شكراً لسعادة الدكتور سعيد أبو عالي لإبراز جانب كبير من سيرة حياة الأستاذ مساعد أحمد العباسي المشرقة رحمه الله وأسكنه فسيح جنته زرته في مكتبه بالرياض عندما كان موظفاً في وزارة الزراعة وكما وصف الدكتور فخامة مكتبه وذلك لأهمية القسم الذي يترؤسه وكان هذا القسم قسم التأدية من أهم أقسام الوزارة فهو المصب لكل المستخلصات الواردة من فروع الوزارة والمنتهية بالصرف لتدقيقها قيل إرسالها للممثل المالي لإعتماد الصرف من البند المخصص لهاوكان كما أخبرني إن الممثل المالي عندما يرى توقيع مساعد وكذلك صاحب الصلاحية على المستخلص ما عاد يدقق فيه ويضع توقيعه عليه لأعتماد الصرف لثقتهم إن هذا المستلخص مستوفي لكل شيء يتعلق بصرفه وقد كنت ضيفاً عليه من البارحة وأخذني معه إلى المكتب بعد أن فطرنا في منزله العامر وكانت المعاملات كالسيل المنهمر عليه من كل الأقسام لتدقيقها ومع ذلك مايطلع من مكتبه وباقي معاملة عليه لم تدقق أويسجل ملا حظاته عليهاوإعادتها للقسم التي أتت منه لإكامالها وعند إنتهاء الدوام أخذني في سيارته ومررنا على عبد الله بدران وكان يدرس في كلية التجارة جامعة الرياض وساكن عزابي وأخذه من سكنه للغداء معنا في منزله وبعد الغداء والقيلولة خرجنا جميعاً بعد صلاة العصر ليفسحنا في مدينة الرياض وكانت سيارته جديدة مرسيدس 190 se تحت التمرين واخذ معه ولده أحمد وكان عمره في ذلك الحين لا يتجاوز الأربع سنوات وحصل لي أنا وعبد الله بدران مؤقف محرج مع هذا الولد [ الشقي في ذلك الوقت] فقد ذهب بنا مساعد إلى شارع الوزير بقلب الرياض لأخذ غرض معين وقال خلوكم في السيارة لحظة وسأعود وترك الولد معنا في السيارة وما أن ترجل عن المقود ورد الباب خلفه وكنت أنا في المقعدة الأمامية والولد على يساري في الوسط وبدران في المقعدة الخلفية وما هي إلاّ لحظة وقفز الولد على مقعدة السائق وبسرعة البرق فتح الباب وصفق الباب خلفه والشارع زحمة بالسيارات والبشر وبهتنا أنا وعبد الله لحظة وكل منا ينظر للآخر ماذا نعمل ؟ نزلنا من السيارة ننظر يمين وشمال لا نعرف فين نتجه نبحث عن الولد ؟ قلت لعبد الله ..هاه يا عبد الله وإش نقل لمساعد ؟؟؟ ضحك عبد الله يضحكة ساخرة ما عليك ماعينه يضيع ..بيعود ..قلت الولد عمره أربع سنوات ..بيتوه وسط الزحام ولا يعرف يعود .. وما هي إلاّ لحظات قليلة وعاد مساعد والولد خلفه ..وتنفست الصعداء أنا وعبد الله ..قال وهو يبتسم بأبتسامتة الحلوة المشرقة سواها فيكم الولد !!!وضحكنا على مقلب الولد فينا وشقاوته وقضينا عصرية جملية في ضواحي الرياض
رحمك الله يا مساعد وأسكنك الفردوس العلى من الجنة لكل ما قدمته من عمل خير تجزى عليه ...وشكراً لسعادة الدكتور أبو عالي لعرض هذا الجانب المشرق من حياته .
علي بن حسن