الشاعر الفارس كميهان الخويطر



من الختام من الكواكبة، راعي الكحيلا، من فرسان الرولة. ومن أخباره : أنه كانت عنده فرس تسمى الكحيلا، فأراد ابن شعلان أن يأخذها منه، وكانت الشيوخ فيما مضى تصطفي لها بعض الأصايل من خيل القبيلة، فهرب بها كميهان إلى شمر، وتحديداً عند ابن طواله، فلما نزل عليهم كان القوم غائبين في غزو. وفي أثناء وجوده عندهم حصلت عليهم غارة من قبل ولد سليمان من عنـزة، فاعترضهم كميهان الخويطر، وسألهم من أنتم ؟ فقالوا: هل أنت كميهان ؟! فقال: نعم. فقالوا: ما الذي أتى بك إلى هذا المكان ؟ ولو كنا نعلم أنك هاهنا ما أخذنا نياقك !! وهؤلاء هم ولد سليمان قوم رماه. ورفضوا رد أي شيء مما أخذ !! وقالوا له يحذرونه: نستودعك الله نفسك وفرسك. فحمل عليهم وقال: (يامدبر العمر لاكلت تاليه.. راعي الجردا كميهان)، واستطاع أن يرد نياقه ونياق جيرانه (معازيبه) ربع ابن طواله إلا فحل نياقه (جردان) فقد انطلق مع أول الجيش فتركه لهم.

وفي أثناء المعركة كانت النساء تأتي إلى زوجة كميهان ويصحن ويبكين بأن حلالهم قد أخذ ورجالهن لا يوجد منهم أحد. فردت عليهن وقالت: (البلا والله أنا.. امرأة.. واجنبية.. وزوجي مذبوح.. واباعري ماخوذة.. والا انتن عند حيّكن وحيوانكن ). حيث كانت تظنه قد قتل في المعركة.

وعندما عاد ابن طوالة وجماعته ورأوا ما فعل كميهان الخويطر أعجبهم ذلك، فاستأذنوا من ابن رشيد بأن يسمح لكميهان بأن يشاركهم الغزو، ويعفيه من ضريبة المشيخة ؛ وهي شيء يأخذه الأمير من رعاياه. فأذن له، وأعفاه من دفع هذه الضريبة. فغزا معهم بعد ذلك وكسب حلالاً كثيرا، فلما عرضت الغنائم تجاوز ابن رشيد نصيب كميهان، فقسمها كميهان على جيرانه وأصحابه.

وقد قال ناصر الغدفان من الختام من الكواكبة هذه القصيدة التي يتوجد بها على صديقه كميهان الخويطر عندما كان الأخير عند شمر، وقد حصلنا منها على هذه الأبيات:



يا راكب من فوق ما هو عمانـي ولا هو من اللي بالقراريص يرسن
سلم على كميهان اليا جيت عانـي عسى نياقـه بالسلامـة ويسمـن
اما يسوقنهن دايريـن الحسانـي والا يوقفـن بالمواريـد لا جـن



فرد عليه كميهان بقصيدة منها:



يا ناصر ويـن زمـل الصخانـي وين العضود اللي عن الضيم ينحن
جليت بالكحيـلا بنـت الحصانـي وافزع عليها اليامن ولد الردي كن
والكد عليها وخيرة العمـر فانـي وكم فارس باللقا من رمحنـا ون
وارجع لكم اليامـن زان الزمانـي انتم بني عمي وكادن ما هو ظـن