ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الإنكسار من الداخل (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=9710)

سمن وعسل 02-27-2010 03:44 PM

الإنكسار من الداخل
 
الإنكسار من الداخل

خلق الله تعالى الدنيا ، وجعلها ميدان اختيار وابتلاء ، فوفر فيها كل شروط الابتلاء ، ولهذا فنحن نتقلب في أنواع من المشاق والصعوبات ، ويمكن لنا نقول ابتداء : إن الواحد منا يواجه نوعين من المشكلات والتحديات

1 تحديات خارجية ، وهذه تتمثل في الآتي:
بيئة متخلفة متحجرة بعيدة عن هدي الإسلام وعن مواكبة العصر ، وهذه ذات تأثير سلبي جداً لأنها تغذّي وعي من يعيش فيها بالصور السوداء وذكريات المحاولات الفاشلة .
عدم وجود فرص كافية للعمل مما يجعل الإنسان يشعر بأن كل ما لديه من معرفة وخبرة ومهارة بات أشبه بعملة غير قابلة للتداول .
مشكلات داخل الأسرة ، وهذه تتمثل في تسلط الآباء و في النزاعات والمشاكسات التي تقع بين الزوجين .....
فساد مالي وإداري عام يجعل استقامة المستقيم عقوبة له ، ويسهًّل الحركة أمام الفاسدين والمفسدين .
وجود الكثير من المحترفين للتخذيل والتوبيخ عند أي انتكاسة يتعرض لها الإنسان .
مرض يُقعد الإنسان عن ممارسة أنشطته وعن العيش على نحو طبيعي
هذه التحديات موجود بنسب مختلفة في كل زمان ومكان ، وهي أدوات ابتلاء لبني الإنسان ، لكن الذي ثبت أن كل ما هو خارجي
أي غير نابع من الذات يظل هامشياً وقد يكون له دور إيجابي إذ يستنفر فينا القوى الكامنة ، ويحرّض لدينا روح المقاومة والممانعة ، وإن المتتبع لآيات الذكر الحكيم يجد أن هلاك الأمم السابقة لم يكن بسبب القصور في التعامل مع المعطيات البيئية أو بسبب مكائد الأعداء وسطوة المنافسين ، وإنما كان بسبب زيغهم عن الحق وهزائمهم الداخلية أمام رغباتهم وشهواتهم….

