نعم يا أبا ياسر كنا أشد فرحا عندما نسمع أن الجراد قد أمسى
في جبل من الجبال القريبة
مثلما ذكر أبو ياسر كنا نستعد لصيده في أكياس وكثيرا ما تخالطه
العقارب والحيات وكثيرا ما نسمع أن عائلة فلان وجدت بداخل الكيس عقربا أو حية
لأن صيده في الليل والناس لايكادون يبصرون إلا حمرة الجراد
فهذه وجبة دسمة وغنيمة كبرى والمثل يقول :
ما غنيمة إلا في جراد أو حياء والمقصود بالحياء العشب أو الحشيش
والحشيش هو نبات موسمي ينبت بعد هطول الأمطار ويرتفع قدر متر أحيانا
ويجف بعد ذهاب الأمطار ولكن الناس يخزنونه لوقت الشتاء يعلفون به الحيوانات
أما أكل الجراد فهو لذيذ جدا بعد طبخه في قدور مع الملح ثم يسهى على النار
أي يقلب لتجفيفه وأتذكر أن الجراد أمسى في الجبل المطل على الطرفين من
الغرب في أشجار العرعر ومع غروب الشمس ترى منظرا بديعا من الاحمرار
وتركوه حتى غابت الشمس لأن الجراد لا يمكن صيده حتى تغيب الشمس
وعندما يبدأ الطقس بالبرود لا يستطيع الطيران لأن الجراد من ذوات الدم البارد
في هذه الأوقات يمكن صيده بسهولة ويسر يفتح الكيس وتهز الشجرة فيتساقط
على شكل كتل وأتذكر أنا مررنا ببيت العم سعيد قشاط - رحمه الله لأنه كان قبيلنا
أي البيت الذي نأوي إليه أيام العرس عندهم أو غيرها ونحن كذلك يروح عندنا
إذا كان العرس بقريتنا - ولم ننم تلك الليلة حتى طبخت لنا العمة حسنه
- رحمها الله - من ذلك الجراد ولا تسألوا عن مقدار لذة تلك الوجبة ( وجبة الجراد )
فهو آمن ولا يأكل غير النبات وكسرة خبزة مع قليل من الجراد وجبة لاتعدلها وجبة أخرى
وكنا نخزنه لفترة طويلة من الزمن وفي كل يوم نعطى وجبة منه مع التقتير حتى لا ينفذ المخزون منه
سريعا ولكن فليحذر الناس من أكله في الزمن الحاضر لأن وزارة الزراعة ترشه بالمبيدات
ولا تنخدعوا بقول من يقول إنه علاج من مرض السكرفقد روَّج المتاجرون لهذه الفرية لسلب ما
يستطيعون سلبه من أموال الناس بالباطل ، فهذا المرض مصدره من ضعف
إفراز البنكرياس من الإنسولين الذي يحرق السكريات وله أسباب أخرى مثل السمنة
والإفراط في الأكل وقلة الحركة وغيرها وتمثل دول الخليج النسبة الكبرى
على مستوى العالم من هذا المرض .
هذه نبذة مختصرة عن الجراد وشكرا للآخ عبد الحميد على طرق هذا الموضوع .