عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2012, 06:10 AM   رقم المشاركة : 1268

 

اخي الحبيب : غامداوي
سبق لي الحديث عن الجراد وذكرياته ضمن موضوع سابق لا تحضرني تفاصيله ، واكراما لك وللقارئ الكريم إليك هذه المعلومة والتي يعرفها الكثير من ابناء جيلي .
كانت منطقة الباحة تنعم بالامطار والخيرات ولا تعاني من الجدب والقحط كما هو واقع الحال الآن الا ما ندر ، فما كانت الامطار تغيب عن موسمها وإذا تاخر نزول المطر استسقى الناس فهطلت الامطار واتت كفلق الصبح وعم الخير واكتست الارض حلة خضراء تسر الناظرين .
وفي مثل هذه المواسم وفي ظل قلة المكافحة يكثر الجراد فيأتينا في اسراب هائلة تشبه قطع السحاب الداكن تأتي على الاخضر واليابس .
ولا سبيل إلى مكافحته الا صيده ، ولا تكفي عملية الصيد بلقطه بالايادي او اشعال النيران قريبا من المزروعات او ازعاجه بوضع عدد من الحصى الصغيرة في علب وهزها لتصدر صوتا يزعجه فيطير ولا يهنأ بالتهام المزروعات ، فهو جند من جنود الله ولكن كيف السبيل إلى القضاء عليه ؟
يتتبع الناس مساره لمعرفة اين يبات ليلا (او يبيت اسألوا ابا سهيل المسؤول عن اللغة العربية من الكامل إلين تقل سلام يالهدى وراعي ( الموطى ) وقائد حملة تأديب ابا اديب العظمى ) وغالبا يبات او يبيت في الغابات القريبة .
فينطلق الناس رجالا ونساء كبارا وصغارا ومعهم اكياس خيش كبيرة فيجمعون تلك الاسراب وتعبأ في الاكياس وتحمل على الدواب كالحمير والجمال ويحمل كل مقتدر طاقته ويعودون بصيدهم إلى منازلهم .
ثم يحضرون قدورا كبيرة تملأ بالماء وتغلى وتفرغ تلك الاكياس في القدور ويطبخ الجراد وما يرافق الجراد من عقارب وحيات قد لا تكتشف الا بعد نضوجها .
ثم ينشر على مفارش من الخصف ( بسط مصنوعة من سعف النخيل ) في الشمس وتنقى من الحشرات والعقارب والحيات .
وبعد جفافها تحفظ في اكياس .
ويتم تحميصها على النار ( تسهى ) على دفعات حسب الحاجة وتؤكل .
وما اخفيك كنا نتلذذ باكلها .
ربما البعض من شبابنا الحاضر يتقزز ويقرف من ذلك وربما لا يصدق ، ولكنها الحقيقة واسألوا الشباب من امثالي ، وعند رفيق الدرب وجيله الخبر اليقين ولعله يتحفنا ببعض ذكرياته عن الجراد .
وسلامة الجميع .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .