(ابن السروي) عبدالعزيزمشري
ولدعبدالعزيزبن صالح بن مشري رحمه الله في قرية محضرة بمنطقة الباحة عام 1374هـ ( تفرغ للقراءة الذاتية والرسم والكتابة الإبداعية مبكرا ، وحيث أعاقته ظروفه الصحية عن استكمال دراسته أو الانتظام في عمل وظيفي. ـ تميز بغزارة الإنتاج وتنوع الاهتمامات إذ صدرت له الأعمال التالية: 1ـ باقة من أدب العرب ( مختارات تأسيسية من نصوص التراث العربي ) 2ـ المجموعات القصصية التالية : ( موت على الماء ـ أسفار السروي ـ بوح السنابل ـ الزهور تبحث عن آنية ـ أحوال الديار ـ جاردينيا تتثاءب في النافذة ) 3ـ الروايات التالية : ( الوسمية ـ الغيوم ومنابت الشجر ـ ريح الكادي ـ الحصون ـ في عشق حتى ـ صالحة ) 4ـ " مكاشفات السيف والوردة " كتاب يضم سيرته الإبداعية والثقافية. 5ـ مخطوطات : أ ـ المغزول ـ رواية . ب ـ القصة القصيرة في المملكة ـ دراساته وتأملاته فيها. 6ـ عدد من اللوحات الزيتية والرسومات والمخطوطة بالحبر . ـ شارك في تحرير الملحق الدبي لجريدة المربد من عام 75 ـ 85م . ـ كتب في كافة الصحف السعودية . ـ أصيب بمرض السكري وأدت مضاعفات هذا المرض وعلاجه مع مرور الزمن إلى تأثير على البصر واختلال في التوازن والمشي والفشل الكلوي مما اضطره للغسيل عن طريق ( الديلزة ) ، وكذلك تعرضه لضغط الدم. ـ زرعت له عملية كلى عام 1993م بجدة وقد تمت العملية بنجاح مما ساعده على السطوع مرة أخرى ، إلا أن ( الغرغرينا ) راحت تأكل أطرافه فبترت إصبع من يده اليسرى ثم بترت قدمه اليمنى وبترت الساق اليسرى كاملة. ـ توفي رحمة الله عليه بمشفى الملك فهد بجدة يوم الأحد عند الساعة السادسة إلا ربعا مساءً بتاريخ 7/5/2000م بحضور أخيه أحمد مشري وصديقه سعد الدوسري ، ووري جثمانه في مقبرة الفيصلية بجدة.) عبدالعزيزمشري بدأ حياته الإبداعية بنصوص متجاوزة للمحيط الإبداعي حينها فمجوعته القصصية ( موت على الماء) كانت إن جازلنا تسميتها جوازمرورللقاريء والناقد في آن ولكن عبدالعزيزأدرك أن من واجبه كإنسان الوفاء للقرى (الجنوبية) تحديداً لذلك تبنى فكرة إبراز هوية هذه القرى التي ابتذلها البعض وحصرها في الشخص الرث الثياب الفقير المبهورحد السذاجة بكل ماهو( مدني) ... عبدالعزيزكان عليه ان يؤكد للجميع أن هذه البقعة المهملة من الجزيرة كانت وماتزال وستبقى في الطليعة لأنها تتكيء على إرث مميزومنهج متين وبارز ... لهذا وسواه تجده رحمه الله يقول : ( حين أكتب الرواية عن عالم القرية في الجنوب .. فهذا لايعني أنني ((أنثروبولوجياً)) ولادارس أساطيرولامحقق او كاتب خطاب إجتماعي بالتقارير ..لكن المبدع يصوغ الواقع وربما اعادتراكيبه حسب رؤيته الفكرية والفنية . ويقول أيضاً عندما قيل له تكتب عن (الجد): (كتبت لكي أحافظ على الذاكرة لالتغييرها ، لذلك أرى انه ليس من حقي تغييرماإستقرفي أعماقهابالنسبة لذلك ((الجد)) الذي تعرفه فهو لنا معاً . عبدالعزيز مشري في رواية (الوسمية) تحديداً أراد ان يصل للعالمية وذلك لم يكن ليتحقق كما ذكرالناقد - عابدخزندار - إلا إن قدمنا للغرب شكلاًجديداً لم يألفه وأضيف حبذالوكان واقعياً وحبذا لو حولنا معه( النص الشعبي الشفهي) إلى نص مبدع يكفل لنا حيزاً من المقارنات بين ماروي لنا ومانعايشه من بقايا ذلك الزمن الجميل . .......... يعتقد البعض أن عبدالعزيز مشري لم يقدم مايلفت النظر لأنه أعاد مايرويه الأجداد وبلغتهم فبماذا تميز ؟ .... أرى شخصياً اننا سندرك قيمة ماقام به هذا المبدع المميز بعد سنوات وسنولت طويلة واعتقد أن قيمة المشري فنياً وفكرياً سيدركا ربما الأبناء أو الأحفاد وسأدلل على ان عبدالعزيز كان بمقدوره المضي في أسلوبه الكتابي الذي بدأ به في مجموعة موت على الماء ولكنه اصر على الكتابة عن القرى بلهجة اهلها وهذه القصة (موت على الماء ) التي جعلت عنوان لمجموعته تؤكد ماذهبت إليه . |
--- موت على الماء --- النجمة تنام في قميص من بريق ووهج .. تقطر ضوءاً فضياً يعوم في فضاء رقيق .. لم يكن الشايب قد توضأ للصبح .. صنبور الحنفية ينقط .. يفرغ إبريق الوضوء المعدني المتعرج من أثر الصدمات .. فالأولاد يتخذونه كرة حين غفلة الشايب .. يلعبون به .. يدحرجونه بين أقدامهم الحافية في تراب الحوش . غنت عصافير اللوز .. صاحت ديكة الجيران تسابق تذاكير الشايب ، وخيوط الفجر .. لحية الشايب.. شعيرات الكف تقطر بالوضوء .. وبرد الصباح يتنفس طقيقاً في ركبتيه وغضاريف ظهره .. والزاوية المنحنية.. يتدثر بجبته الصوفية المحمرة ثم يبسط سجادته الخوصية .. يهتدي برسم مئذنتها .. حين يكبر يرى الرسم مقلوباً فيعود يعدل وضعها ويكبر .. يسجد وتلتصق بالجبين المعلم .. ويسجد وتلتصق ثم يبسطها ويسجد وتلتصق ثم يبسطها ويسجد .. ويسلم على ملائكة اليمين واليسار .. يطوي سجادته ويعلقها على وتر الحائط الطيني . كانت تسقط .. ثم بمفردها .. يطويرها ويعلقها . دجاجتنا تشقشق ملء الدار .. تصفق بجناحيها .. ثم تنتف ريشها وتبيض على كيس اللوز المركون إلى جوار بيتنا العتيق .. حين اقترب أخي ليحمي بيضتها السوداء الكبيرة من قط وحشي . .. نظرت في وجهه .. فقأت عينه وهربت من القط الذي يلتهم كل ما تبيضه . إذا سألنا أخي الأعور قال (ذباب .. ذباب ذبني وذبيته) . على ساحات قريتنا النائمة في ظل براءتها الفقيرة .. تسح الحشرات من عيون المجاهدين .. يختبئون تحت أمن الاسم .. يوكلون اللقمة على أمن الاسم .. في زفاف ابن عمي المجدور الوجه .. دق طبل الفرح .. زغردت النساء الحافيات .. اتشحن بالخمار .. كتمن الأنفاس، ومضين إلى حيث سجن العروس الأبدي .حيث لا تخرج منه إلا حيث إنكسار مثواها . وفي زفافه .. تجمع الأولاد .. رقص الرجال بالعصي .. كان شيخ القرية يحظر عليهم حمل النار فالرقص بها يخيف أمن الاسم .. ذاك الذي يوكلون عليه اللقمة . عند انعطاف الرقصة الدائرية .. وقف الشايب يحمل سجادته الخوصية ويرقص بها .. يهدد بها الفضاء .. ويلاطم بقفزاته سحابات الغبار المنبعثة من تحت أقدام الراقصين . والصوت واحد .. خلف الشاعر ينجر .. يتوزع أصداء تتقاذفها الحناجر : دقدق الراعد .. وهل الناوي .. وهبوا للما محرفه . انطفأ رسم الزفاف بعد ثلاث .. عادت الأقدام المتعبة .. تحت الخطو .. تسرح وتروح .. وجلود البقر تحمل أعباء العيال : رزقاً .. حياة .. وتعباً . لما تمر أيام الجفاف يقبع المجاهدون في دفء ما أكنـزوه .. يقطر عليهم .. يقطر .. (ويكون فقر من ماء ولا فقر من ظمأ) . تتحاشد الأوعية الجائعة حول رماد الغمام .. ينقشون أقدامهم من أشواك الطلح القاسية . الشايب يخلل لحيته .. يراها نسيجاً أبيض من لباس الموت يستدعي أولاده .. يقرأ عليهم سورة .. و .. يرسم لهم مملكته التي ورثها عن أمه حين نهب الآخرون تحت مضاجعهم ماءها يقيس حدود أقسامهم بسجادته الخوصية . الأولاد يتابعون رسمها الدموي .. تمتلئ وجوههم زرقة .. تفيض العيون أسى .. ورقاص أصفر يتناثر من أفواههم أسى .. ودماء .. الرسم تغوص في الرمال .. لا تنبت الزرع .. يعرفونها .. لكن الماء يغطي الجذور .. والدماء تنـزف في كل يوم اثنين وعشرين مرة . لم تخرس وصية الشايب .. غير أن الأولاد لم تتبين في أيديهم أرغفة السّيّال .. البعض على صدورهم تسيل زركشة الماء الذي غطى أمنياتهم .. آخرون .. آخرون .. وآخرون يذوبون شوقاً يحملون على رؤوسهم يطوفون على الجرن الشاحبة . لم تخرس وصية الشايب .. ظلت معلقة بسجادته .. تنطق بالعدل تتنبأ بأساطير ضوء يكشف الغيمة الداكنة . . في شتاء الأيام تهب الرياح بساحة الحوش تعلب بالإبريق المعدني المتعرج .. وتقذف به في الأحلام العقيمة .. ينتظر تباشير الفجر القادمة من مسافات البعد .. ويفتح فاه للسباحة القادمة من عقبات تهامة .. لتمطر ماء الوضوء وتمسح عن أعشاب البراءة سحنة الغربة الداكنة . وكان الأولاد يحملون زهوراً يطوفون بها على الجرن الفقيرة .. يفترشون أحزان غربتهم ويموتون انتظاراً لأفراح وهمية ميتة . |
الشاعروالمبدع والمفكر : علي الدميني قال عن المشري وتبدل قناعاته وحمله لهم تأطيرالحالة الجنوبية (فكراً وثقافة ومباديء وسحنة معيشة) وتحديداً في رحلة الآلام للقاهرة التي أنتجت لنا عبدالعزيز(الروائي ) المصاب بالسكري وفقدان التوازن وضعف البصر بسبب خطأ طبي فادح . يقول أبوعادل عن صديقنا المبدع رحمه الله : ( وتشاء الأقدارأن يدخل مدينة القاهرة ويقيم فيها لمدة عام ونصف في مطلع الثمانينات الميلادية ليتم له فيها مراجعة تجربته الفنية وتطوير رؤيته الإجتماعية وأن يتعرف على بعض أبرزكتاب الرواية فيها .... إلى ان يقول :لتكتمل حوافزالكتابة بامتزاجها بحنين الكاتب إلى وطنه وإحساسه بالغربة لتصبح جملة هذه العوامل مهاداً أساسياً في العودة إلى ينابيع الطفولة وأزقة القرية وتشابك علاقات الإنسان فيها مع الطبيعة في إنتظار المطر وري الأرض وتعاون الناس في مواسم إنتاج الخيرات ويلمح بروز المرأة في تجسيد مساهماتها البارزة في الحياة الإجتماعية القروية ) الناقد الدكتور : حسن النعمي يتناول تجربة المشري وتحديداً الروائية فيقول : ( إن تجربة المشري تجربة غير عادية من حيث استمراريتها وتركيزها تقريباً على قضية واحدة تحولت في معظم أعماله إلى تيمة متكررة . فالمشري مهتم بقضية التحولات الإجتماعية في مجتمع القرية ، وبالتحديدالقرية الجنوبية . ويجب ان نوضح أن الكاتب قد تعامل مع موضوع التحولات من ناحيتين : ماقبل التحولات كما في رواية الحصون ورواية صالحة وقبل وأثناء التحولات كما في روايتي : الوسمية / الغيوم ومنابت الشجر / ريح الكادي . فمن خلال معالجة هذا الموضوع يؤسس الكاتب لخطاب إجتماعي يغلب عليه أحياناً الخطابية والتوثيقية ) سيتبع هذه الأيماءات شهادات قيلت عن المبدع الراحل شعرية ونثرية ولكنني سأوثق بعض مما قيل عنه في الدراسات النقدية الجادة . ..... عبدالعزيزمشري عندما إلتقيته للمرة الأولى عام90 ميلادي كان هو ذاته عبدالعزيز الذي رحب بنا ذات ليلة قبل دخوله في غيبوبته الأخيرة عام 2000 ميلادي ورحيله عن أعيننا رغم إستقراره في قلوبنا وعقولنا وقناعاتنا . عبدالعزيز ظاهرة لايشبهها شيء ولايوازيها شيء على الإطلاق رحمه الله . |
حاولت جاهداً أن أقتطف بعض (النتف) حتى ولو كان ذلك عن طريق تهويمات فوجدت أنني امم سيل من الأسطر النقدية لروايات ومجموعات المشري رحمه الله بل أن الأمر ربما تجاوز الحلقه والثلاث لأكثرمن ذلك لذا سأكتفي بالإشارة إلى النقاد المتناولين لأعمال المشري وهم وعلى نحو مختصر ايضاً . 1- د / محمدالشنطي 2- د/يوسف نوفل 3- د/ بكرباقادر 4- د/ معجب الزهراني 5-عابدخزندار 6- معجب العدواني 7- محمدرداوي 8- فوزيه ابوخالد 9- أحمد سماحه 10-سمير الفيل 11- فايز ابا 12- حسين بافقيه 12- فهد الخليوي 13- احمدبوقري 14-احمدقطريه 15- سعيد الكفراوي 16- سعديه مفرح 17- عبدالله السمطي 18- هادي الزيادي 19- د/ علي الرباعي 20- عبدالحفيظ الشمري 21- طالب الرفاعي .......... هذا على صعيد النقد والتحليل .... أما على صعيد كتابة الشهادات فقد كتب عنه اكثر من 500 شهادة بينهم : 1- رابح بدير 2- مشعل السديري 3-قينان الغامدي 4 - سعيدالسريحي 5- د/ثريا العريض 6-محمدعلوان 7- عبدالله محمدحسين 8- محمدالدبيسي 9- جبيرالمليحان 10- اشجان هندي 11- مسفرالغامدي 12- سلطان المنقري 13- نوره الغامدي 14- عبدالله الخشرمي 15- بديعه كشغري 16- احمد الدويحي 17- عبدالعزيزالصقعبي 18- حسن السبع 19- د/ خالد يوسف 20- الأستاذالكبير : محمدالعلي ............ الشاعرالمبدع علي الدميني خاطب صديقه إبن مشري كما يحب فقال باللون الجنوبي : (ابدع القاف والمحراف واكتب على ماينّحل له من جبال الجنوب ومن سحاب نلمّه بأصبعين وفي الرديقول : ياصديقي على جرح الكتابه ودمّ ماي نحلّله قد كتبت القرى (( جنه )) وحبك لها ينصب بعين ) وأردف بشيء من الفصيح : مثلما سيطل الغريب على محضره سيطل إبن مشري على نفسه في البيوت التي نبتت من عروق الجبال وسيسألها عن فتىً ذاهباً لحقول البدايات حيث تسيل ورود الطفولة فوق عيون الحصى مثلما تتنامى على شجره وسيبسط كفيه قرب المساء لتأوي إليه العصافير من غابة اللوز والطلح والعنب الفارسي والرعيني كما تهطل المغفره ويغسًل كفيه في حبق الماء قرب ( طباطب ) ...... لله درك ياأباعادل فأين تود المضي بنا .. أصدقك القول تذكرتك وانت تقرأ هذا المطلع في الباحة وعزوز كما نحب مناداته يوميء برأسه فغالبتني الدموع وتوقفت . .......... يتبع ........... |
مجلة ( أدب ونقد) واتي تعتبر المجلة العربية الأولى المهتمة بالإبداع إحتفلت بالكاتب عبدالعزيز مشري في عددها رقم - 214 - بتاريخ : يونيو 2003 م وقد تضمن مايلي : نبذة شاملة عن حياة المشري الفنية كرسام وقاص وروائي سعودي من تأليف الأستاذ : محمدالقشعمي (أبويعرب) حفظه الله . كما حوت شهادات لمبدعين وهم : عبدالله محمد حسين احمد الدويحي عزيزه فتح الله وفصل من آخر رواية له رحمه الله (المغزول ) وسيرة شخصية كاملة عنه رحمه الله . وللعلم فمن يرأس تحرير تلك المجلة حينها أستاذة الجيل : فريده النقاش وقد وقع الملف بين صفحات / 40 - 73 . ......... مما يثلج الصدر ويعد مفخرة للمبدعين من ابناء الجنوب ان الأديب والمبدع عبدالعزيزمشري قد أعد فيلم يتناول حياته وإبداعه من إعداد و إنتاج نادي الدمام الأدبي جاء فيه . ( عرض النادي مساء الأربعاء 21/11/1429هـ في القاعة الثقافية بمقره فليماً تسجيلياً عن حياة الروائي الراحل عبد العزيز مشري، وعرض الفلم سيرة الروائي خلال أربعين دقيقة تحدث فيها 11 شخصية تحدثت عن العلاقة التي ربطتهم بالراحل وأولهم رفيق دربه الشاعر علي الدميني، ثم القاص جبير المليحان والشاعر محمد الدميني والشاعرة فوزية أبو خالد، وأحمد مشري شقيق عبد العزيز، وصالح مشري والد عبد العزيز، والدكتور حسن النعمي والدكتور حسين حمودة، والروائي صنع الله إبراهيم، والشاعر حسن السبع، والفنانة منيرة موصلي،كما عرض الفلم عدد من الشهادات حول المعاناة التي مر بها مشري مع المرض وكذلك أعماله وعلاقتها بالزمان والمكان وبعض الحوارات التي أجريت مع الراحل في وقت سابق. http://www.up.qatarw.com/get-1-2010-z1fgfbi7.jpg ويعد الفيلم الأول من نوعه في جانب التوثيق عن شخصية مبدعة سعودية وقد أنتج بجهود فردية وتجاوزت تكاليف إنتاجه 70 ألف ريال. فيما أقيمت جلسة نقاش بعد العرض حول الفيلم بحضور مخرجه علي عفيفي وأدار الجلسة نائب رئيس أدبي حائل القاص عبد السلام الحميد الذي رحب بالحضور ثم عرض لسيرة مخرج الفلم بعدها انطلقت المداخلات التي بدأها عضو النادي شتيوي الغيثي وقال فيها أن الفيلم عرض بشكل مجمل حياة الراحل عبد العزيز مشري وأضاف كان بودي لو ضم الفلم عرضاً لبعض أعماله ونقدا لها وأعتبر أن أهم ما تمتاز به كتابات مشري التركيز على القرية وارتباطه بها فيما اعتبر مخرج الفلم أن مشري قد حوصر في خندقين هما المرض والمكان وقال لا يمكن تناول رواياته من زاوية المكان فقط وأضاف أن القرية في أعمال مشري تكية يخرج بها من القرية إلى العالم الواسع والمكان أخذ مدلولاً رمزياً وقال أن تناوله للقرية هدف من خلاله إلى تصوير فترة التحول وبث رسائل للقارئ. http://www.up.qatarw.com/get-1-2010-9lbggbm4.jpg واعتبر الشاعر عبد الله الزماي في مداخلته أن الفلم ضرب مثالاً رائعاً لتآخي الفنون وطرح سؤالاً حول كيفية توظيف تلاحم الفنون للتكامل في أدوارها ثم وجه سؤاله لعفيفي عن ظروف إنتاج الفلم فعلق عليها عفيف أن تلك الظروف أجبرته ليضحي بجوانب فينة وقال أن تداخل الفنون فكرة موجودة. فيما تساءل الإعلامي سالم الثنيان عن تقييم عفيفي للرواية السعودية فقال عفيفي أن تجارب السعوديين الروائية فيها ريادة مشيراً لإبراهيم الناصر وعبد الرحمن منيف وغيرهم وقال نشهد احتفاءات كبيرة صحفية خاصة في الإبداع النسائي لكنة استدرك أنها مضرة بالكاتبات، وقال: إن كثير من الكتاب لا يعرف تقنيات الرواية ولا يريد تعلمها. وختم جلسة النقاش قائلاً أنه منذ عشرين عاماً وأنا لا أعرف ماذا تعرض دور السينما في مصر وأضاف أننا أصبحنا نرى تجارب سينمائية مخزية واعتبر أن ما يقوم به الفنان محمد سعد لا يتجاوز التهريج و الكلام الفارغ وقال نحن نعود للوراء والتقنية في السينما تعود للخلف ) . رحمك الله ياعبدالعزيز صديقاً وناصحاً وموجهاً وبلسماً فوالدك صديق حميم لجدي رحمه الله ولن انسى موقفك معي بعد وفاة جدي رحمكما الله ولن انسى أن أطرف إسم على لسانك (سعيد) فقد كنت تقول حتى للنادل في المقهى (هب لي جمره ياسعيد). |
رحمه الله فقد فارق الحياة شامخاً ونبتت سيرته من خلفه ورداً أبو ناهل شكر وتقديربحجم روعتك وذلك النُبل بداخلك طبت راقياً |
... تقيم ...
