ألا أيها ألآباء .. لا تَبْغُوا الفساد في الأرض ..
فإن النبي صلى الله عليه وسلم جَعَل مدار قبول الخاطب على أمرين :
أن يكون مَرْضِيّ الدِّين
وأن يكون مَرْضِيّ الْخُلُق
قال عليه الصلاة والسلام :
إذا خَطَبَ إليكم من تَرضَون دِينه وخُلُقَه فزوجوه ،
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض .
رواه الترمذي .
وقال عليه الصلاة والسلام :
إذا جاءكم من تَرضون دِينه وخُلُقَه فأنْكِحُوه ،
إلاّ تفعلوا تَكُن فِتنة في الأرض وفَساد .
قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟!
قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنْكِحُوه . ثلاث مرات .
رواه الترمذي .
" أي إن لم تُزَوِّجُوا الخاطِب الذي تَرضون خُلُقه ودِينه (تكن)
تَحْدُث (فتنة في الأرض) (وفساد)
خروج عن حال الاستقامة النافعة الْمُعِينَة على العفاف "
قاله المناوي .
وقال أيضا : " يعني أنكم إن لم تَرْغَبُوا في الْخُلُق الْحَسَن
والدِّين الْمَرْضِيّ الْمُوجِبَين للصلاح والاستقامة ،
ورغبتم في مُجَرّد المال الجالب للطغيان الجارّ للبغي والفساد "
تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " .
أو المراد إن لم تُزَوِّجُوا من تَرْضَون ذلك منه ،
ونَظَرْتُم إلى ذِي مَالٍ ، أو جَاهٍ ؛ يَبْقَى أكثر النساء بلا زوج ،
والرجال بلا زوجة ؛ فيكثر الزنا ، ويلحق العار ،
فيقع القتل .. فَتَهِيج الفِتَن ، وتَثُور الْمِحَن " ..
وهذا يَعني أن من اختار من ألأولياء تَزويج مَن لا يُرضى دِينه وخُلُقه ..
أنه طالب للفساد ! مُبْتغٍ للفتنة !
وفي الحديث من الفوائد :
" أن المرأة إذا طَلَبَتْ من الولي تزويجها من مُسَاوٍ لها في الدِّين لَزِمَه "
كذا قال المناوي .
ومن ذلك الفساد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم
أن يتأخّر زواج الفتاة ..
وقد يَحمِلها ذلك – إن لَمْ تُراقِب الله – على مواقعة الفواحِش ..