عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2011, 09:06 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن فيصل is on a distinguished road


 

الله عليك يا أبو حاتم

أمتعتنا أيما إمتاع في رحلتك مع الأكلات المكية الجميلة واللذيذة

ولعلي هنا أستذكر معكم شيئا من تلك الذكريات المعتقة بعبق مكة المكرمة في الزمن الجميل

فأنا يا سيدي جئت إلى مكة وعمري يقارب العاشرة أو أقل بقليل ....

وتفتحت عيناي على ما يشبه الصدمة الحضارية فكل شيء مختلف بالنسبة لي

الشوارع وإنارتها، الكهرباء، البيوت، الشرب، الأكل...كل شيء مختلف تقريبا

وصلنا مكة ليلا.... وصحوت مع بزوغ الشمس ووقفت على باب بيتنا أتأمل الشارع أمامي

فمرّ رجلٌ كث الشعر ذو بنية كبيرة يحمل فوق ظهره حملا كبيرا ويصيح ( جلالة ....جلالة) عرفت فيما بعد أنه أفغاني يبيع زوالي

ثم مر بعده بفترة قصيرة رجل يصيح ( فرقنا ....فرقنا) ويحمل فوق ظهره ما يشبه البقشة وينظر إلى البيوت يمينا ويساراً

ثم مر بعده رجل يصيح ( آآآآآآآآآآآآيسكريم يالله يا ولد آآآآآآآيسكريم) ويحمل معه حافظة صغيرة فتوقف والتف حوله بعض الصبيان

فأخرج ملعقة مستوية من الجانبين وفتح الحافظة ولحس بالملعقة على ما في الحافظة ووضعة في شئ مخروطي الشكل عرفت فيما بعد أنه بسكوت

وأعطاه لأحد الصبيان بعد أن نقده شيئا من المال وظل الولد يلحس بلذة ما في يده ويتناثر على وجهه هذا المخلوط

وما هي إلا برهة حتى أقبل رجل يصيح ( منتو ...منتو ..هيا ولد ......منتو) ووضع قدره أمام بيتنا ونظر إلي قائلا بصوت فيه شيء من الاستغراب (منتو.. منتو)

فلم أفهم عليه شيئا، ثم قال لي أنت جديد هنا فأومأت برأسي نعم، فأردف من أين جئت فقلت من الباحة، فقال تبغى منتو فلم أتكلم ففتح قدره وخرج منه بخار له رائحة جميلة

وناولني حبة وقال تفضل هذا منتو فأكلتها كألذ شيء مر علي، وانتظر فترة طويلة عند البيت عرفت فيما بعد أنه كان يستظل بظل بيتنا حتى يفد له أهل الحارة قبل أن نجيء إلى مكة

وهذا ما جعله يعرف أني جديد على الحارة حيث يأتي الأولاد الصغار والبنات الصغار بصحونهم فيناولونه الثمن ويضع لهم المطلوب في صحونهم.

تمنيت لحظتها أني لم أذق شيئا من هذا المنتو اللذيذ إذ لم تذهب لذته وليس معي ما أشتري به

كان يوما حافلا يا أبا حاتم لم يغب عن ذاكرتي

أشكر لك هذه الذكريات الممتعة

فشكرا ألف لك ولجارك الرائع

الحبيب أبو ياسر الذي فتح هذه النافذة المشرعة على الذكريات

 

 
























التوقيع