الموضوع: ذكريات طالب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2011, 10:11 PM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية العضو











محب من زهران غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي
 
0 ذكريات طالب



ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محب من زهران is on a distinguished road


 

الحلقة الثالثة



قروش قروش


أستطاع عبد الله بعد متابعة مستمرة ودقيقة وحذرة لخضران أن يصل إلى مكان الكنز

المدفون والحصالة الممتلئة بالقروش من فئة قرش وقرشين وأربعة قروش..

وكانت هذه هي الخطة الأولى لعبد الله في الاستيلاء على هذه الثروة الكبيرة..

وهي معرفة وتحديد مكان الثروة دون معرفة أحد أوإثارة حفيظة خضران أو المجتمع

الدولي الوالد والوالدة سلمهما الله وعفا عنهما..

وبالفعل تمكن عبد الله من تحديد ومعرفة مكان الحصالة في دولاب متوسط الحجم في

غرفة الوالدة حفظها الله..

وأما الخطة التالية فهي إيجاد الطريقة الآمنة التي يتم بها الاستيلاء على هذه الثروة

دون إثارة أي شكوك..

وهنا قام عبد الله بعد أن أصبحت الحصالة في حجره وبين يديه بفتحها..

وقام بأخذ جزء منها لعله يعادل العشرين بالمائة من كامل الثروة الخضرانية أو أقل

بقليل..وأخفاه في جيبيه عن اليمين والشمال..

وكأني به وقد بدا فاغرا فاه وبدت أنيابه ونواجذه سروراً بهذه الغنيمة الباردة..

و قد اغرورقت عيناه بدموع الفرح والنصر والتمكين من ثروة خضران المسكين..

وزيادة في المكر والتخطيط قام بإعادة الحصالة إلى مكانها الآمن..

واستأنف بعد ذلك تنفيذ الخطة الثانية حيث خرج إلى الشارع المؤدي إلى بيتنا وكان

ترابياً لم يعبَّد بعد..

وأخذ يخفي بعض القروش في التراب ويظهر بعضها أو جزءً منها في أماكن محددة

حددها وحفظها وعلَّمها بعلامات يعرفها..

ثم طلب مني ومن خضران في صباح أحد الأيام لعله يوم الجمعة الذهاب معه إلى

البقالة وكان الوقت بعد شروق الشمس بقليل..

وأظهر لنا أربعة قروش زعم أنه وفرها من مصروف المدرسة وما هي إلا من قريشات

خضران المجلوبة وبيزاته المنهوبة..

وذهبنا معه للبقالة طمعا في أن يشتري لنا قطعة حلوى..

وزيادة في المكر والدهاء لم يخيب ظننا عبد الله الكريم فقد اشترى لكل منا قطعة حلوى

بقرش واشترى لنفسه قطعتين لأنه الأكبر سناً وقدراً وكرشاً ومكرا!!..

وفي طريق العودة ولا أزال أذكر ذلك الموقف تماما..

إذا بعبد الله يصرخ بين ظهرانينا وهو ينظر تحت قدميه:

قروش!!قروش..قروش..

وإذا به يهوي سريعاً إلى الأرض ليجثو مرة على ركبتيه و يحبو تارة بيديه ورجليه

ليلتقط كالصقر الصياد قروشاً متناثرة هنا وهناك..

وما هي إلا لحظات وأنا وخضران في غمرة المفاجأة مذهولين..حتى صرخ خضران هو

الآخر قائلاً:

قروش..قروش!!..

وهوى سريعاً إلى الأرض وأقبل يحبو ويبحث في التراب بيديه ويقول:

يا ويلتى أين هذه القروش المنثورة عن حصالتي حبيبتي وقرة عيني..

وكنت آخر القوم هجوماً على تلك الغنيمة العظيمة..والثروة الجسيمة..

وأقلهم غنيمة ومورداً وقروشاً..

وإن كنت أكثرهم صراخاً وصياحاً:

قروش..قروش..قروش!!!..

وأظن أني أصبت نحو ستة قروش على كل هذا الصراخ والصياح..

وأما خضران فقد حصل على نحو عشرين قرشاً-ريال-آه يا زمن الريال..

وأما كبيرنا الذي خدعنا بالمكر وقادنا إلى هذه الغنيمة بعد الفجر فقد أصاب نحو

خمسين قرشاً..

ولقد تشاجرنا وكدنا نتقاتل ونحن نتدافع ونتعارك لالتقاط تلك القروش هنا وهناك..

هذه لي ..وأنا الذي رأها..وأنا من وجدها..

وبعد أن أمضينا نصف ساعة نبحث ونحفر وننقب في الأرض عسى أن نعثر على كنز

جديد وقرش مفيد قمنا وقد تلطخت ثيابنا بالتراب واغبرت وجوهنا من الغبار

والهباب..

وأتذكر ابتسامة عبد الله الماكرة وهو يحمل قروشه بين يديه ويمسح بكمه المتروب

عرق جبينه وصدغيه..

وأما خضران المخدوع الممكور به المضحوك عليه فقد نهض فرحاً منتشياً فقد حصل

على مورد إضافي وفير سوف يملأ به حصالته تماماً..والتي لم يعد فيها حيز إلا قليلاً..

وعندما وصلنا البيت سبقت الجميع لأبشر والدتي حفظها الله وعافاها بخبر غزوتنا

وغنيمتنا..

وإن كنت أقلهم سعادة وابتهاجاً لقلة ما قبضته يداي وحازه جيباي..

واتجه خضران إلى حصالته وكنت مرافقاً له ودخل غرفة والدتي وحين هممت بالدخول

معه زجرني ونهرني..

فدخل وتوقفت عند الباب..

ثم لم أصبر ففتحت الباب ودخلت ووجدته قد استخرج حصالته وألقى فيها بالقروش

العشرين قرشاً بعد آخر..

ثم نهرني وزبرني وأمرني بالخروج حتى لا أعرف المكان الذي سوف يدسها فيه..

وخرج خضران من الغرفة وهو سعيد في غاية السعادة ولم يكن عفا الله عنه يعد

قروشه ولا يجرد موجودات حصالته بل كان همه الأول ملأ الحصالة بالقروش تماماً..

ولم يكن يعلم المسكين أن تلك القروش التي ظفر بها كانت من حر ماله ومن جملة

قروشه ومن سويداء حصالته..

وأما رجل الأعمال والمال عبد الله فقد أقبل يأكل ويشرب بتلك القروش الخمسين

ويفرتك فيها حتى انتهت..

وما إن انتهت قروش عبد الله حتى قرر تكرار تلك العملية الناجحة والفرصة السانحة..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

 

 

   

رد مع اقتباس