أكتب وفي المتصفح عدد من القراء
وأعلم أنهم من المحبين ولديهم الرغبة في المداخلة فربما لا تكون هذه المداخلة الأولى ولكني أتمناها كذلك
العم حمدان بن جاهمة رحمه الله من القلائل الذين التقيت بهم ولمست فيهم الحكمة والهدوء واحترام الناس لهم
لكن ما جعلني أكتب هو حبي لعديلي أما عمي حمدان فأنا أقل من أن أكتب عنه حتى لو كانت الكتابة ثناء
فعديلي علي بن حمدان وهو يسطر سيرة أبيه إنما يضرب مثالا في البر والوفاء
وهو من ملك زمام الكتابة الصحفية، فلا غرو أن يكون أسلوبه هنا مشوقا سلساً
إن علي بن حمدان مدرسة بذاته تحتاج إلى تسجيل ليكون نبراسا لأبنائنا رغم حداثة سنه نسبيا( والا ترون هو جد)
بدأت علا قتي به وهو لازال عريساً ويكبرني بحوالي سبعين سنة وكان ذلك في عام 1404هـ
وكان اللافت به آنذاك هو حركته المتوثبة دائما خلافا لمن هو في سنه
وبعد أن استقر به المقام في الرياض بعد رحلات متعددة كونه في السلك العسكري
وخريج معهد الدراسات -أو هكذا اسمه- فوجئت به يخبرني في مكالمة طويلة أنه سيعيد دراسته بدءاً من المتوسطة
عن طريق المنازل أو النظام الليلي فقلت له هل تفيدك في العمل فقال أنا لا أدرس من أجل العمل فقلت له متهكما ليش ما تعرف تقرأ وتكتب
قال: ليت الزمن زمن قراءة وكتابة كان أعلمتك وضحكنا... وبدأت الرحلة وبعد كل عام يخبرني بدرجاته وكأنه منتظم فهي عالية دائماً
وانتهى من الثانوية وقلت سيتوقف لكنه اتصل ذات مساء متسائلا عن أقسام الجامعة فقلت هل نويت أن تفعلها قال: كيف؟ وأردف بحدوة لدغسان لا تحضرني الآن
فقلت الله يقويك وماهي إلا بضع سنين إلا وهو يقول بارك لي يا عديلي تخرجنا من الجامعة وأبشرك قبلت في برنامج الماجستير ودلينا من اليوم
ثم أتممها بأن أصبح محاضرا في جامعة الملك سعود
ألم أقل إنها قصة تستحق أن تكتب وتروى؟
(أمة بعضها من بعض)
شكرا لك أبا أديب
شكرا لك ساحاتنا
فلولاك لم نقرأ مثل هذه الإشراقات