***** |
( رحمه الله فقد فارق الحياة شامخاً ونبتت سيرته من خلفه ورداً ) الفاضلة : قروية أشكرلك هذا لنبل وأهنيك على هذه الذائقة الراقية فالمولعين بالإبداع قلة فمرحى بك بينهم لاعدمتك قيل عن المشري إبداعياً الشاعر : حسن السبع الذي جعل عنوان إحدى مجموعات المشري عنوان لنصه يقول في نص : ((الزهورتبحث عن آنية )) هذا الصباح أفقت كان الحقل طيش فراشة نشوى وكنت مطوقاً بالياسمين كان الرصيف يضج بالفوضى وبالمرضى ولغو العابرين وبطيف ليلاك التي نسج الخيال قوامها وكلامها .. حورية الأدغال والوهم .. اليقين ف .. خطفت من زهرالمحطة باقة وبطاقة و .. رششت فوق بياضها مطراً من النجوى القديمة والحنين و.. مضيت تبحث في الظهيرة عن إناء ها .. أنت تطرق باب من احببت لاأحد هناك .. منفى ولا احد سواك لمن الزهور ! ومن ستمنح نبض روحك في المساء ! ولمن تغني والشتاء هو الشتاء تلك الزهور تذيب صبرك وهي تبحث عن إناء تلك الزهورالتائقات إلى ربيع مقمر النازحات من الحقول إلى الأفول الطالعات على رصيف الإصطلاء الظامئات إلى الصداقة والهواء في التيه والمأوى العراء ياسادن الغيم الذي نسج الخصوبة والظمأ ياأيها الومض الذي كسر الرياح وما انطفأ ياباحثاً عن وردتين وساعدين ومتكأ في الوهم والزمن الخطأ ..................................... |
وفاء لمن يستحق الوفاء الأخ العزيز والحبيب القدير ابو ناهل اشكرك وأقدر وفائك لرجل يستق تخليد ذكراه لقد ولد عبدالعزيز رجلا فلم يكن مثل أقرانه http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/may/12/cu1.htm وأحب عبدالعزيز القرية بكل تفاصيلها ومكوناتها المادية والمعنوية ، وحملها معه في فكره وهمه وسفره وجسدها بريشة الفنان الحساس. لقد كان عبدالعزيز مشري رائدا للقصة القصيرة في الوطن العربي ولا زال فرحمه الله رحمة واسعة ، وشكر الله لك صنيعك وبارك فيك وفي عملك. |
السماء … والحناجر محترقة اتشحت أوراق اللوز بخضرة مذهبة .. رفرفت كأجنحة الطير، وفي خفة وبطء كانت ترسل حفيفاً مثرثراً وسط هذا الصمت وكان يسيل على الصخور .. شجر الطلح .. الطريق المنساب الخالي .. : صمت دقيق وشفاف ، الهواء يهب بارداً وخفيفا .. رائحة النسيم تظلل كل شيء . الأشياء نائمة .. هادئة في حين بدأ النور يتسلل في كسل وخجل . العم عاطي يطل بوجه متغضرف، وأنف كالضفدع المسلوح .. من النافذة الخشبية كأنه صورة شيطان في إطار عتيق . أطل بنظرة متراخية وغائمة .. شملت بيوت القرية .. وهي تبدو كحبات تئن متناثرة على خوان أصفر، بين البيوت الصخرية : تقافزت عواميد متفرعة من الأشجار الهزيلة . الأنظار جميعاً ترقب السماء .. والسماء تظهر مجدورة ، ثم تكنسها الرياح . والأرض ترقب .. والأرض تلهث والزرع . لكن الرياح تصنفر هذا الوجه الرغوي فيبدو حليقاً .. شاحباً .. كان العم عاطي يطل بوجهه .. ويرى الخلجان فاغرة جافة ومغبرة . كانت الحشائش