عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2011, 01:22 AM   رقم المشاركة : 545

 


الحلقة الحادية عشرة :


وصلت إلى الديرة فاستقبلني الوالد رحمه الله وبقية أفراد الأسرة استقبال الفاتحين وحضيت برعاية فائقة لم أحض بها من قبل فاقت كل توقعاتي وبناء عليه قلت في نفسي لم لا استغل هذه الفرصة وأدق على الوتر الذي دققت عليه من قبل فكان صوته نشازا في أذني والدي ( وتر التقدم لكلية قوى الأمن الداخلي )


فاتحته في الموضوع بعد صلاة العشاء فتغيرت ملامح وجهه وقال ( ماقدامك إلا كلية الشريعة في مكة ، المكان اللي تخرج منه سعيد أبوعالي وعلى الكردي وإلا إنت أحسن منهم ) ؟!


حاولت إقناعه بشتى الوسائل فلم يقتنع وعندها قمت بإطلاعه على القبول المبدئي الذي تلقيته من الكلية فيما مضى لعله يكون وسيلة ضغط مساعدة لتحقيق الرغبة، وبمجرد اطلاعه عليه استشاط غضبا وقام بعجن الورقة في يده ثم القى بها في قبس ملّة كانت أمامه وقال ( إنت في خاطرك بتمشي حكمك عليّه ، بكرة تروح تأخذ استمارتك من المدرسة والله يعيني آروح معك مكة )


كان بإمكاني استلام الإستمارة من الظفير ومواصلة سفري إلى الطائف ومنها إلى الرياض خصوصا وأني امتلك مايكفي من المال بعد بشارات النجاح التي جمعتها لكني كنت متخوفا من دعوته .


سلمت أمري لله وأخذت استمارتي وعدت إلى القرية وفي اليوم التالي ركبت معه الجيب وتوجهنا إلى الطائف ، ورغم حبي الشديد لقيادة السيارة لم أطلب منه السماح لي بقيادتها ولم يعرض هو عليّ ذلك .


طوال الطريق يقص علي مناسبات بعض القصائد ثم يتغنى بأبياتها وانا اوهمه بانني معه أما ذهني فكان في مكان آخر بعيد عن المنطقة كلها !


وصلنا إلى الطائف دكان العم سعيد أبوالريش رحمه الله وقص عليه القصص فأيده فيما ذهب إليه ، انتقلنا إلى منزله للغداء وحضر جمعتنا العم سعيد بن عبدالله شويل فلما أخبره الوالد الخبر لم يختلف موقفه عن سابقه فكان الوالد يهز رأسه مع كل إجابة تأتي مؤيدة لوجهة نظره وينظر إلي و يقول ( ها سمعت وأنا ابوك ؟! ) كنت أبادله هز الرأس وفي داخلي رفض لكل ما أسمعه .


تعشينا عند العم سعيد بن شويل وكان يوم أربعاء ليلة الخميس ( ليلة المصارعة الحرة وإبراهيم الراشد ) فكان في مشاهدتها سلوة لي خففت عني بعض ماكنت أحس به .


بعد فجر يوم الخميس توجهنا إلى مكة وكان مقر الكلية في العزيزية أو مايعرف سابقا ( بحوض البقر ) وكانت شبه فارغة من المباني ماعدا مقر الكلية وبعض المقاهي التي كان يضاهي عددها عدد المساكن المشيدة في ذلك الموقع آنذاك .


دخلنا الكلية في حدود العاشرة والنصف وكان مبناها متواضعا وموظفوها قليلون وأقسامها محدودة وفي الدور الثاني وجدنا لوحة إرشادية كتبت بخط اليد تشير إلى مقر استقبال ملفات الطلاب الجدد ، مشينا باتجاه السهم حتى دخلنا مكتبا فيه موظف واحد من أصول جاوية تظهر على تقسيمات وجهه علامات الكبر ( تقدم السن ) فقدمت له الملف ، سألني وهو يتصفحه :
أي قسم تريد ؟

أجبته :
قسم علم النفس .

رفع رأسه بعد أن قرأ الأسم ونظر إلى والدي وقال : إش يقرب لك سعيد أبوعالي ؟

أجابه الوالد إبن عمي .

قال موجها حديثه للوالد : ياوالد ، ( مع أن سنّه في نظري يفوق سن الوالد آنذاك ) القسم هذا تقدم له مايزيد عن ثمنمائة طالب والمطلوب ستون طالبا فقط ، نصيحتي تبحث لأبنك عن قسم غير هذا إلا إذا كان عندك واسطة ! ( كان يقصد قسما آخر في الكلية نفسها ) ولأن الوالد لم يكن يعلم أن هناك أقساما أخرى في نفس الكلية فقد أسقط في يده وخرجنا من المكتب وهو يعض على شفته ويقول :
مامعنا وأنا أبوك إلا الرياض !

 

 
























التوقيع