ساحات وادي العلي - أمي و أمك قبل فوات الأوان

آآآآآآآآآآآآآآه
لا أعلم من أين أبدأ
انه حديث ذو شجون

الطعام ليس علي ما يرام
نعم ..حينما كنت مسافرا خارج المحافظة كنت أكل أفضل من هذا الطعام

لما لا تغيري هذا الطعام يا أمي
_هذا هو الموجود يا بني قل الحمد لله علي ذلك
هناك من لا يجد مثل هذا الطعام

أحاول أن أكتم التأفف في نفسي و ان كان ظاهرا علي وجهي
و اجد علامات الحزن علي وجهها أن الطعام الذي تعبت فيه لم ينل رضاي

انا امر بظروف عصيبة في العمل
أخرج من الصبح و لا أعود الا في المساء
حتي انني لكثرة الضغوط لا استطيع ان اتحكم في طريقة معاملتي
حتي و ان كنت غير راض عن نفسي في ذلك
و تمر بضعة أيام
الي ان جاء يوم من الايام
و انا اقلب في بعض صوري الموجودة علي الكمبيوتر
و اذا بي أجد بعض الصور لأمي

و فجأة

شعرت بتنميل في أطراف جسمي

و بدأت العبرات تنزل مني رغما عني

صورة و هي تسجد ... و أنا أعلم يقينا أنها تطيل السجود من أجلي

و صورة و تجلس علي المصلي و تقرأ في المصحف

و صورة و هي ترفع يديها و تدعوا الله لي بعد أن فرغت من القرأة ... و أعلم يقينا أن جل هذا الدعاء من أجلي

أنحدرت مني دموعي بكثرة و تذكرت كم كنت قاسي القلب معها
لم أتمالك نفسي
و ذهبت اليها في المطبخ
و قبلتها و قبلت رأسها و قبلت يدها
لقد أصبحت انظر اليها و كأن توفيقي في الدنيا مرتهن بدعواتها التي تصبها من أجلي ليل نهار
أخاف أن أفقدها فيكلني الله الي عملي السئ
ما عدت أطيق أن أرها حزينة

و لن أنسَ ذلك اليوم الذي عدت فيه من العمل و كانت هي تنظف و تغسل الي بعد صلاة العشاء بمدة
و رغم ذلك كانت تنتظرني حتي الثانية عشر ليلا و قد أعدت لي العشاء
و لكن سلطان التعب و النوم غلباها
فنامت
و لما دخلت الي المنزل
أحسست بشوق عظيم اليها
فتسحبت الي غرفة نومها و كشفت الغطاء عن و جهها الذي بدأ الزمان يرسم عليه بقلمه
فتنبهت فزعة ... و الله لكأن قلبي انفطر لفزعها
فهدأت من روعها و قلت لها
_ أقسم بالله وحشتيني جدا و لن أنام الا بعد ما أقبل يدك و رأسك _ فأبتسمت
فوالذي لا اله غيره لقد كانت هذه الابتسامة أحب الي من الدنيا بأسرها
.
.
اللهم بارك لي في أمي
الأم الصالحة
و الزوجة الصالحة
و المربية الصالحة
و لا تحرمني منها أبدا يا رب العالمين
و متعها بالصحة و العافية أبدا ما ابقيتها
و احشرني معها في الجنة
اللهم أمين

منقول للعبرة