ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   || آكلي السحت ومال الأرامل والأيتام || (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=17469)

عبدالرحيم كعشر 05-28-2012 12:30 AM

|| آكلي السحت ومال الأرامل والأيتام ||
 
,’



أقبلت قادمة تجرجر أسمالها حينما كنت أرعى الغنم في شعب بو صفوان ..

حيث كنت أرعاها من بعد العصر حتى مغرب ذلك اليوم أي بعد اليوم الدراسي
وكنت في سن الثانية عشر أو الثالث عشر ,,

كانت تلك المرأة حين أقبلت ومنظرها يوحي بالكآبة والحزن فخدودها تتمعر به التشققات والبؤس

وعيناها غائرتين وجسمها يتلحف بالثياب البالية الممزقة التي لاتقي من أجواء الطبيعة

كالشمس والبرد وجبهتها يكسوها السواد تحت شيلة رثة وقديمة وكان هذا حالها في تلك اللحظة..

رحمها الله تعالى ,,

ويوحي لأي ناظر بانه من عصر التخلف وموغل بالقدِم وجسمها كشبح من الأشباح في هيئة انثى

جلست الى جانبي وهي تحمل بيديها المنهكة المملوءة بالتجاعيد والاخاديد ..

تحمل عصا من عروق الأركوض وهو يسمى بالمطرق وهو أقل سمكاً من العصا .

سألتني تلك الأنثى كم عدد غنيماتك يابني ..؟

أجبتها عددها يقرب من الأربعين .. | شخصت ببصرها الى الفضاء .. وأطلقت زفرة وانين مرّ

اختلطت معه دموعها مع حزنها وبدأت تسرح بفكرها الى الماضي البعيد .. شاهدتها منهكة متعبة

فقمت واحضرت لها شربه من ماء كنت أحتفظ به في زمزمية وكسرة من خبزة المشعورة وهي خليط من حب الشعير وحب الحنطة

تناولتها مني وشكرتني على ذلك ودعت لي بدعاء من اعماق قلبها وأقسم أنني قد حزنت عليها أيما حزن حيث أعلم

عنها بأنها أرملة وقد توفي زوجها الى رحمة الله في زمن المجاعة وقد خلف لها ابنتين ولم يكن لها أبناء ذكور

وقد كبرت تلك الإبنتان وتزوجا ثم سألتها سؤالاً محرجا نوعا ما ..

كيف تصرفين على بناتك ..؟ من غذاء وكساء ..؟

أجابتني : الله مايخلي ياولدي .. والله المستعان ثم سألتها .. طيب لاباس لكن عندك تركة من البلاد الزراعية الا يكفي ريعها

لمصروفكم ..؟ أجابت : لقد حرموني منها ومن انتاجها .. سألتها من هم ..؟ أجابتني : هم الأقارب وهم العقارب ..

ثم سألتها : حسناً لماذا لم تقدمي شكوى فيهم للحكومة أو الجماعة من اهل الحل والعقد ..؟

أجابتني من هم الجماعة ومن هم أهل الحل والعقد ..؟ هم سرقان ولايخافون الله ,

كان هذا الحديث لي وتشير انه في ذلك الزمن وقبل أكثر من عشر سنوات ماتركت باب ماولجته ..

لكن .. لم يقف معي أحد ولذلك فوضت أمري لله فقط حرصاً على مصلحة بناتي ..

سألتها حسناً ياعمة ماخلف لكم المرحوم زوجك شيء من النقود ؟ قالت بلى .. لكنها وقعت في يد من ليس له امانة

ولايخاف الله .. ولم نحصل منها أنا وبناتي على ريال واحد , وقد انكرنا وطردني أنا وبناتي وتهددنا إذا شكوناه .

وانا يا ابني كما ترى تعبت من الهم ومن عوادي الأقارب والحياة .. كان ذلك ملخص قصتها ..

وقد حزنت عليها حزنا شديداً ووعدتها أني سأجلب لها ولبناتها شيءٌ من الدقيق والسمن وقد وفيت والحمد لله ..

وذلك بعد ان شكوت امرها لوالدتي رحمها الله .. شكوت لها معاناتها واستجابت بكل أريحه .. بل قامت الوالدة رحمها الله

بتوفير بعض الملابس والحواك البالية لكنها تمشي وتستر لتلك المسنة وبناتها رحمهم الله تعالى رحمة دائمة ..

وجزى الله كل محسن بفعل الخير لمن يستحقة من الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام ..

وهذه القصة حقيقية عايشتها وتذكرتها هذا اليوم ببالغ الحزن ..

فلا بارك الله في آكلي السحت وأموال الارامل والايتام ..

ولنتذكر مخافة الله في مثل هؤلاء فإن لله وإنا اليه راجعون . ~

عبدالحميد بن حسن 05-28-2012 06:23 AM

اسعد الله جميع اوقاتك يا ابا هشام ومتعك بالصحة والعافية .
نقلت لنا صورة من ماض مؤلم ومظلم وهو اكل اموال الارامل ظلما وعدونا .
للاسف اخي الكريم لم يكن للمرأة ولا للضعفاء عند بعض من لا يخاف الله وهم قلة ولله الحمد قيمة ، ولهذا لا يتورع هذا الصنف من الناس عن اكل اموالهم بالباطل ، ويظنون انهم مخلدون في هذه الحياة .
ولكن الله لهم بالمرصاد ، والله سبحانه وتعالى يمهل الظالم ويملي له ثم يأخذه اخذ عزيز مقتدر .

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثة لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ الْغَمَامِ ، فَيَنْظُرُ الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " .


شكرا لك يا ابا هشام وتقبل خالص تحياتي واحترامي تقديري .

محمد سعد دوبح 05-28-2012 01:26 PM

الوالد العزيز ابوهشام
هنا تتجلى التربيه الصالحه التي تربيت عليها من اجدادي
حينما اطعمت وسقيت وكسوت من هي في امس الحاجه
وهذا ما معروف عنك من قديم الزمان الكرم والشيمه
والنخوه فجزاك الله خيرا ورحم الله والديك ووالدي ومن
له حق علي والمسلمين ورحم الله تلك العجوز المظلومه
وأجارنا واياك من اكل مال اليتيم ومال الأرمله وأصلح الله
من يفكر في ذلك ومن يحاول ظلمهم والتعدي على حقوقهم
تقبل مروري ودمت ومن تحب بصحة وسلامه 0

سليسلة ابو عبدالرحمن 05-28-2012 01:51 PM

العزيز ابو هشام ذكرتنا بزمان الله لايعييده ولا يعييد من هم على شاكلة من ذكرت ولكن ذلك الزمان رغم سيوء الاحوال وقلة ما في اليد الا ان زماننا هذا يشهد ماهو اسواء من ذلك الزمان فهناك من اكل حقوق المسلمين عامه وبالجمله مثل من ينهب المشاريع العامه وكارثه (سيول جده) شاهده وهناك من أكل حقوق المسلمين والايتام والضعفاء فنحن في عصر لا مكان فيه الا للأقوياء والاغنياء اما غيرهم فلهم الله عز وجل وهو ارحم الراحمين فاالاحسان لهذه الفئه هي من اعظم القربات الى الله والاسائه لهم من اعظم الذنوب كفانا الله واياكم شر ذلك وجزاك الله خيرا وجزا المحسنين الخير والبركه ولك ودي وتقديري

عبدالرحيم كعشر 05-28-2012 09:14 PM

1- شرفني مرورك ايها الاخ العزيز عبد الحميد بن حسن . نعم اخي كما اشرت هي صورة حقيقه لبعض شواذ الماضي من افراد مجتمعه اذ كانت تتحكم به بعض العادات الجاهليه ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعزنا بالاسلام ونبذ تلك العدات التي تحرم بعض افراد الاسرة من الاناث من الارث شكرا لردك واظافتك ايها العزيز

2- الابن ابو خالد شكرا لمرورك الجميل وقد جبلت على ذلك من التربيه السليمه الراقيه برقي ذكر والدك رحمه الله تعالى ووالدتك فرحم الله جميع امواتنا واموات المسلمين لك التحيه والتقدير

3- نعم اخي سليسله ابو عبد الرحمن هذا كان واقع المجتمع القبلي في ذلك الزمن وليس كل المجتمع ففيه من الالفراد مايعتد بهم في قول الحق ونصرة المستحق وخاصة الاناث من الارث ماقدره الله وفرضه على كل مسلم في محكم كتابه العزيز ( للذكر مثل حظ الانثيين ) ورغم شذاذ البعض من الناس في ذلك الوقت الا ان فيهم الكثير من يتمتع بالحس الاسلامي والانساني والمروه والشيمه اما في هذا الزمن وكما اشرت فقد تقاطع الارحام والاقارب واصبحت وسيلتهم في التواصل هي التلفون وماذكرته من وجود بعض الافراد ان يأكل حقوق المسلمين فهذا يحصل الان فلا حول ولا قوة الا بالله لكن الخير كل الخير في الغالبيه العظمى من مجتمعنا الاسلامي شكرا لردك واظافتك ودمت بخير

علي ابوعلامه 05-28-2012 11:54 PM

الله يمسيك بالخير يابو هشام
الصراحة قصتك هذي تقشعر له الابدان
ولكن هذا واقع فرض نفسه في ذلك الزمن فلم يكن للمرأة حق
في المطالبة بحقوقها وميراثها كانوا يرونه عيب
والذي ذمته وسيعه وجدها فرصة وشماعه يعلق عليها مبرراته
ونسي او تناسى انه محاسب في يوم لا ينفع مال ولا بنون
الا من اتى الله بقلب سليم,
اما انت فقد تعاملت مع الموقف بما يمليه عليك ضميرك
وبما تربيت عليه من الكرم والشهامه مع صغر سنك
ولكنها التربية الصالحة والتوفيق من الله
نسال الله ان لا يحرمك اجر ما قدمته ويجعله في ميزان حسناتك
ونسال الله ان لا يحرم تلك العجوز المغلوب على امرها من الاجر والثواب

دمت بخير وعلى خير

غامداوي 05-29-2012 12:37 AM


باسلوب ادبي بديع ورائع

واحاسيس انسانية جياشة

اخذنا خوي عبد الرحيم (ابو هشام) الي صفحة من حياته الماضية ليفجر بداخلنا مشاعر من الحزن والاسي العميق علي ظلم الانسان لاخيه الانسان

ونتوقف عند سطوره لتفاصيل نقف امامها احتراما حينما كان يرعي اغناما في البادية

لنعلم اي قوة صتعت جيله بكل مافيه من صفات الرجولة والقوة كانوا اهلا للريادة

ونتوقف عند العجوز الذي تعاطف معها لنتعاطف كل العطف حتي ان احاسيسنا فاضت معها واليها.

وكم فيها من عبرة وعظة ليتوقف كلا منا في تعامله مع الآخرين ايا كان هؤلاء الآخرين ليرد الحق الي اهله لنتقي دعوة مظلوم .

تحياتي وتقديري وعظيم امتناني

عبدالرحيم كعشر 05-29-2012 08:28 PM

’,


حيّاك الله يا أبو اديب ..
والله يجعل أيامك ولياليك مزدهرة بالمسرات والصحة ..
كانت تلك الأيام تفرض كثيراً من واقعها
من ذلك ظلم المرأة وعدم اعتبارها وهضم حقوقها
ومنها الميراث وغيره من متطلبات الحياة .. !
وذلك كما قلت ناتجاً عن من يدعي أن طلبها هو عيب
كي تطالب بحقوقهاوكما جاء بديننا الحنيف
من تشريعات تنص على إعطائها حقها من الميراث وغيره ..
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتجاوز عنهم ويرحمهم
ذلك ان جهلهم وعدم اعتبارهم للمرأة كان المبرر
بفعلهم ..
شكراً لك أبا أديب ودمت في صحة وسعادة ..

..
دكتورنا الغامداوي ..
لك مني عاطر الشكر وبالغ الإحترام على مرورك وتعليقك الرائع
للموضوع متمنياً ولأسرتك الكريمة
السعادة والصحة الدائمة
ولاشك ان مهنتكم تتجلى في قمة الخلق والإنسانية والعاطفة ..
وهذا يعرفه كل انسان يتمتع بالخلق ..
لك التحية والتقدير ولمثلك وشرواك حفظك الله ورعاك ..


الساعة الآن 03:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir