عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2010, 05:12 PM   رقم المشاركة : 3980

 

معلمك.. معلمك




طالب بن محفوظ


تشعر بالسعادة عندما تلتقي بعد سنوات طويلة معلما قديما لك في مراحل تعليمك الأولي، وتظهر أمامه صغيرا مهما بلغت من السن أو المنصب، وتقف احتراما لذلك الرجل الذي مازلت تحتفظ له بالتقدير والامتنان رغم شدته عليك تلك الأيام، وتتأكد في أول لقاء جمعك به بعد هذه الأعوام أن قسوته عليك إنما كانت تدريب لك على نوائب الحياة.

** تتذكر تلك الأيام وأنت تقف أمام معلم مخلص أصبح لا وجود لمثله الآن إلا ما ندر، كنت تراه يتصبب عرقا من أجلك، وتتسخ يداه وثيابه من أثر (الطباشير) لتعليمك، ويتحمل المعاناة اليومية ليكمل رسالته نحوك.

** قد تكون في ذلك الوقت لا تعرف عن ذلك كله شيئا، ولكنك تتأكد الآن أن طريقته القاسية في تعليمك لم تكن إلا لحبه لك، ولم تكن انتقاما كما كنت تراها، وأن شدته هي التي جعلت لك بين الخلق مكانة.

** ألا يجعلك هذا وفي هذه المرحلة الجديدة من حياتك أن تبحث عن بقية أستاذتك ممن تعلمت على أيديهم، ثم تقدم لهم الولاء والعرفان على ما سبق أن قدموه لك، وتذكر دائما قول أحمد شوقي الذي حفظناه منذ الصغر ولم نطبقه عند الكبر:
قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس