حتى لا نتقيأ حب من نحبهم ! يا ساحات (النف××)!
 

هناك أُشخاص كثيرون يستحقون الثناء . ولا نزكي على الله أحدا .

لكن عندما يكون الثناء ( المدح ) لهؤلاء الأشخاص كمسلسل مكسيكي ممل طويل الحلقات

نراه في كل يوم وفي كل موضوع وفي كل زاوية فان هذا قد يصيبنا نحن المتابعين للساحات

بنوع من التخمة تجعلنا نتقيأ حب هذا الشخص أو ذاك . سواء كان المادح أو الممدوح !

وبتالي ظلمتمونا وظلمتم تلك الهامات العالية

التي والله لا يزيدها (مدحكم الممل ) إلا كما يزيد كثرة استنشاق البخور حساسية الجهاز التنفسي !

ولا يُنقصها عدم المدح إلا كما يُنقص المجداف ماء البحر !

روى البخاري ومسلم عن أبى موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال :

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل ويطربه في المدحة فقال "أهلكتم -أو قطعتم -ظهر الرجل"

والإطراء هو المبالغة في المدح وتجاوز الحد، وقيل : هو المدح . ورويا أيضا :

عَنْ أَبِي بَكْرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ: "وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ مِرَارًا، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا وَاللَّهُ حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَاكَ كَذَا وَكَذَا". أخرجه أحمد (5/45 ، رقم 20480) ، والبخاري (2/946 ، رقم 2519) ، ومسلم (4/2296 ، رقم 3000) ، وأبو داود (4/254 ، رقم 4805) ، وابن ماجه (2/1232 ، رقم 3744).

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": قَوْله : ( وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا ): أَيْ لَا أَقْطَع عَلَى عَاقِبَة أَحَد وَلَا ضَمِيره، لِأَنَّ ذَلِكَ مُغَيَّب عَنَّا, وَلَكِنْ أَحْسِب وَأَظُنّ لِوُجُودِ الظَّاهِر الْمُقْتَضِي لِذَلِكَ. انتهى كلامه رحمه الله

ولكي لا يفهم أحد مرادي خاطئ أردف مقتبسا مما قاله النووي :

قال الإمام النووي –رحمه الله- :
"ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح ، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه ، قال العلماء : وطريق الجمع بينهما أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إدا سمع المدح ،وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة بل إن كان يحصل بذلك مصلحة ؛كنشطه للخير والازدياد منه أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحبًّا والله أعلم ". انتهى كلامه رحمه الله

قلت : ومن منا قد كمل تقواه ورسخ عقله !

التزكية مذمومة في الأصل، ولا يزكي الإنسان نفسه ولا غيره إلا لعلة، والأدلة على ذلك من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، !!

فارحموا ظهور الرجال وأعناقهم ! وارحمونا يرحمكم الله .

والله من وراء القصد .