فَكُل ظَالِم مُعَاقَب فِي الْعَاجِل عَلَى ظُلْمِه قَبْل الْآجِل،
وَكَذَلِك كُل مِذْنَب ذَنْبَا،
وَهُو مَعْنَى قَوْلِه - تَعَالَى - ( مَن يَعْمَل سُوْءا يُجْز بِه )
[ الْنِّسَاء 123].
وَرُبَّمَا رَأَى الْعَاصِي سَلَامَة بَدَنِه؛ فَظَن أَلَا عُقُوْبَة، وَغَفَلْتُه عَمَّا عُوْقِب بِه عُقُوْبَة.
وَقَد قَال الْحُكَمَاء:
الْمَعْصِيَة بَعْد الْمَعْصِيَة عِقَاب الْمَعْصِيَة،
وَالْحَسَنَة بَعْد الْحَسَنَة ثَوَاب الْحَسَنَة.
وَرُبَّمَا كَان الْعِقَاب الْعَاجِل مَعْنَوِيا ً،
كَمَا قَال بَعْض أَحْبَار بَنِي إِسْرَائِيْل:
يَا رَب! كَم أَعْصِيَك، وَلَا تُعَاقِبَنِي؟
فَقِيْل لَه: كَم أُعَاقِبُك، وَأَنْت لَا تَدْرِي؟
أَلَيْس قَد حُرْمَتَك حَلَاوَة مُنَاجَاتِي؟.