ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ماما ابي فطور ‏(مقال حلو)‏ (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=17744)

عبدالرزاق ال ماضي 07-18-2012 08:39 AM

ماما ابي فطور ‏(مقال حلو)‏
 

استيقظ في السابعة صباحاً , أيقظ والدته...
لم تستيقظ , بكى ( ماما أبي فطور ) , صرخت في وجهه :
فطور الحين؟ أقول رح نام !...
هرب الطفل من أمه وقد أخافته بصوتها المرعب !
فتح التلفاز... وجلس قليلاً...
ثم أسرع إلى المطبخ وقد غلبه الجوع...
أراد أن يصل إلى الرف العلوي من الدولاب لكي يصلح الفطور !
سقط وأسقط معه بضعة ! أكواب وصحون !
استيقظت والدته وسارت بسرعة لترى...
اختبأ تحت طاولة الطعام
أمسكت بتلابيب قميصه و أشبعته ضرباً وهي تكرر :
ليش ما قلتِ لي إنك تبي فطور! ...
هرب من الخوف ولم يأكل.

الساعة الثانية عشرة ظهراً أعدت الوالدة الإفطار !
أكل بشراهة... واتسخت ملابسه...
نظرت إليه وصرخت : أنت غبي ما تعرف تأكل , شف محمد ولد خالتك كبرك وأعقل منك؟
اغرورقت عيناه بالدموع وهرب إلى فناء المنزل
ولم يكمل إفطاره


الساعة الثالثة ظهراً
عاد والده من عمله فرِح الصغير واستبشر , وأخذ يحدث والده
عن ابن الجيران وعن فيلم رآه في قناة كذا
وعن مسلسل حدث فيه كذا وكذا
كان الوالد مستلقياً على السرير
قال الطفل بهدوء : بابا .. بابا وش فيك ما ترد عليّ؟!
حرّك رأس والده بيديه الصغيرتين
فإذا به في سابع نومة

الخامسة عصراً
اجتمعت صديقات الوالدة في المنزل!
وقد تأنق الصغير ولبس أجمل ثيابه
وعندما همّ بدخول غرفة الضيافة
سحبته والدته من يده بشدة وقالت : ما قلت لك يا!@#%^*!
لا تدخل... تبي تفشلني !
رح عند التلفزيون , ولاّ رح العب مع عيال الجيران.
الثامنة مساءً
عاد الصغير وقد اتسخت ثيابه الجديدة
وعلا صوته بالبكاء
رأته الأم ورفعت
صوتها : الله لا يعطيك العافية يا خبل!
وش مسوي في ملابسك؟...
أراد أن يشكو لها من أحمد ابن الجيران الذي ضربه وقال له كلام قليل أدب!
لكنها ضربته قبل أن يتحدث
التاسعة مساءً
جاء الوالد , واجتمع مع عائلته للعشاء
أراد الصغير أن يحدثه عن ابن الجيران
لكنه كلما همّ بالكلام
قال له أبوه : أنا تعبان ماني فاضي لخرابيطك.
العاشرة مساءً
نام الصغير أمام ألعابه
فأتت الوالدة لتحمله , وأمطرته بقبلاتها الحارة ,
ثم تمتمت : أحبك يا أشقى طفل في العالم !
ضحك الأب وقال : صح
فيه شقاوة مو طبيعية الله يعينا عليه.

والسؤال المهم

هل هذه تربية ؟
وإلى متى ونحن نكرر الأخطاء؟
وحتى متى سنظل نربي أبناءنا بهذا الإهمال و التساهل ا؟!
ومتى سنستفيد من الدراسات النفسية والتربوية؟

قال ابن القيم – رحمه الله -: "
كم ممن أشقى ولده، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة
بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته
ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه
وقد ظلمه ففاته انتفاعه بوالده
وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة

عبدالرحيم بن قسقس 07-19-2012 11:00 AM

.

*****

هكذا هو الحال ولكن الله يتولانا بعنايته وحفظه

تربية الابناء مسئولية كبيرة وصناعة لجيل المستقبل ونقل للثقافة من جيل إلى جيل

لك يا أبا خالد تحياتي وتقديري

*****

الشيخ جهينة 07-19-2012 12:04 PM

أعترف أن ذلك هو حالي وحال عائلتي
وهو كذلك حال كل من عرفت من العائلات
عيبنا أننا نرى أطفالنا كبارا وهم لا يزالون في ( اللفة )
ولا نشعر بأنهم أطفالا إلا إذا ناموا
أو إذا ( ماتوا )

صالح بن سعيد 07-19-2012 06:51 PM

نعطي أبنائنا الحنان إذا ناموا حيث لا حاجة لهم به الآن فهم سابحون في نوم عميق ..!

ونحرمهم ذلك الحنان والعطف وهم في أمسّ الحاجة إليه عندما يريدون أن يشكوا لنا همومهم ومتاعبهم .

هذه والله مشكلتنا وثقافاتنا الخاطئة في التربية


لك شكري وتقديري


الساعة الآن 03:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir