صلاة العيد 1443هـ
. ***** صلاة العيد http://www.sahat-wadialali.com/vb/up...1651603071.jpg بقلم أحد الأصدقاء الأفاضل كان بيتنا القديم الذي نشأت فيه في أطراف حي ملاصق لمصلى العيد الوحيد بالطائف أو ما كان يطلق عليه (المشهد)، وكنت اشهد صباح العيد الجموع الغفيره التي تأتي من جميع أنحاء الطائف للصلاة وقد لبسوا الملابس الجديده وتزينوا وتجملوا. كنت أرى لواري الفوردات وقد غصت ظهورها بالناس. وأرى الناس تمشي في جماعات ومن كل الإتجاهات والعوائل التي خرجت بأطفالها وهم يتباهون بملابسهم الجديده. وأرى الجاليات التي كانت تقطن مدينتنا قد حضروا بأزيائهم الخاصة على تنوعها. كانت صلاة العيد شعيرة تبهرني وتسعدني ولذلك تربى في داخلى الحرص دائماً على حضورها في المصليات الخارجية فالعيد بالنسبة لي هو الصلاة في المشهد. ولهذا فقد انزعجت هذا العام لعدم إقامة الصلاة في المصليات الخارجية بسبب الأحوال الجوية فاضطررت للذهاب بأبنائي للجامع القريب للصلاه وذلك تعظيماً لهذه الشعيرة وحفاظاً على روعة العيد فالعيد لايحلو إلا بصلاة العيد. خرجت وهمي الأول أن لا أعرض نعلى الجديد للسرقة فاستخدمت تكتيكاتي لأصعب على من تراوده نفسه سرقة نعلي ودخلت بكامل الطمئنينة للمسجد وأخذت موقعي وبجواري أبنائي وبعد أداء تحية المسجد شرعت في ترديد التكبير مع المكبرين وخلالها بدأت في تفحص الذين حولي فهذا الأب مع أبنائه اليافعين لابسين البشوت الجديدة وهؤلاء الإخوة يتحدثون بصوت منخفض ويتندرون على لباس أحدهم وهذا الطفل الصغير الذي لم يبلغ عشر سنوات والجالس لوحده وقد انصرف إهتمامه لتثبيت العقال على غترته فيما يحافظ على قبضة يده لكي لا يفلت منها خاتم وضعه أهله في اصبعه وهؤلاء جماعة من البنغال اصطفوا بجانب بعض في ملابس عادية ولكنهم يعتمرون كوفيات مزركشة جديده. حظر الإمام ونهض الناس وبدأ الشروع في التكبيرات ودخلنا في الصلاة وأنا انتظر الركوع لأسمع صوت العقل (جمع عقال) وهي تهبط من رؤوس الناس على السجاد لتصدر ذاك الصوت الذي أطرب لسماعه. أنتهت الصلاة وشرع الإمام في خطبته فيما الكثير من المصلين صرف اهتمامه لإعادة تثبيت العقال لنفسه ولأبنائه أو إصلاح وضع البشت الذي لم يعتاد على لبسه. كما وهم البعض في المغادرة المبكرة فيما إنشغلت أنا في تفحص الوجوه المقبلة بإتجاهي من مقدمة المسجد فوجدتهم يتبسمون بسعادة تزيد وتقل بحسب اعمارهم فاليافعين سعادتهم واضحة بوضوح ثناياهم أما الشباب فغلب عليهم الإبتسامة المؤدبه لتخف لدى المتقدمين بالعمر لتصل لشبه التجهم لمن هم في عمري، قادني هذا لمراجعة مشاعري الداخليه وتعابيري الخارجيه بالإستعانة بكاميرا جوالي فوجدتني وإن كنت منشرح جداً إلا أن وجهي كان عبوس منقبض فاجتهدت لمسح ذلك الوجوم ولو وقتياً. انقضت الخطبه وقام الناس جميعاً يتصافحون ويهنئون بعض واعجبني ترادفهم للسلام على العجزة من الرجال الحاضرين للصلاة على عربيات وكذلك الإهتمام في تقبيل رؤوس وأيادي كبار السن في مشهد يوحي بالإحترام والتقدير . لاحظت بعض الهنود والبنغال وهم يحضنون بعض بطريقتهم في السلام ولكن شدني ذلك الشايب البنغالي الذي خضب لحيته بالحنا ولبس ثوب لامع جديد اعتقد أنه أحضره من بلاده خصيصاً للعيد فمازالت آثار تطبيقه لفترة طويلة ظاهرة عليه، لاحظته مسرع الخطى للمغادره (كم تمنيت أن يبطىء في مشيته لأنهض له وأحضنه وأهنئه بالعيد). عاد لذاكرتي ذلك الطفل الوحيد فبحثت عيناي عنه لأجده بجوار رجل كبير ربما هو جده ومازال يبذل الجهد للمحافظة على العقال فوق رأسه ويده مستمرة في قبضتها. تمنيت لو أقم له وأقبله وأهديه عيدية ولكني ترددت لخوفي من عدم تقبل جده لذلك. تبادلت الأحضان مع أبنائي الذين انشغلوا بعدها للبحث عن عقلهم التي تدحرجت خلال محاولتهم تقبيل راسي. وخرجنا من المسجد لتزداد طمأنينتي بعثوري على نعلاي في مكانهما وخرجت بين الجموع التي مازالت تتبادل السلام والأحضان وتصطف لإلتقاط الصور التذكاريه (ما أجمل العيد وما أجمل صلاة العيد). لم يبقى لي إلا أن أحمد الله الذي شرع لنا هذه الشعيرة الجميلة ونسأل الله أن يعيدها على أمة الإسلام بالخير والرفاه. ***** |
الساعة الآن 08:52 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir