هموم الوادي : تحوّلت بعض قُرانا إلى حظائر أغنام
خطرت لي فكرة زيارة صديق لم أره منذ زمن فاتجهت لقريته الصغيرة طمعا في الحديث معه بعد طول انقطاع دلفت إلى القرية الهادئة ولكن .... امتدت يدي بحركة لا إرادية ممسكة بطرف عمامتي لأغلق بها أنفي فرائحة الأغنام ومخلفاتها لا تُطاق وهي أول ما يستقبل الداخل إلى القرية أكملت دخولي للقرية وازدادت تلك الروائح بصورة أعجب من قدرة الآخرين على تحمّلها طرقت باب صديقي وكررت ذلك الطرق لعله يستعجل دخولي وينقذني من تلك الرائحة خرج ودلفت منزله بسرعة ولكن تلك الرائحة لا تزال عالقة في كل جزء من بيته كذلك مازحته : هل أصبحت صاحب أغنام تقوم بتربيتها في إجازة الصيف ؟ أجاب : ليس الأمر كذلك ولكنها من الجيران سامحهم الله فحتى الإجازة الصيفية لم يعد لها طعم أو رغبة فالوضع كما ترى لا يُحتمل .... فكيف بأطفالنا وعوائلنا ؟ قاطعته متسائلاً : ألم تخبر جيرانك بذلك ؟ رد مبتسماً : ليتنا نسلم من كلاب حراسة أغنامهم تلك وما أعانيه هنا يعانيه كل بيوت القرية ومسجدها كذلك فالروائح لا تطاق ولا يمكن احتمالها وعندما أتحدق مع البعض يقولون لا نريد أن نخسر جيراننا وأنا آتي هنا في إجازة الصيف فقط ولا أريد أن أخسر أحداً فسبحان الله هذا شعور الجيران وحرصهم على جيرانهم مربي الأغنام ألم يصل لهم ذلك الشعور أيضاً وطلبت منه أن انقل تلك المعاناة هنا لعل من يهمه الأمر أن يفطن إليه وبعد إلحاح ووعد بعدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد وان – ساحات وادي العلي – منبر إعلامي هدفه تحقيق الترابط بين أهل الوادي وافق الصديق على ذلك ورافقني إلى باب بيته معتذرا عن تلك الرائحة وأخبرته بأنه لا ذنب له ليعتذر عليه وربما في المرة القادمة عندما اعو داليه يكون الوضع قد اختلف ابتسم ابتسامة غير المتفائل وقلت لنحاول فربما يتغيّر شيئاً فقط قل : يارب |
اهلين اخي الحبيب
قبل امس كنت عند اكبر مربي اغنام في وادي العلي وكنا نجلس خارج المنزل ولم اشم هذه الروائح التي ذكرتها.... وانا بصراحة اتمنى ان يمتلى وادي العلي اغناما ففيها خير وبركة وكما يقال " الغنم غنيمة" |
اقتباس:
أحترم رأيك ولكنه لا يلامس الواقع الذي رأيت وعايشت ولكنها قد تكون ( عين الرضا ) تلك التي جعلت الغنم غنيمة ! ولكن الواقع والعُرف والصحة وغيرها لا تتفق وتلك الغنيمة دمت بخير |
اقتباس:
بدايةً .. يعطيك العافية على موضوعك .. وملاحظتك ثانياً .. الروائح التي ذكرتها وأنها لا تحتمل ليست من وجود الأغنـام وتربيتها من عدمها ولكن السبب الحقيقي .. من وجود تلك الروائح المزعجة هي من عدم تنظيف الأماكن التي تبيت بها الأغنام ( الحظائر) فلو قام صاحب الأغنام بتنظيف تلك الحظائر يومياً من مخلفات الأغنام .. لما إنتشرت تلك الروائح التي ذكرتها . دمت بخير |
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1245748574.gif http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1245576519.gif اصبت كبد الحقيقة يا المهاتما فقد عايشت ذلك بنفسي مع صديق لي ودع عنك من يقول غير ذلك فالشمس لا يحجبها الغربال ومن يده في الماء ليس كمن يده في النار http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1245576592.gif |
. ***** أخي الكريم المهاتما غامدي حياك الله في ساحات وادي العلي دعنا نعود للخلف قبل عصر النهضة وقبل عصر الهجرة من القرية إلى المدينة وقبل أن تصبح الوظيفة هي مصدر الرزق بعد توفيق الله عز وجل نحن نتذكر جميعا تركيبة القرية وشكلها ومكوناتها في وادينا الغالي وفي كل منطقة الجنوب وكيف كان يسكن في البيت الواحد المكون من معزبه ومجلس وشقير وعلَيه وحوش رجال ونساء واطفال وبهائم وطيور وأثاث وكان يلحق بكل بيت دمنه , وعند كبير العائلة تتساوى قيمة هذه الممتلكات وهي بمزلة أحد ابنائه فالبيت الذي لا يملك ثور وبقرة وحماره ودجاج وبسه أو بعضها يعتبر بيت ناقص وغير محسوب وليس له أي قيمة في المجتمع والعكس صحيح هذه مقدمة ولي عودة بإذن الله ***** |
اقتباس:
اتفق معك لو كانت بأعداد صغيرة واتفق معك لو كان بيتا واحدا فقط يقوم بتربيتها - معلومة اضافية وردتني من صديقي - فكثرتها قد تجعل التنظيف أمرا مستحيلاً وما عانيته كان لوقت لا يزيد عن الساعة --- فكيف بمن يعيش في تلك القرية دمت بخير |
اقتباس:
كما قلت : من يده في الماء ليس كمن يده في النار فمن المستحيل الحكم على تلك الحالة بعيدا عن معايشتها ولو قيل لي قبل زيارة صديقي عن تلك الحالة لشككت فيها وكما عايشت ذلك مع صديقك وعايشته في بيت صديقي فقد عايشه الآخرون كذلك وهو ما يعانيه أهل القرية الساكنين بها فخير الأصحاب عند الله، خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره دمت بخير |
اقتباس:
الحاضر يختلف عن الماضي كلياً وتنظيم المدن والقرى لم يعد كما كان وتنظيمات الشئون البلدية والقروية لم يكن لها وجود وسأتوقف بانتظار عودتك التي ذكرت دمت بخير |
هاتفت البلدية صباح هذا اليوم وتساءلت عن دورهم في مثل هذه الحالة فعرفت بأن المواشي بصفة عامة يجب ان تكون تربيتها خارج العمران بمسافة 50 كلم دمتم بخير |
الساعة الآن 02:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir