عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2012, 05:26 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

.



ذكريات رمضان .. وتحضير الماجستير

لم تكن سعادتي بشهر رمضان توصف عندما كنت صغيرا في اعوامه الخمس الأولي توصف, والسبب في ذلك ليس لأنني سأتناول الكنافة والقطايف وحلوى رمضان التي كنا لا نراها في غيره.

وايضا لم يكن سبب هذه السعادة الجارفة برمضان في نفسي بسبب انني سأقتني فانوسا زجاجيا به شمعة كعادتنا السنوية.

لكن سعادتي الكبري كانت برمضان لانه ستحبس فيه العفاريت (الجن) اي سيكون غير مسموح لها بالتواجد لا في الليل ولا في النهار كما جاء في الحديث الشريف

(إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ)

والذي وصلنا معناه من الكبار باسلوب سهل وبسيط ان الجن والعفاريت يتم حبسهم وتقييدهم في شهر رمضان.

لذلك كان لرمضان فرحة عارمة في قلبي الصغير وحب كبير لأننا سأستريح فيه من الجن والعفاريت التي توجد في شقة جارنا بالعمارة الجدار بالجدار والتي كانت تثير الخوف والرعب في نفسي كلما مررت من امامها وانا في خروجي او عودتي الي باب شقتنا اذا دعت الضرورة لذلك لواحدي.

فقد كان يسكن الي هذه الشقة محامي شاب مع زوجته بدون اولاد بعد وكان يقول الكبار عن هذا المحامي انه يقوم بتحضير ماجستير.

ذلك التعبير السائد عمن يقوم بدراسة ماجستير او دكتوراة في ذلك الوقت يقال عنه انه يقوم بتحضير ماجستير او تحضير دكتوراة.

وقد كان لفهمي وانا صغير في ذلك الوقت قصورا كبيرا صنعه خيال طفل ان هذا الماجستير الذي يقوم بتحضيره جارنا المحامي من فصيلة الجن والعفاريت التي يقوم بتحضيرها الدجالين المتخصصين في ذلك .

وقد كانت للعفاريت والجن تواجد كبير وحضور هائل في القصص والحواديت التي كنا نقتادها لذلك فالخوف منها كان دائما يأخذنا اليها في الظلام.

وقد كان الرعب كل الرعب لي عندما أمر من امام هذه الشقة وانا لواحدي خاصة في الليل ان يتمكن مني هذا الماجستير الذي يوجد في شقة جارنا ليقوم بإيذائي لذلك كانت كل المعاناة عندما تضطرني الظروف في ذلك .

لهذا كان رمضان فرحة كبيرة لأن فيه سيقيّد فيه الماجستير الذي يقوم بتحضيره جارنا لذلك سأستريح من ارتعاد أطرافي وخفقان قلبي وانا اسرع الخطي من امام باب شقته.


وقد استمر الخوف والرعب من ماجستير جارنا في قلبي الي ان تركنا العمارة الي عمارتنا الجديدة وقد كان عمري في ذلك 10 سنوات.

وتمر السنون واكتشف حقيقة الماجستير المرعب بسذاجة الطفل الذي كنت اعيش فيها ولأتذكر رمضان دائما بتلك الذكريات الطريفة.






( .. وكل عام وأنتم في كل خير وسلام .. )

 

 
























التوقيع