يعن لي كلما شعرت بشيء من الحنين إلى مسقط الرأس وأيام الصبا الأولى أن أعود إلى هذا المتصفح
ويكفيني أن أفتح أي صفحة فيه فأجدني منطلقا فيه في عالم من المتعة بدءا من حياة آبائنا الذين عاصرناهم والذين كانت حياتهم مرحلة فاصلة
ستون عاما تقريبا تؤرخ لثلاث مراحل متباينة من الحياة تحمل حدودا فاصلة.... فبعد حياة الشظف والجوع والاعتماد المباشر على الأمطار والزراعة التي قد تكفي وقد لا تكفي...
بالإضافة إلى إرسال أبنائهم وهم في سن مبكرة جدا للخدمة في بيوت الموسرين من أهل مكة وهذا في حد ذاته يحمل حدين مؤلمين فمن جهة فراق الطفل لأهله وحزن أهله عليه ومن جهة
أخرى ما يلقاه الطفل من معاملة سيئة عند من يعمل معهم؛ أما المرحلة الثانية....في ظني فتبدأ عندما بدأ التعليم ينتشر وبدأ أبناء الرعيل الأول يعملون في التدريس وينفعون أهاليهم
أما المرحلة الثالثة في ظني فلازلنا نعيشها وفيها بدأ الانفصال والانفصام بين الأباء وأبنائهم وها نحن نعيش الغربة في داخل بيوتنا فلا نعرف فيم يفكر ابناؤنا؟
إننا نعيش غربة حقيقية تدفعنا للحنين إلى هذه الذكريات الجميلة لنعيش الحياة كما ينبغي لا كما هي الآن.
شكرا من أعماق قلبي لك أبا ياسر أن منحتنا هذه النافذة لنطل منها على ما يبقينا على قيد الحياة