عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2011, 01:45 AM   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ابوحاتم
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوحاتم is on a distinguished road


 

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مبارَكا فيه يُبلِّغُنا من الرحمن رِضًا وقُربًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً محمودةَ العُقبَى، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله أزكَى البريَّة رُوحًا وقلبًا، صلَّى الله عليه وعلى آلهِ الأُلَى فعِمَت قلوبُهم صفاءً وحُبًّا، وصحابتِه الأبرار السادةِ النُّجَبا القائدين للحق والحقيقة جَحفَلاً لجْبًا، والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله -، اتقوه في السرِّ والعلَن، واحذَروا مُخالفَةَ الفعل الذميمِ لقولِكم الحَسَن؛ تبلُغوا مرَاضِيَ الرحمن وأعظمَ المِنَن.
إخوة الإيمان:
ولانتِشالِ أمتنا الإسلامية من أوهاقِ الازدِواجيَّة والانفِصام إلى إحكامِ التوازُنِ والانسِجام بين الفِعالِ والأقوال؛ لزِمَ بناءُ الشخصيةِ القُدوةِ الحانِيَة والأُسوَة المُتجرّدة البانِيَة، ذات المعدِن الزكِيِّ العريق، المُتجذِّرِ الوَثيق بين الحالِ والمَقالِ والمآلِ، قُدوةٌ أمرُها كنهيِها، سِرُّها كجهرِها، معًا نبني أجيالاً رِجالاً في الاعتقاد والتصديق، أبطالاً في ميدانِ التحقُّقِ والتطبيق، يُترجِمون التديُّن الصحيحَ المتين الراسِخَ الرَّصين غلى جلائلِ الأعمال، ونوابِغِ الأقوال، ومعالِي الكمال، يُناهِضون الادِّعاءَ والرياءَ والنفاقَ، ويجعلونَ الطُّهرَ والألَق ميدانَ تنافُسٍ واستِباقٍ، لا ترى في خُبْرِهم وخبَرَهم إلا الشفافيَة الصدَّاحَة، وفي مواقِفِهم ومبادئِهم غيرَ المِصداقيَّةِ الفوَّاحَة التي لا تنبجِسُ إلا عن حقيقةِ الاقتِداء بالحبيبِ المُصطفَى - صلى الله عليه وسلم -، وَفقَ هديِهِ القَويمِ، على نورٍ من الله الحكيم.
وتلك - وايمُ الحق - من الإسلام دُرَرُه وخلائِقُه، وبدائِعُه وحقائِقُه، وعلى ضوءِ تلك المعايير الدقيقة، والمضامِين الثمينةِ الَريقَة ستتبوَّأ أمتُنا - بإذن الله - قِمَمَ العِزِّ والإشراق، والشُّمُوال في معارِجِ الحق والتُّقَى والائتلاق، عملاً واتِّصافًا وابتِدارًا، ودعوةً واعتِزازًا وانتِصارًا، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[الصف: 8].
هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا - رحمكم الله - على الحبيب المُصطفَى والرسولِ المُقتَفَى خيرِ من دعا للحقِّ فشَفَا، في الجهرِ والخَفا، كما أمركم ربُّكم - جل وعلا -، فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».
وصلِّ إلهِي وسلِّم سلامًا
على أفضلِ الخلقِ ماحِي البِدَع
وآلٍ وصحبٍ وأهلِ صلاحٍ
ومن سارَ في دربِهم واتَّبَع
وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمةِ المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأدِم الأمنَ والاستقرارَ في رُبُوعِنا، اللهم احفَظ على بلادنا عقيدَتَها وقيادَتَها وأمنَها واستقرارَها ورخاءَها، اللهم من أرادَنا وأرادَ عقيدَتَنا وقيادتَنا وأمنَنا بسُوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحرِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم أدِم على هذه البلاد الخيراتِ والبَركات، حارِسةً للعقيدة والشريعة والفضيلة، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفَين لما تحبُّ وترضى، اللهم خُذ بناصيَته للبرِّ والتقوى، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحة التي تدلُّه على الخير وتُعينُه عليه، اللهم وفِّقه ونائبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما فيه صلاحُ البلاد والعباد، يا من له الدنيا والآخرةُ وإليه المعاد.
اللهم احفَظنا في أنفسنا وديننا وأموالِنا وأعراضِنا وعقولنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان، اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى من الغاصِبين المُحتلِّين المُعتدين، اللهم أرِنا بالصهايِنة المُعتدين والطُّغاة الظالمين عجائبَ قُدرتك، يا حيُّ يا قيُّوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احقِن دماءَ المسلمين، اللهم احقِن دماءَ المسلمين، اللهم احقِن دماءَ المسلمين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم احفَظ الأمنَ في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي كل مكان، اللهم أدِم الأمنَ والاستِقرارَ في يمَنِنا وشامِنا وكل مكانٍ يا حيُّ يا قيُّوم.
اللهم احفَظ رِجالَ أمنِنا، ودُروعَ وطنِنا، وليُوثَ عرينِنا، اللهم احفَظنا وإياهم من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وشمائِلنا، ونعوذُ بعظَمتك أن نُغتالَ من تحتنا، اللهم اغفر لشهدائهم، اللهم ارحَم شُهداءَهم، اللهم عافِ جرحاهم، واشفِ مرضاهم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمُسلِمات، والمؤمنين والمؤمِنات، وألِّف بين قلوبِهم، وأصلِح ذاتَ بينهم، واهدِهم سُبُل السلام، وجنِّبهم الفواحِشَ والفِتن ما ظهرَ منها وما بطَن.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، اللهم اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة، اللهم اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة، اللهم اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة، يا حيُّ يا قيُّوم يا ذا الجلال والإكرام.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة: 201]، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[الأعراف: 23].
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر: 10].
سبحان ربِّك ربِّ العِزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

 

 

   

رد مع اقتباس