عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2012, 01:47 PM   رقم المشاركة : 4

 

تعمدت أن أتأخر في الكتابة عن خالي عبدالله
إذ لا أجد ما يوفيه لما له من حب في داخلي

إنه مثال في الصدق والطهر ونقاء السريرة

وللأمانة فإن هذه الخصلة الجميلة التي قلما تجدها في أحد اليوم قد تسبب المتاعب لمن يحملها

خالي عبدالله

ماذا أقول عنه فيكفي بالنسبة لي كي أحبه أن أقول إنه أخو والدتي أطال الله في عمرها ورزقني برها وأمدها بالعفو والعافية

تحدثني أمي دائما عن خالي وعن قساوة الأيام معه وكيف استطاع أن يكون برا بجدتي - رحمها الله تعالى - رغم ذلك

خالي لمن عرفه عن قرب يعرف مقدار خوفه من الله تعالى وحرصه

ولا أدل على ذلك من رعايته للأيتام حتى يتجاوزوا سن الرشد بالغين أشداء

ولعل من الطريف هنا أن أورد شيئا من علاقة خالي بنا نحن أبناء أخته التي لا يخفي حبه لها

ففي عام 1400هـ وهي السنة التي هجم فيها جهيمان وزمرته على الحرم وقفلوا أبوابه وأرعبوا من حوله

كان خالي في زيارة والدتي وكان أبي- رحمة الله تعالى - مرابطاً بحكم عمله في قصر الضيافة بمنى

ولصعوبة الانتقال في ذلك الحين فقد مكث عندنا خالي طوال فترة الأزمة وكان مطبخ أمي مليء بالمعلبات

والدقيق الذي كان يصرف لوالدي طوال فترة الحج من قبل المراسم الملكية ولا يعرف أبي ماهية بعض

المعلبات وبالتالي ومن باب أولى أمي التي قدمت حديثا من الديرة والتي لم يكن فيها شيء من تلك المعلبات سوى التونة

وإكمالا للمصادفة العجيبة فلم يكن بإمكاننا الذهاب للسوق أو المحلات القريبة من بيتنا لانعدام المعلومات حول

الذي يحدث حولنا فلا نسمع سوى صوت الرصاص والشهب تتطاير في السماء من جهة الحرم.

فأصبحت أمي تسأل خالي بحكم خبرته في مطابخ الضيافة ((وشنهو هذا يا آخه؟ ...وكيف يسوونه ؟....وعندما تعجزه

الكلمات في الشرح يقف مع أمي في المطبخ يشرح وأحيانا يقوم بالعمل بنفسه وأمي تتعذر منه ......وعلي آنا ......وسامحني يا عبدالله
وبغيتك تستريح لكن الشياطين ما خلونا نستريح


وهذا الموال اليومي نسمعه من أمي عند الغداء وعند العشاء ونحن نستلذ بما لذ وطاب من المأكولات الشهية
وأصبحت رائحة البيت تعج بالفانيليا والمشويات المبهرة في الكراتين


والحلا وأنواع الرز وانطبق علينا رأي ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر
التي تنسب لها المقولة المشهورة

إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً"


فأصبحنا نأكل كعكاً طوال فترة الأزمة



آسف على الإطالة وشكرا لك أباعلي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس