الموضوع: بأقلامهم
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2013, 04:45 PM   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

أوباما، من أنت؟ أسمعت؟ أرأيت؟ لا نشكو لك، الشكوى لغير الله...!

بقلم / المهندس غسان سميح الزين

"سَألتُه: هل رأيت في حياتك شخصاً يُقتل؟ نَظر إلى أسفل وبدا أن السؤال باغته. فأعدته عليه مرة أخرى: "هل رأيت؟" فقال: "نعم". "هل كان المشهد دامياً؟" "نعم".
فكرت دقيقة، وسألت: "لماذا قُتل الرجل؟ أعني الرجل الذي رأيت؟". "لأنه كان ضعيفاً"، "هذا كُل شيء؟!"
فهز لولو (زوج أم أوباما الأندونيسي) كتفيه وعاد ليغطي ساقه التي كشفها، وقال: "عادة ما يكون هذا كافياً، فالناس يستغلون ضَعف الآخرين، إنهم بالضبط مثل الدول في هذا الأمر ؛ فالرجل القوي يستولي على أرض الضعيف، ويجعل الضعيف يعمل في حقوله، إذا كانت زوجة الضعيف جميله فإن القوي سيأخذها." وتوقف ليأخذ رشفة من الماء، ثم سألني: أيهما تفضل أن تكون؟".
لم أجب، فنظر بعينين شبه مغمضتين إلى السماء وقال في النهاية وهو ينهض على قدميه: "من الأفضل أن تكون قوياً. وإذا لم تستطع أن تكون قوياً، كن ذكياً وتحالف مع شخص قوي، لكن الأفضل دائماً أن تكون أنت نفسك قوياً".
(باراك أوباما، أحلام من أبي، ص: ٦٠ -٦١).

واليوم أيها الآتي الى الأرض المقدسة، هل حدّثك تراب الأرض التي تطؤها المخضب بدماء أبنائها الشهداء دفاعاً عن بيوتهم، وعنها، عمن قَتلهم، ومن هو القوي الذي يتحالف القتلة معه؟
الآن، ايها القوي، يمكنك أن تشهد بنفسك الأناس الضعاف يقتلون!
كتب: Petter Beinard في كتابه "أزمة الصهيونية": "إذا ربي ستيفن وايز (١٨٧٤، ١٩٤٨، هو أحد مؤسسي المنظمة الصهيونية زمن هرتزل، ومَثَّل في المؤتمرات الصهيونية اليهود الأميركيين وهو من الليبراليين)

قصد الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض ليحضر اجتماعاً بين قادة المنظمات الأميركية اليهودية الصهيونية ورئيس جمهورية الولايات المتحدة الأميركية سوف يجد شخصاً فريداً يتطابق في رؤيته للهوية اليهودية وللدولة اليهودية مع ما يراه هو نفسه على وجه التقريب. سيجد شخصاً يتزاوج مع الليبرالية الصهيونية التي سادت في زمانه. إنه الرجل صاحب البشرة السوداء الذي يحمل إسماً إسلامياً: باراك حسين أوباما".
في مسرحية "الأرض الجديدة القديمة" التي كتبها ثيودور هرتزل - زميل ربي وايز في تأسيس المنظمة الصهيونية عام ١٨٩٧ - كتب يقول أن الأرض الجديدة (يقصد إسرائيل) "لن يكون فيها مهماً من أي عنصر أو من أي دين يكون المواطن. إن كان إنساناً هذا يكفي".
فهل من قابلتهم اليوم أيها الآتي الى الأرض الجديدة (إسرائيل) التي كم من مرة رَددت بأن الولايات المتحدة ترتبط بحلف استراتيجي صلد كالحجار أو أشد قساوة وعراه لا تنفصم يحافظون على ما تؤمن به من ليبرالية سواء أكان أنت أم الحركة الصهيونية التي تأسست لتبني دولة إسرائيل إنموذجاً لكيف تتعامل الأكثرية مع الأقليات؟!
أرأيت أي انموذج هي اليوم!
أيها القوي الذي نُصحت زَمن طفولتك بأن تكون قوياً. اليوم أنت القوي الذي يُستقوى به على الضُعفاء. فهل أنت عالم بما يفعله من يستقوي بك على هؤلاء المظلومين الضعفاء الفلسطينيين؟
هل أنت راض عن أتباعك ممن تبسط حمايتك عليهم؟
هل أصوات مَظالم أهل " شيخ جراره" وأهل الضفة وأهل غزة ورفح وصلت مسامعك؟
هل حين وطأت التراب صوت محمود درويش دق أذنيك؟
هل سمعت صوته يُنشد من قبره ممثلاً صوت كل فلسطيني:
بلادي البعيدة عني... كقلبي!
بلادي القريبة مني... كسجني!
أيها الآتي، أرأيت أعمال الأقوياء أم أغمضت عينيك؟ أسمعت أنّات الثكالى أم أهدوك وقَراً لأذنيك؟
نحن لا نشكو لك لأن الشكوى لغير الله...
لكننا نشكوك ومن تحميهم لمن يمهل ولا يهمل… جل جلاله.

 

 

   

رد مع اقتباس