عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2011, 08:43 AM   رقم المشاركة : 1093
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
علي بن جاهمه is on a distinguished road


 

ِمن طاشكند إلى المآتا.. رحلة إلى المجهول
في يوليو 1995م اتصل بي الأمير عبدالرحمن بن سعود ظهرا واخذ يداعبني بأسلوبه المعتاد عندما يريد شيئا من الشخص فيبدأ بإلقاء الطرفة تلو الطرفة حتى تستسلم ثم يفاجئك بالطلب وغالبا لا ترفض لان مجال التفكير في العواقب يكون ضيقا نظرا لكبسولات التهيئة سواء بالطرفة أو بغيرها وأساسا أنا كنت في العمل ولا أحب مجادلة الأمير عبر الهاتف .
لكن المطلوب هذه المرة كبير جدا وفيه شيئا من الخطورة ومنعا للإحراج وإطالة أمد المكالمة أجبته بأنني سوف احضر إلى قصره في المساء لنتفاهم .
الأمر بكل بساطة كان هناك مباراة لنادي النصر في دوري أبطال أسيا مع احد أندية دول وسط أسيا الجديدة التي انضمت إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ( الدول الخمس الجديدة هي أوزبكستان ، كازاخستان، تركمنستان ، طاجكيستان ، قرقيزستان ) ولا يخفى عليكم أن كلمة " ستان " تعني الأرض وبالتالي لكل قومية ارض فهذه ارض الاوزبك وتلك ارض الكازاخ أو التركمان أو الطاجيك أو القرقيز وكان على النصر أن يلعب مباراة مع الفائز من بطل أوزبكستان وكازاخستان وكان يرى الأمير عبدالرحمن أن نتفاوض معهم قبل أن يلعبا مع بعضهم لنقل المباراة المتوقعة مع الفائز منهما إلى الرياض خوفا من الذهاب إلى تلك الدول المجهولة والتي ليس لديها الأمان الكافي كما كان سائدا حينها وكان يعتقد أن مفاجئتهم واخذ الموافقة بنقل المباراة خصوصا وان أي من الفريقين لم يضمن بعد انه سيقابل النصر لأنهم حتى اللحظة لم يلعبا مع بعضهم البعض وكان يرى الأمير أن يذهب مسئول نصراوي للتفاوض معهم في بلدانهم وإعطائهم أي نوع من التنازلات واخذ الموافقة الرسمية وإبلاغها للاتحاد الآسيوي لضمان عدم التراجع وكان يعتقد أنني أفضل من سيقوم بهذه المهمة .
في المساء ذهبت إلى مقر الأمير وكانت حفاوته لي " زايده مرره " وده يزقيني على راسي في غموض الدول المنحلة عن الاتحاد السوفيتي ، واخذ يمتدح فطنتي وذكائي ووو فقلت له وما هو المطلوب ؟ فقال يرحمه الله تذهب إلى هناك وتتفاوض باسم نادي النصر وكان يجلس إلى جانبه نائبه الدكتور جمال الشرقاوي وهو مصري متجنس وكان مسئول عن متابعة أبناء الملك سعود في المدارس ، فالتفت نحوي وقال لا تذهب ولا يضحك عليك أبو خالد هذه دول فيها فوضى وحروب أهلية وأنت وراك أسرة وعيال فالتفت إليه ابو خالد وكان غاضبا وقال يا دكتور لو سمحت إما أن تتكلم بالخير أو تصمت فرد الدكتور أنت ترى الخير أن يذهب علي حمدان إلى هناك وأنا أرى الخير أن يبقى عند أهله فاشتد الوضع وتأزم الموقف وأنا لم ابدي رائي حتى اللحظة وكنا نحن الثلاثة فقط في المجلس .
في أثناء حوارهم كنت أفكر في الرد وكانت بالنسبة لي فرصة لإثبات وجودي الرياضي ولكن البلد فوضى وأنا رجال أحب الآمان ولنها نشبه كما يقولون .
عاد الهدوء إلى المجلس وقلت للأمير إنني موافق على الذهاب ففرح فرحا شديدا وشعر بأنه انتصر على الشرقاوي أولا وان ذهابي إلى هناك سيعطيه فرصة إما نقل المباراة أو معرفة الوضع عن كثب وبالتالي فكلاهما خير.
طرفة ,,,
قلت للامير وبماذا أفاوضهم .. فقال بأداء مناسك الحج ،، فقلت له المباراة في أكتوبر وهذا يوافق شهر جماد الأولى فقال يرحمه الله أنت وش عليك أقنعهم بأداء مناسك الحج وحنا نسوي لهم بالثمامة غرفة على أنها الكعبة ( الله يشرف الكعبة ) ونجيب لهم شحنة حصى صغير ونحط لهم شيطان من الجهة الثانية ونقولهم هذا الحج وش يدريهم ....ههههههههه

في اليوم التالي اقترح الأمير أن يرافقني مترجم تونسي يعمل في النادي متخرج من جامعة كييف عاصمة أوكرانيا ومتزوج من هناك فوافقت وحقيقة الآمر أن الأمير كان حريص على نجاح الرحلة بأي ثمن وتوفير الحماية لي فاتصل بالسفير السعودي في روسيا وزير الإعلام الحالي عبدالعزيز خوجة وابلغه بذهابي هناك وطلب مساعدته لي لان السفارة السعودية في أوزبكستان لم تفتتح بعد ، واخذ من الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله خطاب رسمي للاتحاد الاوزبكي والكازاخي برسمية تمثيلي للنادي في المفاوضات ..
قمت بترتيب الحجوزات وكانت الرحلة من الرياض إلى البحرين ثم إلى أوزبكستان وتستغرق تقريبا أربع ساعات المهم وصلنا إلى طاشكند في منتصف ليل 25 يوليو 1995م وكانت رحلة.....
التكملة لاحقا .. شكرا للمتابعة

" ما كتب أعلاه من الذاكرة قد لا يكون دقيقا جدا في بعض أجزاءه "