عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2011, 07:46 AM   رقم المشاركة : 1050

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير مشاهدة المشاركة
الحادثة الأولى : كانت لديّ بندقية ساكتون هوائية اتصيّد بها الطيور وفي يوم من الأيام وأنا متوشح بها أخذت طريقي إلى الوادي للبحث عن صيد ثمين وبعد أن تجاوزت المقبرة واذا بقطّ أبيض مربرب جميل تبدو عليه آثار النعمة والترف يقف على حجيرة ركيب للعم حسن بن يحي صوهد ( والد الأخوين علي وعبدالحميد ) رحمه الله فظننت أنه يتربّص بطرائدي ريب المنون فنزغني الشيطان ولم استعذ بالله منه عملا بقول الله تعالى ( وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) فسددت رميتي نحوه وهو على بعد مائة متر تقريبا مني فأصبته في عينه ولم أكن أعلم بأنّه لوالدة كل من ( عليّ وعبدالحميد ) رحمها الله رحمة الأبرار وأنها كانت تراقب الموقف من على شرفة منزلهم ،
المهم قفز البس قفزة عالية في الهواء دليل اصابته وإذا بصوت والدة (عليّ ) ينطلق من القرية تصيح وتولول وتدعو على يميني بالشلل فادركت عندها مدى حجم الجرم الذي ارتكبته ومدى الخطر الذي أنا واقع فيه لكن لم يك ينفع ساعتئذٍ مندم ، عاد الضحية إلى البيت ولم تطل مدة حياته وودّع الدنيا .

الحادثة الثانية : في إجازة الصيف يستمتع اقراني عادة إما بالسفر من الديرة أو بالراحة على الأقل من عناء الدراسة ومزاولة كرة القدم التي اعشقها بجنون أو بالرحلات وممارسة الصيد وما إلى ذلك إلا أنا فمع اقتراب نهاية العام الدراسي يذهب والدي رحمه الله إلى السوق ليشتري عددا من الأغنام ( الضأن ـ كبار السن المزريّة ) ويشغلني برعيها طوال فترة الإجازة ليتكسّب من مردودها بعد توزيعها ( شِرْكَة ) على بعض عجائز القرية نهاية الصيف ويشغل بذلك وقت فراغي الطويل ، وكان ذلك يثير حنقي بالطبع وفي سنة من السنوات اضاف الوالد علي دغسان إلى قطيعي ذاك ( عنزاً ) جاء بها ليستحلبها لأبنه سعيد عندما كان طفلا ،

من رعى منكم الغنم يعلم ماذا يعني وجود رأس واحد من الماعز ضمن قطيع من الضأن ! فهو لايدعها تستقر في المرعى كونه مغرما بشواهق الجبال وجروفها العالية حيث يجد فيها مطلبه من الأشجار التي يقتات عليها وهي على العكس منه تحب الأماكن المنبسطة السهلة ذات العشب الكثيف لكنها مجبولة على اللحاق به وتتبع مسالكه وبهذا يسرقها الوقت فتعود في المساء خاوية البطون مما يعني تعرض الراعي للنقد وربما للعقاب ،

أخذت القطيع ومعه العنز بالطبع عصر أحد الأيام وذهبت به إلى ركيب لنا في شعيب مقابل القرية يسمّى شعب الخيطان وكنا في نهاية فصل الخريف ، كانت حِزَمْ أعواد الذُرَة للتو قُصِلت من ركيب تحت ركيبنا بالضبط وتم رصّها بعناية سند ذلك الركيب وبما أنها موقّفة على أعجازها ( إن جاز التعبير ) وهي طويلة بما فيه الكفاية فإن العنز يمكنها إذا جثت على ركبتيها الأماميتين أن تلحق رؤوس تلك الحزم أو ما يطلق عليه ( القصيل ) وتأكل منها ،

صاحت عليّ صاحبة القصيل من القرية مرّة أو مرّتين فطردت العنز لكنها سرعان ما تعاود الكرة بعد الكرّة ، أردت أن اضع نهاية لتلك المهزلة فتسللت من خلف العنز وهي مستغرقة في أكلها ومستمتعة به فأخذت برجليها الخلفيتين وقلبتها رأسا على عقب في الركيب الأسفل ( موقع القصيل ) من على علو يزيد عن المترين .

كان المشهد يتابعه على غفلة مني من على شرفة المسجد كل من الجدّ حمدان بن جميلة والوالد علي دغسان عليهما رحمة الله ولم استفق إلا على صيحة مدوية من الوالد علي دغسان يقول فيها ( أووووه يامحمد وأنا أبوك ؟!! ) تصبب عرقي وارتعدت فرائصي وكدت أجنّ من الخجل والخوف في الوقت الذي بدأ فيه الرجلان يأخذان طريقهما نحوي لتفقد رقبة العنز والتأكد من أنها كُسرت أم لا ؟!

توقعت قبل وصولهما كل شئ ( التوبيخ ، العقاب ) ال ... ال ... ال ... إلا أنهما لم ينطقا بكلمة واحدة ، فقد مسكا بالعنز وتعسسا رقبتها ثم أطلقا سراحها وعادا ادراجهما تاركين لي الوجوم والحيرة !

في اليوم التالي حُجِزَت العنز داخل البيت ولم يسمح لها بمرافقتي إلى المرعى ،

والدي رحمه الله في تلك الأيام لديه بكس ابلكاش يقوم بتحميل الركاب عليه من الباحة إلى الطائف وبالعكس وكان وقت الحادثة في طريقه من الطائف إلى الباحة فتوقعت أن الوالد علي دغسان سيقص عليه القصص حال وصوله خصوصا وأنه لم يعاقبني فور وقوع الحادثة لكنه توفي عليه رحمة الله بعد ذلك بثلاثين سنة دون أن يفشي لي سراً .

هل مرّ بكم رجلا كهذا ؟!!!

لم تمت العنز لكني متُّ قبلها مرات ومرات كمدا وخجلا !!!!!!!
هذا علمي وسلامتكم .
هذا اعتراف صريح ياسعادة اللواء ومدعم بالتفاصيل
ضحيتان قمت بفقأ عين بس أم الأخوين علي بن حسن وعبدالحميد بن حسن بطريقة ارهابية
وبسلاح غير مرخص في ذلك الوقت وهذه جريمة أخرى ستعاقب عليها وهي حيازة بندقية شوزن وغير مرخصة
والتعدي السافر الثاني دفعت عنز الخال دغسان بوعالي على عراقيبها وقدر الله وسلمت بس مايعفيك هذا من فعلتك
بحق عنز تهذّي ضعيفة الله وتطامر في الجبال وتتسلق الصخور
لذا سنرفع أمركم إلى لجنة حقوق الحيوان والهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها نسيت نفسها نزهة المشتاق وحكاية بسها مشمش
يوم طيحته من فوق سطوح بيتهم وعلى راس واحد من أعلام هذا الوقت يعرف نفسه الله يرضى عليه ويسامحني
ولكن سنرى تعليقات الأخوان هنا مع أم ضد ؟!
سلمت ذاكرتك الرائعة فيما تسطره وتنقله من جمال ذاكرة ساخرة أو جمال حياة باهرة


صباحك خلفه وقراص --------------