عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2011, 12:50 AM   رقم المشاركة : 13

 

الحلقة السابعـــــــة (7)



فيصل الصغير ....يسأل كل يوم عن أمه ....ولايلقى جوابا ........زرعه تقول له أمك ...ماتت ...ومحمد يقول ذلك ايضا .....والأب يهز رأسه ......وإذا إنفرد بفيصل بعيدا عن أنظارهما قال له .......سأذهب بك إلى أمك قريبا إن شاء الله .
وأحتار فيصل بين تلك الأقوال .......ثم أنه لايعلم ماذا تعني كلمة ....ماتت ...!!
ماتت .........ربما سافرت ......ربما مرضت ......طفل بمستوى إدراكه لايعرف معنى هذه الكلمة القاسية .
وزرعه ........تخطط على إبعاد فيصل من حياتها ...وحياة اولادها ....فلن تسمح لغريب إبن غريبة أن يشارك أولادها في مالها ومال أبيها .
وحقدها أيضا ....يريد أن يحرم حليمة من وحيدها ...عقابا لها إذ تجرأت على مقاسمتها زوجها ....وفي نفس الوقت تريد عقاب أبو محمد الخانع .
كانت تحيك الخطط في عقلها اللعين بصمت وهدوء .
كان شريكها في التخطيط ....إبنها الأكبر محمد ....وشاركها في تقديم إقتراحات لم ترق لها .....خطط لخنق فيصل أثناء نومه ........وخطط لدهسه بالسيارة ........وخطط لتسميمه ....ولم تلق كل الإقتراحات قبولا من زرعه ...فهي إقتراحات خطيرة وقد تكون نتائجها سيئة .
ثم هو طفل صغير لايعي شيئا .........ويمكن الخلاص منه بطريقة أسهل وابسط بكثير ....لكن كيف ؟؟
لايمكن فعل شيء كهذا ...في وجود أبا محمد ....فقررت الإنتظار حتى تحين الفرصة المناسبة .
حليمة من جهتها ......بدأت رحلة البحث عن فيصل.......ومر أسبوع كامل ...ولم تجد نتيجة ....وكل ماوجدته دعوات متفرقة من نساء عرفوا بقصتها .
وذات يوم ....عاد أبو محمد من عمله مبكرا .......ليخبرها أن هناك حرب على الحدود مع اليمن ......أو ما أسميت ( حرب الوديعة ) ........وبدأ فورا بجمع ما يحتاج له من أغراض .......فوحدته العسكرية ستتوجه إلى شرورة .........حيث الحرب .
قبل أن يخرج .......أوصاهم بفيصل خيرا ......وغادر إلى ساحة الحرب .
تنفست زرعه اللعينة الصعداء .......فربما حانت الفرصة التي إنتظرتها طويلا .........ربما .
ولم تضع وقتا ........فقد دعت محمد إلى غرفتها ...لتعرض عليه خطتها الجهنمية .
وبقي محمد يستمع لتفاصيل الخطة .......!!
بعد يومين .........جهز محمد سيارته .....وعند نوم بقية أخوته .........تسلل إلى الغرفة التي ينام فيها فيصل بجوار أخته ليلى .........فأوقظه بهدوء .....وأخبره أنه سيذهب به إلى أمه .
قفز فيصل فرحا من فراشه .......وذهب معه .
كان فيصل بشوق كبير إلى أمه ....وجدته ..عمة حليمة .
وتحرك محمد من أبها .........بدون أن يعلم أحد .
وعند الصباح .......أستيقظت ليلى .......وأستغربت عدم وجود فيصل على فراشه .......وركضت لتسأل أمها ...لكن الأم .......تظاهرت بالإستغراب قائلة ...لا اعرف .........ربما يكون خرج إلى مدرسته مبكرا .
لكن ليلى .....شاهدت حقيبة كتبه في مكانها منذ الأمس ........يعني أنه لم يذهب للمدرسة ....وخرجت للبحث في ما حول البيت ........ولكن لا أثر له .
وسألت بقية الأخوة .........ولا يعرفون شيئا .
سألت عن محمد ........فأخبرتها الأم أنه قد سافر لإحضار بضاعة المحل .......وزاد قلق ليلى ....فنهرتها أمها اللعينة ......وسكتت على مضض .
رغم إرغامها على الصمت .........فقد شعرت ليلى أن هناك شيئا ما ....وخافت أن تفصح عن شكوكها فينالها عقاب إعتادته كثيرا .........ففضلت السكوت .
وعند الظهيرة .........كان محمد ورفيقه فيصل ......على مشارف جده ........!!
كان فيصل ينظر يمنة ويسرة .........فلم ير ما يشبه قرية أمه .......بل هنا بيوت كبيرة ....وسيارات كثيرة ...ربما أكثر من ما شاهد في أبها .....ولم ير المزارع ...ولا الأبقار والأغنام ........ولا أراض مزروعة بالقمح والشعير .
وتذكر كلمة .....ماتت ....وفسرها بأنهم ...ربما قصدوا أنها انتقلت هنا .......ليس في القرية بل في مكان آخر ....؟؟
وفي مقهى شعبي ......في حارة المظلوم في جدة .........جلس محمد وفيصل على أحد الكراسي الخشبية ......ومحمد يخبره بان أمه ستأتي بعد قليل .
وطلب منه الانتظار في المقهى ليحضر لهم شيئا يأكلونه ...........وذهب .....
وحل المساء .......وفيصل ينظر هنا وهناك .........ولم ير محمدا عائدا بالطعام .......ورواد المقهى ....يتهامسون حول هذا الطفل الصغير .......فماذا يفعل هنا ؟؟
ركب محمد سيارته .........وقفل عائدا إلى ابها ..........بلا ضمير يؤنبه ......أو إحساس بالندم ........بل لعله شعر بزوال هم كبير من على صدره .......وصدر والدته .
وكاد المقهى أن يغلق أبوابه ........وهذا الطفل الصغير لازال ....ينقل خطواته .......بين باب المقهى ناظرا يمينا وشمالا بحثا عن محمد ......ثم يعود ليجلس واجما على الكرسي .
وجاء عامل المقهى .....اليمني .......ليخبره أن المحل سيقفل .........وعليه أن يرحل .........!!
وتلعثم الصبي ......وهو يقول سيأتي أخي محمد الآن .........لقد ذهب ليحضر لنا طعاما .......لقد طلب مني أن أنتظره هنا .....!!
وانتظر عامل المقهى لفترة مع فيصل .........لكن لم يأت أحد .
فأخرجه من المحل .......وطلب منه انتظار أخيه خارجا ......وبقي فيصل جالسا عند باب المقهى .
على زاوية المقهى .........نام فيصل محتضنا ربطة من القماش فيها ملابسه القليلة .
وعند صباح اليوم التالي ..........كان رقيب الوحدة .......يستدعي أبا محمد .......لاستلام برقية عاجلة .........وركض أبو محمد .....وهو يتمتم بكلمات الدعاء أن يكون الأمر خيرا ......وسلمه الرقيب البرقية .....فتحها على عجل ...
اغرورقت عيناه بالدموع ..........وهو يقرأ البرقية .
(فيصل أصيب بحمى شديدة ......قد يكون قرصه عقرب أو ثعبان .....وتوفي البارحة .)
ابنك ...محمد
لاحول ولا قوة إلا بالله .........لاحول ولا قوة إلا بالله .......وانهار باكيا بين أقدام زملائه الذين واسوه بكلمات التعزية والدعاء .
توجه نحو الضابط المسؤول طالبا السماح له بالعودة ........لكن الموقف لم يكن يسمح في حينه ....وطلب منه الإنتظار ليوم أو يومين ....وأطاع مرغما .
كانت البرقية جزءا من خطة زرعه ومحمد .....حتى أن محمد مر على مقبرة شمسان .......باحثا عن قبر صغير ...ليكون جاهزا لو سال والده عن مكان دفن فيصل .
جاء عامل المقهى صباحا .......ليجد فيصل كما تركه .....على زاوية المقهى ......فأيقظه ....وأدخله إلى المقهى ..وفيصل يسأل ......ألم يأت محمد ؟؟
وضع له العامل ...قطعة خبز ....وقليل من الفول .....إلتهمها سريعا ...وعاد لينتقل من باب المقهى إلى كرسيه باحثا عن محمد .........أخيه الأكبر ....الذي وصل إلى أبها قبل ساعات .
وبدأ الزبائن في التوافد على المقهى ....وفيصل يقلب نظره هنا وهناك .........فلا أمه جاءت ...ولا محمد .
سأل احد الزبائن عامل المقهى ....عن سبب وجود هذا الولد الصغير هنا .......فأخبره بحكايته ....فدعاه الرجل وأجلسه بجواره ........وسأله عن أسمه ....فيصل بن موسى ......وأنه أتى من أبها بحثا عن أمه .
هذا كل مايعرف .........لالا وأيضا يعرف أن أمه أسمها حليمة ........وعمته زرعه ...واخاه محمد الذي جاء به إلى هنا ليرى أمه .
وسأله الرجل ........يعني أمك هنا ؟؟؟ فين طيب ؟؟



وفيصل أصلا لا يعلم أين هو ......ولماذا تركوه هنا ؟ ولم لم يعد محمد ؟؟ وأين أمه ؟؟


تابعوا في الحلقات القادمة ........



الله يحبكــــــــــ(ن)ــم

 

 

   

رد مع اقتباس