عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2010, 09:43 PM   رقم المشاركة : 228
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road

لصوص السكر


 

قد يستغرب شباب اليوم لماذا كل هذه الحكايات عن السكر؟
الجواب: بكل بساطه لانه لايوجد حلويات متوفرة وفي متناول اليد مثل اليوم .
وبما ان الكل يعملون من الصباح حتى غروب الشمس فان الجسم بحاجة الى طاقه ، والطعام الذي نتناوله فقير بهذه الطاقه التي يحتاجها الجسم ، فلا غرابة ان ترى الجميع لايوجد بينهم(سمين) او (فديم) بلغة ذلك الزمان واذا كان هناك شخص عليه نصف حال وهذه حالة شآذه فأننا نعتبره سمينا لان الهزال هو الصفه السائده في المجتمع .
لذلك فقد كنا هياكل عظميه تمشي على الارض ، وكثيرا ماكانت تفتك بنا الامراض ، ولنعد الى حكايه السكر :
ففي يوم ما طلبت من والدي (سكر) ابتل به خبزه الذره الناشفه او قرشين اشتري بها حلوى من عند يحي بن مهدي من قريه عرا لأن كل دراستي الابتدائيه ومعهد المعلمين كانتا هناك حيث لا يوجد مدرسه غيرها في كافه بني ظبيان بل حتى في بني عبدالله فيما اعلم ، ولكن والدي رحمه الله قال مافيه هيا اسرح المدرسه ولكني انتبذت وسيلة اخرى علّها تلّين المواقف وهي (البكاء) ولكن والدي بقي على اصراره لماذا؟! لأن ولد عمي يحي بن حمدان سرح المدرسه من غير سكر (والجبرا مره)، ولكن انّى لطفل في مثل سني ان يفهم هذا ، ولما رأى اصراري وبكائي بصوت مرتفع تناول (العرقه) والعرقه ياشباب هي عود مربوط فيه سوط غليظ يقارب المتر مصنوع من جلد البقر يستخدم لضرب الثيران وحثها على السير في العمل والدياس والسوق ونحوها، فضربني بها ضربتين وقال: قم اسرح، فخرجت مسرعا وانا ابكي وفي اليوم الثاني، اعطوا كل واحد منا مايقارب فنجاناً صغيرا من السكر وصرّوها لكل واحد منّا في طرف عمامته وكانت مدلدله خلف الظهر واثناء تواجدنا في الفصل وكنا نجلس على الخصف فوق التراب قنصها زميل يجلس خلفي مباشرةَ فتظاهر بالقراءه وتناول صرة السكر واخذ يمصها مصا ولكنه خاف ان يفتضح امره قبل ان يجهز على فريسته فقضم الصره ومزقها تمزيقا، عرفت هذا منه فيما بعد ـ سامحه الله ـ وعندما خرجت في الفسحه قلبت العمامه فرحا ولكني لم اجد السكر بل وجدت مكانه (شناً) اي ان مكانه اصبح كالجلد اليابس وممزق ايضاً وكانت المصيبه مصيبتين،! خسرت السكر والعمامه معاً وفي اليوم الثاني عاودت الكَّره ووضعت السكر في الجانب السليم من العمامه حيث لايوجد عندي غيرها وعندما خرجنا للفسحه لم نجد السكر حصل هذا لي ولابن عمي يحي وفي اليوم الثالث اعطونا سكراً ايضاً وقالوا: ياهبل ضعوا صره السكر في حلق الثوب من الامام (لايوجد جيوب للثوب) وفعلا تم هذا وسلم السكر من اللصوص هذه المره والى حلقه اخرى ان شاء الله عنوانها عمليه لوز والمشرط قراشة خبزه)
شكراً على صبركم وسامحوني على الاطاله والى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف ان شاء الله