2 تحديات فكرية ونفسية تتمثل في الآتي :
احتقار الذات والنظر إلى الإمكانات الذاتية على أنها أقل من أن تمكّن صاحبها من الحصول على أي شيء ذي قيمة ، وهذا كثيراً ما يعود إلى سوء التربية في البيوت وقصور التعليم في المدارس .
اليأس والإحباط بسبب الدخول في عدد من المحاولات الفاشلة ، كمن يقدم امتحان الثانوية العامة مرات عديدة ، دون التمكن من اجتيازه .
الخوف من المبادرة والانخراط في مشروعات كبيرة ، والميل إلى البقاء في الساقة أو المؤخرة ، وهذا يجعل الإنسان يعيش على هامش الحياة ، ويتقوت من فتات الموائد ….
الخوف من التخطيط للحياة الشخصية ، وهذا شأن أكثر من ( 95% ) من الناس وذلك بسبب الخشية من الالتزام ببذل جهود إضافية جديدة ، وبسبب الخشية من الحرمان من بعض اللذات والمشتهيات وتغيير بعض العادات.
جلد الذات وتوبيخها على نحو مبالغ فيه على كل خطأ أو تقصير .
ما العمل ؟
1 إن الناظر في تاريخ الأمم والمجموعات والأفراد يجد شيئاً مهماً ، هو أن المشكلة التي ظلت تواجه البشرية لا تكمن في قلة الموارد وشح الطاقات والقدرات ، وإنما تكمن في شيئين أساسيين ، هما : ضعف الإرادة وسوء إدارة المعطيات الناجزة ، وإن الإرادات يمكن تصليبها بشيء من المجاهدة في ذات الله تعالى ونحن نعرف أشخاصاً كثيرين تخلصوا من كثير من عاداتهم السيئة ، ووضعوا برامج جيدة للتحكم في أوقاتهم ، فتحولوا من أشخاص أقل من عاديين إلى أشخاص ممتازين ، كذلك نعرف مؤسسات كثيرة كانت على شفا الانهيار ، وحين حظيت بإدارة جيدة انقلب وضعها رأساً على عقب ، وصارت من المؤسسات الرابحة والناجحة . ولهذا فإن الطريق إلى التحسن دائماً مفتوح ، لكن ليس هناك شيء مجاني .
2 حين نجد أنفسنا يائسين ومحبطين ومرتبكين ، فلنراجع علاقتنا بالله عز وجل ولنحاول إحياء تلك العلاقة من خلال الإكثار من القربات والطاعات ولنحسن الظن بالله تعالى ونفوض أمورنا إليه ، حيث ثبت أن الإفلاس الروحي كثيراً ما يُوقع المسلم في الحيرة ، ويجعله يشعر بالعجز .
3 من المهم أن نوقن أن لدى كل واحد منا فرصة للارتقاء ولتجويد العمل حتى في أكثر الظروف صعوبة وحرجاً. هناك إمكانية للتحسن ، بشرط أن نعتمد مبدأ يقول : شيء خير من لا شيء ، ومبدأ يقول : ما يُغلق باب حتى يُفتَح باب آخر لكن قصورنا التربوي والثقافي يجعلنا ننشغل بالباب الذي أُغلقِِ عن الباب الذي ُفتح .
4 ليس هناك شخص ضعيف ، لكن هناك شخص لا يعرف نقاط قوته ، وهذه حقيقة متألقة ، وعلى كل واحد منا أن يبحث عن نقطة القوة التي لديه، ويحاول تنميتها ، والتركيز عليها والعمل على استثمارها ، وسيجد تقدماً مذهلاً في وضعيته العامة .
5 الإنسان تابع لأفكاره ورؤاه ، وكلما كانت رؤاه أكثر رحابه ، وكانت أفكاره أكثر نضجاً ودقة ، وجد سبيله إلى التحسن لاحبة وفسيحة ، وكلما ظن أنه عاجز وضعيف وأن المجالات أمامه ضيقة ومزدحمة ووعرة ، فإنه سيقعد عن طلب المكرمات ويشعر بانسداد الآفاق وقلة الحيلة …
6 على المرء أن يحذر من عدوى الأرواح ، ولهذا فإن على كل واحد منا الابتعاد عن مصاحبة اليائسين والمأزومين وأصحاب الرؤى السوداوية ، وأن يدخل إلى عالم الناجحين ليقبس من أرواحهم ، ويتعرف على أسرار نجاحاتهم و لله الأمر من قبل ومن بعد.


إبن القرية 02-27-2010 06:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمن وعسل (المشاركة 87712)
فلنراجع علاقتنا بالله عز وجل ولنحاول إحياء تلك العلاقة من خلال الإكثار من القربات والطاعات ولنحسن الظن بالله تعالى ونفوض أمورنا إليه ، حيث ثبت أن الإفلاس الروحي كثيراً ما يُوقع المسلم في الحيرة ، ويجعله يشعر بالعجز .


هذا هو العلاج الحقيقي .. لعلاج إنكسار الإنسان من الداخل

قال تعالى ( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا )

سمن وعسل

موضوع رائع .. ونصائح قيمة

يعطيكِ العافية على ما سطرتِ

دمتِ بخير


الثريا 02-27-2010 07:11 PM

الانكسار من الداخل مثل الشجرة اذا ماأرتوت تتيبس من الداخل وتنكسر لزامآ علينا ان نروي انفسنا من الداخل بالايمان وتقوى الله عز وجل

عبدالرحيم بن قسقس 02-27-2010 10:51 PM

.

*****

موضوع رائع وفيه عبر ومعاني

شكراً للأخت الكريمة سمن وعسل

تحياتي للجميع

*****

ذات بعد 02-28-2010 01:51 AM


والله من ذاق حلاوة الايمان لا يعرف انكسارت حقيقية .. فكل مايمر به هو مجرد ابتلاءات ..

دمت بحجم الرقي الذي كتبتي به .. شكرا

عبدالعزيز بن شويل 02-28-2010 06:24 AM


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمن وعسل (المشاركة 87712)


6 على المرء أن يحذر من عدوى الأرواح ، ولهذا فإن على كل واحد منا الابتعاد عن مصاحبة اليائسين والمأزومين وأصحاب الرؤى السوداوية ، وأن يدخل إلى عالم الناجحين ليقبس من أرواحهم ، ويتعرف على أسرار نجاحاتهم و لله الأمر من قبل ومن بعد.



أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج الحق والهدى ،

مصاحبةُ الأخيار، ومصافاةُ الأبرار، والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار ،

لأن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه ،

ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله ،

والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه ،,

كما قال عليه الصلاة والسلام : (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )

[رواه أبو داود والترمذيُ بإسناد صحيح] .

ورضي الله عن ابن مسعود يوم قال :

" ما من شيء أدلُ على شيء ؛ من الصاحب على الصاحب"

ومن كلام بعض أهل الحكمة " يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه ".

فلا غروَ حينئذٍ أن يُعنى الإسلام بشأن الصحبةِ والمجالسة أيما عناية ،

ويوليها بالغ الرعاية ،

حيث وجه رسول الهدى كلَ فرد من أفراد الأمة

إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين ،

واصطفاء الرفقاء المتقين ، فقال عليه الصلاة والسلام:

( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامَك إلا تقي)

[رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن] .


سمن وعسل

جزاكِ الله خيراً على هذا الطرح ونفع به



تحياتي
...........

سمن وعسل 03-18-2010 09:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن القرية (المشاركة 87735)

هذا هو العلاج الحقيقي .. لعلاج إنكسار الإنسان من الداخل

قال تعالى ( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا )

سمن وعسل

موضوع رائع .. ونصائح قيمة

يعطيكِ العافية على ما سطرتِ

دمتِ بخير


(ومن يتق الله يجعل له مخرجا)

مرووووووورك وتعليقك الاروع

سمن وعسل 03-18-2010 10:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الثريا (المشاركة 87738)
الانكسار من الداخل مثل الشجرة اذا ماأرتوت تتيبس من الداخل وتنكسر لزامآ علينا ان نروي انفسنا من الداخل بالايمان وتقوى الله عز وجل

اشكر لك مرورك الجميل وتعليقك الاجمل

سمن وعسل 03-18-2010 10:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس (المشاركة 87770)
.

*****

موضوع رائع وفيه عبر ومعاني

شكراً للأخت الكريمة سمن وعسل

تحياتي للجميع

*****


الشكر موصول لك ولمرووورك الاروع

سمن وعسل 03-18-2010 10:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز بن شويل (المشاركة 87808)

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1244489495.gif





أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج الحق والهدى ،

مصاحبةُ الأخيار، ومصافاةُ الأبرار، والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار ،

لأن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه ،

ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله ،

والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه ،,

كما قال عليه الصلاة والسلام : (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )

[رواه أبو داود والترمذيُ بإسناد صحيح] .

ورضي الله عن ابن مسعود يوم قال :

" ما من شيء أدلُ على شيء ؛ من الصاحب على الصاحب"

ومن كلام بعض أهل الحكمة " يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه ".

فلا غروَ حينئذٍ أن يُعنى الإسلام بشأن الصحبةِ والمجالسة أيما عناية ،

ويوليها بالغ الرعاية ،

حيث وجه رسول الهدى كلَ فرد من أفراد الأمة

إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين ،

واصطفاء الرفقاء المتقين ، فقال عليه الصلاة والسلام:

( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامَك إلا تقي)

[رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن] .


سمن وعسل

جزاكِ الله خيراً على هذا الطرح ونفع به



تحياتي
...........

جزاك الله خير على مداخلاتك الرائعه اخي الكريم


الساعة الآن 02:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir