كانت النَّملة تمشي 
أحمد شوقي
كانت النَّملة تمشي - مرة ً تحتَ المُقطَّمْ 
فارتخى مَفصِلُها من - هَيبة ِ الطَّوْدِ المعظَّمْ 
وانثنتْ تنظرُ حتى - أوجد الخوف وأعدم 
قالت : اليوم هلاكي - حلَّ يومي وتحتم ! 
ليت شعري : كيف أنجو  - إنْ هوى هذا ـ وأَسلم؟ 
فسعت تجري ، وعيناها - ترى الطَّود فتندم 
سقطتْ في شبرِ ماءٍ - هو عند النّمل كاليمّ 
فبكت يأساً ، وصاحت - قبل جري الماء في الفمّ 
ثم قالت وهي أدرى - بالذي قالت وأَعلَم: 
ليتني لم أتأخَّر - ليتني لم أتقدَّم 
ليتني سلَّمت ، فالعاقل - من خاف فسلَّم ! 
صاح لا تخش عظيما - فالذي في الغيْب أَعظم