هلا وغلا بالغالي أبوفارس
حوار أتوقع انّه سيكون شيق وممتع لوجود كوكبة من المهتمين
بهذا الموضوع .
تبدأ الحوار بهذه الأسئلة
:
اولا : ماهو أفضل او أقرب تعريف سمعته او قرأته او من تصورك ... للعولمة ؟؟
شخصياً لم اجد تعريفاً دقيقاً يوصف ماأفهمه عن العولمة ولكن أقرب تعريف
لنفسي هو ماذكره المفكر سمير أمين بقوله :
( هي موجة ثالثة من التوسع الاستعماري لاتختلف في أهدافها عن أهداف الموجات السابقة" )
فهو لا يرى في العولمة سوى أنها( الطور الثالث من أطوار التوسع الرأسمالي، أو الاستعمار)
وهي كما يرى نور الدين زمام :
( وتعتبر العولمة نزعة شمولية توسعية، ذات قدرة كبيرة على استنفار وشحذ كافة العناصر والأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتقنية، بطريقة تتجاوز نطاق المكان والجغرافية وبآليات تَعبُر عوائق الحدود السياسية، ولذلك كانت تنطوي على أشكال جديدة للتعامل بين الأطراف الدولية)
ثانيا : هل بنظرك .. أننا كمجتمع سعودي .. استفدنا او خسرنا من العولمة ؟؟؟
الفائدة نسبية ومعقولة ... صحيح اننا بدأنا اولى الخطوات ولكنّ الخطو البطيء المقيد
بثوابت دينية وأعراف وعادات و تقاليد افضل بكثير من الإنجراف الذي قد يجرنا لخندق
الخطايا .
الخسارة أمر حتمي وهي أكثر من الفائدة حالياً ولكن المحاولات جارية لتعديل
الوضع ومواجهة ماحملته إفرازات اللهاث المضطرد وراء تيار العولمه .
ثالثا : هل ترى أن العولمة تتعارض مع الدين ؟؟؟؟
تتعارض وبقوة إن مكناها من ذلك ولكننا نستطيع ان ننهض بفكرنا ومسلماتنا
ويرى الدكتور محمد الجابري أن العولمة :
( تهدف إلى التطبيع مع الهيمنة، وتكريس الاستتباع الحضاري، فهي تتولى القيام بتسطيح الوعي، واختراق الهوية الثقافية للأفراد والأقوام والأمم، من خلال: غرس "وهم الفردية" لتضيق خناق الفرد داخل أسوار نفسه. و غرس "وهم الخيار الشخصي" لتكريس النـزعة الأنانية، وغرس "وهم الحياد" لتكريس التحلل وعدم الارتباط بأي قضية. وهي كلها أوهام تجعل الفرد قابلا للاستعمار )
كما يقول مالك بن نبي :
( أنها تعمل على إفراغ الهوية الجماعية من كل محتوى، وتدفع إلى التفتيت والتشتيت ليربط الناس بعالم اللاوطن واللاأمة واللادولة )
وهنا مكمن الخطورة فعلينا ومن خلال ثوابتنا الدينية وثقافتنا القائمة على جملة من
العادات والتقاليد أن نستفيد من العولمة بالقدر الذي لايجعلنا نسلم بصحتها المطلقة
مثال : عندما اطلع على آية أو تفسيرها في النت فلابد من التاكد من ذلك من خلال
القرآن وكتب التفسير ... هذا مثال بسيط وسريع وعلى ذلك قس فيما يخص الأحكام
الشرعية وأصولها الفقهية وما إلى ذلك .
هي آراء أعتقدها ولاأجزم بصوابها فمن خلال الحوار قد تتغير بعض قناعاتي
فلكم جزيل الشكر ولاعدمتكم
.