عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2008, 11:41 PM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

تمكين الكفار في الأرض


 




قال الله تعالى







آل عمران



المشهورُ في سببِ نزولِ هاتين الآيتين الكريمتين ؛

أنَّ الخطاب فيهما للنبيّ – صلى الله عليه وسلم –

والمراد : الأمة ؛

وذلك أنَّ الْمُسْلِمِينَ

قَالُوا : هَؤُلاءِ الْكُفَّار لَهُمْ تجارة ،

وَأَمْوَال فِي الْبِلاد ,

وَقَدْ هَلَكْنَا نَحْنُ مِنْ الْجُوع ; فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآية .

أَيْ لا يَغُرَّنَّكُمْ سَلامَتُهُمْ بِتَقَلُّبِهِمْ فِي أَسْفَارهمْ ،

وضربهم في الأرض .

وما أشبه الليلة بالبارحة !

فحينما يتسلل الإحباط ، واليأس إلى نفس المؤمن ،

وهو يرى ما عليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ،

وما يملكونه من القوة والهيمنة ، وعندما يرى جيوشهم ،

وعددهم ، وعتادهم ،

ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ما حققّه القوم من رقي ،

وتقدم في عالم الحضارة والمدنية ،

ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم ؛

تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها ،

وتشعره بالعزّة ،

وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذي سيصيرون إليه ؛

فتتحقق له الطمأنينة ويستشعر عزّة الإسلام ونعمة الإيمان

التي امتنَّ الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له ،

ومنزّهاً له عن الشرك .

إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور

ومهما ملكوا من الدنيا فإنه (متاع قليل) إذا ما قُورن بنعيم الآخرة ،

ثم مأواهم جهنم هي حسبهم ،

وبئس المآل ، والقرار .




اللهمّ أعزَّ الإسلام والمسلمين ،

وأذلّ الشرك والمشركين .




تحياتي
...........

 

 

   

رد مع اقتباس