ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الفصيح (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=87)
-   -   لي بالحجازِ غرامٌ لست أدفعُه = ينقادُ قلبي له طوعاً ويتبعُهُ (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=21649)

عبدالرحيم بن قسقس 04-17-2021 06:11 PM

لي بالحجازِ غرامٌ لست أدفعُه = ينقادُ قلبي له طوعاً ويتبعُهُ
 
.

*****

قصيدة للشاعر أبو بكر أحمد العندي
يعارض بها عينية ابن زريق البغدادي المتوفي سنة 420هـ

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ = قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

العندي نسبة إلى الأعنود قبيلة
وبلد الأعنود من ضواحي أبين ( عدن)
كان أبو بكر أحمد العندي وزيراً للدولة الزريعية
وهو أديب وشاعر من أدباء القرن الخامس الهجري

القصيدة

لي بالحجازِ غرامٌ لست أدفعُه = ينقادُ قلبي له طوعاً ويتبعُهُ
يهزني البرقُ مكياً تبسمَهُ = إذا ترأى حجازياً تَطلُعه
وتزدهيني لقاءُ الوفدِ ألحظه = من جودهِ وحديثُ الركبِ أسمعُهُ
وفائحُ الريحِ مسكياً تأَرُّجَه = من طيبِ رياه ندياً تَضوعُه
وهاتف الورقِ في فرع الأراك به = يرددُ اللحنَ شجوا أو يُرْجِعُه
كل إلى حبيب من أماكنه = ممكن الفضل في صدري ممتعه
جيادُه والصفا من ومروته = ومتكاه وما يحوي مربعه
وأخشباه وواديه وأبطحه = جديبة لا أرى جدْباً ومرتعه
ومرفقُ الحجِ في شامي معرفه = وما تجدُ مناً منه وتجمعُه
والبيتُ فالبيتُ أعلا إن أحدُ لهْ = وصفاً وتعظيمه عن ذاكَ يرفعُه
في حيث حجاجهِ يعلو وقصْدُهُ = عزاً وسُجَّدَه تسمو وركَّعُه
ومنهجُ الفوزِ بادِ القصد واضحهُ = ومنهلُ الجودِ طامِيْ الورد مترعُه
وفي ربا يثربَ غاياتُ كَلُّ هوى = يحلُّ عن موقع الإشراقِ موقعُه
أفق الشريعةِ والإسلام طالعة = شموسه مستجاس النصر منبعه
حيثُ النبوةِ مضروبٌ سرادقُها = والفضلُ شامخٌ طود الفضلِ أفرعُه
وحيثُ كان طريقُ الوحي متضحاً = بين السماءِ وبين الأرضِ مهيعُه
وخاتمُ الأنبياءِ المصطفى شرفاً = محمد باهرِ الإشراقِ مضجعه
صلى الإلهُ عليه ماتكرر بالصلوا = ت فرضُ مصلٍ أو تطوعهُ
والمسجد الأشرفُ الساميُ لموضعهِ = معقودُ تاجُ العلا منه مرصَّعُه
وللشفاعة أبوابٌ مفتحةٌ = مُشَفَّعٌ مَنْ بمعناها يُشَفَّعُه
محل قدسٍ وتشريفٌ يُجرُّبه = ذيلُ الجمالِ على ذي المال يدفعه
تشبُ نيرانُ أشواقي عليك هوىً = إليه ليس سوى مرآهُ ينفعه
ويستمدُ حنيني كلَّ منحنى = منه وعامره الزاكي وبلْقَعُه
عقيقُه وقباهُ والبقيعُ وما = تحذَّى أُحدُ لمن في الله مصْرَعُه
تلك المواقفُ لا بغداد موقفه = والكرخ مصطافه فيها ومرْبَعُه
وهي الهوى لا رُبَى نجدٍ ورامتُه = ولا العذيبُ وواديهِ وأجْرعُه
مستنزلُ الفوزِ والغفرانِ مَهْبطُه = ومُلْتقى كُلَّ رضوانِ ومجمعه
أَحبُّه وأُحِبُّ النازلين به = وما تضُم نواحيه وأربُعُه
طبعاً جُبلتُ عليه في الغرامِ به = وأين من طبع من تهوى تَطْبعُه
كساني الحبُّ ثوبَ الافتتانِ به = ولستُ حتى بخلع الروح أخلعه
أستودعُ اللهَ فيه كلَّ منفردٍ = بالفضلِ يودِّعُ شجواً منْ يودِّعُه
تكادُ تجري مجاري النفس جملُتهُ = لُطفاً ويُذْهلُ مرآه ومسمعه
وجيرةُ لي جوار الله ينزعُ بي = شوقٌ إلى قربهم في الله مَنْزعُه
من كلَّ مِنْ بغض الدنيا تورُعُه = عنها وبُغضِ مايحوي تبرَّعُه
كأنما الروضُ يجلو ما يفُوقُه = مِنْ خَلْقِه ويوشي ما يَوشِّعُه
فيا سنا البارقِ المكيُّ يُشْهِر منْ = إيماضِة الأفقُ غُصناً أو تُشَعْشِعُه
قل للأحبة عني قولُ من حنيت = على الوفاء لهم والشوق أظلَعه
هل حافظ عهد ودي مَنْ حفظتُ له = على النوى عهدَ ودٍّ لا أضيعه
أم هل تجرعه ما يجرعني في البعد = كأس الأسى أم لا تجرعه
أم هل يهز إدكاري قلبه طرباً = وتستهل كدمعي فيه أدمعه
وإن يكن طال مرمى البين إذ قطعت = يداه ما ليس أيدي الوصل تقطعه
فما تغيرت عن محض الصفاء لهم = ولا تكدر وردٌّ طاب مشربه
محلُّ كلُّ حبيبٍ حيثُ يعلمه = مني وموضعه في القلب موضعه
هيهاتَ ما شغفي مما تقسمه = سوانح الرأي أو مما توزعه
فلا عدمتُ هوى منكم يحاولني = فيه النوى بسلّو عزّ مطعمه
وحيثما الركب يبدى من حديثهم = ما يخبر القلب تعليلاً ويصدعه
وحبذا طيب أنفاس النسيم سرى = عنهم كما فاح مسكٌ فُضَّ مودِعه
فهل أخو دعوة في الله تنهض بي = عنايةُ الذكرِ منه أو تضرعه
وجاد تلك الربى هام يبجسه = يجول من مائه فيها تميعه


*****


الساعة الآن 06:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir