إن المقياس الشرعي لِقَبول الخاطِب : 
 
هو رضا الدِّين والْخُلُق .. ولا اعتبار بِغيرها
في حين أن من اعتبارات الناس اليوم :
كونه من نفس القبيلة ! 
كونه أعزبا لم يتزوّج !
بل ويشترط بعضهم كونه لم يَسْبِق له الزواج !
حتى قالت امرأة عن خاطِب ابنتها : " نُريده في قراطيسه " !!
فكان أن طُلِّقتْ ابنتها بعد سنة من زواجها ، 
 
ثم تزوّجتْ مرة ثانية ، فطُلِّقتْ ، وتزوّجت ثالثة !
لا أقول ذلك شامِتاً بل مُذكِّراً ومُعتَبِراً .
ومن اعتبارات الناس
كونه غنياً ذا وظيفة أو منصب !
ناسِين أو متناسِين قوله تعالى : 
 
(وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ
 
 إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .
" قيل : الغِنَى - هاهنا - القناعة . وقيل : اجتماع الرِّزْقَين : 
 
رِزْق الزوج ورِزْق الزوجة . 
 
وقال عُمَر : عَجِبْتُ لمن ابتغى الغِنَى بغير النكاح " 
 
ذَكَرَه القرطبي .
غافِلين أو مُتغافِلين عن قوله عليه الصلاة والسلام : 
 
ثلاثة حَقّ على الله عز وجل عَونهم : المكاتب الذي يُريد الأداء ،
 
 والناكِح الذي يُريد العفاف ، والمجاهد في سبيل الله .
 
 رواه الترمذي والنسائي ، وهو حديث صحيح .
فأين نحن من هذا الضمان الرباني والضمان النبوي ؟!
وكم من الناس كانت لديه وظيفة أو كان غنياً ،
 
 ثم طُرد من وظيفته ، أو افتقر بعد غِنَى ؟!
فليست الوظيفة هي التي تَضْمَن الرزق ، 
 
ولكن الرزق في السماء : 
 
( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )