون الطيرَ ..

ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ
واللعب الخرافيِّ المباح . ؟؟

ماذا عن الأعراسِ ،
ماذا عن دم الياقوتِ
والكتب المشاعهْ ؟

هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء
هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ .

سَـخَـتْ طيور النار
فانتهزوا الولاده
سـخـت طيور الماء
فانتهزوا الولاده .

وتماثلوا للإحتلام .. تماثلوا للهاجس الليليِّ
يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ
هذا كتاب الرمل .. والشيطان مصلوبٌ
على باب البناتْ .

وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ
وأرصفة تموجْ

وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ
فاحمرّت نبوءات البروجْ .

وقوافل الدهناء صاديةٌ
إلى ماء السماءْ
حملت عيون الماء وابتهلتْ
إلى ماء السماء
ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ
ماء السماءْ .

قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ
واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ
قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ .

قد كنت اتلو الأحرف الأنتى
وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ ..
كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى
ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ
عنان الشمسْ
يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ .

هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ
معقود على الراياتِ ،
شمس تستظل بها سحابهْ
قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ
واعتنق الكتابهْ
يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ
مذابهْ .

هذا الدمُ الحوليُّ
منصوب على تيماءَ
من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ
من ذا يغنِّي : لا مساسْ .
من ذا يريق الراية الحمراءَ
من يحصي الخُـطَا
من ذا يعرِّي قامة الصحراء
من سرب القطا

نزهة المشتاق 07-17-2009 05:50 PM

كتاب المغنّي (*)

شعر/ علي الدميني

أغني ، وإما تساءل عني المغنيّ
لماذا أغنيّ؟
أغني ...
لأني
أرى شبهي في الغناء
وأغنيتي في كتاب المغنيّ


قفا نحمد الله ، أن الفتى لم يزل غارقاً في طفولتهِ
مثل "نخل الحسا" وعيون "العيون ".
يقلّب بين اليدين مداخل جنات عدْنٍ، وأنهارَ نارٍ
تضئ المدينة ، من شارع المتنبي ببغداد َ
حتى ابتسام ِ الخليج، لحي ّ "الدواسرِ " في شارع الحبِ،
حين
تسلّل في غصّة الليل
من وجعٍ نحو آخرَ،
من راية ٍ
لم تعد شجرا،ً يانعاً بالعصافيرِ ،
أو لامعاً كالأساطيرِ،
حتى دنى
و تدلّى
على سعف النخل ِ
فاتحةً من رفيف اليمام ِ
و " وسمية ً " من لموع السحاب ْ.


قفا ، نحمد الله ،
أن الفتى عاد من سفرٍ ، وأناب ْ
إلينا
فآنس ناراً بأطراف رمل الجزيرة ِ
مترعة ً بالحنين و حمى السراب
وأسرج أشواقها في " أغاني الكتاب ْ ".


تساءلت في أول الليلِ
كيف أقلّب جمري على قلقي

وأجادل – مستوحشا- متن هذا الكتاب؟
ومن سيرافقني للوقوف على صحوهِ
إن بدا،
وعلى ظلـّهِ
إن غدا
نورساً في الضباب؟

ومن ذا سيكتب عنـّي
جنون التأمل في نحوهِ
و تراتيلهِ،
يوم تدلف روحي إلى عتبات الخطاب؟

ومن سوف يرفع عنّي الملامةَ َ ،
إما رأيت الخُطى،
والخطأ ْ ،
لامعين
كوجه الصواب؟



وفي آخر الليل
ألفيت قلبي يفتش في لغتي عن ملامحهِ
فأرى الميم حاء ْ
وأُوغل في سفري نحوه ُ
فأرى الميم دال ْ.


هو الحدُّ والمدّ
والشك في المبتدأ،
واليقينُ الذي لا يقال ْ.

شبيهٌ به النهرُ،
ضحكته ُ "زرقةٌ طفلة ٌ "،
و تباريحهُ
غابةُ من سؤال ْ.

يشفّ
فتشرب "فيروزُ" من كأسهِ،
ويقسو
فتبدو مفاتيحهُ
كمصافحة الطقس
( للإحتمال ).

** ** **

أغني ، وإما تساءل عني المغنيّ
لماذا أغنيّ؟
أغني ...
لأني
أرى شبهي في الغناء
وأغنيتي في كتاب المغنيّ

** ** **

فيا صاحبي:
كم ركضتُ ، و أرّقتني :
إذا قلتُ " إن الطريق جنوبٌ"،
تقود الخطى باتجاه الشَمال
و إن قلت ُ إن الصباح َ "يمينٌ"
تشيرُ
"بأن الصباح شمال" !

أغيبُ فتُجهِدُ نجواك في أثري
و إن عدتُ أغرقتني
في عصيّ المنال ْ.


أيا ظمأ ً ضارباً في جذوع الهواء ْ
ويا حـُلُماً نازفاً بالمياه ْ
أعنّي
لأختارَ ما أشتهي من " كتاب المغنـّي"
أهشُّ به ِ في الصباح ِ
على شغف ٍ نابض ٍ في الفلاة ِ،
وأُشرِعهُ في المساء ْ:

لرائحة البنّ وهي تطلّ من النافذة
تعتّقـُها باشتعال الكلام
و نشرب صهباءها من يديك ْ.


سلاماً .. سلاماً :
على مطرٍ نابتٍ في العروق ِ
وغيمٍ يسيل
على بسمة المائدة ْ.
على أفقٍ راعش ٍ،
تتخلّق منـــــــك َ فواتحه ُ
ومواجعه ُ
وصفاتُ ُ النشيد ْ.

على لغةٍ تترقرق كالماء ِ،
تُشرَبُ والماء ِ،
تنحت ُ أعرافها في مسيل الزمان ْ
ترفرف كالطير ِ
إما تخفّت بحنائها
في حرير المجازْ
و ترقص في البهو
إمّا تجلّت
كفاتنةٍ
من صبايا الحجاز.

سلاماً على ما تبيحُ الكتابة ُ من صمتها،
وما يوقد ُ الشمسَ
إما شددنا الرحال إليك ْ.

"وقوفاً بها "، صاحبي،

و سلام ٌ عليها
سلام ٌ عليك ْ.



الظهران 10/ فبراير /2009م


كانت مهداة

إلى الأستاذ محمد العلي

سعيد راشد 07-17-2009 09:36 PM


أختنا الفاضلة

بـــــــــــــــــــدور


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عنوان الموضوع رائع ، واختياراتك أيضاً رائعة.
ننتظر منك المزيد من الإبداع.


أرحب بك أجمل ترحيب في ساحات وادي العلي.


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1232226597.gif

نزهة المشتاق 07-18-2009 05:39 PM



الأخ والأستاذ النبيل

سعيد بن راشد

ممتنة لك ترحيبك ومرورك الغدق

دمت فاتن الحضور ريّان الشعور

مودة لاتبل

نزهة المشتاق 07-18-2009 06:27 PM

نصف فاتحهْ

إليها للشاعر/عبدالرحمن أحمد عسيري

وأعشق وجهاً يرتل في عتمة النبض
صوت الضياءْ

ويغرس حباً ألوذ به من هجير
السماء ْ

وتحفر وجهي الرزايا فألقي على صدرها
بعض روحي التي ضاجعت في
الصلاة البكاءْ

تقبلني حلوة الروح ... أشهق كيف
اشتعلت على شفة الفجر
دون انكسارٍ ودون
انطفاءْ

فقيرٌ أنا في مدار اليباس ْ

غنيٌ بهذي التي في العروق ْ

ولاشيئ أعرف غير السعادة غير القداسة
حين ابتهلت إليها
وكانت بعيني
جميع النساء جميع
النساء

نزهة المشتاق 07-19-2009 10:48 PM

ليتها ليتني

للشاعر / علي الرباعي

ليت أني نثرت بقايا هدوئي
على صفحة تستلذ التعب!

ليتني لذت بالكحل
حين تمرد منك الهدب!

ليتها أحرمت بدموعي
وصلّت على قبلتي
ركعة من عتب!

ليتها حين أغفت جراحي
ونام نواحي

توارت بقلبي
وهامت بدربي
وصامت عن اللوم والعوم فوق العطب!

تعصر المفردات نبيذ المسافات ما بيننا
إذ يعق العنب

نزهة المشتاق 07-19-2009 10:54 PM

جسد
شعر – أحمد قران الزهراني



تأتي على جسد القصيدة,
مثلما تأتي السحابة فوق ظلِّ الريح,
يسحرها اقتباسُ القولِ من كتبِ الخرافةِ,
ربما أنثى تُعيرُ الشمسَ نزوتَها,
وتمشطُ شعرها بالنّور سافرةً,
وتعطي صدرها للبحرِ
كي يرسو على شطآنه العشّاقُ,
ترقص غير آبهة بمن يلتاكها
في شارع ما زال يعبره الحفاةُ الكادحون,
ولم يعوا من وصفه إلا رصيف المخبز البلدي,
لا يدرون من سمّى الشوارعَ,
لا عليهم,
كل ما يعنيهمو خبزُ الصباح,
وكوبُ شاي,
إنْ بنعناعٍ وإنْ لا,
لستُ أدري,
كل ما في الأمرِ أنثى تعبرُ الآن القصيدة.
***
جسدٌ أُحاديٌّ تقدّس سِرُّه,
لا يقرأ الفنجانَ في الصلوات,
لكنْ يقرأ الشعرَ المُغنّى,
رغبة الأنثى إذا ما استسلمت في خلوةٍ محمومةٍ
لا تستكين من الصبابة,
حكمة الصوفيّ حين يلوكُ بعضَ دعائه,
أنثى تداعبُ بعضها نزقا وتهذي,
ربما مسٌّ حميميٌّ غشاها,
لست أدري...
كل ما في الأمرِ عفريتٌ تسَرَّى بوليدة.

***
تأتي على جسدِ القصيدة,
كلما آنستُ معنىً ضاق بي صوتي,
خلاسيٌّ إذا ما افتضَّ من شبقٍ,
وأرخى ضفتيه على غلالته الرقيقة,
نزّ بالحمّى,
وشقّ الكهف,
شقّ الكهف حتى ينزوي متوحدا في ذاته وجدا,
وغنّى حلمه الورديّ,
لم ييأس,
ولم تيأس,
تماهت فيه حتى ظنّها جسدا هلاميا
يشفُّ عن الغواية,
كلما صبأتْ أعادتْ وجهها للنار
تعبُدُه,
وتسخرُ من قداسته,
رسولٌ وجهها للوالهين,
تعيْ مكامنَه الخبيئةَ,
لست أدري...
كل ما في الأمرِ أنثى ومكيدة.
***
جسدٌ بغيٌّ لا يمس النار مرتبكٌ
كنصٍ مُشْبَعٍ بالنثر,
تكتبه نساءٌ عاشقات للحكايا,
ليس من أفكارهن الجنس,
لا يمنحن أبطال الرواية
حقهم من سلطة الأجناس,
يكتبن القصيدة دونما وزنٍ غنائيّ,
نساءٌ عاشقات للحديث الحرِّ,
تفاحٌ شهيّ ناضجٍ للحبِّ,
وردٌ ناعمٌ " لا يجرح الخدين"
سحرٌ غامضٌ مُتخَلّقٌ من نطفةٍ نشوى,
شرابٌ سائغٌ,
وحمامتان تعلقان قلادتين على جدارٍ جانبيٍّ,
نزوتان شبيهتان تروضان قصيدةً غزلية,
أنثى و أنثى...
ربما مثليتان,
وربما شخصان ملتبسان في نصِّ الرواية,
لست أدري ...
كل ما في الأمرِ نصٌّ في جريدة

نزهة المشتاق 07-20-2009 12:07 AM

علي الدميني

قصيدة نجلاء

قلقت ُ على" قمر ٍ " في الشمال ْ
لها طفلتان من الفرح العائلي،
وطفل ٌ بهيّ الكمال ْ.
لها طفلتان من الزهر ِ،
"مريم "،
أحلى الرياحين إن ضحكت ْ،
و أصفى البراكين إن غضِبـَت ْ،
والجمال الجمال ْ،
" لعيوش " إن أسفر الصبح من وجنتيها،
وأشعل ريح البنفسج في البيت ِ،

لكنني قد أرقت ُ على "قمر ٍ" في الشمال.

لها ما لها من صفات الخيال،
لها "ام ٌ" و "أخت ٌ"، و "عم ٌ "، و "خال ْ"
و "زوج ٌ" نبيل الخصال.

لها ما يفيض به ِ قلبها حين يهوى الحبيب،
ويصفو كما الماء،
أو يتساقط "رطْباً جنيا ً" ،
وفاكهة ً من حقول الجبال.

ومنها تقوم بيوت ٌ من الحب ِ، والصدق ِ،
والصبر ِ، و الإحتمال.
لها شجر ٌ يستظل ّ به العابرون،
و" أم ٌ " يسيل على ظلها مطر الصيف
في جنبات " الهدا"،
ولها في القلوب مدائن حب ٍّ، إذا سرّحت
طرفها في البلاد ِ،
وإن ركضت ، مثلما، طفلة ٍ في سهوب ِ الرمال.

فقل لي : لماذا أرِقْت ُ على "قمر ِ" في الشمال؟
......
...
..

أرقتُ، لأني إذا قلت يا " قمري" :
هب ْ لنا بعض ضوئك في الصيف ِ،
سوف يفاجئني "صمـُتها"

ويقول : "تعال ْ
"!!

نزهة المشتاق 06-19-2010 07:14 AM

في الساحل يعترف القلب


يزيد يقيني في كل يوم

بأني خلقت لأجلك أنت

وأنّي رأيت بعينيك هاتين

فاهك قال القصائد قبلي

وأني بغيرك يا رجلاً يعتريني كحمى السواحل

قاحلةٌ كالبلاد الخراب

وباهتةٌ كالجروف اليباب

ولا لون لي

ولا طعم لي

ورائحتي كالجروف التي لم يزرها المطر

يزيد يقيني في كل يوم

بأنك يا رجلاً من جميع المساحات جاء

ولوّن وجه الحياة لدي

بلون الحياة وطعم الحياةِ وشكل الحياة

غريبٌ أطل على الكونِ يوماً مساءً

فصحتُ أجارتنا ..

لم تجبني!

ولكنني كنت أعرف

طوبى لنا .. إننا غرباء

يزيد يقيني في كل يوم

بأني كعود الثقاب الذي لن يضيء

سوى مرةٍ واحدة

فكن هذه المرة الواحدة

ودعني أُضيءُ بحقلك ليلاً

فوحدك تملك سر الثقاب الذي قد يضيء

سنيناً طوالاً.. وعمراً طويلا

ووحدك من تمنح العمر

إكليل لون الحياة الجميل

ووحدك من يقنع القلب

هذا المشاكس والمتشكك في كل شىء

ليقلع عن عادة سيئة

تلازمه منذ عهد بعيد

تعاوده كل صبح جديد ..

تسمى الرحيل

يزيد يقيني في كل يوم وفي كل حين

بأني أكابر

حين أصر بأن حضورك

ما كان أعظم زلزلةٍ سجلتها مقاييس عمري

وأني أجانب كل الحقيقة

حين أسميك: " صاح "

وأدعوك: " بعضي "

ورمزاً صغيراً يزين شعري

وأني أمارس جبن النساء الجميل

فأنكر حتى على الصحب أمري

فتطلع صوتاً جديداً جميلاً

ووردة فل

تعطر كل حروف وقاري

فيفضحني الحرف يا أنت .. ويحي

ويبدو للناس عطري

يزيد يقينيي في كل يوم

وأقوى الحصار حصار اليقين

فأين سأهرب مما اعتقدت

وهذى القناعات تمتد حولي

كسور من العشب والفل والياسمين

يزيد يقيني في كل يوم

فزدني بربك بعض اليقين .

للشاعرة السودانية الرائعة / روضه الحاج

عبدالرحيم بن قسقس 06-19-2010 10:58 PM

.

*****

من هنا مرت خيول
شعر : علي عبده الحزمي


قالت الريح تناغي عصفها ..

وأنا مرسوم كالتمثال ..

من حولي جماد ..
نصفه البارد

لا يبدي لهمس الريح أدنى اهتمام

وبقايا نصفه الآخر ..

يجهل ما تقول ..
أكل القحط عليها واستطال ..

فنست تكوينها ..

وانتشت تلك البقايا ..

إنها النصف الجهول ..


*****

عبدالرحيم بن قسقس 06-19-2010 11:00 PM

.

*****

○ نسيان ○
شعر : علي عبده الحزمي

لم تمر تلك السنابك من دروبي ..
إنها ولت إلى ساح بعيدة ..

حيث ينمو الورد

في أعتابها ..

دربها ما كان يوماً من هنا ..
ربما سارت إلى حيث الحياة ..

تنبت الأشواك

فيها سوسناً

لم تدع لي في مساري من أثر ..

غير فجر أفل

منه أنا ..


*****

نزهة المشتاق 06-20-2010 06:28 AM

الشاعر :احمد مطر






أنا السببْ

في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ

والقدسُ ، في ضياعها ،
كنتُ أنا السببْ

نعم أنا .. أنا السببْ

أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ

أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ

أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ

أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ

Shut up

***
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ

فقد كَذبْ

فمن لأرضكم سلبْ ..؟

ومن لمالكم نَهبْ .؟

ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟

أقولها
صريحةً
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ
وقلةٍ في الذوق والأدبْ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
ولا أخاف أحداً
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلبْ .؟

أشنقهُ
أقتلهُ

أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ

فلتقبلوني ، هكذا كما أنا

أو فاشربوا

"من بحر العرب"

ما دام لم يعجبْكم العجبْ
ولا الصيامُ في رجبْ

فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ

وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ

وبعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ

وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ

وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ

***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ

نعم أنا .. أنا السببْ

في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ
إن أردتم والخطبْ

وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا

' تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ '

قولوا بأني خائنٌ لكم
وكلبٌ وابن كلبْ

ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ

يريد أن يسقطني بصوتهِ

وبالضجيج والصَخب أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .!



هل عرفتم من أنا ؟؟؟؟

أنا .........................

نزهة المشتاق 06-22-2010 12:12 PM

لن نفترق

لبدر شاكر السيّاب

هبت تغمغم : سوف نفترق روح على شفتيك تحترق
صوت كأن ضرام صاعقة ينداح فيه ... وقلبي الأفق
ضاق الفضاء وغام في بصري ضوء النجوم وحطم الألق
فعلى جفوني الشاحبات وفي دمعي شظايا منه أو مزق
فيم الفراق ؟ أليس يجمعنا حب نضل عليه نعتنق ؟
حب ترقرق في الوعود سنىً منه ورف على الخطى عبق
*

أختاه، صمتك ملؤه الريب ؟ فيما الفراق ؟ أما له سبب ؟
الحزن في عينيك مرتجف واليأس في شفتيك يضطرب
ويداك باردتان : مثل غدي وعلى جبينك خاطر شجب
ما زال سرك لا تجنحه آه مؤججة : ولا يثب
حتى ضجرت به وأسأمه طول الثواء وآده التعب
إني أخاف عليك واختلجت شفة إلى القبلات تلتهب
*

ثم إنثنيت مهيضة الجلد تتنهدين وتعصرين يدي
وترددين وأنت ذاهلة إني أخاف عليك حزن غد
فتكاد نتتثرالنجوم أسى في جوهن كذائب البرد
لا تتركي لا تتركي لغدي تعكير يومي ما يكون غدي
وإذا ابتسمت اليوم من فرح فلتعبسن ملامح الأبد
ما كان عمري قبل موعدنا إلا السنين تدب في جسد
*

أختاه لذّ على الهوى ألمي فاستمتعي بهواك وابتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه ما كان حبك أول الحمم
ما زلت محترقا تلقفني نار من الأوهام كالظلم
سوداء لا نور يضيء بها كرقاد حمى دونما حلم
هاتي لهيبك إن فيه سنىً يهدي خطاي ولو إلى العدم
هي ومضة ألقى الوجود بها جذلان يرقص عاري القدم

نزهة المشتاق 07-12-2010 04:00 PM

عتبات ـ نص مشترك

أحمد العواضي ـ صنعاء، أحمد قران الزهراني ـ القاهرة
1-
زرقة في السماء القريبة
مذ ظللتني بأشواقها
مثل زرقة هذا الجهاز الصغير
هي شقراء..
صفراء..
بيضاء..
أو هكذا أتخيل صورتها في الأثير
هكذا يترآى لي الآن وجه بريء
كسرب عصافير طارت من اللوح
إذ رسمتها يد امرأة من حرير
ليس بيني وبين الوجوه التي ترقب الضوء
غير افتراض المكان الوثير
ليس إلا خطوط الخيال وإيميلها
وفؤادي الذي يدخل الآن مرحلة الوجع العاطفي الأخير.
-2-
إنه «النت» خفي حنين ترآى كما المرأة الواجفة
إنه «النت» يفضي إلى اللاشعور المرائي لأفكارنا النازفة
ها أنا أكتب الآن أكتب حتى أرى وجهها في الحروف
ها أنا الآن أكتب أكتب لكن إيميلها لا يجيب وشاشتها لا تبوح
إنني الآن بين اللظى والحتوف
ليس للشعر يا صاحبي مد روح
ليس بيني وبين قريني علامات خوف
ليس للحب رائحة كي تفوح
-3-
قلت: أحمد
جاءت رسالتها: والكثيرون «أحمد»
قلت: إني أنا «أحمد الشعر»
قالت: وما كان «درويش» و«المتنبي»..
كثيرون في الشعر «أحمد» مثلك
يأتون أو يذهبون إلى نصف أرواحهم
والمسافات حرف شبيه
وآخر يفقد معناه حين الشبه
-4-
قلت: أحمد
لا يستوي اثنان إلا على روح هذي القصيدة
جاءت رسالتها: كيف أعرف أنك إياه
فقلت لها: إن وجهي كما سمرة القمح
لون الرداء يميل إلى شفق بارد
وكم العباءة أطول إلا قليلا
ألا تذكرين؟
ضحكنا كثيرا على حرج الغزل العربي
وسوء تفاهمنا في الحديث
وصيد عواطفنا بالإشارة
-5-
قالت: الآن صف لي المحبة
قلت لها: أنت هي
قالت: الله الله.
ثم بكت..
وأضافت: أنا قد أكون الأسى
وإذا فلماذا تحب الأسى
قلت كيف يكون الأسى؟
وانتظرت..
وجاءت رسالتها..
الندى طيب القلب يبكي على نفسه
«كلما جف قطر الندى كان هذا مسمى الأسى»
قلت: هيا صفي لي المحبة
قالت:
نداء السماء على الأرض وقت انفصام الغروب
ملامح وجهك في حالة البعد
صفو المشاعر
والبوح في عتبات الأسى
-6-
قالت: الآن يا «أحمد الشعر»
صف لي مسمى المحبة حين تخالطها لحظات الشجون
قلت: من علم ربي وحكمته
رجل وامرأة
عند بدء الخليقة ليسوا سوى شجر
ومع الوقت فاضت محبتهم باهتزاز الغصون
رجل وامرأة
فاض منهم جنى القلب وارتد طرف العيون
رجل وامرأة.
عاشقان على جمرة الحب حال الرضا والجنون
-7-
قالت: الآن فض يا دمي وارو ما جففته الأساطير
قل للذي ركب البحر عد إنني مثل طيف الغمام
قل: أرى صورة الشمس فاضت بألوانها فوق ريش الحمام
إيه يا «أحمد الشعر»
ما للأسى غير نبض القصيدة حين جف الكلام !


http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0524352051.htm


نزهة المشتاق 11-05-2010 04:28 PM

يد

يدك التي حطت على كتفي كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تســاوي ألف مملكة يا ليتهـــــــا تبقى ولا تذهب
تلك السبيكة . . كيف أرفضها من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها وأنهار عند سوارها المذهب
الشمس نائمة على كتفي قبلتهــــا ألفــا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة صينية . . وقصيدة تكتب
يدك المليسة . . كيف أقنعها أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع . . جميع ما ترغب
يدك الصغيرة . . نجمة هربت مــاذا أقــول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟

لنزار قباني

نزهة المشتاق 12-11-2010 04:11 AM

في السوق القديم
-1-

الليل ،والسوق القديم

خفتت به الأصوات ،إلا غمغمات العابرين

وخطى .. الغريب

وما تبثّ الريح من نغم حزين

في ذلك الليل البهيم

الليل ، والسوق القديم ، وغمغمات العابرين

والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب

مثل الضباب على الطريق

من كل حانوت عتيق

بين الوجوه الشاحبات

كأنّه نغم يذوب

في ذلك السوق القديم

-2-

كم طاف قبلي من غريب

في ذلك السوق الكئيب

فرأى وأغمض مقلتيه ، وغاب في الليل البهيم

و ارتجّ في حلق الدخان

خيال نافذة تضاء

والريح تعبث بالدخان ......0

الريح تعبث ، في فتور واكتئاب ، بالدخان

وصدى .. غناء

يذكّر بالليالي المقمرات... وبالنخيل

وأنا .الغريب أظل أسمعه... وأحلم بالرحيل

في ذلك السوق القديم

-3-

وتناثر الضوء الضئيل على البضائع .. كالغبار

يرمي الظلال ..على الظلال

كأنّها اللحن الرتيب

ويريق ألوان المغيب الباردات ، على الجدار

بين الرفوف الرازحات ، كأنها سحب المغيب

الكوب يحلم بالشراب وبالشفاة

ويدٍ تلونها الظهيرة... والسراج

أو النجوم

ولربما بردت عليه ، وحشرجت فيه الحياة

في ليلة ظلماء.. باردة الكواكب والرياح

في مخدع سهر السراج به

وأطفأه .. الصباح

-4-

ورأيت من خلل الدخان ، مشاهد الغد ..كالظلال

تلك المناديل الحيارى... وهي تومئ بالوداع

أو تشرب الدمع الثقيل .. وما تزال

تطفو .. وترسب في خيالي

هوّم العطر المضاع فيها

وخضّبها ..الدم الجاري

لون الدّجى ... وتوقّد النار

يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات

وجه أضاء ... شحوبه اللهب

يخبو ... ويسطع ... ثم يحتجب

ودم

يغمغم وهو يقطر ثم يقطر

مات ... مات

-5-

الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين

وخطى الغريب

وأنت أيتها الشموع ستوقدين

في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه

تلقين ضوءك في ارتخاء مثل أمساء الخريف

حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب

تتجمع الغرباء فيه

تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف

في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب

نقر [الداربك] من بعيد

يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد !

-6-

قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب

حتى أتاح له الزمان يدا ووجها في الظلام

نار الهوى ويد الحبيب

ما زال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام

يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع

بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون

بالصدر، والفم، والعيون

والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولا وداع

لكنه الحلم الطويل

بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل

-7-

بالأمس كان وكان ثم خبا، وأنساه الملال

واليأس، حتى كيف يحلم بالضياء- فلا حنين

يغشى دجاه ، ولا اكتئاب ، ولا بكاء ، ولا أنين

الصيف يحتضن الشتاء ويذهبان وما يزال

كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح

كالسلم المنهار، لا ترقاه في الليل الكئيب

قدم ولا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح

ما زال قلبي في المغيب

ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء

حتى أتت هي والضياء!

-8-

ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام

عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق

ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام

يحبو ، وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق ـ :

أتسير وحدك في الظلام

أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق

فأجبتها والذئب يعوى من بعيد من بعيد

أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك

عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك

قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد

أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار

مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار

أنا من تريد وقبلتني ثم قالت والدموع

في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب

بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب

لولا الأغاني وهي تعلو نصف وسنى والشموع

تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء

أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل

حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل

لا يأس فيه ولا رجاء

-10-

أنا أيها النائي القريب

لك أنت وحدك غير أنى لن أكون

لك أنت أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون

هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب

لعنات أمي وهي تبكي أيها الرجل الغريب

إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير

قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك

لا تبصران سوى طريقي أيها العبد الأسير

أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك

عند السراب

فطوقتني وهي تهمس : لن تسير

-11-

أنا من تريد، فأين تمضي بين أحداق الذئاب

تتلمس الدرب البعيد

فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب

في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد

حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب

أقسى على من الشموع

في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام

والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !

أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام

يطغى .

لبدر شاكر السياب

رفيق الدرب 12-25-2010 12:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزهة المشتاق (المشاركة 69134)
نصف فاتحهْ

إليها للشاعر/عبدالرحمن أحمد عسيري

وأعشق وجهاً يرتل في عتمة النبض
صوت الضياءْ

ويغرس حباً ألوذ به من هجير
السماء ْ

وتحفر وجهي الرزايا فألقي على صدرها
بعض روحي التي ضاجعت في
الصلاة البكاءْ

تقبلني حلوة الروح ... أشهق كيف
اشتعلت على شفة الفجر
دون انكسارٍ ودون
انطفاءْ

فقيرٌ أنا في مدار اليباس ْ

غنيٌ بهذي التي في العروق ْ

ولاشيئ أعرف غير السعادة غير القداسة
حين ابتهلت إليها
وكانت بعيني
جميع النساء جميع
النساء

جميل ما كحلت به أعيننا يا نزهة المشتاق سواء للشاعر محمد الثبيتي
او للشاعر علي الدميني او للشاعرين الأخيرين وخآصة الشاعر العسيري ،
هذا الشعر له جرس موسيقي ومعانيه قريبة الى الفهم وإن كان
شعرا حداثيا ، والذي نمقته هو الشعر المنغلق على الفهم أو الشعر المتحلل
والمتجرد من مراعاة الأخلاق الإنسانية كما نربأ بأنفسنا عن قراءة
الشعر الهادم للغة العربية لغة القرآن ولغة أهل الجنة
شكرا على ما نقلته لنا من هذه الروائع لا عدمناك ونحن في انتظار المزيد .

نزهة المشتاق 12-29-2010 08:07 PM

دلل حروفك يارفيق الدرب واكتب وجهك الحنطي
لاتأخذ بناصيتي ولاتمشي وحيداً في طريق البحر
خذ ماخف في عينيك من نصب الطريق
مداي أبعد من مداك ووجهتي في الجانب المخفي

القدير رفيق الدرب مرحباً حين ذكرني معرفك بقصيدة
للشاعر أحمد قران الزهراني فكتبت شيئاً منها كماترى

نزهة المشتاق 12-29-2010 08:10 PM

ارتعاااااااااااااش
للشاعر والكاتب والأديب

إبراهيم بن طالع الألمعي

ارتعـــاش


أحبُّـــكِ ……
حـتّى تـفيءَ الحيـاةُ إلـى رُشـدِها..
و مقـدارَ سـجنِكِ جـوفَ الحـروفِ
و صُـلبَ الجبـالِ
بـأرضٍ تَـزُفُّ الزّهـورَ
و تـثْـأرُ للحـبِّ مـنْ قـاتليـهْ
و تـدركُ أنَّ الحيـاةَ حيـاةٌ
و إنْ كبَّـلَتْهَا الحيــاهْ
* * *
أحبُّــكِ ……


عنـدَ ارتعـاشِ العصـافيرِ فـي عشِّـها
وعنـدَ ارتعـاشِ القصـيدةِ فـي زهـوِهَا


و قـدْ حـانَ للخصـبِ أنْ يسـتريحَ إلـى ظـلِّـهِ
وللسّـدرِ أنْ يسـتعيدَ جنــاهْ
* * * *
أحبُّـكِ حـتّى تـقولَ السـنابلُ :
عُـْدنَا ..
و حـتّى يقـولَ المســاءُ :
رســونا ..
و حـتّى يقــولَ :
سـنبكي و نضـحكُ
حـتّى احتـفالِ الدمـوعْ
* * *
و أهــواكِ
حـتّى يعـودَ الصِّـبا ليّـنَ الصـخرِ
ليـناً جديــدا
يناغـيهِ لـونُ السّـكبْ ..

و يهـديهِ ريـحُ الرياحيـنِ طـعمَ الهـوى ..
أحبُّــكِ ……
يــا غــادتي غــانيَهْ
و أهـواكِ فـي الحقـلِ كادحـةً فانـيَهْ
تـتيهيـنَ بيـنَ العبــادِ
عسـيريّةً حـاليَهْ
و بيـنَ الجبــالِ ……
بغضـبتِكِ الطَّـاغـيَهْ
* * * *
أحـبُّ نجـومَ الســماءِ
لأنَّ الثُّـريّا أتَـتْ
لترسـمَ وعـدَكِ
إذْ عـزَّتِ الذكـرياتْ
و أهــواكِ ….
فاسـتغـفري ذلـكَ الوجْـهَ
و اسـتغـفري واديَــهْ

لأنـتِ مِـنَ الشِّـعرِ أسـمى
و أنـتِ العشـيرةُ
و الأهــلُ
و العــدلُ
و القـاتـلَهْ
تـتيهـينَ عـزَّاً و أعـلمُ أنّـي و أنـتِ
نمـارسُ دهـراً مِـنَ العــزِّ
لـمْ يكتـشفْهُ البشـرْ
و أنّـي و أنـتِ إلـى الحـلم ِ
أقـربُ مِـنْ عـودةِ الراعـيَهْ
و أنَّـا نحـنُّ سـويّـًا
إلـى زهــرةٍ ذابــلَهْ
و أنّــا ….
و أنّــا ….
و أنّــا ….

و يـا موطـني :
غـرِّدي بالهـوى ثانيَـهْ
أعيـدي لـوادي الحيـاةِ أسـاريرَهُ
فـإنّي أخـافُ تصـحُّـرَهُ ..
و هيَّـا .. نعيـدُ إلى الشـعرِ والحـبِّ والقـمحِ
أيَّـامَهَا الفـانيَهْ
* * *
عليـكِ مِنَ الشّـعرِ كـلُّ السّـلامِ
إذا موطـنُ الشّـعرِ غـنّى لعشّـاقِهِ
و صاحَتْ بـوادي الحيــاةِ …
حيــاةٌ ...
لأعمـارِنَا التَّـاليَـهْ0

نزهة المشتاق 12-29-2010 08:16 PM

عاظِيَاتُ الخِيام..
شعر/إبراهيم بن طالع الألمعي
( قيلت ضمن أمسية شعرية عللى ضفاف وادي (خُلَب)
بأحد المسارحة يوم 22-2 1431هـ) قرب مخيمات الإيواء)
.


حفظتُ ملامحَ أهليَ قبلَ الرحيلِ
وقبرَ أبي وبقايا العظامْ
وحنــــــاَّيَةً باسمِ أمِّيْ
ومِغْــزلَها
وجملةَ أشيائها
وأخفيْتُ عــــاظِيَةً علَّمَتْني الخِيامْ
أبَى قبرُ جدِّيَ عزفَ الرحيلِ
وبعضُ الصَّياصيْ ستحرسهُ ريثما يستفيقُ المنامْ
لِهَـــوْدِ جَنَى قريتيْ بين عرسِ الجبالِ وحزنِِ التغرّبِ
يا سحنةَ الأرضِ كلُّ الضفائر عطشى إليكْ ..
ألملمُ ماعُونَ جدّيْ وما ورَّثهْ
ولمْ أستطعْ حملَ تلك القصورِ بأرواحِها الوادعهْ
وقلت :
خذوني .. خذوني ..
وغُلُّوا
فإنَّ الهوى لا يَرَى مضجعَهْ
هبوا ليَ كهفاً
ومدُّوا على مهجتيْ منْ طروق الرِّعاءِ
ومنْ صولةِ الأهلِ والمرْتَعَى أشرعهْ
فسوفَ أعيدُ غناءَ الزّمانِ
وإنْ شئتمُو صُغتُ كلَّ الغناَ أسئلهْ !
فمنْ ذا الّذي يا تُرى غرَّبَكْ ؟
************
غيابٌ .. يبابٌ..
وتهمي على مقلتيكِ المواويلُ غبناً يُداهِمُ ما خَطَّهُ الأولونَ
لعلَّ حدودا ستُفْتَحُ بين العيونِ
لِنَسْتلَّ منها عهوداعلى أننا العاشقونَ ..]
وألاَّ حدودَ تردُّ هوانا
فهذا أنا والشَّتاتْ
ومنْ ذاَ الّذي يا تُرى شتَّتَكْ ؟
******
أَياَ مهجعيْ والصِّباَ
بِتُّ أهفُو إليك
كأنَّ سحابَ السراةِ
وسُمرةَ وجهي
ومأوى الرياحِِ
وموجََ السنابل
لا تقبلُ الطين - في السَّفْحِ - والأغنياتْ ..
تَحِنُّ المرايا إلى فتنةِ العُرْسِ حينَ اشْتهاءِ الدَّلالْ..
فكيفَ ستؤويْ عذارى الجبالِ ؟
وأين سيأويْ شذاَ الراعياتْ ؟
تُرى في حمى السَّفح من أنزلك؟؟
******
سَفَحْـناَ دموعَ قرانا
ولمْ يبقَ فينا منَ الدَّمعِ ما نسكبهْ !
فَمِنْ أينَ ليْ الآنَ عينٌ تُصعِّدُ وجهي لباب السماء ؟
ومنْ أينَ نبْكِيْ إذاَ سُلِبَتْ كلُّ عينٍ
ولمْ يبقَ للشِّعرِ مفصلُ روحٍ يُقدّسُ فينا الشِّفاهْ ؟
هبيْـناَ منَ الشِّعرِ ما يقتلُ الصمتَ فوقَ الفلاة
وتحتَ خُطى الطِّفلِ والرّيح في عارياتِ الخيامْ ..
لعلَّ بقايا من الشِّعرِِ تَجْريْ
وتُؤويْ قلوبَ المحبِّينَ ، هِلِّيْ كما ليلةُ القدرِ حين تضيءُ القلوبَ الأليمهْ..
ومَنْ يا يمامِ القرى قيَّدَكْ ؟
******
عَشِقْناَ الديارَ سَفوراِ كلون السَّماءِِ
شموخا كطَوْرِ السراةِ..
عذارى كما حالياتِ الشِّفاهِ..
صَبُوحاً كوجه الصَّحارَى..
ضَمَمْناكِ قبلَ ولادة هذا الزَّمانِ ..
ولمْ تَلْبَسيْ حُلَّةَ الزيف في عُرْسِنا
فاَخْلَعِيْ حُلَّةً قاسمتْناَ عليها نوايا اللِّئام!
أحبُّكِ لا شيءَ يُغْويكِ عنِّيْ
ولا نورُ وجهكِ يغفو عليه الظلام



وإماَّ وقفتُ أصلِّيْ فَلاَ تنْتَهِيْ بيْ صلاتيْ



بركنِ السلامِِ ..



تدومُ الصلاةُ على وجهكِ الحُرِّ فاتِحةً للإيابِ ..



وخاتمةً للمآبْ ..

وحتَّى تعودَ ذراكنَّ يا عاظِياَتِ الخِياَمْ ..

عبدالله هلال 12-29-2010 08:19 PM

نزهه المشتاق
القصيدة جميلة ورااااااااااااااائعه

نزهة المشتاق 12-29-2010 08:37 PM

الأستاذ الجميل/ عبدالله هلاّل

زادني شرفاً مرورك
سعدت بك
كل التقدير لك أخي

نزهة المشتاق 01-27-2011 03:53 AM

http://3.bp.blogspot.com/_XfBDf3fVjS...s200/62075.jpg


عند فاصلةٍ في مهبِّ الطفولة،


أوقفني حيث كان الولد


وأراني دفاتره


وخرائط أحلامه


كان نبتاً بهيّاً،كأسلافه الجبليين



من أزل الروح حتى الأبدْ


كان يقرؤهم،ويعيد قوامسهم ،مثلهم



فيسمّي القرى وطناً والحقولَ بلدْ


وكان فخوراً بأن غرسوا،


باسمه،سدرةً إذ ولدْ




وقال: سأسكن فيها يماما ليغرقها بالهديل


إذا مالقيت الصبايا صباح الأحدْ


وقال:سأنخب منهن واحدة


وأعتقها في خوابي المدينةِ


حتى تفوح كصيفٍٍ وتعبق ريحانةً وتسيل بردْ


وقال: سأطلقها في دروب المدينة،


مهرة حريةٍ


وخلاصة ماجبل الله من زينة الخلق


عند انحسار الزبد


هكذا عند فاصلةٍ في مهب الطفولة،


كان وهاهو يمضي إلى حافة العمر


محتملا وزر اسلافه


ودماء الرجال الذين يموتون دوما نهار الأحد


وماكان الا فتى حلمه لم يصل


منذ خمسين عاما ولم يتئد


يالهذا العجوز الولد







للشاعر/ محمد زايد الألمعي

علي ابوعلامه 01-27-2011 03:24 PM


مررت بهذه الروضة الغناء
واستنشقت الوانا من الرياحين
وعز علي الخروج دون المشاركة

فمعذرة نزهة المشتاق .. بهذه القصيدة اودع متصفحك
على أمل العودة في القريب ان شاء الله ..



أمضي إلى المعنى

للشاعر محمد الثبيتي يرحمه الله :


أمضي إلى المعنى

وأمتصّ الرحيقَ من الحريقِ

فأرتوي

وأعلُّ

من

ماءِ

الملامِ

وأمرُّ ما بين المسالكِ والمهالكِ

حيث لا يمٌّ يلمُّ شتاتَ أشرعتي

ولا أفقٌ يضمّ نثارَ أجنحتي

ولا شجرٌ

يلوذُ

به حَمامي

أمضي إلى المعنى

وبين أصابعي تتعانق الطرقاتُ

والأوقات، ينفضُّ السرابُ عن الشرابِ

ويرتمي

ظِلّي

أمامي

أفتضُّ أبكارَ النجومِ

وأستزيد من الهمومِ

وأنتشي بالخوف حين يمرّ منْ

خدر الوريدِ

إلى

العظامِ

وأجوب بيداء الدجى

حتى تباكرني صباحات الحجا

أَرِقاً

وظامي.

- إني رأيتُ.. ألم تر َ!؟

- عينايَ خانهما الكرى

وسهيلُ ألقى في يمين الشمسِ

مهجتَه وولَّى والثريا حلَّ في

أفلاكها

بدرٌ

شآميْ

يا بدرَها

وهدى البصيره

يا فخرَها

وهوى السريره

يا مُهرها

وحِمى العشيره

يا شَعرها

ومدى الضفيره.

في ساحة العثراتِ

ما بين الخوارجِ والبوارجِ

ضجّ بي

صبري

وأقلقني

مُقامي

فمضيت للمعنى

أُحدّق في أسارير الحبيبة كي

أُسمّيها

فضاقتْ

عن

سجاياها

الأسامي

ألفيتُها وطني

وبهجةَ صوتها شجني

ومجدَ حضورها الضافي منايَ

وريقَها

الصافي

مُدامي

ونظرتُ في عين السَّما

فخبتْ شَراراتُ الظما

وانشقَّ

عن مطرٍ

غماميْ

للبائتين على الطوى

والناشرين لما انطوى

والناظرين

إلى

الأمامِ

للنخل للكثبان للشيح الشماليِّ

وللنفحات من ريح الصَّبا

للطير في خضر الربا

للشمس للجبلِ

الحجازيِّ

وللبحرِ

التهاميْ.

******

دمت بود

نزهة المشتاق 02-10-2011 06:39 AM

القدير والجميل أستاذنا / علي أبو علامة

سعدت بمرورك الضافي وسرني ماتركته من عبق محمد الثبيتي رحمه الله

فأقم هنا وشنف الذائقة بماتراه من جمال للجميلين
من شعرائنا وشعراء الوطن العربي قاطبة

دمت بكل ثراء ونقاء أخي


الساعة الآن 02:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir