ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الشعبي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   عن الحداثة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=6912)

أبوناهل 03-15-2009 08:53 PM

عن الحداثة
 

-1- مدخل
غالبآ مايأتي الحديث عن مفهوم (الحداثة) ملتبسآ لامن حيث
مدلوله اللفظي فقط بل يتعدى ذلك إلى المضمون وفق رؤية عدائية غيرمبررة .
أدى ذلك إلى بزوغ تيارين وبحسب العرف السائد لاثالث ولاحتى عاشر لهما:
1- حداثي (ماثوم)
2- ضدالحداثة (تقي)
هكذا تاتي الأحكام على نحو معمم وبشكل مجاني وفض دون التقصي في الأمر
والمفزع أننا نلهث وبرقي مزعوم لسبل وطرائق وحيثيات (الحداثة) في سائر امور
حياتنا في الملبس - المسكن - الإحتياجات - الممارسات - وسائل الإتصال ونمارس
هذه المتغيرات بقناعة حتى على صعيد التواصل مع الآخرين وفي أدق العلاقات الحميمية ؟!
نطالب بحداثة الصورة وتقنياتها الرقمية في شتى المجالات بل ونمررهذه الرغبة وبإلحاح
على التعليم - الحوار - تناول القضايا المصيرية - متطلبات المجتمع .....
وعلى النقيض تماماً تجدنا عند تناول موضوع الأدب ؟!
يقبل أحدنا وبفرح طفل ونزق مراهق حداثة خالدالفيصل وبدربن عبدالمحسن وعبدالرحمن
بن مساعدومسفرالدوسري في مجال الشعر(الشعبي) ونسجل موقفآ حادآ ضد الحداثة في الشعر (الفصيح)
تجد أحدنا يؤكد لك شاعرية محمدالثبيتي وعبدالرحمن العشماوي ويرفض شعر التفعيلة !!
.... المشهد ليس بجديد على المتابع لتطور الأدب منذالعصر الجاهلي وحتى العصر الحديث
فقد رفض أبوتمام والمتنبي والمعري سابقآ وقبل سنوات السياب والبياتي ودرويش
الأمر وكما أزعم ذائقة لاترغب في التواصل ومن يحيل المسألة للقيم والدين والأعراف
فهذه كارثة ؟!
ليس شرطآ ان أكون منسلخآ من عقيدتي لأكون حداثيآ ولوكان الأمر كذلك لتجنبنا ركوب
القطار والسيارة في وجود الخيل والبغال والإبل ....
هذه الحلقة الأولى من هذا الموضوع وسيلي ذلك عدة حلقات سأناقش فيها الموضوع
من زاوية تحليلية وبشواهد عصرية ...

عبدالرحيم بن قسقس 03-16-2009 12:08 AM

.

*****

طرح جميل ورائع يا أبا ناهل

الحداثة قضية أثارت جدلاً طويلاً و عنيفاً في المجتمع في فترة مضت ويرى الدكتور عبد الله الغذامي في كتابه حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية أنه ليس هناك تعريف للحداثة وإنما هي حالة فكرية كلية تشمل الأفكار والوعي مثلما تشمل أنماط المعاش والإدارة ويرى أن لكل بيئة اجتماعية أو فكرية تعريفها الخاص بها بل إن لكل حداثي تعريفه الخاص به الذي لا يشترك فيه معه أحد سواه

ويعرف الغذامي الحداثة بأنها التجديد الواعي وهذا يعني فيما يعني أن الحداثة وعي في التاريخ وفي الواقع

الموضوع شيق وطرحك يا أبا ناهل مثير

لك مني خالص التحية والتقدير

*****

علي ابوعلامه 03-16-2009 12:25 AM


طرح جميل وموضوع شيق

جدير بالمناقشة والاهتمام
تكلم فيه الكثير وسار حديث الناس في المجالس ما بين مؤيد ومعارض
وكل له وجهة نظر ..
ارجو البعد عن التعصب عند النقاش

واحترام الآراء ..

اذكر كتاب نزل في هذا الموضوع للدكتور عوض القرني
بعنوان الحداثة في ميزان الاسلام
يستحسن الاطلاع عليه ففيه من الادله والشواهد ما يكفي ..


شكرا ابا ناهل على هذا الطرح

ســهـ نجم ـــيل 03-16-2009 10:07 AM



جاهل من يعارض ( الحداثة ) في جميع أمور الحياة

بعيداً عن الثوابت الدينية والإجتماعية

فالحداثة تعني نقيض القديم ،

والحداثة أول الأمر وابتداؤه ، وهي الشباب وأول العمر .

لكننا وكما قرانا أن الحداثة تعرف اصطلاحا

" اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية ،

وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة ،

ذلك أنها تضمن كل هذه المذاهب الفكرية ،

وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني ، والنقد الأدبي ،

ولكنها تخص الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على حد سواء
"


ســهـ نجم ـــيل


سعيد راشد 03-16-2009 01:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ملاحظة هامة
مع احترامي الشديد لأخي الكريم : " أبو ناهل " كاتب موضوع " عن الحداثة "

أنا توقعتُ أن يكون طرحه جاء إضافة لفكرة أخي الكريم : " رفيق الدرب " في موضوعه " قرأت لك "،
ومن هناك تبدأ الأراء والمناقشات والإضافات . لأن رفيق الدرب صاحب السبق لطرح الفكرة،
ومن باب الإنصاف واحترام الحقوق الفكرية ؛ أذكِّر إخوتي الأفاضل بإرجاع الفضل لأهله.

وعليه اقترح على الإدارة - والرأي للجميع - :
1/ إما دمج موضوع أبوناهل " عن الحداثة " مع موضوع " قرأت لك " لكاتبه " رفيق الدرب " إذا كان ذلك ممكناً.
2/ أو حذف موضوع أبو ناهل بردوده والتنويه بنقل موضوع أبو ناهل كرد في موضوع " قرأت لك "وكذلك جميع ردود المشاركين وإعطاءهم فرصة النسخ والنقل.
3/ أو غلق موضوع أبو ناهل والعودة للمناقشة من خلال موضوع " قرأت لك " لرفيق الدرب.

وأرجو من أخي الكريم أبو ناهل ألا يأخذ في خاطره وأن يتجاوب مع الاقتراح ، بالإشارة لمن يهمه الأمر بالتصرف المناسب ، وذلك من باب احترام الحقوق الفكرية وإرجاع الفضل لأهله.

وللجميع أطيب سلام ، وأزكى تقدير واحترام.

أبوناهل 03-16-2009 08:33 PM


الإخوة الكرام
عبدالرحيم قسقس
علي ابوعلامه
نجم سهيل
سعيد راشد
أشكر لكم هذا التفاعل الراقي مع الموضوع واثمن كل رأي
تم طرحه من قبلكم ..
.... قبل البدء
ليثق الجميع أنني ضد أي فكر يتنافى ومباديء عقيدتنا الإسلامية
ولن ألام لوتعاملت بعنف لفظي مع كل من يحاول المساس بمنهجنا
الإسلامي السامي والمنزه عن كل خطأ ..
..... بداية ....
ماكنت أهدف إليه هو أن الملاحظ على شريحة واسعة من المجتمع أنها
تتخذ موقفآ عدائيآ ضد كل ماهو جديد في مجال الأدب وتحيل المتآلفين
مع أنساق التجديد والمولعين به إلى (مارقين) أو ان هناك خللآ ماء في عقائدهم !
وبحكم أنني متابع لهذه الصراعات منذ اكثر من 22 عامآ لم أجد جديدآ في الطرح
الأسماء هي (أدونيس - رشيدبوجدرة - صلاح عبدالصبور ) والصيغة هي ؟!
........ هناك مئات الشعراء في مجال الشعر الحديث ومئات الروائيين المحدثين
ومئات النقاد فهل يعقل ان نصادر نتاج هؤلاء بسبب أخطاء أفراد لايتجاوز عددهم
20 إسمآ وفي مجالات أدبيةمختلفة بل ان بعضخم ذو منهج فكري وسياسي؟!
.... الحداثة ليس لها رواد ولا (عراب) ولامنهج ثابت والدليل على ذلك أن جميع
المناهج النقدية التي ظهرت في القارة الأوربية بدأت في التلاشي والسقوط
ففي فرنسا سقطت الدادية والسوريالية والتكعيبية والألسنية .
وفي إيطاليا سقطت المستقبيلة حتى البنائية والتشكيلية الروسية سقطتا
........... التركيز على (الشطحات )الدينية لدى بعض الحداثيين لايجيزلنا الإقصاء
لأن هذا النهج مطروح ومنذ مئات السنين .... فمثلآ
(غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولاترنم شادي)
( أي مكان ارتقي ......... )
أو ( فإن كنت يومآ في جهنم مدخلي ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم )
هذه نماذج لقصائد موزونة ومقفاة وتم رفضها
قديمآ وحديثآ دون تشويه او إلغاء للقالب الذي ظهرت فيه ..
.... يروى ان جماعة قدمت إلى إبن تيمية رحمه الله تريد منه ان يصادق
على تكفير واحد ممن وصموا حينذاك (بالزنادقة) فقال أسمعوني ماقال
فروي له بعض ابياته فقال (لحم خنزير على طبق من ذهب) أي أن
ماقاله حرام ولكن ظهر بقالب أدبي جميل وقال (أدعوا لصاحبكم بالهداية)
........... يقول الكاتب الإسلامي محمد اسعاف النشاشيبي في مجلة الرسالة
العدد 228 الصادرفي 15 نوفمبر 1937 م ..
( وماقيد الشعر العربي إلا قوافيه ، وماقصر خطواته في ميادين الشؤون
إلا تلكم الأوزان وإلا هي في أكثر الأحايين هي القائلة لا القائل ، والوزن
هو الوازن لاشعور الشاعر ، فأكثر الشعر ليس لأهله لكنه للوزن والقافية
.. إنه مما أتى .. مما وجد .. ليس هو ماقصد ...... الخ )
... سأختم برأي العلامة إبن خلدون في الشعر حينما يعرفه
( الشعر هو الكلام البليغ ، المبني عل الإستعارة والأوصاف ، المفصل
بأجزاء متفقة في الوزن والرؤى ، مستقل كل جزء في غرضه ومقصده
عما قبله وبعده ، الجاري على اساليب العرب المخصصة به)
ولكن الشواهد والدلائل الشعرية منذ عصر جرير والفرزدق ثم أبوتمام
والبحتري والمتنبي تخالف ماذهب إليه إبن خلدون رغم مكانته ..
....... تبقى المسألة رؤى قد نتفق وقد نختلف حول بعضها أو كلها
لكن المهم ان يكون ذلك بهدوء وروية وضرورة الإيمان بالرأي والرأي الآخر..

بنت الوادي 03-18-2009 08:07 PM


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
نستفيد مما تقدمه يابو ناهل
اكمل
وشكرا
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

أبوناهل 03-19-2009 02:07 AM

الأخت الكريمة بنت الوادي
أشكر لك مرورك لاعدمناك

_ 3 _
من زاوية خاصة أرى بأن الأدب بفروعه إن جازت التسمية يفقد
تأثيره إن غلبت عليه الأنساق التقريرية والمقولبة والتكبيل بالوزن
والقافية في مجال الشعر وبالضرورات البنائية المعدة سلفآ في
مجالي القصة والرواية ...
الشعرمثلآ مربعدة مراحل فقبل ظهور الدين الإسلامي القويم
كان للقصائد شروط وقل ان تجد قصيدة لاتبدأ بالبكاء على الأطلال
ثم الفخر بالقبيلة أو التطرق للفروسية او الرثاء ثم يأتي التغني
بالمحبوبة وهذا مايتجلى وبوضوح في المعلقات ...
هذا ماكان سائدآ ولذلك فظهور الأعشى بقصيدته
(ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعى أيها الرجل ؟ )
كانت مرفوضة حينها لأنها لم تتطرق للفروسية ولكنها بعد ذلك بعشرات
السنين أعتبرت من القصائد المميزة بل أن هناك من صنفها من المعلقات
وعندما أكرم الله البشرية بالإسلام أصبح للشعر نسقآ مختلفآ سرعان
ماتآلف معه الناس حينها واصبح من الضرورات كمطلب لبناء القصائد آنذاك .
.... بعد أن قامت الدولة الأموية وبدأت مرحلة بناء الحضارة الإسلامية كان
لابد للشعر أن يواكب هذه النقلة فبرز جرير والفرزدق والأخطل ومن سار في
ركبهم فرفضهم المجتمع لأنهم ليسوا إمتدادآ لحسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة
لكنه سرعان مافطن أن (لكل زمان دولة ورجال ) ولاأجد غضاضة إن اضفت
وثقافة وطرائق وسبل ... تكررالمشهد مع شعراء العصر العباسي وكان زمنهم
ثورة ثقافية وحداثة كبرى تخطت الشعر للترجمة والفلسفة والفكر وبرزت
النثريات ناهيك عن التقدم العلمي وفي شتى مناحي الحياة ..
..... الدول الإسلامية التي أعقبت دولة بني العباس كالأيوبية والمملوكية
والعثمانية لم تولي عناية بالأدب وقد يكون لأصول مؤسسيها دورآ في ذلك
وبسبب هذا التجاهل عمت الفوضى الثقافية وكان الناس بين تيارين
إما التماهي مع مايصلهم من ادب العراق والشام والأندلس الذي بدأ في مرحلة
الإنحطاط أو الرجوع للأرث الذي بين أيديهم وتحقيقه وتدوين المؤلفات فيه وهذا
من وجهة نظري كان الأسلم والأجدى ...
ولكي ننسب الفضل لأهله فإن العمالقة أحمدشوقي وحافظ إبراهيم كان
لهم ولمن سايرهم دورآ في إعادة تأسيس الشعروباقي فروع الأدب لضمان
إكمال حركة التطور ولعل الصوالين الثقافية التي كانت تعقد في مصر وانتشرت
كفكرة ومحاكاة في عددمن الدول العربية لها الفضل في نهضة الأدب .
..... على أي حال إن إستمر الوضع كسابقه وألغينا عملية التجديد فسنقف
عند نقطة لاأعادتنا إلى عصرهم ولااتفقت مع هيئة وحيثيات عصرنا ..
أخيرآ الشعرتحديدآ فن والفن متحرك - تخييلي - إستشرافي ولن يكون
خبرآ أو حدثآ أو وقائع ليس بمقدورنا تغييرها او الإجتهاد فيها ...

علي ابوعلامه 03-19-2009 08:22 AM


ابوناهل

تبقى متميزاً في طرحك ونقاشك الهادئ

استمر وفقك الله

أبوناهل 03-19-2009 03:44 PM

أستاذي الكريم : علي أبوعلامه
الله لايحرمني من دعمك وتوجيهك



-4 -

سأتناول هذه المرة مجال الشعر الشعبي وتحديدآ (الشقر) وماطرأ على
بناء القصائد والحداوى وشكلها الخارجي ومضمونها ومفرداتها من تجديد
واعي ومقصود من قامات فارعة في هذا المجال على أن أتناول فيما بعد
الصحافة - التعليم - المناهج الأدبية - الشعر الفصيح - النثر - القصة -
الرواية - بعد أن أمر طبعآ على باقي أقسام الشعر الشعبي ..
....... ماوصلنا من إبداعات الزبير وبن ثامره وبن عقار ومحسن وبن سريه
وسعد بن عبدالرحمن وحميد وطويش يؤكد لنا أن شعر الشقر كان محكومآ
بقوارع معينه وقوانين صارمه ومنها (العلامه) والتي أشار إليها الأستاذ
عبدالرحيم قسقس من خلال مانقله عن الأحمدي في وقت سالف
وهذه الصرامة كانت تمرر على حداوى العرضة وقصائد اللعب والمجالسي
وطرق الجبل وغيرها من فنون ذلك العصر ..
الجيل الذي تلى هؤلاء ممثلآ في الأعمى ودغسان وحوقان وعيضه بن طوير
ثم إبن مصلح والغويد وسعد بن عزيز بدأت تتتضح لديه إرهاصات التجديدفي
مجال القارعه والمفرده وقضايا التناول وهي (الحداثة) الأولى في مجال الشقر
بالنسبة لدغسان أبوعالي فقد وجدت لديه مفردات منحوته على سبيل المثال
- شاهد عيان- شارعيوني - الغشامره - عربسات - بوينج دوني - هايل أكسا -
والمجال يطول - المفردة الأولى مفردة جنائية ولكن إستخدامها أضاف للحدوة
جمالآ ، شارعيوني يقصد بها شرعيين وقدوضفها لشقر المفرده في الرد ،
الغشامره كان يقصد بها (الغشمرة) مفردة كويتية ولكنها تخدم الحدوة في الرد
عندمدحه لقرية الغشامره ، - عربسات القمرالفضائي الذي أدرك أن عليه عدم
تجاهله كحدث مميز ، بوينج مفردة أجنبية لنوع من الطائرات ، هايل أكسا
كلمة هايل معروفة وتعني العطاء بسخاء (ألقى ) كسا مفردها كسوه وهي
مايمنح وطبعآ ردها معروف ومتوقع ( سيارة هايلكس ) هذا على صعيد المفردة
أما على صعيد القوالب الشعرية فنجد أنه رحمه الله لم يقيد نفسه بطرق اوقارعه
أو موضوع في المحاورة بل كان يجرب كل جديد ويكفي انه في آخر عرضة حضرها
(عرضة إبن مله) جرب مايعرف ب (التحنيشه) وأضافها لحدوته الطويلة ..
حتى لا أجعل الحديث مركزآ على دغسان رحمه الله فسأكتفي بهذا القدر ..
أما فارس التجديد ورائد الحداثة في مجال الشقر فهو أبوجعيدي المعروف بالأعمى
فهذا الشاعر الفذ لم يترك مجالآ أو دربآ في فنون الشقر إلا ووردها بل وترك بها
بصمة مميزة ناهيك عن تحمله وبجسارة لمسألة نشر الشقر وإيجاد متذوقين له
ومتابعين ثم مريدين وتلامذة وكرأي خاص جدآ - وجودأبوجعيدي أسهم في ظهور أسماء
متمكنة أتت من بعده والمثل يقول (الحي يحييك )
....سأتطرق إلى نماذج من حداوى وقصائد ابوجعيدي لنرى كما كان مبدعآ هذاالشاعر

البدع

إختلاف اللغه عندي وش لغايه
وآهل التهم ماذا بي وماذا بك
أما في غامدأهل اسهل ويذابي
وأما في بقع زهران المح سياسه
وأما عندي في النهيين وش وشبك
واما منه ويمن ياذيه وش مالك
وبني شهرعيدك وخذني موتك
وآهل الشرق يقلو يابعدروحي

تأمل في بناء الحدوة وفي تنوع مفرداتها وتراكيبها ومضمونها وفي خروجها
على الإطار الشعري المتعارف عليه أنذاك وسترى أنك امام شاعر يرفض التبعية
ويرى نفسه رائدآ بل وبمقدوره التجديد الذي لايخرج عن إطار الشقر
وللأعمى أيضآ طرائق واساليب في مجال التجديد ومنها حدوته في زواج
أبوعلامه في وادي العلي والتي يقول في بدعها
البدع
رمضان إذا يجي وانت حي ن صم صم
ماقل البوبصمك
يابني آدم حج في دومتك صاحي وصم صم
كل شي والفرض ود الزكاه وصم صمه
هذه الحدوة فيها نمط غريب عن شعر الشقر لم يجد الأعمى ضررآ في طرقه
وهذا معيار للشاعر الذي يستطيع نحت المفردات وقد طرق دغسان رحمه الله
هذا المجال في حدوته الشهيرة في زواج المحجم ( لي بشكولمات - الكلب أشتهى )
لن اطيل فلو تتبعت جميع شعراء الشقر اللذين لديهم نزعة التجديد لأحتجت لمساحة
كبيرة وحلقات عديدة لإبراز دورهم وريادتهم في هذا المجال ....

أبوناهل 03-21-2009 11:33 PM

- 5 -

فيما يخص الشعر الشعبي بجميع تفرعاته نجد أنه شهد قفزات هائلة في مجالي
التجديد والحضور فطرائق الإلقاء وموضوعات التناول والخصوصية لم يعد لأي منها
حضوره القوي كما كان متعارف عليه سابقآ ..
ظهر تدوين القصائد الشعبية بعدأن كان من أهم شروطها (الشفاهية)
وأسهم تلحين وغناء مجموعة من القصائد في إنتشارها وإلغاء خصوصيتها
فمثلآ - القصيدة النبطية - الكسره - الموال البحري - اليامال - السامري -
المجرور - قصائد الحجاز المغرقة في الإقليمية وغيرها جعلت هناك تماهي
وتلاقح بين هذه الأشكال وهو نهج (حداثي بل ومن أبجديات التحديث) فأصبحنا
نرى شعراء أصولهم نجدية كعبدالله الفيصل وبدر بن عبدالمحسن
يكتبون بلهجة حجازية ( ياريم وادي ثقيف - هلاياأبوشعرثاير ) لعبدالله الفيصل
كمثال وللبدر ( سافروا ماودعوني - من عيوني ) أيضآ كمثال ...
بل ان هناك شعراء من الحجاز والجنوب كتبوا قصائد بالشعر النبطي الذي
كان فارسه آنذاك خالدالفيصل والأمثلة والشواهدكثيرة ...
التجديد الذي تسابق إليه عددمن الشعراء وبوعي تام هو تحوير شكل النص
بحيث يكون ذو تفعيلة وبلهجة يستطيع الجميع تناولها والتفاعل معها فظهرت
( أيوه - دستور - خطأ وغيرها لخالدالفيصل) و ( زمان الصمت - والموعدالثاني
وغيرها لبدر بن عبدالمحسن ) ..
ثم بدأت النصوص تأخذ شكلآ ومضمونآ آخر فظهرت أنساق من الكلمات لم تكن
مطروحة من قبل ( غدارأعرفك يابحر- نجمه ونهر- أغيرالطاروق - وغيرها )
......... تعمدت ألا أتطرق إلا لما هو معروف لنا رغم وجود شعراء أخذت نصوصهم
نزعة تجديدية مميزة كعبدالرحمن بن مساعد ومسفر الدوسري وبالطبع لانغفل
الدور البارز لرائد التجديد المبدع بدربن عبدالمحسن ...
بتأمل بسيط لتاريخ الشعر الشعبي سنجد أنه مربمراحل عديدة حتى وصل
إلى وضع شجع الكثير على التآلف معه ولو أنه بقي على وضعه السابق لما
انتشر وأصبح سلسآ عند القراءة والمتابة أيضآ ..
..... طبعآ خصصت موضوعي لشعراء المملكة فقط ولم أتناول شعراءبارزين
في العالم العربي لأن المساحة لاتكفي لذلك ..........

أنس العبادي 04-04-2009 02:02 AM


أستاذي العزيز / أبو ناهل ..

موضوع رائع وشامل عن الحداثة في الشعر ،

والتي هي - باختصار - التجديد في الشعر ،

سواءً في هيكله أو مفرداته أو ترك بعض ما يقيد معانيه من وزن وقافية ..

هذا إذا تناولناها على أنّها منحى شعري لا مذهب عقائدي ..

والمعنيون حين التهجّم على الحداثة دائماً هم من حملت كتاباتهم شركيات أو تطاولاً على الذات الإلهية ..

أمّا من حوت كلماتهم مضامين لا تتنافى مع عقيدتنا الإسلاميّة

فلا أعتقد أن هناك من يعتبرهم ذوي فكر منحرف لمجرّد استخدامهم أسلوب شعري

لا يتناسب مع أذواق اعتادت على ما هو تقليدي ..

فلو فرضنا أنّ شاعرٌ ما كتب قصيدة نثريّة سليمة المعاني ،

هل نعدّ مثل هذا أخطر من العلمانيين والليبراليين ؟!!!!!

لا أعتقد ذلك مطلقاً ، وهذا ما توصلنا إليه من خلال حلقاتك المشوّقة ..



أبو ناهل :

بالرغم من أنّني أستمتع بالقصيدة الموزونة والمقفاة أكثر من غيرها ،

إلا أنّني الحقّ استمتعت بموضوعك الصائب والذي أعدّه من أجمل مواضيع الساحات ..

أتمنّى لك التوفيق والسداد ،

ودمت بتألّق ..

سعيد راشد 04-04-2009 03:12 AM

أخي الكريم :

أبو ناهل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرحك جميل ، وإلمامك رائع بما طرأ على ساحة الشعر الجنوبي والشعر الشعبي ( النبطي ) من أفكار التجديد والتطوير نحو الأفضل ، مسايرة لمتطلبات العصر ، وإرضاءاً لأذواق المتلقين وإشباع ذائقاتهم المختلفة ؛
وهذا شيء مطلوب ممن لهم القدرة على ذلك ، وقد استعرضتَ كثير ممن خدموا الساحة في هذا المجال ويدل على ما يتميزون به من الثقافة والقدرة على تنويع أساليبهم بتطويع ما يكتنزون من المفردات والكلمات للإفصاح عن إسهامهم في تلاقح الأساليب الشعرية وفق منهجية التجديد والتطوير لا الحداثة بخصائصها الغير حميدة التي استنكرها الكثير لنشر مبادئ تتعارض مع فكر الإسلام ونهجه السليم .

ولهذا أرى - من وجهة نظري الخاصة ، وقد أكون مخطئاً - أن جميع طرحك لا يمت بالحداثة بخصائصها المذمومة بصلة .
طرحك يبيّن التطوير والتجديد نحو الأفضل الذي طرأ على الحياة من جانبها التقافي نتيجة التغير في جميع مجالات العصر المختلفة .
جهد مميّز منك لإيضاح ذلك ، وهو يدل على متابعتك المتخصصة لهذا الجانب والإلمام به.

أتمنى لفكرك وقلمك التألق المستمر.

بنت الوادي 04-04-2009 09:11 AM


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1238172428.gif
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
تتضح الصوره
بعد ان رسمت بداية الطريق
استمر فنحن بعيدين عن الحداثة الجميلة في الموروث
سبق ان كتبت نحن نتابع
شكرا ابا ناهل
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

عبدالحميد بن حسن 04-04-2009 11:49 AM

الأستاذ الفاضل ابو ناهل :
انا فخور جدا بطرحك الهادئ الجميل الواعي العقلاني والذي يدل على ثقافة منتقاة واطلاع واسع ومنظم وبكل صدق وبدون مجاملة موضوعك هذا من افضل ما قرأت في هذه الساحات المباركة .
استمر وفقك الله واعانك ويشرفني ان اكون احد متابعي وقراء هذا الموضوع .

أبوناهل 04-06-2009 10:10 PM


شكر وامتنان ..
في البدء أتوجه بجزيل الشكر للأحبة أنس العبادي – سعيد راشد – بنت الوادي – جبل الشعبة
وأؤكد أن مداخلاتهم المميزة تحتل حيزآ هامآ من إحترامي وتقديري لإيماني
بأنها ترجمة صادقة لقناعات طارحيها ولقناعتي أيضآ بأن النقاش أمر حيوي
وظاهرة صحية لذلك فسأعرج على حيثيات ماطرح وفق قناعاتي ..
مدخل :
يروى أن مالك بن أنس رحمه الله قال ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم )
ونحن بشر نخطيء ونصيب ولن نكون بأي حال
كالمعصوم والمبعوث رحمة للعالمين والذي لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم
فما نقوله ومانؤمن به خاضع للأخذ والرد والنقاش والتقييم حتى لو كان خلاصة
سنوات من البحث والعناء الجادين من قبل مفكرين تجاوزونا ثقافة وإدراكآ ...
لأنهم ببساطة بشرآ نأخذ منهم مايتناسب مع ظروفنا وتكويننا الثقافي
(ديني ، إجتماعي ، علمي ، عملي ) على سبيل المثال دور السينما
- المحطات الفضائية – أشرطة الفيديو – السيديهات – فيها الغث والسمين والمحرم
والمكروه ومايقود إلى الكبائر والإنتقاء بيدنا دون الرفض والقطيعة مع هذه المنتجات
وتماهيآ مع هذه القناعة أتعامل مع المفيد من كل جديد وفي شتى مناحي الحياة ...
الأفكار موجودة والتجديد نحن المسلمين العرب رواده ومنذ عهد الأسلاف ويكفينا
أن فروع الأدب في القارة الأوربية إستمدت جذروها من نتاجنا الثقافي (القرون الوسطى)
بل تعدت ذلك للمظاهر الإجتماعية والممارسات السلوكية والأنظمة الوزارية فقد
إستحضرت نظام الدولة الأموية في الأندلس وتحديدآ في عهد التميز والرقي عهد
الخليفة عبدالرحمن الناصر والذي شهدت خلافته نهضة شاملة وتنوعآ وزاريآ غير مسبوق
فكان من بين الوزراء يهوديآ وآخر نصرانيآ والأغلبية وهم ذوي النفوذ مسلمين ..
ماألمح إليه أن النظريات الحديثة منذ الثورة الفرنسية مرورآ بالرأسمالية والإشتراكية
ووصولآ للعولمة ليست نصوصآ ملزمة ماينفعنا منها سننقحه ليتواءم مع ظروفنا
وتكويننا الثقافي ومايتنافى مع ذلك فلن نلتفت إليه وتحديدآ مايمس ثوابتنا الدينية ....
( عن الحداثة ) عنوانآ :
بالنسبة للعنوان فأنا أعنيه جيدآ وهو يتقاطع مع محتويات الموضوع على نحو
مضطرد فالحداثة مفهوم شامل ولها فروع عدة وشخصيآ لاأرفض إلا مايمس العقيدة
في أي مجال حتى في المجال العلمي مثل تحليل ظاهرتي الكسوف والخسوف
علميآ وعلم الجنة والإستنساخ والدم الفاسد (الحجامة) فقناعتي الدينية ترفض
مناقشة هذه المناحي ...
قبل الإستطراد في الموضوع سأوجه سؤالين وآمل أن أجد إجابات شافية حولها .
.. لماذا تم التركيز على الأدب وطرائق الحداثة فيه وتم تجاهل الحداثات
الأخرى في المجالات الأسرية والإجتماعية والإدارية والمالية والعلمية والعملية ؟

.... السؤال الثاني هل يستطيع أحدنا ان يبين ماهو الضرر الذي سيلحق بلغة
القرآن الكريم من تطور المفردة وهل شاهدتم في النماذج التي يكررها
حاملي لواء الهجوم على الحداثة خطورة على لغة القرآن الكريم ؟
في تصوري أن وصم هذه النماذج (الشعرية ) بأنها جمل بغيضة تنوء
بالكفر والإلحاد أعاذنا الله وأنتم منه لقبلنا الأمر اما التأثير على لغة تعهد
الله سبحانه وتعالى بحفظها ففي ذلك شيء من الغرابة ..
وللتأكيد على مزاعمي لوأن لغة القرآن الكريم ستتأثربمثل هذا التسويف
لتأثرت سابقآ وتحديدآ خلال القرون الأربعة التي سيطرت فيها الدولة
العثمانية على البلاد العربية فتأثير العثمانيين لم يقتصر على المظهر
والعادات ونوعية الكل والشرب بل تعدى ذلك إلى المفردات ولو ذكرت
هذه المفردات لأخذت مني مساحة كبيرة .. فهل تأثرت لغة القرآن الكريم
بذلك ؟! أترك الإجابة لكم ...........

أبوناهل 04-06-2009 10:12 PM


عن الحداثة
للتوضيح : كل ماأطرحه من آراء تمثلني شخصيآ وهي تعبر عن قناعة خاصة ..
ظهرت الإرهاصات الأولى للهجوم (المسيس) ضد الحداثة في بلاد مصر وقاد ذلك إلى
هجمات متتالية ومنظمة معتمدة على (المؤسسة الدينية) وشهدت هذه الظاهرة رواجآ
في بلدي سوريا والعراق ..
طبعآ الحداثة هي التغيير والتغيير الذي كان ينشده مؤسسيها ومتبني أطروحاتها كان
على نحو شمولي فهو يعد نسفآ لكل ماتسير عليه المجتمعات حتى من الناحية الدينية
لذلك شهدت حربآ من الكنيسة ولكن ليس على مشروع الحداثة بل على هذه النقطة
تحديدآ فكان الطرح كما يلي ( أنتم تعتبرون الديان تقررمصير الناس وتتحكم بهم
وتريدون ممارسة نفس الآلية فتقررون ضرورة تخليهم عن عقائدهم ) لذلك كان
الإعتراض مقنعآ فتركت مسألة العقائد حرية شخصية ولذلك نجحت الحداثة في
أوروبا وتلاها مابعد الحداثة والان العولمه .
... في مصر وتحديدآ زمن الملكية كانت الخشية من هذا التيار (الحداثة) ليس
على المعتقدات بل على فرع مهم جدىمن فروع الحداثة وهو تغييرالأنظمة الحكومية
المفروضة وترك الحرية للشعب لتقرير مصيرهم فكان لابد من تشويه هذه المباديء
بالتركيز على مابلهب عواطف العامة وهي المسألة الدينية ..
لم تنجح كل المحاولات للتأثير على الناس هناك رغم وقوع بعض الفنانين في شرك
الدفاع عن الملكية فكانت الثورة والتي أنست الناس الحداثة وماجلبته وبدأ التفكير في
المستقبل المزهر في عصر الثورة ولعجز الثورة عن تنفيذ آمال ورؤى الناس
وبدأ أسلوب التقريع والنقد للدوله وتزامن ذلك مع ظهورمجموعة من الأدباء والمثقفين
والفنانين بمباديء ومطالبات منافية تمامآ لتعاليم عقيدتنا الإسلامية وأعرافنا وتقاليدنا
ولاأعتقد ان ذلك كان صدفة ؟ بل هو أمر مرتب ؟!
ليس امام رجال الدين حينها إلا التصدي لذلك وهي بالطبع فرصة للدولة لتربط ذلك
بالحداثة بشكل عام مع أن الحداثة هي من اوجت الدولة المصرية الحديثة وفرعيها
العراق والشام مع انهما تنبها للأمر بعد ذلك وسارا بمنأى عن التجربة المصرية
مااود الوصول إليه أن ربط الحداثة ككل بالمسألة الدينية أمر غير مقنع على الأقل لي
شخصيآ أما نقد فرعيها (الإجتماعي –الأيديولوجي ) فهذا أمر مفروغ منه ..
أخيرآ ... الشكل والمفردة ليست القضية فكم من قصائد موزونة ومقفاة وتنوء بمظاهر
الكفروالإلحاد أعاذني الله وانتم منه وكم قرأت من النصوص على وزن التفعيلة بل
نصوص حديثة وفيها من الجمال الشعري والدعوة للقيم الشيء الكثير بقيت مسألة
الغموض فشخصيآ لاأستسيغه في النصوص بل واعتبره جبنآ من الكاتب فعليه طرح
مايريد بوضوح .... أتمنى ان تكون الصورة قد إتضحت والله من وراء القصد ..

أبوناهل 04-06-2009 10:15 PM


- 6 -


عودة للشعر الشعبي (الشقرنموذجآ )
لم يكن تناولي للشقرالجنوبي كمثال أهم واعم لتطور الشعر الشعبي إلا لأمرين :
أهمهما أن ماطرأ عليه من متغيرات يمثل ضرورة من ضرورات الحداثة الشعرية
والآخرأن توفره وتنوعه في ساحاتنا سيوفر على المتابع الكثير من الجهد والوقت
لذلك جاء إختياري له كمثال ولثقتي في ثقافة القاريء وسعة مداركه لم أتعمق في
الشكل بل تجاوزت ذلك إلى المفردة ولكن لكشف اللبس لامانع من إيضاح هذا الجانب .
..... في الزمن الغابركان للموروث أشكالآ معتمدة قبليآ وندران يتجاوزها احد بحكم
صرامة العراف ومحدودية التنقل والإستقرار الذي فرضة طبيعة الحياة آنذاك ..
( طرق الجبل – اللعب – المهشوش – الشبك – حداوى المناسبات الدائمة مثل
الطهور والشركه والصدقة والعشر الأول من ذي الحجة وليلة العيد – الحداوى
المصاحبة للعمل الجماعي مثل الدياس والصرام والبناء وفشر الجبال ووو- العرضة
والتي كان من شروطها العلامه ثم مدح أهل العروس والعريس والفخر ووو)
جميع هذه الأشكال تم تهميشها كضرورة للتطور الحياتي وبقيت ( العرضة ) والتي
تغيرت قوانينها هي أيضآ وظهر مايعرف ب (المجالسي) أدرك أن هذا التغيير
لم يكن متعمدآ بل ان ظروف الوقت وتغير النمط المعيشي فرضه على الناس
ولكن مايعنيني أنه لم يجابه بحرب شعواء بل تقبلته الناس وتآلفت معه سريعآ وكتصور
خاص أن هذا المر لم يعزف على اوتار عاطفتهم الدينية وبالتالي فهو أمر حتمي
اما مايخص الشاعرين الكبيرين الأعمى ودغسان رحمهما الله فتأثيرهما لم يكن
على االشكل والمضمون بل شمل المفردات والتي لم تكن موجودة في شعر من
سبقهما وأكرر (المفردة) لأنها مربط الفرس وسبب تلك الغضبة من قبل من يدعون
أنهم حماة اللغة ؟!
حماة اللغة من ماذا ؟ القرآن الكريم ولغته محفوظة بأمر ومشيئة إلهية ولن يتمكن
كائن من كان التاثير عليها أو تقويضها بإذن الله تعالى ..
.. لغة القرآن بديعة وتحمل من البيان ماتعجزعنه أي لغة ولكن هل نحن نستخدمها
في تعاملاتنا اليومية ؟ هل هناك من يستخدم مفردات مثل (زرابي – أرائك – ماء –
أتراب- رفث – الخ من هذه المفردات البديعة ) ؟
وهل عدم إستخدامنا لها أثر او سيؤثر على اللغة ؟
.. أكررماذكرته سلفآ لو اننا تركنا المفردة والشكل وتناولنا مايطرح لأصبح الأمر
مقنعآوالله من وراء القصد ....


الساعة الآن 08:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir