ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الفصيح (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=87)
-   -   وجه الحياة !! (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=15423)

نزهة المشتاق 10-24-2011 12:44 PM

وجه الحياة !!
 
اغتسل وجه النهار بماء البشر حين أطلّ الصباح البهي ناشراً حسنه على الدنى،
وصدحت الأطيار على أذرع الأغصان الطرية ، واليابسة تغني ،وتنادي صحبها أن هلموا للعمل ، للتعاون،
وتساقطت على الأرض تنقر مايصادفها من الأشياء الخفيفة ، تلتقط الخيوط الملونة النحيلة ،
والشفيفة من بين خشاش الأرض لتبن بها أعشاشها بعناية المستهم بدوره في الحياة،
هكذا علمها الله أسرار البقاء!
لتعش في بحبوحة من الصفاء ، والنقاء ، فقد دلّها ربها بعظمته على سلْك سبل النجاة.


أشرق وجه الأرض بنور الله، وعلى الطرقات نرى ونسمع زمجرة وحمحمة المركبات في خطوط مستقيمة
ومتعرجات بعضها ينبعث منها صوت تال للآيات البيّنات محفوفاً بالسكينة والطمأنينة،
وبعضها ينبعث من نوافذها المؤصدة ألحانٌ وأغنيات وصخب آلات، وبعضها مغطى زجاجها بظلال قاتم ،
فلايرى من بداخلها ،ولايُسمع إلا صوت اختراقها لحواجز كل الأصوات ، تكاد تقصف كل من يحاذيها
أويحاول تخطيها----الكل يجري لمستقر له بلا روية أوثبات
هكذا حوّل الإنسان متاع حياته الدنيا إلى ضجيج وإزعاج ،
واستباق وتدافع كأنما الجميع على موعد مع الموت وقتامة النهايات


الآن تعامدت الشمس في كبد السماء وازداد اللهاث، وازدحمت الطرقات ،
وجحظت الأعين ، واتسعت فتحات الأنوف ، وزمّت الشفاه غيظاً وطفحت الوجنات بالإحمرار ،
فالجميع على موعد للأوبة ساخطين على حمارّة القيظ لاهثين عطشاً خائعين جوعاً!
أيها السادرون في نعيم الحياة مهلاً ، ورأفة بأنفسكم إنما للصبر والتصبر عواقب حميدة
وللحياة آداب جمة بها يطيب العيش ،وبها تطلب الراحة ،وتطيب الملذات ،
فقط بشيء من الحلم والأناة.

سليسلة ابو عبدالرحمن 10-24-2011 01:14 PM

[ هذه حقيفه حياتنا نحن مسرعين في كل شئ واي شئ لا نكاد نلوي على شي حتى ان سرعتنا تطال حتى الاشارات المروريه فالكثير يقطعها غير عابي بنتائج ذلك والغريب ان هناك من يقطعها عامدا وان هناك من يقطعها بدون مسؤليه وبدون مبرر فمتى نحترم اوقاتنا واشارتنا ومتى نعرف ان في **العجله الندامه وفي التاني السلامه**والشكر موصول لنزهه المشتاق اللتي اوردت ذلك في قالب قصصي جميل يدل على موهبتها في هذا المجال

نزهة المشتاق 10-24-2011 01:53 PM

نعم أخي سليسلة أبوعبدالرحمن
هكذا أجهدنا أنفسنا في سبيل الحياة
وماكانت لتكلفنا فوق طاقتنا
لوأنّا كنّا بشراً نعمل بروية لنطمئن
لكننا أجهدنا حتى الحياة معنا

دمت بهيّاً
ممتنة لكرم مرورك
تحاياي أخي الكريم

غامداوي 10-24-2011 06:07 PM


سطور وكلمات جدا معبرة

تلامس مشاعر التعب واحاسيس الكبد التي نتلاحق بها علي المدار

فتعب كلها الحياة فما اعجب من راغب في ازدياد

عبدالله أبوعالي 10-24-2011 08:50 PM


إيقاع الحياة السريع واللاهث هيمن حتى على
حواسنا وتقييمنا للأشياء أو (الفتافيت) الصغيرة
حولنا على رأي مشري رحمه الله .
مايبهجني حقاً أنك فيما تطرحين لاتغفلين هذا
الجانب المهم ... أن نرى الأشياء كما هي
أي بمعزل عن جميع المؤثرات وهذا سيساعدنا
على الرقي بتفكيرنا واستنطاق جمال كل ماحولنا .

نزهة المشتاق 10-27-2011 05:47 AM

الأخوان القديران غامداوي وعبدالله أبوعالي

ممتنة لكما جمال المرور وفيض الخاطر العطر على وجه الحياة

كل الشكر والتقدير لكما
ورد وعناقيد ود

ابوميس 10-27-2011 02:56 PM

هذه من الطروحات المفيده والمجديه شكرأجزيلآ علي الخواطر الرائعه دمتي بود

نزهة المشتاق 10-28-2011 12:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوميس (المشاركة 142694)
هذه من الطروحات المفيده والمجديه
شكرأجزيلآ علي الخواطر الرائعه دمتي بود

أخي الفاضل أبوميس
سرني مرورك
أبهجني حضورك
ممتنة لك بعمق

دمت بخير

مشرف عام3 02-15-2012 11:42 AM

اعدتها لنسخها ونقلها في عالم آخر بنفس إسم صاحبتها
معذرة لكم

عبدالله أبوعالي 02-17-2012 09:22 PM

سيأتي الشتاء الذي كان


سَيَأتي الشِّتاءُ الِّذي كَانَ .. لِلْمَرِّةِ العاشِرَةْ
فَمَاذَا سَأفْعَلُ حِينَ يَجيءُ الشِّتَاءُ الذي كَانَ ، ماذا سَأفْعَل كَيْ لاَ أْمُوتَ كَمَا مُتُّ ،
مَا بَيْنَ قَلْبَيْنِ ، أَعْلَى مِنَ الغَيْمِ أَعْلَى .. وَ أُعْلَى؟
أُعِدّ لَكِ الذِّكْرَيَاتِ ، وَ أُفْتَحُ نَافِذَةً لِلْحمامِ المُصاب بِنِسْيَان دفْلَى ،
وَ أُلمُسُ فَرْوَ غيَابك ... هَلْ كان فِي وَسْعِنَا أَنْ نُحِبَّ أَقَلَّ ، لِنَفْرَحَ أَكْثَر ؟؟
هَلْ كَانَ فِي وسْعِنَا أن نُحِبَّ أقلَّ ... أقلَّ ؟

نُعيدُ إلى الحُبِّ أَشْيَاءَهُ ، نُرجِعُ الرِّوحَ لِلرُّوحِ ، نُرجِع ظلاً إلَى أُهلهِ
نَتَبادَلُ أُسْماءَ نِسْيَانِنَا ، ثُمَّ نَرجعُ قَتْلَى ... وَ أَحْلَى
نُعيدُ إلَى الحُبِّ أشْيَاءَه ، زَهرةَ الوَقْتِ فِي جَسَدَيْنْ ،
وَ لَكِنَّنا لاَ نَعُودُ إلَى نَفْسِنَا ، نَفْسِها ، مَرَّتَيْنْ!


لمحموددرويش


الساعة الآن 09:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir