عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2010, 06:17 AM   رقم المشاركة : 9

 

تابع النقل إلى جدة
أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات ربما أكون قد أثقلت عليكم بهذه الذكريات التي قد لا تعني لكم شيئا ولا تضيف لكم جديدا وإنما اذكرها كما أسلفت وكررت للمقارنة بين ما نحن فيه الآن وما كنا فيه ولتسليط الضوء على فترة زمنية مضت بخيرها وشرها وبجدها وهزلها ونحمد الله على ما نحن فيه فنحن نتقلب في نعم الخالق سبحانه وتعالى التي لا تعد ولا تحصى قال الله تعالى : ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].
صدر قرار نقلي إلى جدة واخلي طرفي من منطقة الباحة ( سأختصر لكم قدر المستطاع فلا أرى داعيا للتفاصيل التي لا طائل من ورائها ) استقبلني سيدي وأخي علي بن حسن حفظه الله في منزله العامر بالنزلة اليمانية وفي اليوم التالي انطلقت إلى إدارة تعليم جدة وقدمت وارقي وفوجئت بتوجيهي إلى مدرسة نائية اسمها مدرسة مغينية تقع شرق رابغ بمسافة لاتقل عن مائة كيلومتر وطرقها وعرة وسيئة ، فاسقط في يدي وقد كنت أتوقع توجيهي إلى إحدى المدارس داخل مدينة جدة خاصة وأن خدماتي بلغت ثمان سنوات إلا قليلا في ذلك الوقت وكنت أتوقع أنني إذا قلت أنني أواصل دراستي بالجامعة وما نقلت من منطقة الباحة إلا لهذا الغرض انه سيسمع لقولي ويستقبلوني بالأحضان لكن كل ذلك لم يتم بل قال المسؤول والذي أصبح زميلا فيما بعد : باشر خلال خمسة عشر يوما وإلا ستفصل فأنت أعزب والعزاب يعينون في مدارس القرى ولم يصدق أنني متزوجا ولدي ولد حيث لم أضم زوجتي رحمها الله ولا ابني في الحفيظة حيث كنت اخطط للالتحاق بكلية قوى الأمن الداخلي والتي لا تقبل إلا العزاب ( هيا لا تقولون تستاهل لأنك كنت تتحايل على النظام ) ولم اترك واسطة إلا استعنت بها ولكن كل ذلك لم يجدي فضاقت علي الدنيا بما رحبت وكادت تتبخر أحلامي .
ودلني احدهم على مسؤول اسمه مناجي خير الدين وفقه الله حيثما كان ورحمه الله إن كان ميتا فدخلت مكتبه وأحسن استقبالي وعرضت عليه مشكلتي وأخبرته أنني لم اطلب النقل إلا لمواصلة دراستي ولأكون قريبا من جامعة الملك عبد العزيز وأخبرته أنني متزوجا فقال : ما عندي ما يثبت انك متزوج والتعليمات تنص على توجيه العزاب لمدارس القرى ... فقلت له : سأذهب وأضم زوجتي وابني في الحفيظة واثبت لك أنني متزوجا . قال : حسنا إن فعلت ذلك سأوجهك إلى مدرسة داخل جدة .
سافرت من وقتي إلى الباحة وكان ذلك في التاسع عشر من شهر رمضان 1392هـ والوقت ضيقا وإجازة العيد قريبة وبفضل الله تسهلت الأمور واستطعت إنهاء إجراءات الضم والعودة إلى جدة قبل بدء الإجازة .
وفي الحلقة القادمة سأكمل إن شاء الله إن كان في العمر بقية وسأخبركم كيف تحولت بقدرة قادر من معلم معزز مكرم إلى كاتب في مدرسة لا حول لي ولا طول وكل ذلك من اجل سواد عيون تكملة الدراسة فضلا انتظروني في الحلقة .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .