.
*****
رحم الله سعيد بن جبير
ورحم الله الحجاج فكم من القصص كتبت عنه
ولد الحجاج في منازل ثقيف بالطائف عام 41هـ وتوفي عام 95هـ
وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج
أمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد
تعلم الحجاج القرآن والحديث والفصاحة ثم اصبح يعلم الفتية القرآن والحديث ويفقههم في الدين
وقد تزوج الحجاج من ابنة المهلب ابن أبي صفرة
وهو سياسي أموي وقائد عسكري لعب دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة الأموية وسير الفتوح وخطط المدن وبنى مدينة واسط ويعد من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي والعربي
وفي عام 73هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عبد الله بن الزبير فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة المكرمة وأمر عليه الحجاج بن يوسف
فخرج بجيشه إلى الطائف وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً فسار إلى مكة المكرمة وحاصر ابن الزبير فيها
وهنا يزعم البعض بأن الحجاج قد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها وعلى هذا القول والفعل رد ابن تيمية في الجواب الصحيح فقال (والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق)
كما قال ابن تيمية في الرد على المنطقيين (والحجاج بن يوسف لم يكن عدواً لها (أي الكعبة المشرفة) ولا أراد هدمها ولا أذاها بوجه من الوجوه ولا رماها بمنجنيق أصلا)
كما ان حكاية المنجنيق فيها شك من أصلها فالحجاج تقدم بجيشه واحتل الأخشبين (جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان) وهما مطلان على المسجد الحرام من المشرق والمغرب وقريبين إليه جداً ولذلك فلا يوجد حاجة للمنجنيق أصلاً والمسجد الحرام في ذلك الوقت من طابق واحد غير مرتفع ومن السهل بمكان على جيش من الآلاف أن يعلوه ويدخله وهو ليس مبني أصلاً ليكون حصناً عسكرياً حتى يصعب هدمه ومع ذلك طال حصار الكعبة المشرفة إلى عدة شهور وهذا دليل على حرص الحجاج على الكعبة المشرفة
أصيب الحجاج في آخر عمره بما يظهر أنه سرطان المعدة
وتوفي بمدينة واسط في العشر الأخير من رمضان 95هـ (714 م)
ويروى انه كان يدعو الله ويقول (اللهم اغفر لي فإنهم زعموا أنك لا تفعل)
وقال الأصمعي: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:
يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا = بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ = ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ؟
ترك الحجاج وصيته وفيها قال:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث .... الخ
ويروى كذلك أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع
ودُفن الحجاج في قبر غير معروف المحلة في واسط
وفجع بوفاته الوليد بن عبد الملك بن مروان وجاء إليه الناس من كل الأمصار يعزونه في موت الحجاج وكان يقول: كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه أما أنا فأقول أنه جلدة وجهي كله
وقد عمد الخوارج والشيعة إلى تشويه تاريخ وسمعة الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب ما أذاقهم من الحروب وبسبب كفه لأذاهم عن المسلمين وبسبب تسييره للجيوش لفتح بلاد تركستان الشرقية وتركستان الغربية واشتباكه مع جيوش الصين وتسييره للجيش بقيادة ابن أخيه لفتح بلاد السند (باكستان اليوم)
رحم الله الحجاج وكل من خدم الاسلام والمسلمين وتجاوز عنهم زلاتهم وهفواتهم وهكذا هو التاريخ فيه من الغث والسمين والصحيح والمكذوب
والشكر موصول للحبيب أبو صالح
*****