عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2013, 11:41 PM   رقم المشاركة : 133

 

الوصية

في مغرب يوم من ايام شعبان من عام 1396 هـ كنت جالساً في مركز امارة حما مع الاخوياء حيث كان الامير وقتها في اجازه ، وموكل احد اخوياه ليقوم بتسيير امور الامارة ، وبعد صلاة المغرب وصل الى المركز صالون تويوتا تابع لإمارة نجران فيه اربعة اشخاص مع السائق اتضح فيما بعد انهم مفتشين المركز ، الاخوياء رحبوا بهم وادخلوهم صيوان الامارة وكان الوكيل في البر

طلبوا مني الاخوياء الموجودين في المركز بالذهاب الى هذا الوكيل وإخباره بإنه يوجد مفتشين في المركز

قلت لهم انا ما اعرف مكانه فاخاف اتوه ، قالوا خذ معاك رجل اسمه ( مقعد )
ومقعد هذا خوي من الاخوياء لكنه ليس من اهل المنطقه

قلت يامقعد تعرف المكان قال الله اكبر .. قلت يالله توكلنا على الله ، وبالفعل اتجهنا الى المكان المحدد ووجدنا الوكيل واخبرناه بأن في المركز ضيوف .

قال لنا كملوا جميلكم وروحوا عند فلان وخذوا من عنده خروف حتى نعشي الضيوف لانني انا ما يمديني الان .

قلت يامقعد تعرف المكان ؟ قال كيف ، قلت يالله مشينا وبالفعل وصلنا الى المكاان المحدد واعطينا الرجل السالفة وجاب لنا خروف وحمله في السياره
ومشينا متجهين الى المركز وبسرعة فائقه على ان نوصل باسرع وقت ممكن ليتمكنوا من ذبح الخروف وتقديم العشاء مبكراً .

وكانت المسافة في حدود نصف ساعه ولكن للاسف سلكنا الطريق العكس
يعني بدل ما نروح جهة المركز عكسنا الطريق تماماً بإتجاه الرياض .

بعد حوالي نصف ساعه دخلنا بين كثبان من الرمل قال لي مقعد وقّف يبدو اننا اخطأنا الطريق ونزلنا من السيارة وقام يطالع في النجوم وقال لي تعرف اتجاه القبله ؟ قلت والله ماعرف سالني عن نجم في السماء قلت اسمع عنه لكن ما اعرفه قال اجل احنا تائهين وقال لي اعتقد الطريق من هنا .

وفي حدود الساعة التاسعة دخلنا وادي يشبه وادي الحصينيه ، شدّيت على السيارة حتى لا تغرز بنا وقبل نهاية الوادي من الطرف الاخر وجدت
امامي عقم ( مجرى سيل ).

اضطررت للوقوف لانه لا يمكن تجاوز هذا المجرى وغرزت السيارة ويصعب اخراج السيارة بسهوله لان مافيها دبل ولابد للرجوع الى الخلف .

قال صاحبنا هذا لابد ان نخرج السيارة من هذا الوادي قبل طلوع الشمس لان لو طلعت الشمس ونحن هنا سوف نهلك بدانا في الرجوع الى الخلف ولكن بصعوبه جداً جداً ، لان الرمل في منتهى النعومه وكان واحد منا يحفر للكفرات الخلفية وواحد يسوق حتى جاءت الساعة الثانيه صباحا ونحن لم نصل منتصف الوادي .

كان فيه طريقة واحده للخروج من هذا الوادي وهو خفض هواء الكفرات الى الصفر ولكن ما عندنا لي هواء نعبّي به الكفرات بعد خروجنا .

عطشنا عطش شديد لا يعلمه الا الله واحنا ما عندنا ماء ونشفت حلوقنا من كثرة الحفر .

واخيراً اهتديت الى فكرة وهي قارورة ماء المساحات في السيارة وفعلاً فكيناها وشربنا ماؤها ولم يكن كافياً واجهدنا التعب .

جاءت الساعه الرابعة صباحاً واحنا ما زلنا في منتصف الوادي ، مقعد كان كبير في السن اجهد وتعب وتمدد على الرمله وقالي خلاص انا بموت اكتب وصيتي ، قلت له اذكر الله قال والله ما عاد اقدر اتحرك وحلقي ناشف واصر على كتابة الوصية ، اصابتني الدهشة وارعبني الخوف مما قاله ولكن الحمدلله لازلت شاباً يافعاً ونشيطاً في وقتها وتماسكت ودعوت الله ان يخرجنا من هذا المأزق .

بحثت في درج السيارة عن ورقة اكتب له وصيته ولم اجد الا كتالوج السيارة قلت له ايش اكتب لك ؟ قال اكتب انا فلان بن فلان ولي عند فلان كذا كذا ... الخ .

بعدها فتحت صفحة اخرى وكتبت اسمي وعنواني في نجران والباحه فقط
ثم قمت الى سيارتي احفر وادفن واقدم واوخر وحدي لعل الله يخرجنا

وقبل شروق الشمس بحوالي نصف ساعة تقريباً وصلت الى ارض صلبة نوعاً ما واعانني الله ومشت السيارة الى الخلف حتى بداية الوادي الذي دخلنا منه

وما ان خرجت قام صاحبي يهلل ويكبر ويسلم على راسي وصلينا الفجر وانتظرنا طلوع الشمس ثم مشينا لا نعلم اين نحن من الارض حتى ابصرنا طفلاً يرعى غنمه ووقفنا عنده وسالناه عن مكان اهله ووصفنا بالمكان حتى وصلنا خيمة اهل الطفل .

رحّب بنا صاحب الخيمه وقلنا له اول شيء اسقنا ماء لاننا في منتهى العطش شربنا من ذلك الماء حتى كاد يغمى علينا.

علمنا صاحبنا بالسالفة قال وصلتم افطروا وبعد الفطور اوصلكم الى المركز وفعلاً تقهوينا وافطرنا ومشى قدامنا بسيارته حتى وصلنا المركز في حدود الساعة التاسعة صباحاً .

وما ان رأنا الاخوياء والمفتشين حتى هللوا وكبروا وعلمناهم بالقصة .

قالوا احنا تتبعنا اثر السيارة من عند صاحب الخروف حتى ضاع علينا الاثر من كثرة خطوط السيارات.

بعدها قاموا وذبحوا الخروف اللي معنا في السيارة وسوو لنا غداء بمناسبة سلامتنا .

لهذا كرهت هذه السيارة وبعتها بعد شهرين من شرائها .

وهذا علمي وسلامتكم ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس