عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2008, 10:20 PM   رقم المشاركة : 24
لطيف علم الله تعالى


 





قال الله تعالى



لقمان


هذه موعظة بليغة ، وكلمات جامعة ،

وأسلوب بديع ذكره ربّنا – سبحانه – على لسان لقمان الحكيم وهو يُؤدّب ابنه ،

مبيناً له سَعة علم الله - عزّ وجَلّ - وإحاطته بجميع الأشياء صغيرها ،

وكبيرها ، ودقيقها ، وجليلها ،

وأن الله - تبارك اسمه ، وتعالى جَدّه - مُطّلعٌ على دقائق الأمور كلها لا تخفى عليه خافية ،

ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .

فلو أنَّ الحسنات ، والسيئات كانت مثل حبة خردل متناهية في الصغر ،

وكانت في بطن صخرة صماء ، أو كانت في أرجاء السموات

أو في أطراف الأرض لعلم مكانها وأتى بها - سبحانه وتعالى -

فهو لَطِيف بِاسْتِخْرَاجِهَا خَبِير بِمُسْتَقَرّهَا ،

فلا إله إلا الله الذي أحاط علمه بكل شيء ،

يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء ،

ويرى مخ ساقها وجريان الدم في عروقها ؛ فأين يختبئ منه العاصي إذا أراد أن يعصيه ؟

والمسلم إذا تدبّر هذه الآية ،

واستشعر معانيها ؛ فإنّه يوقن أنّ الله يراه ويراقبه في كل حين ،

فتعظم المراقبة في نفسه ، ويجعل خشية الله في قلبه ،

فلا يجرؤ على عصيان مولاه الذي يراه ، ولسان حاله يقول :

إذا ما خلوت بريبة في ظلمة ...... والنفس داعية إلى العصيان

فاخشَ من نظر الإله وقل لها ...... إنّ الذي خلق الظلام يراني




اللهمّ ارزقنا خشيتك في السرّ والعلن ،

واسترنا ولا تفضحنا ، وعاملنا بما أنت أهله ؛

فأنتَ – سبحانك – أهل التقوى ، وأهل المغفرة .




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس