عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2011, 01:07 AM   رقم المشاركة : 1075

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن جاهمه مشاهدة المشاركة
تلقيت دعوة كريمة من ابي ياسر لكتابة مذكراتي او بعضا منها في هذه الصفحة
والحقيقة ان ماعندي شي يسوا على مايقولون ,,,,,

وعندما تقرأ لابن عجير وبن ناصر وغيرهم فانك تستحي ان تكتب حرفا بعد ذلك

بلا شك هذه الزاوية أصبحت وأمست متنسفا للعديد من الإخوة والزملاء والأكثر من هذا أنها كانت سبيلا للتواصل .. ولقضاء وقت ممتع باستعادة الذكريات وأحيانا ( الكفشات ) اللطيفة من باب التسلية .. وبهذه المناسبة أحيي الأخ على بن جاهمه بعد طول غياب .. وفي نفس الوقت أشكره على مشاعره التي أوضحها بكل تواضع .. بينما الحقيقة الأخ علي له اسهامات منذ أمد كتبها بمنتدى وادي العلي .. لن أثني عليها بل أترك للمتصفح الكريم أن يحكم ويؤكد مقدرة الأخ علي لكتابة مذكرات وذكريات بنكهة تاريخية وتوثيق دقيق واستسمحه في نقل نموذج لما كتبه سابقا .. وأضم صوتي إلى من سبقني من الإخوة في الإسهام بما لديه مع تمنياتي له بالتوفيق ودوام الصحة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;33694
منطقة البــاحة
وادي الــعلـي
قرية الطرفين
القصة الكاملة
حمدان بن علي بن جاهمه
1332هـ ـ 13 رجب 1410هـ
من قبيلة بني ظبيان من غامد
قام بجمع المادة ومراجعتها وترتيبها وكتابة الرواية
ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـنه
عــــــلي حـــــــــمدان
الرياض
1428هـ

( تقديم )
هو ليس عالما وليس أديبا وليس مفكرا لكي نؤلف فيه كتاب أو نقيم من اجله حجة ولكنه شخصية اجتماعية إنسانية شهد له بالزهد والفطنة والكياسة والتقى والصلاح والأمانة والاحترام والتقدير ، هذا المؤلف ( الكتيب ) إنما هو حفظ لتاريخ رجل " والدي " لاعتقادي أن كل شخص لابد وان يحفظ تاريخه وتاريخ إبائه وأجداده وان العصر الحالي وبما فيه من تقنية حديثة سهلت مهمة حفظ مثل هذه المعلومات وهذه الوثائق جعل المهمة على عاتق كل من يستطيع .
إن حفظ التاريخ مهم جدا حتى وان كان على مستوى الأسرة الواحدة الصغيرة ، خصوصا بما تعيشه هذه الأسرة من تحولات وإشكالات ربما تكون وسيلة مهمة وملهمة للنجاح لمن يطلع عليها من أبناء الأسرة ، لذلك رأيت بعد التوكل على الله أن اجمع ما يمكنني جمعة من تاريخ والدي الذي اعتقد أن حفظ تاريخه مهم جدا لأسرتنا وجماعتنا وأبناء جلدتنا .
لقد اعتمدت في التحقق من صحة هذه القصة على ثلاث وسائل أولاها ما قاله والدي لي شخصيا حول حياته وثانيها ما سمعته من أكثر من شخص في القرية أو مصدر ممن كان لهم احتكاك مباشر بوالدي ولم اكتب إلا الأحداث التي أكدها أكثر من ثلاثة أشخاص وثالث هذه الوسائل هي الكتب والحجج الموجودة عندي لعائلة بن جاهمه بما فيها من توثيق دقيق للكثير من الأمور وحاولت في هذا المؤلف آلا أتعرض للجوانب الإنسانية الشخصية لوالدي لأنني اعلم انه لا يريد لها أن تظهر خصوصا ما اطلعت عليه او اطلع عليه غيري .

( القصة الكاملة ):

ولد حمدان بن علي بن حمدان بن علي بن سعيد بن علي بن قاسم بن سفر بن دمنان بن ماحية ( وهذه الأسماء جميعها موثقة عندي بكتب وحجج واضحة جلية ) فيما يسمى البيت الواسط بقرية الطرفين بوادي العلي أواخر فصل الشتاء من العام الذي ولد فيه وفي نوء سعد السعود وكان العرب يتفاءلون بمواليد هذا الطالع من العقارب من برج الحوت ويعتقد أن ولادته تحديدا كانت في العام 1332هـ بعد صلاة المغرب حيث كان والده " جدي " في مناسبة لدى احد الجماعة ـ وصاح الصايح ـ بان علي بن حمدان رزق بولد وهم في مناسبة العشاء ويقال إنها كانت في احد بيوت الجاري " كان حاضرا الشيخ سعيد مهراس وروى القصة شخصيا لي " وقد اسماه جدي على والده وعلى خاله المحبوب " حمدان العقيشي " حيث أن جدتي لأبي هي خضراء بنت احمد العقيشي ولكنها لم تعمر طويلا حيث توفيت ووالدي لم يتجاوز الثالثة من العمر فهو لا يعرفها إطلاقا فصار إلى تربيته عماته عزه زوجة محمد مهراس والدة سعيد وشريفة وعطرة ، وحمده والدة محمد بن ثعفود وسعيد قشاط أبناء عبدالله ثعفود والأقرب إليه عمته عجب زوجة صالح بن احمد بن باشا ووالدة كل من احمد ومحمد ورحمة العكامة ومسفر الطويل .
في تلك الليلة كان جدي علي بن حمدان سعيدا للغاية بمولودة الجديد حيث كان يعاني مع ابنه الأكبر عمي محمد بن جاهمه ـ والدته حسنه بنت مردد وزوجته فكرة بنت عصبي من الغمدة وله بنت وحيده اسمها صندلة تزوجت فيما بعد من حسين بن دلهامة من عراء وهي موجود الآن بمدينة الرياض ـ من بعض الإشكالات في الرأي لعل أبرزها زواج جدي من بنت العقيشي وأيضا زواجه من امرأة أخرى من دار القرن سنذكرها تفصيلا فيما بعد وكان عمي الآخر يسمى صالح صمان ويبدو انه كان مريضا ولم يعمر طويلا وهو شقيق لوالدي توفي وهو في شبابه ودون سن العشرين .
كان أهالي القرية يذهبون بأولادهم إلى قارئ الحظ أو ( الخط) ليقرا حظ هذا المولود وفق اعتقادات كانت موجودة ذلك الزمان وهي ليست من الشركيات في شيء وإنما اعتقادات خاطئة تعود عليها الناس وذلك على احد الفقهاء المطلعين بعلم النجوم وكان يقال له أبو رياح من قرية رحبان ( اعتقد انه والد الشيخ عطيه أبو رياح رحمهم الله جميعا) وبعد أن قرأ خطه أو حظه قال" انه سيعاني فقرا ويتما وسيعاني كثيرا من أقربائه وسيفتح الله عليه ويرزقه بعيدا عن بلده وسيعود ليقف مع كل من وقف ضده " اخذ جدي علي بن حمدان هذه المعلومة ولم يخبر بها احد سوى محمد مهراس زوج أخته عزة الذي كان يرافقه عند ابورياح ، المهم أن جدي ونتيجة لخلافه مع ابنه الأكبر محمد ** كان عمي من الرجال الأشداء وكان لا يهاب ذكر ذلك لي شخصيا عدد من الرجال تجاوز العشرة ممن عرفوه وعاشوا معه منهم( حسين بن دلهامه وصالح بن حليلي واحمد العقيشي وسعيد بن صالح العقيشي وسعيد بن مهراس وسعيد أبو علامة واحمد العباير) ، وكان يشتهر باسم محمد البندله ، ولا اعرف ماذا تعني هذه التسمية ولم أجد أحدا يفيدني في ذلك ، عمي توفي في حدود 1352 هـ على التقريب في بيتنا الواسط بقرية الطرفين ** غادر إلى مكة ومنها إلى المدينة في ضيقة من أمره ونتيجة لهذه الخلافات ( جدي توفي بين 1338هـ ـ 1340هـ وكان قد تزوج قبل وفاته من امرأة اسمها صالحة بنت عبدالرحيم من دار القرن من السهل وبعد وفاة جدي تزوجت هذه المرأة برجل من قرية الباحة اسمه سعيد بن جـــابر وتوفـــــيت في أواسط السبعينيات الهجرية ) ( والدي لا يعرف والده إلا في لحظة استعداده للزواج بهذه المرأة السهلية ( كما كانوا يسمونها) حيث يتذكر فقط جدي وهو لابس المشلح والصديري والعقال المقصب والعصا ) كان جدي له مواقف مشهودة ومنقولة فهو من أعيان قرية الطرفين ورجالها الذين لهم في الحكمة والرزانة والذكاء, فمنها قوله لأحد شيوخ غامد المعروفين في مجلس عقد في قرية الغمدة لحل مشكلة كبيرة ما معناه " أنت يا شيخ كما القمر تبدأ صغير ثم تكبر وتعود لأنك صغير " ومنها أن يماني كان عابرا وادي الطرفين وكان يغني طوال سيره في الوادي وكان جدي جالسا في داره " فوق الجناح " ويراقب اليماني وعندما اقترب منه اليماني تظاهر بأنه ( أبكم ) فتكلم كما يتكلم الأبكم بصوت غير مفهوم وبالإشارة فرد عليه جدي بنفس الأسلوب فقال اليماني والله انك ذيب فرد جدي والله انك ذيبين تغني طوال الوادي وتتباكم أمامي .
وقد كانت وفاة جدي في وادي فاطمة وبرفقته أربعة من الجماعة هم احمد أبو سعيد وسعيد بن شريفه وصالح بن شريفه والرابع يقال انه مسفر غدران أو والدة ( لم أتحقق)ودفن بها وأقيمت له معزاة في القرية بعد عودة مرافقيه ولا يذكر والدي وفاة أبيه .
في رمضان عام 1339هـ وصل إلى الباحة رجال ابن سعود وكانوا يسمونهم (المدّينه ) ويقصد بهم المتدينون إلى قرية بلجرشي وذهب الرجال من القرية إلى الحدث للمتابعة ومعرفة الوضع فيما كانت عمته عجب تأخذه مع أولادها محمد واحمد ومسفر ( أنداد والدي هم سعيد العقيشي وعبدالرحمن السندف واحمد مدين ومحمد مشعلط ومحمد بن راشد) وتضعهم في القبور خوفا من ( المدينًة ) لكي لا يأخذوهم أو يذبحوهم وكان ذلك اعتقاد خاطئ.