كشعر ماعز .. إبراً لا حياة فيها .. جافة هشة . وكانت تتثنى ثم تسقط متكسرة .. رياح السحاب تحمل عواءً وتتسرب جافة .. حارقة . العم عاطي .. يسقي زرعه من البئر المجاورة . ثوره حبيش ينتزع الماء من البئر .. يشف ماء .. البشر ترشفه ببطء .. يتدرج ليصبح وشلاً . العم يجرجر ثوره حبيش ذا السنام المائل كأذن القرد .. مع ابنثاق النهار الجديد . تنقط على لثام السكون المرطب بالنسيم .. أظلافه القبقابية .. خفوتاً طرياً .. يتفرع صوت العم عاطي.. يصطفق بالحجارة المتساندة على حافتي الطريق . يا مقسم الأرزاق .. الصباح رباح .. يا عيال الحلال .. الصباح رمادي .. غائم .. واقتم و .. قاتم هذا الصباح .. ممتقع ! السماء مغلفة بالكحل .. تزحف مثقلة .. تمني بماء اسود . (الثور حبيش .. يحمل على ظهره حياة هذا الزرع .. ويحمل غرباً كبيراً .. كبيراً ومملوءاً بماء البئر ويحمل دلائل مهذبة .. ينزعه من البئر .. ويحمل حبالاً من جلود إخوته .. بطول البئر .. يحمل أحزمه وأكتافاً من الخشب .. وحلقاً حديدية .. عدة المجرة لنـزع الماء) . حبيش .. يحمل مؤونة.. تعب العم عاطي .. وعنايته حبيش يحمل غرباً كبيراً ومثقلاً بالماء يعلهي به كل يوم . تغدو البئر قاعاً .. تنفث رائحة الجفاف . الزرع لم يعد يمد أكفا خضراء.. يتسارق القبل .. يتمايل في غضون .. لم يعد . تيتم الزرع .. رائحة الجفاف تنفث .. والبئر قاع صفصف . هذا الصباح ممتقع .. السماء مكتحلة .. والعم عاطي .. لا .. إنها مكنسة منظفة وقوية .. الرياح .. يا مقسم الأرزاق .. الصباح رباح .. يا عيال الحلال .. وهذا اليتيم يمد حناجر جافة يابسة .. ويشغر إلى السماء يبسط عروقاً .. ويفتش عن ندى ، الزرع .. تتهدل أذرعته الرطبة الخضراء .. تتفصد من شرايينها الحياة .. تيبسها الرياح، تقف شاحبة .. وتمد حناجر جافة ومحترقة ..تشغر إلى الأعلى .. الأذرع تشيخ خضرتها وتصفر . العم عاطي .. السماء .. الزرع ، حبيش .. مؤونة العيال .. الأذرع تقف شاحبة .. جافة ويابسة .. تبث حزناً مسحوقاً وحارقاص . يا مقسم الأرزاق .. .. يا مقسم . الأوعية .. الأنظار ، السماء ، … والرياح مكنسة قوية منظفة . وهذا الصباح ممتقع الصباح رباح .. يا عيال الحلال ، والسماء .. ما كل هابطة رحمة .. أمطرت مرة حجارة .. ومرة أمطرت ذهباً، لكنها تزحف وتحمل . الصباح رباح .. الرباح .. الصباح، والصباح ممتقع .. أجهم الوجه .. غضب ، السماء .. تقيء.. وتنهمر .. وتقيء ماء قوية وكثيفة . أمطرت مرة .. ومرة أمطرت . ما كل هابطة رحمة .. والسماء .. تقيء حصباء .. وتقيء ماء . تمايلت رؤوس جافة .. ترجرجت .. تمايلت وتهافتت .. مهجورة .. عفنة .. الأوراق الصفراء .. وتذوب في الماء الأسود .. كان يمضغ لسانه .. كان يلوكه في امتعاض وقسوة .. و كان قلبه يمتليء بالسخام ، العم عاطي. عبدالعزيز مشري |
الساعة الآن 02:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir