عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2011, 12:51 AM   رقم المشاركة : 974
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










نزهة المشتاق غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 



بورك في أرواح تنير للأجيال الجديدة أماكن ماضيهم التليد بصورة أوبحكاية

أستاذيّ الكريمين عبدالحميد بن حسن ونايف بن عوضة أنا واحدة من بناتكم وقد

عشت فترة ولادتي مع أهلي في القرى على نور الإتريك والفانوس والقازة والقمرية

وعشت في مكة المكرمة على ضوء القمر واللمبات البرم آن ذاك واللمبات القلم

وشهدت عامل الأتاريك الذي يحمل عصى الأتاريك ويرفعها بحبل ليشدها على صارية شاخصة بقرب بيتنا

كم كنت أستمتع بمنظر نور الأتاريك وأقف مع بنات الجبل قريباً منه إلى أن يفرغ من نصب الإتريك ويحمل البقية ويمضي مكملاً عمله الجميل


لعمري تلكم حياة نقيّة إن لم تخل من متاعب الجسد فإنها خالية من متاعب النفس كالأرق والملل الذي لم يكن يعرف طريقه إلى تلك النفوس الوضيئة

بما تقدمه من أعمال جليلة


وسأقدم هنا حرفة أخرى وهي: منجّد الطراريح أو نداف القطن:
هذه الحرفة اشتهر بها اخوتنا اليمنيون والسوريون على حد سواء

نقلتها عن الكاتب مكاوي في منتدى مّا يقول مكاوي
والذي نقلها بدوره عن كاتب أو مؤرخ لايحضرني اسمه وأعدكم بالبحث عنه

مهنة المنجد او حرفة الندافة واللّتي كانت مشهوره ومعروفة في مكة المكرمة ايام كان الناس ينامون على فراشات القطن في الارض في السطوح وينصب النامسية وكانت مجالسهم مساند الطرف والليانات التي تفرش على الكرويتات في مجالسنا العامرة وكانت من البساطة بمكان
في تلك الايام كانت مهنة المنجد مهنة رابحة وخاصة قرب ايام العيد ومناسبات الزواجات يوم كان الكل يخطب ود المنجد ليقوم بندف القطن وكذلك تنجيد المساند والليانات وخياطة بيوت المخدات والمتاكي
وبذلك يتكون المجلس المكي
أدوات المنجّد
وكانت ادوات المنجد تتكون من:
القوس وهو قطعة من الاثل ومن العود الدقيق ويقوس
ويربط في طرفيه خيط ويشد ليتم ضرب القطن بواسطته
وتوضع قطعة من الخشب الصغير المربعة الشكل بين الخيط والقوس
حتى تفصل الخيط عن القوس ولتساعد على الحركة اثناء الندافة
وابرة للخياطة ،
وخيزران لمواساة القطن بعد وضعه في القماش المعد للخياطة ،
وكشتبان ويسمى الوقاة والمصبعة ،
وهي قطعة حديد او نحاس تساعد على دفع الابرة حتى يتفاعل الندف مع العمل
لتحمي الإصابع من وخزة طرف الابرة ،
ومكينة الخياطة ،
وعصا أو حديد لترويض (ضرب) القطن قبل ندفه
حيث ياتي القطن مكبوسا ويضرب حتى يتفكك
طريقة العمل
يوضع القطن على الارض اوعلى الحصير
ويضرب بعصا او حديد وذلك لتليين القطن
ثم يروط بالقوس بوضع القوس على القطن ويضرب القوس
بما يشبه المضرب المتين فيتطاير القطن الى الاتجاه الاخر
وقد نعم وانتفش ثم يعبأ في القماش ويخيط عليه بعد تعديله
ويعمل منه الطراحات والاغطية وليانات الجلوس
والمخدات والمساند والمتاكي وغيرها
وكان المنجد يقوم بتجديد الكنبات والمجالس العربية العالية
التي كانت في مجالس عِلٌية القوم
حيث ان الكنبات تعتبر حديثة نوعا ما
ولم تكن بهذه الكثرة وقد ينجدها المنجد فيعيدها بافضل مما كانت
ولا مبالغة في ذلك فقد شاهدت ذلك بنفسي
وقد عمل ذلك المنجد ابراهيم قطان
الذي كان له محل في السليمانية أمام رباط الكاتب
وقد انتقل الى دار الاخرة رحمه الله تعالى
وفي اواخر ايام المهنة بقي بعض المتشبثين بطراريح القطن وأصروا
على عدم تركها وفي المقابل كنا نسمع أصوات من يجوبون الشوارع للبحث عن هؤلاء المتشبثين بها بين الحارات فيجدون القليل منهم وكان هؤلاء العمال ممن عمل عند المنجدين الاوائل وتركوا المهنة ووجدوا انفسهم خارج الاهتمام
وقد اشتهرت اسر مكية بهذه المهنة وكانت تسمى ( بيت القطان ) وكانت مهنة مكسبة في زمانها وبدات
المهنة تفقد اهميتها بعد دخول الاسفنح والباطرمه وغرف النوم واسليب هاي وغيرها ففقد المنجد مهنته
وتلاشت المهنة فلا نراها إلا في الجنادرية جزء من تراث الصناعات اليدوية القديمة




شيئاً من ذكرياتي مع منجد الطراريح
أذكر أن والدتي كانت تجهز الطراريح المراد تنجيدها بخلع تلبيساتها الأولية وتترك لباسها الأبيض والذي مصنوع من قماش الدوت عليها وترصها في حوش البيت أو غرفة نطلق عليها مخزن وعندما تسمع صوت منجد الطراريح حين ينادي في الزقاق منجد طرارييييييح ويمد صوته بالياء حتى تبعثنا واخوتي إليه أن تعال

ثم يأتي ويلقي نظرة على عدد وحجم الطراريح المراد تنجيد قطنها ليعود نظيفاً وخالياً من الحسك والوسخ ثم يتقاطع مع الوالدة أو الوالد إن كان موجوداً على سعر الندف والتلبيسة الجديدة من نفس قماش الدوت وعادة ماتكون والدتي قد جهزت تلبيسات جديدة من قماش الدوت وتلبيسات ملونه من القماش المتين الملون
ثم يتوكل على الله عامل التنجيد

ويبدأ عمله الجميل من الصباح الباكر حتى منتصف النهار
ولاننسى أن نقدم له الفطور والشاهي والماء
إلى أن ينتهي وأذكر مرة أنه عمل عندنا ليومين متتابعين