سالم الجهني (جدة)
شارك اكثر من 150 شاب وشابة من هواة الكتابة والعبث على الجدران في مسابقة للرسوم الجدارية بمحافظة جدة، وتهدف المنافسة التي تقام لاول مرة في المملكة لتحويل الهواية الغريبة والمفسدة للذوق العام الى عمل منظم يمكن بواسطته اكتشاف مواهب المشاركين والاستفادة منهم في اعمال تجميلية تخص المدينة. زياد العفيف احد المنظمين للمسابقة أوضح ان فكرة القيام بهذه المسابقة بدأت من وقت مبكر لأسباب عديدة منها شغف الشباب من الجنسين بهذه الهواية ولوقف زحف الكتابات والرسوم الحائطية التي اصبحت تمثل مظهراً غير حضاري للمحافظة واحتواء هذه الفئة وتحويل افرادها من عناصر محطمة للذوق العام الى اعضاء فاعلين في مجال تجميل المدينة لاسيما وان هذه المسابقة ستخضع لمقاييس خاصة وسيرشح عنها عدة مواهب يمكن استثمارها مستقبلا في بناء وصناعة ذوق عام راق داخل المدينة. وابان انه تم تخصيص مساحة جدارية لكل متسابق مساحة جدارية مناسبة يمكن من خلالها رسم وكتابة ما يحلو له من صور وتعابير لفظية.

اقبال كثيف

وفي الاطار ذاته قال يونس عنايت من وكالة ريدبل والمنسق الاعلامي ان المسابقة شهدت اقبالا كبيرا من هواة الرسوم الجدارية وتلقت اللجنة المنظمة عشرات الطلبات لكن لمحدودية المكان ثم الاكتفاء بعدد محدد موضحا بأن زيادة الاقبال ستكون دافعا قويا لتوسيع مكان المسابقة ورفع جائزتها في المرات القادمة.

تشكيليون

وتابع انه تم تشكيل لجنة من فنانين تشكيليين اصحاب خبرة يتقدمهم ريدبول الخبير المتخصص في الرسم على الجداريات لاختيار الاعمال الفائزة في نهاية المسابقة موضحا انه تم تخصيص جوائز مالية كبيرة للعشرة الفائزين تترواح مابين 1000 وحتى 15000 ريال.

الرسم على الابواب

الفنانة التشكيلية والمصورة عائشة بنت فؤاد آل حمزة احدى المشاركات في المسابقة قالت ان بروز موهبتي بفن الرسم على الابواب والحوائط بدأت منذ المراحل الاولى من حياتي الدراسية غير اني لم افكر يوما ان اقوم بالرسم والكتابة على الجدران والاسوار في الشوارع العامة لان لدي شعور ان مثل هذه الاعمال تتنافى مع الذوق العام وتسيء لمظهر مدينتي من الناحية الحضارية والجمالية بيد اني كنت افرغ الشحنة الفنية برسومات خاصة لي شخصيا ارسمها على جدران غرفتي وهي في الغالب عادية عبارة عن مناظر طبيعية واحيانا اشياء مستوحاه من مخيلتي والقصد من تلك الرسومات تزيين الغرف والأبواب داخل منزلي وتنمية مهاراتي في الرسم والقضاء على حالة الملل التي عادة ما تصادفني في مواسم الاجازات وكانت هذه الرسوم محط اعجاب من كافة المحيطين بي وقد و جدت في هذه المسابقة فرصة لاخراج الموهبة الى حيز اوسع من المتلقين.

وترى ماريا المهدلي «مشاركة» ان هذه المسابقة مفيدة جدا في اكتشاف المواهب والقضاء على ظاهرة الكتابة والرسم على الحوائط والجدران التي يمارسها البعض كما ان انها وسيلة جميلة لمنع الشباب من تفريغ مواهبهم بطريقة مؤذية لمشاعر الآخرين الذين يجدون في مثل هذه الممارسات انحطاطا بالذوق العام.

الشعر والخواطر

ويقل احمد الزامل (مشارك) كنت الى وقت قريب اجد متعة كبيرة اثناء الرسم والكتابة على الجدران في الامكان العامة وعلل السبب في ذلك لرغبته في نقل هوايته في مجال الرسم والشعر والخواطر للمجتمع من حوله في ظل عدم توفر وسيلة مناسبة يمكن من خلالها ايصال هذا العشق للآخرين لكنه على حد وصفه وجد في هذه المسابقة وسيلة مناسبة جدا لنقل موهبته للملقي خاصة وان هناك عددا كبيرا من فئة الشباب قد حضروا للمكان واطلعوا على انتاجه وتمنى ان يتم ايجاد مكان دائم لممارسة هذه الهواية خاصة وانه قد شعر بأن استخدام المرافق العامة والجدران اماكن غير مناسبة لنشر موهبته.
الرمزية

وفي المقابل ترى دانيا جاها (مشاركة) ان الكتابة والرسوم الجدارية والتي عادة ما تميل الى الرمزية هي ظاهرة انسانية وممارسة يومية يستغلها بعض المراهقين ممن لديهم مواهب للتعبير عن امنياتهم الخاصة وافراغ جزء من همومهم اليومية بطابع اقرب الى الشخصي وعادة ما يستخدمون الطباشير والفحم الآلات التي تحدث الخدوش في الجدران الصلبة لترك علامات عن اشواق امحب او رغبات ممنوعة لكنها تعيب على ممارسي هذه الظاهرة انهم يحولون هوايتهم الى سلوك غير حضاري عندما يسيئون للمنجزات الحضارية من خلال نشر هذه الممارسات على الحوائط ودورات المياه والممتلكات العامة والخاصة الى جانب نشرهم بعض العبارات والمصطلحات التي تتعارض مع قيم ومعتقدات المجتمع.
وتقول رغم ما تمتلكه من موهبة في مجال الرسم والكتابة الجدارية الا انها لم تحاول يوما ما الإساءة للمنجزات العامة او الخاصة بل انها عادة ما تمارس هذه الموهبة في اشياء يمكن ان ترتقي بالذوق العام من خلال رسم وتزيين بعض مقتنياته الخاصة.

ترى من خلال رصدها لهذه الظاهرة ان الرسوم الجدارية في جدة بدأت تبرز في السنوات الماضية من خلال مجموعات شبابية بخلاف الحالات السابقة التي كانت في معظمها فردية، وتتابع انه عادة ما يتم استخدام الرسوم والكتابات الجدارية من قبل هذه المجموعات التي اصبح لها تواقيع واسماء مستعارة للتعبير عن ذواتهم واحساسهم النفسي وافرازها في صور وكتابات هزلية ومثيرة للضحك والتندر في احيان كثيرة.

وطالبت امانة مدينة جدة بتخصيص لوحات جدارية في الحدائق والمنتزهات لاحتضان افراد هذه المجموعات وتوجيههم بطريقة سليمة بدلا من تركهم يمارسون هوايتهم بطريقة سلبية قد تساهم في خدش الحياء وهدم جماليات الذوق العام.