وأن هذا الظلم على نوعين:
الشرك،
وهو أعظم الظلم كما بينا، والمعاصي،
قال تعالى:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}
[فاطر: 32]،
أما ظلم العبد لغيره بالعدوان على المال والنفس وغيرها،
فهو المذكور في مثل قوله تعالى:
{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}
[الشورى:42].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته
، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
(رواه البخاري ومسلم).
وفي الحديث:
اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
(رواه مسلم).
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن،
وكان بينه وبين الناس خصومة: يا أبا سلمة اجتنب الأرض ،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
(رواه البخاري ومسلم).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا،
ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا
(رواه الترمذي).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل ـ نصيب ـ من دمها،
لأنه كان أول من سنَّ القتل
(رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا،
المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره،
التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ،
بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم،
كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه
(رواه مسلم).